الجمعة، 17 يوليو 2015

موضوع مميز تحذير الزائر من أخطاء زيارة المقابر.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي خلق الموت و الحياة ليبلونا أينا أحسن عملا ، و الصلاة و السلام على نبينا محمد رسول الحنفية السمحة
وعلى آله و صحبه أجمعين..

أما بعد
فإن مبنى العبادة على ركيزتين و دعامتين هامتين
أولاهما : إخلاص العبادة لله وحده لا شريك له
و ثانيهما : متابعة الرسول صلى الله عليه و سلم في ما جاء به

مبلغا عن ربه عز وجل،قال الفضيل بن عياض في قوله تعالى
{ ليبلوكم أيكم أحسن عملا } قال : أخلصه وأصوبه قالوا يا أبا علي : ما أخلصه وأصوبه ؟ قال : إذا كان العمل خالصا ولم يكن
صوابا لم يقبل وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا ; والخالص أن يكون لله والصواب أن يكون
على السنة.

و بعد ؛ فمما أحدث الناس في آخر الزمان طقوسا خاصة بالقبور من حيث الزيارة خاصة في المواسم و الشعائر الدينية
فكان بيان العلماء الآتي:

من المواسم المحدثة في زيارة القبور :
1- زيارة القبور في يومي العيدين :
فمن العادات السيئة تخصيص زيارة قبور بعض القرابات في الأعياد بحجة أن ذلك من باب البر ، وزيارة المحبة لهم ، وهذا من البدع المحدثة المحرمة
2- زيارة القبور يوم عرفة ، أو التعريف عند القبر :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : " فمن ذلك ما يفعل يوم عرفة ، مما لا أعلم بين المسلمين خلافا في النهي عنه
وهو قصد قبر من يحسن به الظن يوم عرفة ، والاجتماع العظيم عند قبره ، كما يفعل في بعض أرض المشرق والمغرب
والتعريف هناك ، كما يفعل بعرفات فإن هذا نوع من الحج المبتدع ، الذي لم يشرعه الله ، ومضاهاة للحج الذي شرعه الله
واتخاذ القبور أعيادا . . .

وقال أيضا : وهذا محرم سواء كان بشد رحل ، أو لم يكن ، وسواء كان في يوم عرفة أو في غيره
3- زيارة المقابر يوم عاشوراء
( العاشر من شهر الله المحرم ) ، وهذا من البدع المحدثة في هذا اليوم

4- زيارة المقابر في ليلة النصف من شعبان .
وقد ذكر بعض أهل العلم بعض ما يحصل في تلك الليلة من البدع التي أحدثها الناس عند القبور ، وما يترتب عليها من
المفاسد العظيمة

5- زيارة القبور في وقت معين
مثل من يخصص يوم الجمعة للزيارة من كل أسبوع ، بحجة أن الميت إذا لم يزر ليلة
الجمعة بقي خاطره منكسرا بين الأموات - كما يزعم ذلك بعض المبتدعة وهذه دعوى باطلة ما أنزل الله بها من سلطان .

6- زيارة قبر الميت في اليوم السابع من دفنه
لأجل الترحم عليه ، والدعاء له ، وقال بذلك فقهاء المالكية واستدلوا على ذلك
بأثر عن طاوس قال : كانوا يستحبون ألا يتفرقوا عن الميت سبعة أيام ؛ لأنهم يفتنون ويحاسبون في قبورهم سبعة أيام
وهذا الأثر إن صح عن طاوس فلا حجة فيه ؛ لأن طاوسا يستدل لقوله ، ولا يستدل بقوله ، ولو سلمنا بحجيته ، فلا يدل
ظاهر الأثر على مشروعية الزيارة في اليوم السابع .

وذهب بعض أهل العلم إلى منعه وكراهته ، وهذا هو الصواب ؛ لأن من أجاز ذلك لم يستند على حجة شرعية وبناء على ذلك ، فإن هذا لا أصل له ، فيكون من البدع المحدثة .
7- مما أحدثه بعض الناس الذهاب صبيحة يوم الثاني
من دفن الميت ، وزيارة القبر ، واجتماع أقاربه عنده ، ومن غاب عن ذلك وجدوا عليه

هذه بعض المواسم والأعياد التي أحدثها بعض الناس لزيارة القبور ، بغير دليل شرعي ، فالله المستعان ."
( 85/ 285-283) مجلة البحوث الاسلامية.


فتاوى أهل العلم:

ما حكم تخصيص يوم الجمعة لزيارة المقابر؟

"لا أصل لذلك، والمشروع أن تزار القبور في أي وقت تيسر للزائر من ليل أو نهار، أما التخصيص بيوم معين أو ليلة معينة
فبدعة لا أصل له؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)) متفق على صحته، ولقوله
صلى الله عليه وسلم: ((من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)) أخرجه مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها".

موقع الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله.

ما حكم تخصيص زيارة القبور يوم الجمعة، وهل هناك مزية عن غيره؟
الجواب:
"تخصيص زيارة القبور بيوم الجمعة ليس عليه دليل، وزيارة المقابر تكون في كل وقت، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه
وسلم أنه زار المقبرة في الليل ودعا لأهل القبور. ولو قال قائل: ينبغي لكل إنسان حصل منه غفلة عن ذكر الموت أن يذهب
ويزور المقبرة، ويكون هذا هو السبب في الزيارة، لو قيل بهذا لكان له وجه، والدليل: قول النبي صلى الله عليه وعلى آله
وسلم: (زوروا القبور فإنها تذكر بالموت) وحقيقة أن الإنسان إذا ذهب إلى القبور وزارها فلا بد أن يتذكر الموت ويتذكر الآخرة
لأنه يرى هذا القبر كان بالأمس صاحب القبر معه على وجه الأرض يأكل ويشرب ويتمتع ويذهب ويجيء والآن هو
مرتهن بعمله، فيتذكر الإنسان، ثم هل يستبعد أن يكون كهذا الرجل؟ أبداً لا بعد في هذا، الإنسان ربما يخرج إلى المسجد ولا يرجع
إلى بيته إلا محمولاً، وربما ينام ولا يقوم إلا جنازة، وهذا شيء مشاهد.

حكى لنا بعض الإخوة في الأسبوع الماضي أنه كان رجل قد دعا أصحابه إلى وليمة، فحضروا إلى الوليمة بعد صلاة العشاء
وفي نفس المكان والناس ينتظرون العشاء أحس بدوران في نفسه فحملوه إلى المستشفى فمات هناك فوراً، هل أحد يستبعد أن
يناله مثل ما نال هذا الرجل؟ أبداً، فإذاً أنت يا أخي زرت المقبرة تذكر هؤلاء الذين كانوا معك يأكلون ويشربون ويتمتعون
ويتكلمون ويضحكون وينامون ويذهبون ويجيئون، والآن هم مرتهنون بأعمالهم، لا يستطيعون أن يزيدوا حسنة من حسناتهم
ولا أن يدفعوا سيئة من سيئاتهم، فلو قال قائل: إنه ينبغي للإنسان كلما رأى من نفسه قسوة وغفلة أن يذهب إلى المقابر ويزورها
لم يكن هذا بعيداً، لكن إذا زارها ماذا يقول؟ يقول: (السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم
لاحقون، يرحم الله المستقدمين منكم والمستأخرين، نسأل الله لنا ولكم العافية، اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم
واغفر لنا ولهم).

فتاوى غير مصنفة للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.

و سئل أيضا رحمه الله تعالى:
ما حكم تخصيص العيدين والجمعة لزيارة المقابر ؟ وهل الزيارة للأحباء أم للأموات فيها ؟

الجواب :

"ليس له أصل , فتخصيص زيارة المقابر في يوم العيد واعتقاد أن ذلك مشروع يعتبر من البدع لأن ذلك
لم يرد عن النبي ولا أعلم أحد من أهل العلم قـــــال بــه .

أما يوم الجمعة فقد ذكر بعض العلماء أنه ينبغي أن تكون الزيارة في يوم الجمعة مع ذلك فلم يذكروا في هذا أثراً عن رسول الله
عليه الصلاة والسلام .

70 سؤالاً في أحكام الجنائز ص42 منقول.

بيان درجة حديث: " من زار قبر أبويه أو أحدهما في كل جمعة غفر له و كتب برا " .

قال الألباني -رحمه الله تعالى -في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 125 ) :

موضوع .

أخرجه الطبراني في " الصغير " ( ص 199 ) و في " الأوسط " ( 1 / 84 / 1 ـ من
" زوائد المعجمين " ) ، و عنه الأصبهاني في " الترغيب " ( 228 / 2 ) من طريق
محمد بن النعمان بن عبد الرحمن عن يحيى بن العلاء البجلي عن عبد الكريم
أبي أمية عن مجاهد عن أبي هريرة مرفوعا و قال : لا يروى عن أبي هريرة إلا
بهذا الإسناد .
قلت : و هو موضوع : محمد بن النعمان هذا قال في " الميزان " و تبعه في
" اللسان " : مجهول ، قاله العقيلي ، و يحيى متروك .
قلت : و يحيى هذا مجمع على ضعفه ، و قد كذبه وكيع ، و كذا أحمد فقال : كذاب يضع
الحديث و قال ابن عدي : و الضعف على رواياته بين ، و أحاديثه موضوعات .
و شيخه عبد الكريم أبي أمية هو ابن أبي المخارق ضعيف أيضا و لكنه لم يتهم ،
و لذلك لم يصب الحافظ الهيثمي حين أعل الحديث به فقط ، فقال ( 3 / 60 ) : رواه
الطبراني في " الأوسط " و " الصغير " ، و فيه عبد الكريم أبو أمية و هو ضعيف .
و أما شيخه العراقي ، فقد أعله في " تخريج الإحياء " ( 4 / 418 ) بما نقلته
آنفا عن " الميزان " فأصاب و كذلك أخطأ السيوطي في " اللآليء " حيث قال ( 2 /
234 ) حيث قال : عبد الكريم ضعيف ، و يحيى بن العلاء و محمد بن النعمان مجهولان
فإن يحيى بن العلاء ليس بالمجهول ، بل هو معروف و لكن بالكذب ! .
ثم إن للحديث علة أخرى و هي الاضطراب ، فقد أخرجه ابن أبي الدنيا في " القبور "
و من طريقه عبد الغني المقدسي في " السنن " ( 92 / 2 ) عن محمد بن النعمان يرفع
الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، و هذا معضل .
و قال ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 209 ) : سألت أبي عن حديث رواه أبو موسى
محمد ( بن ) المثنى عن محمد بن النعمان أبي النعمان الباهلي عن يحيى بن العلاء
عن عمه خالد بن عامر عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الرجل يعق
والديه أو أحدهما فيموتان فيأتي قبره كل ليلة ؟ قال أبي : هذا إسناد مضطرب ،
و متن الحديث منكر جدا كأنه موضوع .".
و صل اللهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق