بسم الله الرحمن الرحيم
::الرجوع للحق فريضة وفضيلة ومن سمات السّلف ::
::الرجوع للحق فريضة وفضيلة ومن سمات السّلف ::
:: عود النفس على الرجوع الى الحق وعدم التعصب للرأي و الأشخاص::
الحمد لله والصَّلاة والسَّلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد:
ٌفقال الله تعالى: { وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ } [الأنبياء: ٣٥].
وقال سبحانه: { الم* أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ* وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ } [العنكبوت: ١ – ٣].
وقال النبي صلى الله عليه و سلم :" كل بني آدم خطاء و خير الخطائين التوابون " ( رواه أحمد و الترمذي و إسناده حسن)
فهذا بإذن الله جمع يسير لبعض اقوال أهل العلم فيما يتعلق بفضيلة الرجوع الى الحق و الصواب و أن ذلك من سمات السلف ، عسى الله أن ينفعني بها و إياكم و من بلغته ،إنه ولي ذلك والقادر عليه .
قال الشيخ العثيمين رحمه الله: والواجب أن يرجع الإنسان للحق حيثما وجده، حتى لو خالف قوله فليرجع إليه، فإن هذا أعز له عند الله، وأعز له عند الناس، وأسلم لذمته وأبرأ ولا يضره.
فلا تظن أنك إذا رجعت عن قولك إلى الصواب أن ذلك يضع منزلتك عند الناس؛ بل هذا يرفع منزلتك، ويعرف الناس أنك لا تتّبع إلا الحق، أماّ الذي يعاند ويبقى على ما هو عليه ويرد الحق، فهذا متكبر والعياذ بالله.
وهذا الثاني يقع من بعض الناس والعياذ بالله حتى من طلبة العلم، يتبيّن له بعد المناقشة وجه الصواب وأن الصواب خلاف ما قاله بالأمس، ولكنه يبقى على رأيه، يملي عليه الشيطان أنه إذا رجع استهان الناس به، وقالوا هذا إنسان إمعه كل يوم له قول، وهذا لا يضر إذا رجعت إلى الصواب، فليكن قولك اليوم خلاف قولك بالأمس، فالأئمة الأجلة كان لهم في المسألة الواحدة أقوال متعددة.
(من شرح رياض الصالحين للعثيمين رحمه الله المجلد الثالث باب تحريم الكبر والاعجاب ج٣ ص ٥٣٧)
الرجوع إلى الحق من سمات السلف.
كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنهما "لا يمنعك قضاء قضيته بالأمس راجعت فيه نفسك وهّديت فيه لرشدك أن ترجع فيه إلى الحق فإن الحق قديم والرجوع إلى الحق أولى من التمادي في الباطل"
رواه البيهقي والدار قطني .
قال مالك وهو يثنى على عمر بن الخطاب كما في جامع (2 / 1141): " كان أسرعنا رجوعاً إذا سمع الحق".
وقال عمر بن عبد العزيز: " ما من طينة أهون علي فكاً وما من كتاب أيسر علي رداً من كتاب قضيت به ثم أبصرت أن الحق بغيره فنسخته" . تاريخ دمشق (45 / 194)
وقال الشافعي: " كل مسألة تكلمت فيها وصح الخبر عن رسول الله ﷺ عند أهل النقل بخلاف ما قلت فأنا راجع عنها في حياتي وبعد موتي" .اهـ توالي التأسيس (108)
وقال ابن رجب: " كان أئمة السلف المجمع على علمهم وفضلهم يقبلون الحق ممن أورده عليهم وإن كان صغيراً ويوصون أصحابهم وأتباعهم بقبول الحق إذا ظهر في غيره قولهم " هـ الفرق بين النصيحة والتعيير (10)
وقال الإمام الآجري: "إن أفتى بمسألة فعلم أنه أخطأ لم يستنكف أن يرجع عنها وإن قال قولاً فرده عليه غير ممن هو أعلم أو مثله أو دونه فعلم أن القول كذلك رجع عن قوله وحمده على ذلك وجزاه خيراً ".أخلاق العلماء (37).
نسأل الله تعالى أن يجعلنا جميعا رجاعين للحق و لأهله
اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، اللهم فقهنا في ديننا وقنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.
وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق