الأحد، 25 فبراير 2018

ما الفرق بين ادخل واسلك يدك في قصة موسى عليه السلام

ما الفرق بين ادخل واسلك يدك في قصة موسى عليه السلام
في قوله تعالى
{ وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا
قَوْمًا فَاسِقِينَ فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ }
(سورة النمل 12 - 13)
وقوله تعالى
{ اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ
مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ } (سورة القصص 32)
والفرق كبير جدا بين كلمة ادخل واسلك لو راعينا سياق كل ايه ومدلولها
وسنتناول كل منها على حده
اولا : في الاية من سورة النمل عند كلمة وادخل الخطاب موجه لفرعون
وقومه هنا سياق الاية جاءت في عموم الايات التي
جاء بها موسى الى فرعون التسع ايات ومن ضمنها أية ادخال يده في جيبه لتخرج بيضاء
وجاء تحديد عددها بتسع آيات ايضا في سورة الإسراء؛
قال تعالى: وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءهُمْ فَقَالَ
لَهُ فِرْعَونُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ
مَا أَنزَلَ هَـؤُلاء إِلاَّ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ بَصَآئِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَونُ مَثْبُورًا
سورةالإسراء.
أما اجتماع تفصيل هذه الآيات التسع فجاء في سورة الأعراف؛
قال تعالى: (فَأَلْقَى عَصَاهُ[1] فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ وَنَزَعَ يَدَهُ[2] فَإِذَا هِيَ بَيْضَاء لِلنَّاظِرِينَ (الأعراف107-108)
وقال تعالى: (وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَونَ بِالسِّنِينَ[3]وَنَقْصٍ مِّن الثَّمَرَاتِ[4] لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (130) الأعراف.
وقال تعالى: (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ[5]وَالْجَرَادَ[6]وَالْقُمَّلَ[7]وَالضَّفَادِعَ[8]وَالدَّمَ[9]
آيَاتٍ مُّفَصَّلاَتٍ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ
الأعراف(133)
ومن سياق الاية نعرف انها جاءت في العموم فجاءت كلمة ادخل الدالة على العموم بدل كلمة واسلك لانها
ادق وانسب معنى واشمل مع مفهوم بقية ايات موسى الاخرى
في قوله تعالى
{ وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا
قَوْمًا فَاسِقِينَ فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ }
(سورة النمل 12 - 13)
ثانيا: : في الاية من سورة القصص عند كلمة اسلك جاءت
في إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ اي واشراف قومه
والاية تتحدث عن اتباع سلوك معين ولغرض اي الية في حركة اليد في الجيب
واخراج اليد بيضاء ثم ضم الجناح (اليد والعضد) لغويا نقول
يَطِيرُ الطَّائِرُ بِجِنَاحَيْهِ :- : مَا يَطِيرُ بِهِ وَيُسَاعِدُهُ عَلَى الطَّيَرَانِ .
- جَنَاحُ الإِنْسَانِ :- : أَحَدُ طَرَفَيْهِ اليَدُ وَالإِبْطُ وَالعَضُدُ .
اي ضم اليد الى الداخل مثل الطير لما يضم جناحه ليذهب ضياء اليد
كما هو الحال مع اية العصا لما قال الله عنها
سنعيدها سيرتها الاولى فهو مما ترهب به فرعون ويكون برهانان
على تلك الاية (اليد والعصا) واستخدام كلمة اسلك
هو اقوى واقرب مدلول في فهم الية اليد وانماط حركتها فاستخدام كلمة اسلك انسب
لان سياق الاية يتوافق معها بدل مفهوم كلمة ادخل في قوله تعالى
{ اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ
مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ } (سورة القصص 32)
والفرق شاسع مثلا لو قلنا ادخل مكه غدا فتاتي اليها ع بعموم الطرق المؤدية لها اما ان
تقول اسلك طريق كذا للذهاب الى مكه فهن تغير المعنى من العموم الى
المخصوص اي اتباع مسلك محدد
وعلى كثرة هذه الآيات فلم تكن تؤثر بهم تأثيرًا يخرجهم من الشرك والكفر إلى الإيمان؛
قال تعالى: (وَمَا نُرِيهِم مِّنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ
وَقَالُوا يَا أَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ
فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ
الزخرف.
قد يسأل احد منكم هو الله سبحانه قال ادخل او
اسلك يدك مع موسى عليه السلام
في قوله تعالى
{ وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا
قَوْمًا فَاسِقِينَ فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ }
(سورة النمل 12 - 13)
وقوله تعالى
{ اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ
مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ } (سورة القصص 32)
الجواب
الاثنين (ادخل واسلك ) قالها الله سبحانه
ففي سورة النمل (وادخل ) اعطى الله عموم الايات الى فرعون وقومه
وبين فقط بملمح عن اية اليد البيضاء بقوله
(وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ ) ولم تتطرق
الاية الى جزء اخر مهم وهو واضمم جناحك كما في سورة القصص اي عموم الايات التسعه
بقى امر واحد اي من هذه الايات التسعه يبينها موسى
لفرعون وملئه في قصره فمن غير المعقول ان يبينها جميعا لان تلك الايات سوف تتعاقب بفتراة زمنيه متفاوته
فجاءت سورة القصص تبين ان الله سبحانه قد امر موسى ان ياخذ ايتين هي
العصا واليد البيضاء (اضهارهما واخفائهما) الى فرعون وملئه (اشراف قومه)
وفيها بين الله سبحانه طريقة استخدام اليد في تلك الايتين فكان قوله
بقوله سبحانه لموسى عليه السلام
{ اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ
مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ } (سورة القصص 32)
فلكل سورة سياق لغوي محدد تبعا لمجريات الامور واحداثها
هذا هو المعنى والفرق بين كلمة ادخل واسلك وسياق كل اية
في الاختيار بينهما والحمد لله رب العالمين
المصدر : بقلمي
المراجع : معاني النحو \ لمسات بيانية في قصة موسى عليه السلام \ د فاضل السامرائي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق