الثلاثاء، 30 سبتمبر 2014

التحذير من المساهمة في البنوك الربوية والإيداع فيها بفائدة



بسم الله الرحمن الرحيم



التحذير من المساهمة في البنوك الربوية

والإيداع فيها بفائدة




من عبد العزيز بن عبد الله بن باز، إلى من يراه من إخواننا المسلمين - وفقني الله وإياهم لسلوك صراطه المستقيم

وجنبنا جميعاً طريق المغضوب عليهم والضالين، آمين -.


سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد: [1]



فقد كثرت الدعايات للمساهمة في البنوك الربوية في الصحف المحلية والأجنبية، وإغراء الناس بإيداع أموالهم فيها

مقابل فوائد ربوية صريحة معلنة، كما تقوم بعض الصحف بنشر فتاوى لبعض الناس، تجيز التعامل مع البنوك الربوية

بفوائد محددة.


وهذا أمر خطير؛ لأن فيه معصية لله، ولرسوله صلى الله عليه وسلم ومخالفة لأمره، والله سبحانه وتعالى يقول: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ

يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
[2].


ومن المعلوم من الدين بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنة: أن الفوائد المعينة التي يأخذها أرباب الأموال مقابل

مساهمتهم أو إيداعهم في البنوك الربوية، حرام سحت، وهي من الربا الذي حرمه الله ورسوله، ومن كبائر الذنوب

ومما يمحق البركة ويغضب الرب عز وجل ويسبب عدم قبول العمل.




وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به

المرسلين فقال تعالى: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ
[3]، وقال تعالى: يَا أَيُّهَا

الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ
[4]. ثم ذكر الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء: يا رب. يا رب، ومطعمه حرام ومشربه حرام

وملبسه حرام وغذي بالحرام؛ فأنى يستجاب لذلك))
[5] رواه مسلم.


وليعلم كل مسلم أنه مسئول أمام ربه عن ماله: من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم

أنه قال: ((لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن شبابه فيم أبلاه؟ وعن عمره فيم أفناه؟ وعن ماله من

أين جمعه؟ وفيم أنفقه؟ وعن علمه ماذا عمل فيه؟))
[6].


واعلم - يا عبد الله - وفقنا الله وإياك لما فيه رضاه - أن الربا كبيرة من كبائر الذنوب، التي جاء تحريمها مغلظاً في كتاب

الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بجميع أشكاله وأنواعه ومسمياته.


قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافًا مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[7].

وقال تعالى: وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّبًا لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِندَ اللَّهِ[8]. وقال تعالى: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا

يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ

مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي

الصَّدَقَاتِ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ
[9]. وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ

فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ
[10].


فما أعظم جريمة من حارب الله ورسوله - نسأل الله العافية من ذلك -.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((اجتنبوا السبع الموبقات))، قالوا: وما هن يا رسول الله؟ قال: ((الشرك بالله، والسحر

وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات

المؤمنات))
[11] متفق على صحته.


وفي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه قال: ((لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا، وموكله، وكاتبه

وشاهديه، وقال: هم سواء))
[12].


فهذه بعض الأدلة من كتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم التي تبين تحريم الربا وخطره على الفرد والأمة

وأن من تعامل به وتعاطاه فقد ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب، وقد أصبح محارباً لله ولرسوله.


فنصيحتي لكل مسلم يريد الله والدر الآخرة: أن يتقي الله سبحانه في نفسه وماله، وأن يكتفي بما أباحه الله ورسوله، وأن

يكف عما حرمه الله ورسوله؛ ففيما أباح الله كفاية وغنى عما حرم.




وعلى المسلم الناصح لنفسه، الذي يريد لها الخير، والنجاة من عذاب الله والفوز برضاه ورحمته، أن يبتعد عن الاشتراك

في البنوك الربوية، أو الإيداع فيها بفوائد، أو الاقتراض منها بفوائد، لأن المساهمة فيها أو الإيداع فيها بفوائد، أو

الاقتراض منها بفوائد، كل ذلك من المعاملات الربوية، ومن التعاون على الإثم والعدوان الذي نهى الله عنه بقوله

سبحانه: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ[13].


فاتق الله - يا عبد الله - وانج بنفسك، ولا تغتر بكثرة البنوك الربوية، ولا بكثرة انتشار معاملاتها في كل مكان، ولا بكثرة

المتعاملين معها؛ فإن ذلك ليس دليلاً على إباحتها، وإنما هو دليل على كثرة الإعراض عن أمر الله، ومخالفة شرعه، والله

سبحانه وتعالى يقول: وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ[14].


ومع الأسف الشديد، أن كثيراً من الناس لما أنعم الله عليهم، ووسع عليهم من فضله، وأغناهم بكثرة المال، أصبحوا لا

يهتمون بالعمل بأحكام الإسلام، والاستغناء بما أباح الله لهم عما حرم عليهم، وإنما يهتمون بما يدر عليهم المال من أي

طريق كان؛ حلالاً كان أم حراماً؛ وما ذلك إلا لضعف إيمانهم، وقلة خوفهم من ربهم عز وجل وغلبة حب الدنيا على قلوبهم

نسأل الله لنا ولهم السلامة والعافية من كل ما يخالف شرعه المطهر.


وهذا الواقع المؤلم لحال كثير من المسلمين، مؤذن بحلول غضب الله ونقمته، وقد قال سبحانه محذراً ومنذراً من شؤم

المعاصي والذنوب: وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ[15].


وإني أوجه نصيحتي إلى المسئولين في الصحف المحلية خاصة، وفي صحف البلاد

الإسلامية عامة
: أن يطهروا صحافتهم من نشر كل ما يخالف شرع الله المطهر في أي مجال من مجالات الحياة

كما أوصي الجهات المسئولة بالتأكيد على رؤساء الصحف، بألا ينشروا شيئاً فيه مخالفة لدين الله وشرعه، ولاشك

أن هذا أمر واجب عليهم، وسيسألون عنه أمام الله إذا قصروا فيه.




كما أوصي إخواني المسلمين عامة: أن يتقوا الله تبارك وتعالى ويتمسكوا بكتاب ربهم وسنة نبيهم محمد صلى الله عليه

وسلم، وأن يكتفوا بما أحله الله، ويحذروا ما حرمه الله، ولا يغتروا بما قد يكتب أو ينشر من فتاوى أومقالات تجيز المساهمة

في البنوك الربوية أو الإيداع فيها بفوائد، أو تقلل من سوء عاقبة ذلك؛ لأن هذه الفتاوى والمقالات لم تبن على أدلة شرعية

لا من كتاب الله ولا من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإنما هي آراء الرجال وتأولاتهم.


نسأل الله لنا ولهم الهداية والعافية من مضلات الفتن، والله المسئول أن يوفق المسلمين عامة، وولاة أمورهم خاصة للعمل

بكتاب ربهم وسنة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم وتحكيم شرع الله في جميع شئونهم الخاصة والعامة، وأن يأخذ بنواصيهم

إلى ما فيه صلاح دينهم ودنياهم، وأن يجنب الجميع طريق المغضوب عليهم والضالين؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه

وصلى الله وسلم على خير خلقه نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


- الموقع الرسمي للشيخ -





التحذير من المساهمة في البنوك الربوية والإيداع فيها بفائدة



بسم الله الرحمن الرحيم



التحذير من المساهمة في البنوك الربوية

والإيداع فيها بفائدة




من عبد العزيز بن عبد الله بن باز، إلى من يراه من إخواننا المسلمين - وفقني الله وإياهم لسلوك صراطه المستقيم

وجنبنا جميعاً طريق المغضوب عليهم والضالين، آمين -.


سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد: [1]



فقد كثرت الدعايات للمساهمة في البنوك الربوية في الصحف المحلية والأجنبية، وإغراء الناس بإيداع أموالهم فيها

مقابل فوائد ربوية صريحة معلنة، كما تقوم بعض الصحف بنشر فتاوى لبعض الناس، تجيز التعامل مع البنوك الربوية

بفوائد محددة.


وهذا أمر خطير؛ لأن فيه معصية لله، ولرسوله صلى الله عليه وسلم ومخالفة لأمره، والله سبحانه وتعالى يقول: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ

يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
[2].


ومن المعلوم من الدين بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنة: أن الفوائد المعينة التي يأخذها أرباب الأموال مقابل

مساهمتهم أو إيداعهم في البنوك الربوية، حرام سحت، وهي من الربا الذي حرمه الله ورسوله، ومن كبائر الذنوب

ومما يمحق البركة ويغضب الرب عز وجل ويسبب عدم قبول العمل.




وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به

المرسلين فقال تعالى: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ
[3]، وقال تعالى: يَا أَيُّهَا

الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ
[4]. ثم ذكر الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء: يا رب. يا رب، ومطعمه حرام ومشربه حرام

وملبسه حرام وغذي بالحرام؛ فأنى يستجاب لذلك))
[5] رواه مسلم.


وليعلم كل مسلم أنه مسئول أمام ربه عن ماله: من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم

أنه قال: ((لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن شبابه فيم أبلاه؟ وعن عمره فيم أفناه؟ وعن ماله من

أين جمعه؟ وفيم أنفقه؟ وعن علمه ماذا عمل فيه؟))
[6].


واعلم - يا عبد الله - وفقنا الله وإياك لما فيه رضاه - أن الربا كبيرة من كبائر الذنوب، التي جاء تحريمها مغلظاً في كتاب

الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بجميع أشكاله وأنواعه ومسمياته.


قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافًا مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[7].

وقال تعالى: وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّبًا لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِندَ اللَّهِ[8]. وقال تعالى: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا

يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ

مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي

الصَّدَقَاتِ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ
[9]. وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ

فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ
[10].


فما أعظم جريمة من حارب الله ورسوله - نسأل الله العافية من ذلك -.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((اجتنبوا السبع الموبقات))، قالوا: وما هن يا رسول الله؟ قال: ((الشرك بالله، والسحر

وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات

المؤمنات))
[11] متفق على صحته.


وفي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه قال: ((لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا، وموكله، وكاتبه

وشاهديه، وقال: هم سواء))
[12].


فهذه بعض الأدلة من كتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم التي تبين تحريم الربا وخطره على الفرد والأمة

وأن من تعامل به وتعاطاه فقد ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب، وقد أصبح محارباً لله ولرسوله.


فنصيحتي لكل مسلم يريد الله والدر الآخرة: أن يتقي الله سبحانه في نفسه وماله، وأن يكتفي بما أباحه الله ورسوله، وأن

يكف عما حرمه الله ورسوله؛ ففيما أباح الله كفاية وغنى عما حرم.




وعلى المسلم الناصح لنفسه، الذي يريد لها الخير، والنجاة من عذاب الله والفوز برضاه ورحمته، أن يبتعد عن الاشتراك

في البنوك الربوية، أو الإيداع فيها بفوائد، أو الاقتراض منها بفوائد، لأن المساهمة فيها أو الإيداع فيها بفوائد، أو

الاقتراض منها بفوائد، كل ذلك من المعاملات الربوية، ومن التعاون على الإثم والعدوان الذي نهى الله عنه بقوله

سبحانه: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ[13].


فاتق الله - يا عبد الله - وانج بنفسك، ولا تغتر بكثرة البنوك الربوية، ولا بكثرة انتشار معاملاتها في كل مكان، ولا بكثرة

المتعاملين معها؛ فإن ذلك ليس دليلاً على إباحتها، وإنما هو دليل على كثرة الإعراض عن أمر الله، ومخالفة شرعه، والله

سبحانه وتعالى يقول: وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ[14].


ومع الأسف الشديد، أن كثيراً من الناس لما أنعم الله عليهم، ووسع عليهم من فضله، وأغناهم بكثرة المال، أصبحوا لا

يهتمون بالعمل بأحكام الإسلام، والاستغناء بما أباح الله لهم عما حرم عليهم، وإنما يهتمون بما يدر عليهم المال من أي

طريق كان؛ حلالاً كان أم حراماً؛ وما ذلك إلا لضعف إيمانهم، وقلة خوفهم من ربهم عز وجل وغلبة حب الدنيا على قلوبهم

نسأل الله لنا ولهم السلامة والعافية من كل ما يخالف شرعه المطهر.


وهذا الواقع المؤلم لحال كثير من المسلمين، مؤذن بحلول غضب الله ونقمته، وقد قال سبحانه محذراً ومنذراً من شؤم

المعاصي والذنوب: وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ[15].


وإني أوجه نصيحتي إلى المسئولين في الصحف المحلية خاصة، وفي صحف البلاد

الإسلامية عامة
: أن يطهروا صحافتهم من نشر كل ما يخالف شرع الله المطهر في أي مجال من مجالات الحياة

كما أوصي الجهات المسئولة بالتأكيد على رؤساء الصحف، بألا ينشروا شيئاً فيه مخالفة لدين الله وشرعه، ولاشك

أن هذا أمر واجب عليهم، وسيسألون عنه أمام الله إذا قصروا فيه.




كما أوصي إخواني المسلمين عامة: أن يتقوا الله تبارك وتعالى ويتمسكوا بكتاب ربهم وسنة نبيهم محمد صلى الله عليه

وسلم، وأن يكتفوا بما أحله الله، ويحذروا ما حرمه الله، ولا يغتروا بما قد يكتب أو ينشر من فتاوى أومقالات تجيز المساهمة

في البنوك الربوية أو الإيداع فيها بفوائد، أو تقلل من سوء عاقبة ذلك؛ لأن هذه الفتاوى والمقالات لم تبن على أدلة شرعية

لا من كتاب الله ولا من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإنما هي آراء الرجال وتأولاتهم.


نسأل الله لنا ولهم الهداية والعافية من مضلات الفتن، والله المسئول أن يوفق المسلمين عامة، وولاة أمورهم خاصة للعمل

بكتاب ربهم وسنة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم وتحكيم شرع الله في جميع شئونهم الخاصة والعامة، وأن يأخذ بنواصيهم

إلى ما فيه صلاح دينهم ودنياهم، وأن يجنب الجميع طريق المغضوب عليهم والضالين؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه

وصلى الله وسلم على خير خلقه نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


- الموقع الرسمي للشيخ -





كيفية التوظيف في شركة سونلغاز قالمة ??


السلام عليكم و رحمة الله



أنا متحصل على شهادة ماستر في الهندسة الكهربائية أريد طريقة التوظيف في سونلغاز لأنها شركة غلبت عليها المعريفة لم أفهم شبئ هل هناك اختبار للدخول الى هاته الشركة أم يقومون بالتوظيف بدون اختبار لأنني انتظرت مدة عامين و لم أسمع على أي كونكور تاع هذي الشركة ساعدونا الله يستر الوالدين





الحمـــــــــــــــــــــــــــــــــد لله


[H]الحمــــــــــــــــد لله [/H]

"الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه"

[H]الحمد لله الذي خل[/H] [H]ـــــــــق كـــل شـــيءٍ وقـــــــــــــــــدّره

الحمد لله الذي له الأمـــــــــــــــــر جميعا ومــــــــــــدبره
[/H]

الحمد لله الأول لا شـــــ
ـــــ ـــ ـــــــي ء قبـلــ ـــــ ـ ـــ ــــ ــ ـــــه

الحمد لله الآخ
ـــــــــــــــر لا شــــــ ـــــ ــيء بعـــــ ــ ـ ـــــ ــده

[H]الحمد لله الظــــــــاهر فــــــــوق ك[/H]
[H]ل شيء وقــاهــــــــــره

الحمد لله الباطن لا يخفى علي
ـــــــه شيء ومُبصــــــــــره [/H]

الحمد لله مالك الملك كلــــــــــه وحـ
ـــــ ــاكمــــ ــ ــــ ـــ ـ ـــ ــه

الحمد لله الح
ــــــــــــي الـــــــــــــــــذي لا يمـــ ـــــ ــــــوت

الحمد لله بعــــــــــــــ
ـــــ ـ ـــــ ـــــدد ما خلــــ ــ ـــ ـــ ــــــــــــق

[H]الحمد لله ملئ السموات وملئ ما حـــــوت ملئ ما يعــــرج فيها وما يتنزل منها وما خفى[/H] [H]

الحمد لله ملئ الأرض ومــــا حــــــوت وما يمــــشي عليها وما هو ساكن فوقها وتحتهـا [/H]

الحمدلله بعدد كلمـــــــــــــــــاته التي لا تنفـــــــــــــــــــــذ

الحمد لله بسعة علمـــــــــــــــه الذي لا ينفـــــــــــــــــــــذ

[H]الحمد لله منذ ان كان وحـــــده ولم يكــــــــن ســـــواه احد

الحمد لله منذ ان خلق القلــــم وخلق السمــــوات والأرض [/H]

الحمد لله حين استــــــــــــــــــوى على العــــــــــــــــــرش

الحمد لله حين خلق آدم وسواه وكرمه على كثير مما خلق

[H]الحمد لله الذي علمــــــه الأسمــــــاء وخلــــــــق له حواء

الحمد لله الذي أمــــــــــــــر الملائكــــــــــــــة بالسجود له[/H]

الحمد لله الذي علمــــــه التوبـــــــــة فتــــــــــــــاب عليه

الحمد لله الذي جعلــــــــــــــــه خليفــــــــــــــة في الأرض





[H]اللهم لك الحمد على هذا وذاك وانت اهل الحمد والفضل كله اليك والحمد لله الذي خلق من ذرية آدم الصالحين ومنهم النبيين والمرسلين وعباده المُخلصين.

الحمد لله على أحمد الخلق له سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم . [/H]




فلاش : الحمــــــــــــــــــد لله


http://ift.tt/1DXmaH7.htm





الحمـــــــــــــــــــــــــــــــــد لله


[H]الحمــــــــــــــــد لله [/H]

"الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه"

[H]الحمد لله الذي خل[/H] [H]ـــــــــق كـــل شـــيءٍ وقـــــــــــــــــدّره

الحمد لله الذي له الأمـــــــــــــــــر جميعا ومــــــــــــدبره
[/H]

الحمد لله الأول لا شـــــ
ـــــ ـــ ـــــــي ء قبـلــ ـــــ ـ ـــ ــــ ــ ـــــه

الحمد لله الآخ
ـــــــــــــــر لا شــــــ ـــــ ــيء بعـــــ ــ ـ ـــــ ــده

[H]الحمد لله الظــــــــاهر فــــــــوق ك[/H]
[H]ل شيء وقــاهــــــــــره

الحمد لله الباطن لا يخفى علي
ـــــــه شيء ومُبصــــــــــره [/H]

الحمد لله مالك الملك كلــــــــــه وحـ
ـــــ ــاكمــــ ــ ــــ ـــ ـ ـــ ــه

الحمد لله الح
ــــــــــــي الـــــــــــــــــذي لا يمـــ ـــــ ــــــوت

الحمد لله بعــــــــــــــ
ـــــ ـ ـــــ ـــــدد ما خلــــ ــ ـــ ـــ ــــــــــــق

[H]الحمد لله ملئ السموات وملئ ما حـــــوت ملئ ما يعــــرج فيها وما يتنزل منها وما خفى[/H] [H]

الحمد لله ملئ الأرض ومــــا حــــــوت وما يمــــشي عليها وما هو ساكن فوقها وتحتهـا [/H]

الحمدلله بعدد كلمـــــــــــــــــاته التي لا تنفـــــــــــــــــــــذ

الحمد لله بسعة علمـــــــــــــــه الذي لا ينفـــــــــــــــــــــذ

[H]الحمد لله منذ ان كان وحـــــده ولم يكــــــــن ســـــواه احد

الحمد لله منذ ان خلق القلــــم وخلق السمــــوات والأرض [/H]

الحمد لله حين استــــــــــــــــــوى على العــــــــــــــــــرش

الحمد لله حين خلق آدم وسواه وكرمه على كثير مما خلق

[H]الحمد لله الذي علمــــــه الأسمــــــاء وخلــــــــق له حواء

الحمد لله الذي أمــــــــــــــر الملائكــــــــــــــة بالسجود له[/H]

الحمد لله الذي علمــــــه التوبـــــــــة فتــــــــــــــاب عليه

الحمد لله الذي جعلــــــــــــــــه خليفــــــــــــــة في الأرض





[H]اللهم لك الحمد على هذا وذاك وانت اهل الحمد والفضل كله اليك والحمد لله الذي خلق من ذرية آدم الصالحين ومنهم النبيين والمرسلين وعباده المُخلصين.

الحمد لله على أحمد الخلق له سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم . [/H]




فلاش : الحمــــــــــــــــــد لله


http://ift.tt/1DXmaH7.htm





الربح الالكتروني

إعلانات التوظيف الصادرة في الوظيفة العمومية الصادرة في الجرائد اليومية الخاصة بشهر أكتوبر 2014


السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته تحية طيبة إلى جميع رواد منتديات الجلفة و بشكل خاص إلى الباحثين عن العمل





الفاصلة1



حرصا من فريق إشراف منتديات وفريق رفع إعلانات التوظيف على تيسير مهمة الأعضاء في البحث عن العمل وددنا أن يكون هذا الموضوع بمثابة الوهج الذي يضيئ درب النجاح لكل باحث عن العمل و يكون همزة وصل بين فاعل الخير بنشر إعلاناته و باحث عنها .

فالرجاء أن لاتنسو أعضاء الفريق و الأعضاء الفاعلين من دعواتكم لهم على كل ماقدموه ويقدمونه من مجهودات للرقي بهذا الصرح كما نرجو منكم المساهمة الفعالة في هاته الصفحة





الفاصلة1







تقبلو تحيات Womeur و كذا فريق الاعلانات






شرح طريقة تصوير الإعلانات من شاشة الكمبيوتر

إضغط هنا








الدوري الجلفاوي 2014........ العدد رقم 2


























السلام عليكم جميعا

هاته أول مشاركة لي في هذا القسم الفاضل

اتمنى ان اكون عند حسن ظن مشرفيه وأعضائه

بداية اود أن أشكر الجميع على قراءة الموضوع

واشكر كل من سوف يشارك

بداية هذا رابط اول عدد من المسابقة



http://ift.tt/1vsMyCT








إسمحو لي أن أفتتح مسابقة تنافسية بين القسمين



*الإسلامي*

*السياسي*











لقد تم إختيار الأعضاء ومراسلتهم لإرسال الفقرات عبر الخاص

والفقرات لها شروط وهي كالآتي



شروط المسابقة


يجب ان تحمل الفقرات الهدف المرجو منها

ويجب ان لا تتجاز الحد المسموح حتى لا يمل القارئ من قرائتها

الفقرات تكون سرية جدا بحيث لا يعرف الأعضاء بعضهم إلا انا من اعرف من هم المشاركون










اول مرحلة هي إرسال الفقرات

ثاني مرحلة عرضها على الأعضاء ومنحهم فرصة قرائتها

ومن ثم تعرض للتوصيت

وبعدها عرض النتائج










المسابقة سوف تكون لها لجنة تحكيم طبعا

تعطي تصويتها بعد تصويت الأعضاء بكل مصداقية









موضوع التنافس


موضوع هاته المرة الذي سيطرح للنقاش هو



مما لاشك فيه أنكم تعرفون الوضع الدولي الحالي من صراعات سياسية وامنية

لكن ما رأيكم لو تناقشنا حول

مفهوم الجهاد عند العرب بين المفهوم السياسي والإسلامي ودوره في الأحداث الأخيرة








أشكر كل من سيشارك وكل من يهتم

وأتمنى التفاعل مع الموضوع في هذا القسم






في إنتظار عرض الفقرات

لكم من كل تقدير وإحترام



شكرا























على ذمة جريدة الشروق

فتح آلاف المناصب في كل الأسلاك قريبا

مسابقات التوظيف في الإدارة بقطاع التربية قبل 31 أكتوبر

قررت، وزارة التربية الوطنية، تنظيم مسابقات التوظيف الخارجية، في كافة الأسلاك الإدارية قبل الـ31 أكتوبر المقبل، لسد الشغور الكبير في المناصب، في حين تعمل مديرية المستخدمين بالوزارة حاليا على ضبط الاحتياج الحقيقي للشغور.

علمت "الشروق" من مصادر مطلعة، أن الوزارة الوصية، تحضر لتنظيم مسابقة توظيف خارجية في الأسلاك التربوية، على أن تكون قرارات الفتح جاهزة قبل الـ31 أكتوبر المقبل، بسبب الشغور الكبير الذي سجل في المناصب المالية خاصة في صفوف مساعدي التربية، على اعتبار أنه منذ 6 سنوات كاملة لم تبرمج الوزارة الوصية مسابقة خارجية لفائدتهم، مما أدى إلى بروز عدة مشاكل ومظاهر سلبية كالتسيب وهروب التلاميذ من الأقسام خلال أوقات الدراسة وكذا مغادرة تلاميذ الأقسام النهائية لمقاعد الدراسة مباشرة بعد تأكيد تسجيلهم في امتحان شهادة البكالوريا وانقضاء الفصل الثاني، مضيفة في السياق ذاته بأنه سيتم فتح حوالي 4 آلاف منصب مالي في سلك مساعدي التربية، مقابل فتح الآلاف من المناصب في أسلاك، ملحق بالمخبر، أعوان الإدارة، مستشاري التوجيه المدرسي والمهني، وكذا كافة العمال متعددي الخدمات.

وأضافت مصادر "الشروق" أن تعيين كافة الناجحين في المسابقة سيكون قبل الـ31 ديسمبر المقبل، أي قبل نهاية السنة الجارية، مسرة في ذات السياق بأن وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط ستشرف شخصيا في الأيام القليلة القادمة على أشغال الندوات الجهوية التي ستنظم حول الدخول المدرسي الجاري، أين سيتم طرح مشكل الشغور في المناصب الإدارية.

والجدير بالذكر، أن مساعدي التربية على المستوى الوطني، قد رفعوا انشغالاتهم في عدة مناسبات أبرزها المطالبة بعدم تنظيم أي مسابقة للتوظيف الخارجي في الوقت الحاضر إلى غاية أن تسوي وزارة التربية الوطنية مشكل الآيلين للزوال بإدماجهم في المراتب المستحدثة دون أية شروط وقيود، على اعتبار أن رتبة "مساعد تربية" هي رتبة آيلة للزوال وقد استبدلت في القانون الأساسي الخاص لمستخدمي القطاع 08/315، المعدل و المتمم للمرسوم التنفيذي 12/240. برتبة "مشرف تربية".











الله يوفقنا أجمعين يا خاوتي.........أنا مجرد ناقل للخبر و لا أدري عن تفاصيل هذه المسابقات




الاستغفار وماأدراك !


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخواني اخواتي هذي اول مشاركة لي في هذا القسم

موضوعي هو عن الاستغفار اليكم هذا الفيديو والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته





http://ift.tt/1qSH2oA



:mh31::mh31::mh31::mh31::mh31::mh31::mh31::mh31:




***إنما المؤمنون إخوة*** رسالة لكل المتخاصمين في المنتدى



السلام عليكم

فيا أيها المؤمنون، اتّقوا الله تعالى واعلموا أنكم إخوة في دين الله، إخوة في الإيمان بالله وأن هذه الأخوّة أقوى من كل رابطة وصِلة، فيوم القيامة لا أنساب بين الخلق ولكنّ الأخلاء ﴿يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِينَ﴾ [الزخرف: 67] .

أيها المؤمنون بالله ورسوله، نَمّوا هذه الأخوّة وقوّوا تلك الرابطة بأن تفعلوا الأسباب التي شرعها الله لكم ورسوله، اغرسوا في قلوبكم المودّة والمحبة بعضكم لبعض فإن أوثق عرى الإيمان الحبُ في الله والبغض في الله ومَن أحب في الله وأبغض في الله وعادى في الله فقد نالَ ولاية الله؛ فإنما تُنال ولاية الله بذلك .

أيها المؤمنون، إن الأمة لن تكون أمة واحدة ولن يحصل لها قوة ولا عزّة حتى ترتبط بالروابط الدينية حتى تكون كما وصفها نبيها - صلى الله عليه وسلم - بقوله: «المؤمنُ للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا»(1) وقوله صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر»(2) .

لقد شرع الله للأمة أن يسلّم بعضهم على بعض عند الملاقاة؛ فالسلام يغرس المحبة ويُقوي الإيمان ويُدخل الجنة، المؤمنون إخوة في كل مكان وفي كل زمان، فإذا لقي أحدكم أخاه المسلم فلْيسلّم عليه ولْيكن أحرص منه على بدء السلام «فإن خير الناس مَن بدأهم بالسلام»

إخوتي في الله، إنه لا يَحِل للمسلم أن يهجر أخاه المسلم؛ لأن ذلك يوجب الكراهة والبغضاء والتفرّق إلا إذا كان مجاهرًا بمعصية وكان في هجره فائدة تردعه عن المعصية .

عن ابى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا تحاسدوا, ولا تناجشوا, ولا تباغضوا ,ولا تدابروا, ولا يبع بعضكم على بيع بعض, وكونوا عباد الله اخوانا ,المسلم اخو المسلم, لا يظلمه, ولا يخذله, ولا يكذبه, ولا يحقره, التقوى هاهنا ـ ويشير الى صدره ثلاث مرات ـ بحسب امرئ من الشر ان يحقر اخاه المسلم, كل المسلم على المسلم حرام, دمه وماله وعرضه " رواه مسلم .

قال عليه الصلاة والسلام:"المسلم أخو المسلم لا يظلمه و لا يسلمه و من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته و من فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة و من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة "

إخوتي

وإن من الأمور التي توجب المودّة والألفة واجتماع الأمة الإصلاحَ بين الناس كما قال الله عزَّ وجل: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ﴾ [الحجرات: 10]،

وأخبر عزَّ وجل أن هذا هو الخير فقال: ﴿لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ [النساء: 114]،

وفي الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «تعدل بين اثنين صدقة»(7) .

وقال عليه الصلاة والسلام لأبي أيوب رضي الله عنه: "ألا أدلك على تجارة؟" قال : بلى يا رسول الله. قال : "تسعى في الإصلاح بين الناس إذا تفاسدوا ،وتقارب بينهم إذا تباعدوا".


أيها المؤمنون، إن الإصلاح بين المؤمنين رأب للصدع ولَمٌّ للشعث وإصلاح للمجتمع كله وثواب عظيم لِمَن ابتغى به وجه الله؛ إن الموفّق هو الذي إذا رأى بين اثنين عداوةً وتباعدًا سعى بينهما في إزالة تلك العداوة والتباعد حتى يكونا صديقين متقاربين، وإن الإنسان المخذول المتّبع لهواه هو الذي إذا رأى بين اثنين صداقة وقرابة سعى بالإفساد بينهما.

وإن من القواعد الأصيلة بين المسلمين أن يسعوا في كل أمر يؤلّف بين قلوبهم ويجمع كلمتهم ويوحّد رأيهم وأن ينابذوا كل ما يضاد ذلك؛ ومن أجل هذا حرمَ على المسلمين أن يهجر بعضهم بعضًا .

وإن من المؤسف أن نرى أو يرى بعض الناس رجلاً حريصًا على الخير جادًّا في فعله ولكنّ الشيطان غرّه في هجر أخيه المسلم.

فاتّقوا الله - أيها المسلمون - واحرصوا على ما يجلب المودّة بينكم ويُبعد العداوة والبغضاء؛ فإن ذلك من صميم ما جاء به الإسلام .

أسأل الله تعالى أن يجعلنا جميعًا من مفاتيح الخير ومغاليق الشر، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم .

منقوول...بتصرف

ما اردت إلا اصلااحا.......... من خلال هذاا الموضوع

فاتمنى..أن يجد...قلوبا واعية ......وآذانا صااغية

بووركتم اخوتي

احتراااماتي لكم









الاستغفار وماأدراك !


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخواني اخواتي هذي اول مشاركة لي في هذا القسم

موضوعي هو عن الاستغفار اليكم هذا الفيديو والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته





http://ift.tt/1qSH2oA



:mh31::mh31::mh31::mh31::mh31::mh31::mh31::mh31:




***إنما المؤمنون إخوة*** رسالة لكل المتخاصمين في المنتدى



السلام عليكم

فيا أيها المؤمنون، اتّقوا الله تعالى واعلموا أنكم إخوة في دين الله، إخوة في الإيمان بالله وأن هذه الأخوّة أقوى من كل رابطة وصِلة، فيوم القيامة لا أنساب بين الخلق ولكنّ الأخلاء ﴿يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِينَ﴾ [الزخرف: 67] .

أيها المؤمنون بالله ورسوله، نَمّوا هذه الأخوّة وقوّوا تلك الرابطة بأن تفعلوا الأسباب التي شرعها الله لكم ورسوله، اغرسوا في قلوبكم المودّة والمحبة بعضكم لبعض فإن أوثق عرى الإيمان الحبُ في الله والبغض في الله ومَن أحب في الله وأبغض في الله وعادى في الله فقد نالَ ولاية الله؛ فإنما تُنال ولاية الله بذلك .

أيها المؤمنون، إن الأمة لن تكون أمة واحدة ولن يحصل لها قوة ولا عزّة حتى ترتبط بالروابط الدينية حتى تكون كما وصفها نبيها - صلى الله عليه وسلم - بقوله: «المؤمنُ للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا»(1) وقوله صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر»(2) .

لقد شرع الله للأمة أن يسلّم بعضهم على بعض عند الملاقاة؛ فالسلام يغرس المحبة ويُقوي الإيمان ويُدخل الجنة، المؤمنون إخوة في كل مكان وفي كل زمان، فإذا لقي أحدكم أخاه المسلم فلْيسلّم عليه ولْيكن أحرص منه على بدء السلام «فإن خير الناس مَن بدأهم بالسلام»

إخوتي في الله، إنه لا يَحِل للمسلم أن يهجر أخاه المسلم؛ لأن ذلك يوجب الكراهة والبغضاء والتفرّق إلا إذا كان مجاهرًا بمعصية وكان في هجره فائدة تردعه عن المعصية .

عن ابى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا تحاسدوا, ولا تناجشوا, ولا تباغضوا ,ولا تدابروا, ولا يبع بعضكم على بيع بعض, وكونوا عباد الله اخوانا ,المسلم اخو المسلم, لا يظلمه, ولا يخذله, ولا يكذبه, ولا يحقره, التقوى هاهنا ـ ويشير الى صدره ثلاث مرات ـ بحسب امرئ من الشر ان يحقر اخاه المسلم, كل المسلم على المسلم حرام, دمه وماله وعرضه " رواه مسلم .

قال عليه الصلاة والسلام:"المسلم أخو المسلم لا يظلمه و لا يسلمه و من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته و من فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة و من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة "

إخوتي

وإن من الأمور التي توجب المودّة والألفة واجتماع الأمة الإصلاحَ بين الناس كما قال الله عزَّ وجل: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ﴾ [الحجرات: 10]،

وأخبر عزَّ وجل أن هذا هو الخير فقال: ﴿لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ [النساء: 114]،

وفي الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «تعدل بين اثنين صدقة»(7) .

وقال عليه الصلاة والسلام لأبي أيوب رضي الله عنه: "ألا أدلك على تجارة؟" قال : بلى يا رسول الله. قال : "تسعى في الإصلاح بين الناس إذا تفاسدوا ،وتقارب بينهم إذا تباعدوا".


أيها المؤمنون، إن الإصلاح بين المؤمنين رأب للصدع ولَمٌّ للشعث وإصلاح للمجتمع كله وثواب عظيم لِمَن ابتغى به وجه الله؛ إن الموفّق هو الذي إذا رأى بين اثنين عداوةً وتباعدًا سعى بينهما في إزالة تلك العداوة والتباعد حتى يكونا صديقين متقاربين، وإن الإنسان المخذول المتّبع لهواه هو الذي إذا رأى بين اثنين صداقة وقرابة سعى بالإفساد بينهما.

وإن من القواعد الأصيلة بين المسلمين أن يسعوا في كل أمر يؤلّف بين قلوبهم ويجمع كلمتهم ويوحّد رأيهم وأن ينابذوا كل ما يضاد ذلك؛ ومن أجل هذا حرمَ على المسلمين أن يهجر بعضهم بعضًا .

وإن من المؤسف أن نرى أو يرى بعض الناس رجلاً حريصًا على الخير جادًّا في فعله ولكنّ الشيطان غرّه في هجر أخيه المسلم.

فاتّقوا الله - أيها المسلمون - واحرصوا على ما يجلب المودّة بينكم ويُبعد العداوة والبغضاء؛ فإن ذلك من صميم ما جاء به الإسلام .

أسأل الله تعالى أن يجعلنا جميعًا من مفاتيح الخير ومغاليق الشر، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم .

منقوول...بتصرف

ما اردت إلا اصلااحا.......... من خلال هذاا الموضوع

فاتمنى..أن يجد...قلوبا واعية ......وآذانا صااغية

بووركتم اخوتي

احتراااماتي لكم









بخصوص ادارة السجون

سلام عليكم



بخصوص وصل اثبات دفع المستحقات للمشاركة في المسابقة



عون



كم وهل يتم عن طرق البريد



وارفاق الوصل بالملف؟




أقوال العلماء في حكم التهنئة بيوم العيد وحكم قول تقبل الله منا ومنك ( بطاقات دعوية )


قَالَ الشيخ ابنُ تيمية

رحمه الله:

"أَمَّا التَّهْنِئَةُ يَوْمَ الْعِيدِ يَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ إذَا لَقِيَهُ بَعْدَ صَلاةِ الْعِيدِ : تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكُمْ , وَأَحَالَهُ اللَّهُ عَلَيْك , وَنَحْوُ ذَلِكَ , فَهَذَا قَدْ رُوِيَ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْ الصَّحَابَةِ أَنَّهُمْ كَانُوا يَفْعَلُونَهُ وَرَخَّصَ فِيهِ , الأَئِمَّةُ , كَأَحْمَدَ وَغَيْرِهِ .

لَكِنْ قَالَ أَحْمَدُ : أَنَا لا أَبْتَدِئُ أَحَدًا , فَإِنْ ابْتَدَأَنِي أَحَدٌ أَجَبْته , وَذَلِكَ لأَنَّ جَوَابَ التَّحِيَّةِ وَاجِبٌ , وَأَمَّا الابْتِدَاءُ بِالتَّهْنِئَةِ فَلَيْسَ سُنَّةً مَأْمُورًا بِهَا , وَلا هُوَ أَيْضًا مَا نُهِيَ عَنْهُ , فَمَنْ فَعَلَهُ فَلَهُ قُدْوَةٌ , وَمَنْ تَرَكَهُ فَلَهُ قُدْوَةٌ . وَاَللَّهُ أَعْلَمُ"

"الفتاوى الكبرى" (2/228)







وقَالَ الإمام أَحْمَدُ رحمه الله :

وَلا بَأْسَ أَنْ يَقُولَ الرَّجُل لِلرَّجُلِ يَوْمَ الْعِيدِ : تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْك .

نقله ابن قدامة في "المغني" .







السؤال:

ما حكم التهنئة يوم العيد؟

وهل هناك صيغة معينة لها؟

الجواب:

التهنئة بالعيد جائزة، وليس لها صيغة معينة ،

بل ما اعتاده الناس فهو جائز، ما لم يكن إثماً.

"مجموع فتاوى ابن عثيمين" (16/208-210) .







السؤال

ما حكم التهنئة يوم العيد؟ وهل هناك صيغة معينة لها؟

الاجابة

التهنئة بالعيد جائزة، وليس لها صيغة معينة ، بل ما اعتاده الناس فهو جائز، ما لم يكن إثماً.

مجموع فتاوى ابن عثيمين







قال ابن عثيمين رحمه الله:

التهنئة بالعيد قد وقعت من بعض الصحابة رضي الله عنهم، وعلى فرض أنها لم تقع فإنها الآن من الأمور العادية التي اعتادها الناس، يهنىء بعضهم بعضا ببلوغ العيد واستكمال الصوم والقيام.

لكن الذي قد يؤذي ولا داعي له هو مسألة التقبيل، فإن بعض الناس إذا هنأ بالعيد يقبل، وهذا لا وجه له، ولا حاجة إليه فتكفي المصافحة والتهنئة.

مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (16/208)







قال ابن باز رحمه الله:

لا حرج أن يقول المسلم لأخيه في يوم العيد أو غيره تقبل الله منا ومنك أعمالنا الصالحة ، ولا أعلم في هذا شيئا منصوصا ، وإنما يدعو المؤمن لأخيه بالدعوات الطيبة؛ لأدلة كثيرة وردت في ذلك. والله الموفق

. مجموع فتاوى ابن باز(13/25)









لتحميل البطاقات الدعوية لأقوال السلف و فتاوى العلماء اضغط هنا

لتحميل المتون والكتب العلمية الصوتية اضغط هنا





ليس الدين لمن غلَبَ - مقال رائع


بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته





ليس الدين لمن غلَبَ

للشيخ الدكتور: عبد الحق التركماني –عفى الله عنه-

منقول من موقع الشيخ





يقول المحدِّث الكبير عبد الرزاق بن همَّام الصنعانيُّ رحمه الله: "قال لي إبراهيم بن أبي يحيى: إني أرى المعتزلة عندكم كثيراً!! قلتُ: نعم، وهم يزعمون أنك منهم. قال: أفلا تدخل معي هذا الحانوت حتى أكلمك؟ قلت: لا. قال: لِمَ؟! قلتُ: لأن القلبَ ضعيف، وإن الدينَ ليس لمن غلَبَ" [1].

هذه الكلمة من هذا الإمام الجليل ليست تعليقاً عابراً، بل هي قاعدة جليلة، ومنهج ثابت سار عليه الأوَّلون، من هُديَ إليه ـ خاصةً في هذه الأزمان التي تتجاذب فيها الشبابَ المسلم الجماعاتُ المفرِّقة للصف الإسلامي ـ فقد هُدي إلى خير كثير.

نعم: (ليس الدين لمن غلب)؛ ذلك لأن الدين هو ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من الأخبار والأوامر والنواهي، فمن قابل خبر الرسول صلى الله عليه وسلم باليقين الثابت، والتصديق الجازم، وامتثل بما أمر به، وانتهى عما نهى عنه، متقيداً في كل ذلك بفهم وعلم وعمل السلف الصالح من الصحابة والتابعين من أهل القرون الثلاثة الممتدَحَةِ، لأنهم الامتداد الطبيعي والترجمة الحقيقية لتعليم النبي صلى الله عليه وسلم، وتربيته الربانية الموفَّقة: فذلك الذي أسلم وجهه لله تعالى، واتبع سبيل المؤمنين.

ثم قد يكون المسلم ـ بعد ذلك ـ عاجزاً عن ردّ شبه المبطلين، ضعيفاً في البيان، متلكأً في سرد الحجج، فحسبه تمسكه بكتاب ربّه، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وعضُّه عليها بالنواجذ و{لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286]، فليتحيَّز إلى أئمة الدين، وعلماء الأمة، رؤوس الفرق الناجية، والطائفة الظاهرة المنصورة، فإنهم فِئَتُه، وقد كتب الله لهم الغلبة والظهور بالعلم والحجة والبيان في كل وقتٍ إلى أن تقوم الساعة، أما الظهور بالسيف والسِّنان فمرتبطٌ بإرادة الله تعالى وحكمته الكونية القدرية: {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} [آل عمران: 140].

ومن هنا كان أهل السنة والجماعة ـ أهل الحديث والأثر ـ أسعد الناس بالحق والصواب، خاصَّتُهم وعامَّتُهم في ذلك سواء، لأنهم ـ لشدّة تحريهم للسنة، وتتبعهم للآثار، وسَيْرهم على نهج السلف الصالح ـ وُفقوا إلى ما هو حقٌّ وصوابٌ في نفسه، وإن كان بُسَطائهم وعوامُّهم لا يمكنهم أن يقيموا حجّة، أو يردّوا شبهة، ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: "ولأهل الحديث من المزية: أن ما يقولونه من الكلام ـ الذي لا يفهمه بعضهم ـ هو كلام في نفسه حق، وقد آمنوا بذلك"[2]. ولهذا كانوا: "أعظم الناس علماً ويقيناً وطمأنينةً وسكينةً، وهم الذين يعلمون ويعلمون أنهم يعلمون، وهم بالحق يوقنون لا يشكُّون ولا يمترون. فأما ما أوتيه علماء أهل الحديث وخواصهم من اليقين والمعرفة والهدى: فأمرٌ يجلُّ عن الوصف، ولكن: عند عوامهم من اليقين، والعلم والنافع ما لم يحصل منه شيء لأئمة المتفلسفة المتكلمين، وهذا ظاهر مشهود لكل أحدٍ. غاية ما يقوله أحدهم: أنهم جزموا بغير دليلٍ، وصمموا بغير حجةٍ، وإنما معهم التقليد. وهذا القدر قد يكون في كثير من العامة، لكن جزم العلم غير جزم الهوى، فالجازم بغير علمٍ يجد من نفسه أنه غير عالمٍ بما جزم به، والجازم بعلمٍ يجد من نفسه أنه عالم، اذ كون الإنسان عالماً وغير عالمٍ مثل كونه: محبًا ومبغضًا، ومريدًا وكارهًا، ومسرورًا ومحزونًا، ومنعمًا ومعذبًا، وغير ذلك، ومن شك في كونه يعلم ـ مع كونه يعلم ـ فهو بمنزلة من جزم بأنه عَلِمَ وهو لا يعلم، وذلك نظير من شكَّ في كونه سمع ورأى، أو جزم بأنه سمع ورأى ما لم يسمعه ويراه"[3].

أما المبتدعة من أهل الكلام والفلسفة والرفض والتصوف ـ وأفراخهم في هذه الأزمان من العصرانيين والعقلانيين وعبيد الحزبية البغيضة ـ فإنهم محرومون من العلم الصحيح النافع، بل غاية ما عندهم شبه، وحجج يسمُّونها: عقليات، وهي: جهليات، وإفرازات "فكرٍ" مريض بالانهزامية أمام الفلسلفات الوافدة، والمدنية الغربية الزائفة.

وآيةُ ذلك: "أنك تجدهم أعظم الناس شكاً واضطراباً، وأضعف الناس علماً ويقيناً، وهذا أمر يجدونه في أنفسهم ويشهده الناس منهم... وإنما فضيلة أحدهم باقتداره على الاعتراض والقَدْح والجدل، ومن المعلوم أن الاعتراض والقدح ليس بعلمٍ، ولا فيه منفعة، وأحسن أحوال صاحبه أن يكون بمنزلة العاميّ، وإنما العلم في جواب السؤال، ولهذا تجد غالب حججهم تتكافَؤُ، إذ كل منهم يقدح في أدلة الآخر. ولهذا أنشد الخطَّابي رحمه الله:

حجج تهافت كالزجاج تخالها *** حقًّا وكلٌّ كاسرٌ مكسور

فإذا كانت هذه حال حججهم فأيُّ لغوٍ باطلٍ وحشوٍ يكون أعظم من هذا؟!"[4].

ولهذا تجد هؤلاء يفنون أعمارهم في دراسة كتب الفلسفة والمنطق والجدل، وتعلّم أساليب التلاعب في الألفاظ، وقد خَبَرْناهم في زماننا هذا عاكفين على كتب علْمَي النفس والاجتماع، ومذكرات السياسيين وغيرهم، ثم فزعوا أخيرًا إلى كتب الإدارة والأخلاق النفعية والبرمجة العصبية؛ يظنون أن الغلبة والظهور سيكون لهم إذا ما أحكموا وسائل الاستحواذ على الناس، ذلك لأن الدين ـ عندهم ـ لمن غلب، فهم يريدون الغلبة ولو بالباطل.

ومن أساليب هؤلاء: نشر الإشاعات الكاذبة، وإثارة مشاعر العامة، والتهريج في المساجد ومجامع الناس، وهم في ذلك على نهج شيخهم القديم: بشر بن غيّاث المريسي المعتزلي (218 هـ)، فقد كان يحضر مجلس أبي يوسف القاضي رحمه الله، فيصيحُ ويَسْتغيثُ! فقال له أبو يوسف ـ مرةً ـ: لا تنتهي أو تفسد خشبةً. يعني: وتصلب!

وقد وصف الإمام أحمد رحمه الله حاله خيرَ وصفٍ، فقال: "ما كان صاحبَ حججٍ، بل صاحبَ خُطبٍ"[5]

فهؤلاء هم قطاع الطرق إلى الله تعالى، يبهرون عوام الناس وبسطائهم بخطبهم الرنانة، وكلماتهم المجملة الفضفاضة، وبيانهم الساحر، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن من البيان لَسِحْراً"[6]. قال صعصعة بن صوحان: "صدق نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم! فالرجل يكون عليه الحقُّ وهو ألحنُ بالحججِ من صاحب الحقِّ فيسحرُ القومَ ببيانه فيذهب بالحقِّ" [7].

ويشهد لهذا المعنى حديث أم سلمة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنما أنا بشر، وإنه يأتيني الخصم فلعل بعضكم أن يكون أبلغ من بعض، فأحسب أنه صادق، فأقضي له بذلك، فمن قضيت له بحق مسلم فإنما هي قطعة من النار، فليأخذها، أو ليتركها"[8]

وهذا الحديث ـ في حقِّه صلى الله عليه وسلم ـ خاصٌّ فيما كان يقضي به بين الناس، "فربما أداه اجتهاده إلى أمرٍ فيحكم به ويكون في الباطن بخلاف ذلك، لكن مثل ذلك لو وقع لم يقرَّ عليه صلى الله عليه وسلم لثبوت عصمته"[9]، أما المسائل الدينية الشرعية فعِلْمُه بها يقينيّ قطعيّ: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم: 3 - 4].

ومن فوائد أثر عبد الرزاق رحمه الله: تجنب الدخول مع أهل البدع في جدلٍ بيزنطيٍّ عقيم، وهو منهج سلفي قويم، لشرحه مناسبة أخرى إن شاء الله تعالى، وإنما اكتفي هنا بذكر ما حدّث به عبد الله بن صالح، كاتب الليث رحمهما الله، قال: "كنا عند الشافعي رحمه الله في مجلسه، فجعل يتكلم في تثبيت خبر الواحد عن النبي صلى الله عليه وسلم، فكتبناه، وذهبنا به إلى إبراهيم بن عُلَيَّة، وكان من غلمان أبي بكر الاصم[10] ـ وكان مجلسه بمصر عند باب الضَّوالِّ ـ فلما قرأنا عُلَيَّة جعل يحتجُّ بإبطاله، فكتبنا ما قال، وذهبنا به إلى الشافعي، فنقضه، وتكلم بإبطاله، ثم كتبناه، وجئنا به إلى ابن عُلَيَّة، فنقضه، ثم جئنا به إلى الشافعي، فقال: إنَّ ابن علية ضال، قد جلس بباب الضَّوالِّ يضلُّ الناس"[11].

فتأمل صنيع الإمام الشافعي رحمه الله، كيف لم يسترسل ـ على جلالة قدره، وسعة علمه، وقوة حجته ـ في نقض شبهات هذا المبتدع، بل اكتفى بالتنبيه إلى حقيقة أمره، حتى لا يغترَّ به من يمكن أن يغترَّ به ممن لم يرسخ قدمه في العلم والمنهج السلفي.

آمل أن لا يُفهم مما كتبته هنا؛ أنني أدعو إلى الركون إلى التقليد، وعدم الأخذ بأسباب الحجة والبيان، فما هذا أردتُ، ولا شك أن استخدام العلوم اللسانية والعقلية والإنسانية ـ ضمن الضوابط الشرعية ـ ممن هم أهل لذلك، يمكن أن يخدم المنهج الحق. إنما أردتُ أن أقول لإخواننا الذين هم على منهج السلف الصالح وفي صفِّ علماء الأمة: اطمئِنُّوا، فإنكم على المحجَّة البيضاء، فلا يزيغنَّكم عنها المهلكون!

وقد ابتليت الأمة الإسلامية في السنوات الأخيرة بالانفتاح الإعلامي، والانفجار المعلوماتي، وفزعَ الدعاة إلى أبواب جهنم من شراذم الفرق، والإسلاميون الحركيون إلى القنوات الفضائية، ومواقع الانترنت؛ يروجون لبضاعتهم بطريق المغالبة، بالفكر والسياسة، والثقافة العامة، وأساليب الاستحواذ من فنون الإدارة والإلقاء والتأثير، يتصدَّرهم القُصَّاص ووعَّاظ الفضائيات، الذين يحرفون الكلم عن مواضعه، ويفتنون الناس عن دين ربِّهم؛ بالتدليس والتلبيس والتنكيس... وليس لعوام أهل السنة ومن في حكمهم من المثقفين والمتعلمين منجاةٌ من هذه النازلة المدلهمَّة إلا بالثبات على منهاج السنة، وتحرِّي ما كان عليه السلف الصالح، والرجوع إلى علماء الأمة الربانيين؛ بالأخذ عنهم، والالتفاف حولهم، والإعراض عن بهرج أولئك المفسدين في الأرض، وعدم الالتفات إلى شبهاتهم ومشتبهاتهم، وعدم الاغترار بأساليبهم الإعلامية في تسويق باطلهم، ويكفيهم ـ في الاعتقاد والقول والعمل ـ الرضى بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولًا ونبيًّا؛ فمن حقَّق هذا وثبت عليه ذاق طعم الإيمان، ودخل الجنَّة ـ كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم ـ، وبالله التوفيق، ومنه العون والتثبيت.



------------------------------------

[1]أخرجه اللالكائي في: "شرح أصول أهل السنة والجماعة" (رقم: 249).

[2]مجموع الفتاوى: 4/25.

[3]نفسه: 4/27 - 29.

[4]نفسه: 4/27 – 29.

[5]سير أعلام النبلاء: 10/202.

[6]أخرجه البخاري.

[7]أخرجه أبو داود (5012).

[8]أخرجه البخاري (7181).

[9]فتح الباري: 13/217.

[10]يعني: من تلاميذه، والأصم كان من أئمة المعتزلة في زمانه.

[11]سير أعلام النبلاء: 10/23 – 24.




*****

والله الموفق

نحبكم في الله

ولا حول ولا قوة إلا بالله

والحمد لله





أقوال العلماء في حكم التهنئة بيوم العيد وحكم قول تقبل الله منا ومنك ( بطاقات دعوية )


قَالَ الشيخ ابنُ تيمية

رحمه الله:

"أَمَّا التَّهْنِئَةُ يَوْمَ الْعِيدِ يَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ إذَا لَقِيَهُ بَعْدَ صَلاةِ الْعِيدِ : تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكُمْ , وَأَحَالَهُ اللَّهُ عَلَيْك , وَنَحْوُ ذَلِكَ , فَهَذَا قَدْ رُوِيَ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْ الصَّحَابَةِ أَنَّهُمْ كَانُوا يَفْعَلُونَهُ وَرَخَّصَ فِيهِ , الأَئِمَّةُ , كَأَحْمَدَ وَغَيْرِهِ .

لَكِنْ قَالَ أَحْمَدُ : أَنَا لا أَبْتَدِئُ أَحَدًا , فَإِنْ ابْتَدَأَنِي أَحَدٌ أَجَبْته , وَذَلِكَ لأَنَّ جَوَابَ التَّحِيَّةِ وَاجِبٌ , وَأَمَّا الابْتِدَاءُ بِالتَّهْنِئَةِ فَلَيْسَ سُنَّةً مَأْمُورًا بِهَا , وَلا هُوَ أَيْضًا مَا نُهِيَ عَنْهُ , فَمَنْ فَعَلَهُ فَلَهُ قُدْوَةٌ , وَمَنْ تَرَكَهُ فَلَهُ قُدْوَةٌ . وَاَللَّهُ أَعْلَمُ"

"الفتاوى الكبرى" (2/228)







وقَالَ الإمام أَحْمَدُ رحمه الله :

وَلا بَأْسَ أَنْ يَقُولَ الرَّجُل لِلرَّجُلِ يَوْمَ الْعِيدِ : تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْك .

نقله ابن قدامة في "المغني" .







السؤال:

ما حكم التهنئة يوم العيد؟

وهل هناك صيغة معينة لها؟

الجواب:

التهنئة بالعيد جائزة، وليس لها صيغة معينة ،

بل ما اعتاده الناس فهو جائز، ما لم يكن إثماً.

"مجموع فتاوى ابن عثيمين" (16/208-210) .







السؤال

ما حكم التهنئة يوم العيد؟ وهل هناك صيغة معينة لها؟

الاجابة

التهنئة بالعيد جائزة، وليس لها صيغة معينة ، بل ما اعتاده الناس فهو جائز، ما لم يكن إثماً.

مجموع فتاوى ابن عثيمين







قال ابن عثيمين رحمه الله:

التهنئة بالعيد قد وقعت من بعض الصحابة رضي الله عنهم، وعلى فرض أنها لم تقع فإنها الآن من الأمور العادية التي اعتادها الناس، يهنىء بعضهم بعضا ببلوغ العيد واستكمال الصوم والقيام.

لكن الذي قد يؤذي ولا داعي له هو مسألة التقبيل، فإن بعض الناس إذا هنأ بالعيد يقبل، وهذا لا وجه له، ولا حاجة إليه فتكفي المصافحة والتهنئة.

مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (16/208)







قال ابن باز رحمه الله:

لا حرج أن يقول المسلم لأخيه في يوم العيد أو غيره تقبل الله منا ومنك أعمالنا الصالحة ، ولا أعلم في هذا شيئا منصوصا ، وإنما يدعو المؤمن لأخيه بالدعوات الطيبة؛ لأدلة كثيرة وردت في ذلك. والله الموفق

. مجموع فتاوى ابن باز(13/25)









لتحميل البطاقات الدعوية لأقوال السلف و فتاوى العلماء اضغط هنا

لتحميل المتون والكتب العلمية الصوتية اضغط هنا





ليس الدين لمن غلَبَ - مقال رائع


بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته





ليس الدين لمن غلَبَ

للشيخ الدكتور: عبد الحق التركماني –عفى الله عنه-

منقول من موقع الشيخ





يقول المحدِّث الكبير عبد الرزاق بن همَّام الصنعانيُّ رحمه الله: "قال لي إبراهيم بن أبي يحيى: إني أرى المعتزلة عندكم كثيراً!! قلتُ: نعم، وهم يزعمون أنك منهم. قال: أفلا تدخل معي هذا الحانوت حتى أكلمك؟ قلت: لا. قال: لِمَ؟! قلتُ: لأن القلبَ ضعيف، وإن الدينَ ليس لمن غلَبَ" [1].

هذه الكلمة من هذا الإمام الجليل ليست تعليقاً عابراً، بل هي قاعدة جليلة، ومنهج ثابت سار عليه الأوَّلون، من هُديَ إليه ـ خاصةً في هذه الأزمان التي تتجاذب فيها الشبابَ المسلم الجماعاتُ المفرِّقة للصف الإسلامي ـ فقد هُدي إلى خير كثير.

نعم: (ليس الدين لمن غلب)؛ ذلك لأن الدين هو ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من الأخبار والأوامر والنواهي، فمن قابل خبر الرسول صلى الله عليه وسلم باليقين الثابت، والتصديق الجازم، وامتثل بما أمر به، وانتهى عما نهى عنه، متقيداً في كل ذلك بفهم وعلم وعمل السلف الصالح من الصحابة والتابعين من أهل القرون الثلاثة الممتدَحَةِ، لأنهم الامتداد الطبيعي والترجمة الحقيقية لتعليم النبي صلى الله عليه وسلم، وتربيته الربانية الموفَّقة: فذلك الذي أسلم وجهه لله تعالى، واتبع سبيل المؤمنين.

ثم قد يكون المسلم ـ بعد ذلك ـ عاجزاً عن ردّ شبه المبطلين، ضعيفاً في البيان، متلكأً في سرد الحجج، فحسبه تمسكه بكتاب ربّه، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وعضُّه عليها بالنواجذ و{لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286]، فليتحيَّز إلى أئمة الدين، وعلماء الأمة، رؤوس الفرق الناجية، والطائفة الظاهرة المنصورة، فإنهم فِئَتُه، وقد كتب الله لهم الغلبة والظهور بالعلم والحجة والبيان في كل وقتٍ إلى أن تقوم الساعة، أما الظهور بالسيف والسِّنان فمرتبطٌ بإرادة الله تعالى وحكمته الكونية القدرية: {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} [آل عمران: 140].

ومن هنا كان أهل السنة والجماعة ـ أهل الحديث والأثر ـ أسعد الناس بالحق والصواب، خاصَّتُهم وعامَّتُهم في ذلك سواء، لأنهم ـ لشدّة تحريهم للسنة، وتتبعهم للآثار، وسَيْرهم على نهج السلف الصالح ـ وُفقوا إلى ما هو حقٌّ وصوابٌ في نفسه، وإن كان بُسَطائهم وعوامُّهم لا يمكنهم أن يقيموا حجّة، أو يردّوا شبهة، ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: "ولأهل الحديث من المزية: أن ما يقولونه من الكلام ـ الذي لا يفهمه بعضهم ـ هو كلام في نفسه حق، وقد آمنوا بذلك"[2]. ولهذا كانوا: "أعظم الناس علماً ويقيناً وطمأنينةً وسكينةً، وهم الذين يعلمون ويعلمون أنهم يعلمون، وهم بالحق يوقنون لا يشكُّون ولا يمترون. فأما ما أوتيه علماء أهل الحديث وخواصهم من اليقين والمعرفة والهدى: فأمرٌ يجلُّ عن الوصف، ولكن: عند عوامهم من اليقين، والعلم والنافع ما لم يحصل منه شيء لأئمة المتفلسفة المتكلمين، وهذا ظاهر مشهود لكل أحدٍ. غاية ما يقوله أحدهم: أنهم جزموا بغير دليلٍ، وصمموا بغير حجةٍ، وإنما معهم التقليد. وهذا القدر قد يكون في كثير من العامة، لكن جزم العلم غير جزم الهوى، فالجازم بغير علمٍ يجد من نفسه أنه غير عالمٍ بما جزم به، والجازم بعلمٍ يجد من نفسه أنه عالم، اذ كون الإنسان عالماً وغير عالمٍ مثل كونه: محبًا ومبغضًا، ومريدًا وكارهًا، ومسرورًا ومحزونًا، ومنعمًا ومعذبًا، وغير ذلك، ومن شك في كونه يعلم ـ مع كونه يعلم ـ فهو بمنزلة من جزم بأنه عَلِمَ وهو لا يعلم، وذلك نظير من شكَّ في كونه سمع ورأى، أو جزم بأنه سمع ورأى ما لم يسمعه ويراه"[3].

أما المبتدعة من أهل الكلام والفلسفة والرفض والتصوف ـ وأفراخهم في هذه الأزمان من العصرانيين والعقلانيين وعبيد الحزبية البغيضة ـ فإنهم محرومون من العلم الصحيح النافع، بل غاية ما عندهم شبه، وحجج يسمُّونها: عقليات، وهي: جهليات، وإفرازات "فكرٍ" مريض بالانهزامية أمام الفلسلفات الوافدة، والمدنية الغربية الزائفة.

وآيةُ ذلك: "أنك تجدهم أعظم الناس شكاً واضطراباً، وأضعف الناس علماً ويقيناً، وهذا أمر يجدونه في أنفسهم ويشهده الناس منهم... وإنما فضيلة أحدهم باقتداره على الاعتراض والقَدْح والجدل، ومن المعلوم أن الاعتراض والقدح ليس بعلمٍ، ولا فيه منفعة، وأحسن أحوال صاحبه أن يكون بمنزلة العاميّ، وإنما العلم في جواب السؤال، ولهذا تجد غالب حججهم تتكافَؤُ، إذ كل منهم يقدح في أدلة الآخر. ولهذا أنشد الخطَّابي رحمه الله:

حجج تهافت كالزجاج تخالها *** حقًّا وكلٌّ كاسرٌ مكسور

فإذا كانت هذه حال حججهم فأيُّ لغوٍ باطلٍ وحشوٍ يكون أعظم من هذا؟!"[4].

ولهذا تجد هؤلاء يفنون أعمارهم في دراسة كتب الفلسفة والمنطق والجدل، وتعلّم أساليب التلاعب في الألفاظ، وقد خَبَرْناهم في زماننا هذا عاكفين على كتب علْمَي النفس والاجتماع، ومذكرات السياسيين وغيرهم، ثم فزعوا أخيرًا إلى كتب الإدارة والأخلاق النفعية والبرمجة العصبية؛ يظنون أن الغلبة والظهور سيكون لهم إذا ما أحكموا وسائل الاستحواذ على الناس، ذلك لأن الدين ـ عندهم ـ لمن غلب، فهم يريدون الغلبة ولو بالباطل.

ومن أساليب هؤلاء: نشر الإشاعات الكاذبة، وإثارة مشاعر العامة، والتهريج في المساجد ومجامع الناس، وهم في ذلك على نهج شيخهم القديم: بشر بن غيّاث المريسي المعتزلي (218 هـ)، فقد كان يحضر مجلس أبي يوسف القاضي رحمه الله، فيصيحُ ويَسْتغيثُ! فقال له أبو يوسف ـ مرةً ـ: لا تنتهي أو تفسد خشبةً. يعني: وتصلب!

وقد وصف الإمام أحمد رحمه الله حاله خيرَ وصفٍ، فقال: "ما كان صاحبَ حججٍ، بل صاحبَ خُطبٍ"[5]

فهؤلاء هم قطاع الطرق إلى الله تعالى، يبهرون عوام الناس وبسطائهم بخطبهم الرنانة، وكلماتهم المجملة الفضفاضة، وبيانهم الساحر، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن من البيان لَسِحْراً"[6]. قال صعصعة بن صوحان: "صدق نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم! فالرجل يكون عليه الحقُّ وهو ألحنُ بالحججِ من صاحب الحقِّ فيسحرُ القومَ ببيانه فيذهب بالحقِّ" [7].

ويشهد لهذا المعنى حديث أم سلمة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنما أنا بشر، وإنه يأتيني الخصم فلعل بعضكم أن يكون أبلغ من بعض، فأحسب أنه صادق، فأقضي له بذلك، فمن قضيت له بحق مسلم فإنما هي قطعة من النار، فليأخذها، أو ليتركها"[8]

وهذا الحديث ـ في حقِّه صلى الله عليه وسلم ـ خاصٌّ فيما كان يقضي به بين الناس، "فربما أداه اجتهاده إلى أمرٍ فيحكم به ويكون في الباطن بخلاف ذلك، لكن مثل ذلك لو وقع لم يقرَّ عليه صلى الله عليه وسلم لثبوت عصمته"[9]، أما المسائل الدينية الشرعية فعِلْمُه بها يقينيّ قطعيّ: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم: 3 - 4].

ومن فوائد أثر عبد الرزاق رحمه الله: تجنب الدخول مع أهل البدع في جدلٍ بيزنطيٍّ عقيم، وهو منهج سلفي قويم، لشرحه مناسبة أخرى إن شاء الله تعالى، وإنما اكتفي هنا بذكر ما حدّث به عبد الله بن صالح، كاتب الليث رحمهما الله، قال: "كنا عند الشافعي رحمه الله في مجلسه، فجعل يتكلم في تثبيت خبر الواحد عن النبي صلى الله عليه وسلم، فكتبناه، وذهبنا به إلى إبراهيم بن عُلَيَّة، وكان من غلمان أبي بكر الاصم[10] ـ وكان مجلسه بمصر عند باب الضَّوالِّ ـ فلما قرأنا عُلَيَّة جعل يحتجُّ بإبطاله، فكتبنا ما قال، وذهبنا به إلى الشافعي، فنقضه، وتكلم بإبطاله، ثم كتبناه، وجئنا به إلى ابن عُلَيَّة، فنقضه، ثم جئنا به إلى الشافعي، فقال: إنَّ ابن علية ضال، قد جلس بباب الضَّوالِّ يضلُّ الناس"[11].

فتأمل صنيع الإمام الشافعي رحمه الله، كيف لم يسترسل ـ على جلالة قدره، وسعة علمه، وقوة حجته ـ في نقض شبهات هذا المبتدع، بل اكتفى بالتنبيه إلى حقيقة أمره، حتى لا يغترَّ به من يمكن أن يغترَّ به ممن لم يرسخ قدمه في العلم والمنهج السلفي.

آمل أن لا يُفهم مما كتبته هنا؛ أنني أدعو إلى الركون إلى التقليد، وعدم الأخذ بأسباب الحجة والبيان، فما هذا أردتُ، ولا شك أن استخدام العلوم اللسانية والعقلية والإنسانية ـ ضمن الضوابط الشرعية ـ ممن هم أهل لذلك، يمكن أن يخدم المنهج الحق. إنما أردتُ أن أقول لإخواننا الذين هم على منهج السلف الصالح وفي صفِّ علماء الأمة: اطمئِنُّوا، فإنكم على المحجَّة البيضاء، فلا يزيغنَّكم عنها المهلكون!

وقد ابتليت الأمة الإسلامية في السنوات الأخيرة بالانفتاح الإعلامي، والانفجار المعلوماتي، وفزعَ الدعاة إلى أبواب جهنم من شراذم الفرق، والإسلاميون الحركيون إلى القنوات الفضائية، ومواقع الانترنت؛ يروجون لبضاعتهم بطريق المغالبة، بالفكر والسياسة، والثقافة العامة، وأساليب الاستحواذ من فنون الإدارة والإلقاء والتأثير، يتصدَّرهم القُصَّاص ووعَّاظ الفضائيات، الذين يحرفون الكلم عن مواضعه، ويفتنون الناس عن دين ربِّهم؛ بالتدليس والتلبيس والتنكيس... وليس لعوام أهل السنة ومن في حكمهم من المثقفين والمتعلمين منجاةٌ من هذه النازلة المدلهمَّة إلا بالثبات على منهاج السنة، وتحرِّي ما كان عليه السلف الصالح، والرجوع إلى علماء الأمة الربانيين؛ بالأخذ عنهم، والالتفاف حولهم، والإعراض عن بهرج أولئك المفسدين في الأرض، وعدم الالتفات إلى شبهاتهم ومشتبهاتهم، وعدم الاغترار بأساليبهم الإعلامية في تسويق باطلهم، ويكفيهم ـ في الاعتقاد والقول والعمل ـ الرضى بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولًا ونبيًّا؛ فمن حقَّق هذا وثبت عليه ذاق طعم الإيمان، ودخل الجنَّة ـ كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم ـ، وبالله التوفيق، ومنه العون والتثبيت.



------------------------------------

[1]أخرجه اللالكائي في: "شرح أصول أهل السنة والجماعة" (رقم: 249).

[2]مجموع الفتاوى: 4/25.

[3]نفسه: 4/27 - 29.

[4]نفسه: 4/27 – 29.

[5]سير أعلام النبلاء: 10/202.

[6]أخرجه البخاري.

[7]أخرجه أبو داود (5012).

[8]أخرجه البخاري (7181).

[9]فتح الباري: 13/217.

[10]يعني: من تلاميذه، والأصم كان من أئمة المعتزلة في زمانه.

[11]سير أعلام النبلاء: 10/23 – 24.




*****

والله الموفق

نحبكم في الله

ولا حول ولا قوة إلا بالله

والحمد لله





استفسار

السلام عليكم

اريد الاستفسار عن بطاقة الضمان الاجتماعي عن كيفية استخراجها والاوراق المطلوبة مع العلم انه عندي رقم الضمان الاجتماعي




صفات المؤمن


- كيف تعرف أنك مؤمن ؟؟





أعرض نفسك على صفات المؤمنين فى القرآن, و أنظر هل أنت ممن تتوافر فيهم هذة الصفات.



قال تعالى: ( قدأفلح المؤمنون )



فمنهم يارب المؤمنون ؟



( الّذين هم في صلاتهمخاشعون ) فهل أنت خاشع فى صلاتك؟



( والّذين هم عن اللّغو معرضون ) فهل أنت تعرض عناللغو ؟



(والّذين هم للزّكاةفاعلون ) فهل أنت تؤدى الزكاة؟



( والّذين هم لفروجهم حافظون * إلّا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهمفإنّهم غير ملومين



* والّذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون ) فهل أنت ترعى الأمانة و العهد؟



( والّذين هم على صلواتهم يحافظون ) فهل أنتتحافظ على الصلوات فى أوقاتها و فى المسجد؟



و قال تعالى فى سورة الأنفال: ( إنّما المؤمنون الّذين إذا ذكر اللّه وجلت قلوبهم وإذا تليتعليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربّهم يتوكّلون * الّذين يقيمون الصّلاة وممّارزقناهم ينفقون * أولئك هم المؤمنون حقّا لّهم درجات عند ربّهم ومغفرة ورزقكريم )



فهلإذا ذكر الله وجل قلبك, هل إذا تليت آياته زادتك إيمانا, هل تتوكل على ربك ؟





فاعرض نفسك على آيات الله ستعرف هل أنتمؤمن أم لا؟



منقول





تذكير البررة بفضائل العشرة



تذكير البررة بفضائل العشرة







فلما نصبت رايات: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران: 97]، و«قد فرض الله عليكم الحج فحجوا» [رواه مسلم]، و«رجع كيوم ولدته أمه» [متفق عليه واللفظ للبخاري]، و«ليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة» [رواه الترمذي، وصححه الألباني]، رخـُصَ على المستطيعين كل غالٍ، فبذلوا المال، وتركوا الأهل والعيال، وظعنوا راحلين أو على رحال، وقلوبهم إلى بيت ربهم مشتاقة، وأرواحهم إلى الطواف والسعى تواقة، تسكب جفونهم العبرات، وتلهج ألسنتهم بالدعوات، وتردد حناجرهم التلبيات، فإذا وقفوا على عرفات، تنزلت عليهم الرحمات، وباهى بهم ربهم أهل السماوات، ونكست لإبليس الرايات، وحُطت الخطايا، ومحيت السيئات.



هذا ولم يَحرم الله -تعالى- القاعدين على عذر من الغنيمة والأجر، فقد جعل أيام العشر نفحة من نفحات الدهر، فتعظيما لها أقسم -سبحانه وتعالى- في القرآن بها؛ {وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [الفجر: 1، 2]، وهي الأيام المعلومات التي شرع الله فيها لعباده الذكر {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ} [الحج: 28]، وهي خاتمة الأشهر المعلومات أيام الحج: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ} [البقرة: 197]، وقيل: إنها من جملة الأربعين التي أتمها الله لموسى -عليه السلام-: {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً} [الأعراف: 142].



فإذا كان المعذور قد حرم أن يكون من أهل الموسم هذا العام، فقد جعل الله له أعمالا يعملها وهو في بيته دون أن يخرج من بلده، أو يرحل عن أهله وولده، أجرها كأجر المجاهد في سبيل الله -تعالى-، ففي الصحيح عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما العمل في أيام العشر أفضل من العمل في هذه» قالوا: ولا الجهاد؟ قال: «ولا الجهاد إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء» [رواه البخاري]، وفي رواية: «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام يعني أيام العشر» قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: «ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء» [رواه أبو داود والترمذي، وصححه الألباني].



فمن حُرِمَ الحج لعذر، بل من حرم الجهاد تحت ظلال السيوف، لا يحرم أن يكون له -بعمل صالح من صلاة وقيام، وذكر وصيام، وصدقة ونفقة، وبر وإحسان- أجر المجاهد بنفسه وماله في سبيل الله فلم يرجع بماله فقد أنفقه، ولم يرجع بنفسه ففي سبيل الله قد أزهقها.



وقد شرع للقائمين على العذر ما يشاركون به إخوانهم السائرين إلى البيت الحرام، من ذلك:

- إخلاص النية، فقد يدرك العبد بحسن نيته أجر العامل، وفي حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما خرج في غزوة تبوك: «إن بالمدينة أقواما ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم» قالوا: يا رسول الله وهم بالمدينة؟ قال: «وهم بالمدينة حبسهم العذر» [رواه البخاري].



يا سائرين إلى البيت العتيق *** لقد سرتم جسوما وسرنا نحن أرواحا

إنا أقـمنا عـلـى عذر وقد رحـلوا *** ومـن أقـام عـلـى عـذر كـمن راحا

- الإكثار من الذكر؛ فإذا كان أفضل الحج العج -الإكثار من التلبية والذكر-، والثج -إراقة الدماء-، فإن القاعدين داخلون في عموم قول الله -تعالى-: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ} [الحج: 28]، وقد ذكر البخاري في صحيحه عن ابن عمر -رضي الله عنهما- وأبي هريرة -رضي الله عنه- أنهما كانا يخرجان إلى السوق في العشر فيكبران ويكبر الناس بتكبيرهما.



- شراء الأضاحي وإعدادها، فكما يعد الحاج هديه لينحره شكرا لله على بهيمة الأنعام؛ فكذلك القاعد يعد أضحيته ليصلي لربه يوم العيد ثم ينحر {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [الكوثر: 2].



- وكذلك يشارك القاعدون إخوانهم في التشبه بهم في بعض الإحرام، فإن من دخل عليه العشر وأراد أن يضحي، فلا يأخذ من شعره ولا من أظفاره، ففي الصحيح عن أم سلمة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا دخلت العشر، وأراد أحدكم أن يضحي، فلا يمس من شعره وبشره شيئا» [رواه مسلم].



- ولما كان الحج عرفة، وقد شرع لهم ما تـُكفر به الذنوب، شرع أيضا للقاعدين صياما يكفر سنتين ماضية ومستقبلة، فالحاج على عرفات تغفر ذنوبه، والقاعد الصائم تـُغفر له ذنوبه فعن أبي قتادة -رضي الله عنه- مرفوعا: «صوم يوم عرفة يكفر سنتين ماضية ومستقبلة» [رواه الجماعة إلا البخاري، واللفظ للألباني].



- ولما شُرع للحجيج الذكر في أيام التشريق عند رمي الجمرات، شرع للقاعدين الذكر المطلق وعقب الصلوات، فمن فجر عرفة إلى آخر أيام التشريق يكبر الناس بعد كل صلاة: "الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله. الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد".



فيا أخي قم فقد حان وقت الوصال، استغفر لذنبك، وأطع ربك، واسعَ عساك أن تدرك.

اللهم بلغ حجاج بيتك، واجعل سعيهم مشكورا، وذنبهم مغفورا، وأعدهم إلى بلادهم بأجر وغنيمة، ولا تحرمنا بركة دعائهم








صفات المؤمن


- كيف تعرف أنك مؤمن ؟؟





أعرض نفسك على صفات المؤمنين فى القرآن, و أنظر هل أنت ممن تتوافر فيهم هذة الصفات.



قال تعالى: ( قدأفلح المؤمنون )



فمنهم يارب المؤمنون ؟



( الّذين هم في صلاتهمخاشعون ) فهل أنت خاشع فى صلاتك؟



( والّذين هم عن اللّغو معرضون ) فهل أنت تعرض عناللغو ؟



(والّذين هم للزّكاةفاعلون ) فهل أنت تؤدى الزكاة؟



( والّذين هم لفروجهم حافظون * إلّا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهمفإنّهم غير ملومين



* والّذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون ) فهل أنت ترعى الأمانة و العهد؟



( والّذين هم على صلواتهم يحافظون ) فهل أنتتحافظ على الصلوات فى أوقاتها و فى المسجد؟



و قال تعالى فى سورة الأنفال: ( إنّما المؤمنون الّذين إذا ذكر اللّه وجلت قلوبهم وإذا تليتعليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربّهم يتوكّلون * الّذين يقيمون الصّلاة وممّارزقناهم ينفقون * أولئك هم المؤمنون حقّا لّهم درجات عند ربّهم ومغفرة ورزقكريم )



فهلإذا ذكر الله وجل قلبك, هل إذا تليت آياته زادتك إيمانا, هل تتوكل على ربك ؟





فاعرض نفسك على آيات الله ستعرف هل أنتمؤمن أم لا؟



منقول





تذكير البررة بفضائل العشرة



تذكير البررة بفضائل العشرة







فلما نصبت رايات: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران: 97]، و«قد فرض الله عليكم الحج فحجوا» [رواه مسلم]، و«رجع كيوم ولدته أمه» [متفق عليه واللفظ للبخاري]، و«ليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة» [رواه الترمذي، وصححه الألباني]، رخـُصَ على المستطيعين كل غالٍ، فبذلوا المال، وتركوا الأهل والعيال، وظعنوا راحلين أو على رحال، وقلوبهم إلى بيت ربهم مشتاقة، وأرواحهم إلى الطواف والسعى تواقة، تسكب جفونهم العبرات، وتلهج ألسنتهم بالدعوات، وتردد حناجرهم التلبيات، فإذا وقفوا على عرفات، تنزلت عليهم الرحمات، وباهى بهم ربهم أهل السماوات، ونكست لإبليس الرايات، وحُطت الخطايا، ومحيت السيئات.



هذا ولم يَحرم الله -تعالى- القاعدين على عذر من الغنيمة والأجر، فقد جعل أيام العشر نفحة من نفحات الدهر، فتعظيما لها أقسم -سبحانه وتعالى- في القرآن بها؛ {وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [الفجر: 1، 2]، وهي الأيام المعلومات التي شرع الله فيها لعباده الذكر {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ} [الحج: 28]، وهي خاتمة الأشهر المعلومات أيام الحج: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ} [البقرة: 197]، وقيل: إنها من جملة الأربعين التي أتمها الله لموسى -عليه السلام-: {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً} [الأعراف: 142].



فإذا كان المعذور قد حرم أن يكون من أهل الموسم هذا العام، فقد جعل الله له أعمالا يعملها وهو في بيته دون أن يخرج من بلده، أو يرحل عن أهله وولده، أجرها كأجر المجاهد في سبيل الله -تعالى-، ففي الصحيح عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما العمل في أيام العشر أفضل من العمل في هذه» قالوا: ولا الجهاد؟ قال: «ولا الجهاد إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء» [رواه البخاري]، وفي رواية: «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام يعني أيام العشر» قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: «ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء» [رواه أبو داود والترمذي، وصححه الألباني].



فمن حُرِمَ الحج لعذر، بل من حرم الجهاد تحت ظلال السيوف، لا يحرم أن يكون له -بعمل صالح من صلاة وقيام، وذكر وصيام، وصدقة ونفقة، وبر وإحسان- أجر المجاهد بنفسه وماله في سبيل الله فلم يرجع بماله فقد أنفقه، ولم يرجع بنفسه ففي سبيل الله قد أزهقها.



وقد شرع للقائمين على العذر ما يشاركون به إخوانهم السائرين إلى البيت الحرام، من ذلك:

- إخلاص النية، فقد يدرك العبد بحسن نيته أجر العامل، وفي حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما خرج في غزوة تبوك: «إن بالمدينة أقواما ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم» قالوا: يا رسول الله وهم بالمدينة؟ قال: «وهم بالمدينة حبسهم العذر» [رواه البخاري].



يا سائرين إلى البيت العتيق *** لقد سرتم جسوما وسرنا نحن أرواحا

إنا أقـمنا عـلـى عذر وقد رحـلوا *** ومـن أقـام عـلـى عـذر كـمن راحا

- الإكثار من الذكر؛ فإذا كان أفضل الحج العج -الإكثار من التلبية والذكر-، والثج -إراقة الدماء-، فإن القاعدين داخلون في عموم قول الله -تعالى-: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ} [الحج: 28]، وقد ذكر البخاري في صحيحه عن ابن عمر -رضي الله عنهما- وأبي هريرة -رضي الله عنه- أنهما كانا يخرجان إلى السوق في العشر فيكبران ويكبر الناس بتكبيرهما.



- شراء الأضاحي وإعدادها، فكما يعد الحاج هديه لينحره شكرا لله على بهيمة الأنعام؛ فكذلك القاعد يعد أضحيته ليصلي لربه يوم العيد ثم ينحر {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [الكوثر: 2].



- وكذلك يشارك القاعدون إخوانهم في التشبه بهم في بعض الإحرام، فإن من دخل عليه العشر وأراد أن يضحي، فلا يأخذ من شعره ولا من أظفاره، ففي الصحيح عن أم سلمة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا دخلت العشر، وأراد أحدكم أن يضحي، فلا يمس من شعره وبشره شيئا» [رواه مسلم].



- ولما كان الحج عرفة، وقد شرع لهم ما تـُكفر به الذنوب، شرع أيضا للقاعدين صياما يكفر سنتين ماضية ومستقبلة، فالحاج على عرفات تغفر ذنوبه، والقاعد الصائم تـُغفر له ذنوبه فعن أبي قتادة -رضي الله عنه- مرفوعا: «صوم يوم عرفة يكفر سنتين ماضية ومستقبلة» [رواه الجماعة إلا البخاري، واللفظ للألباني].



- ولما شُرع للحجيج الذكر في أيام التشريق عند رمي الجمرات، شرع للقاعدين الذكر المطلق وعقب الصلوات، فمن فجر عرفة إلى آخر أيام التشريق يكبر الناس بعد كل صلاة: "الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله. الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد".



فيا أخي قم فقد حان وقت الوصال، استغفر لذنبك، وأطع ربك، واسعَ عساك أن تدرك.

اللهم بلغ حجاج بيتك، واجعل سعيهم مشكورا، وذنبهم مغفورا، وأعدهم إلى بلادهم بأجر وغنيمة، ولا تحرمنا بركة دعائهم








من أروع ما ستسمع أذناك عن رسول الله ...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من أروع ما ستسمع أذناك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ...


http://ift.tt/1xx64lK




من أروع ما ستسمع أذناك عن رسول الله ...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من أروع ما ستسمع أذناك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ...


http://ift.tt/1xx64lK




الي سكان ولاية غليزان

إعلان مسابقة توظيف في مديرية السكن لولاية غليزان سبتمبر 2014



المناصب المفتوحة:

مهندس معماري رئيسي: 01 منصب

مهندس دولة في السكن والعمران: 22 منصب

مهندس معماري: 23 منصب

مهندس دولة في الإعلام الآلي: 01 منصب

متصرف: 02 منصب

تقني سامي في الإعلام الآلي: 01 منصب

ملحق رئيسي للإدارة: 01 منصب

كاتب مديرية: 01 منصب

كاتب: 02 منصب



الإعلان أرسله لنا الأخ جليل له جليل الشكر







إعلان مسابقة توظيف في مديرية السكن لولاية غليزان سبتمبر 2014




اعلان عن توضيف في وزارة الداخلية

جريدة المجاهد لنهار اليوم 29 /09/ 2014 صفحة 22



اعلان عن توضيف لفائدة وزارة الداخلية و الجماعات المحلية علي اساس الشهادة للمناصب التالية



مهنس دولة في الاعلام الالي عدد المناصب 12الاقامة في الولايات التالية :الجزائر البليدة لومرداس تيبازة البوير تيزي وزو



تقني سامي في الاعلام ا لالي عدد المناصب 135 الاقامة حصريا في العاصمة



الملف كباقي الملفات في اجل 10 ايام




إعلان مسابقة توظيف في مديرية الصحة والسكان لولاية البيض سبتمبر 2014


إعلان مسابقة توظيف في مديرية الصحة والسكان لولاية البيض سبتمبر 2014

المناصب المفتوحة:

ملحق رئيسي للإدارة - 01 منصب












إعلان مسابقة توظيف في ديوان المركب المتعدد الرياضات لولاية تبسة سبتمبر 2014


إعلان مسابقة توظيف في ديوان المركب المتعدد الرياضات لولاية تبسة سبتمبر 2014

المناصب المفتوحة:

متصرف - 01 منصب

تقني سام في الاعلام الآلي - 01 منصب








بالتوفيق





عروض عمل متنوعة بتاريخ 2014/09/29


عروض عمل متنوعة بتاريخ 2014/09/29




















الاثنين، 29 سبتمبر 2014

فضائل صلاة الفجر


فضائل صلاة الفجر جماعة في المسجد


الحمدُ لله، حمداً طيباً مباركاً فيه، كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه , والصلاة والسلام على نبينا محمد , الذي بعثه الله هادياً ومبشراً ونذيرًا , وداعياً إلى الله تعالى بإذنه وسراجاً منيراً . أما بعد :فإن الكثير من المسلمين قد تهاون في إقامة صلاة الفجر جماعة في المساجد، أو حتى في البيوت، وهذا أمر خطير، يدل على ضعف الإيمان، من أجل ذلك أحببت أن أُذكر نفسي وإخواني الكرام بفضائل صلاة الفجر ووسائل المحافظة عليها .، فأقول وبالله تعالى التوفيق:

أولاً: فضل صلاة الفجر

ذكر أهل العلم فضائل كثيرة لصلاة الفجر، نوجزها فيما يلي:

(1) قسم اللهُ تعالى بالفجر:

قال الله تعالى وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ * وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ * هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ) (الفجر:5:1)

أقسم اللهُ تعالى بالفجر، وهذا دليلٌ على شرف هذا الوقت ومنزلته العالية عند الله تعالى.

قال ابنُ جرير الطبري(رحمه الله): هذا قسمٌ، أقسم ربنا جلّ ثناؤه بالفجر، وهو فجر الصبح.

(تفسير الطبري جـ 27صـ 365)

روى ابنُ جرير الطبري عن ابن عباس، قوله وَالْفَجْرِ ) يعني: صلاة الفجر. (تفسير الطبري جـ 27صـ 366)

(2)صلاة الفجر تشهدها الملائكة:

روى مسلمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ:َتَجْتَمِعُ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ وَمَلَائِكَةُ النَّهَارِ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ.قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ( وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا )(مسلم حديث:649)

(3)المحافظة على صلاة الفجر سبيل الجنة:

روى الشيخانِ عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: مَنْ صَلَّى الْبَرْدَيْنِ دَخَلَ الْجَنَّةَ. (البخاري حديث574/مسلم حديث635)

البردان: صلاة الفجر والعصر.

قال الخطابي(رحمه الله): سُميتا بردين لأنهما تُصَليان في بردى النهار، وهما طرفاه حين يطيب الهواء وتذهب سَوْرَة الحر. (فتح الباري لابن حجر العسقلاني جـ2صـ64)

(4) المحافظة على صلاة الفجر جماعة في المساجد أمان للمسلم من عذاب النار.

روى مسلمٌ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ رُؤَيْبَةَ قَالَ:سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ لَنْ يَلِجَ(يدخل) النَّارَ أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا.) يَعْنِي: الْفَجْرَ وَالْعَصْرَ.(مسلم حديث:634)

(5) الله تعالى يباهي بالمحافظين على صلاة الفجر الملائكة:

روى الشيخانِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلَائِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلَائِكَةٌ بِالنَّهَارِ وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ وَصَلَاةِ الْعَصْرِ ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ فَيَسْأَلُهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي فَيَقُولُونَ تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ. (البخاري حديث555/مسلم حديث632)

قال ابنُ حجر العسقلاني(رحمه الله): الحكمة في سؤال الله تعالى للملائكة، وهو أعلم، استدعاء شهادتهم لبني آدم بالخير واستنطاقهم بما يقتضي التعطف عليهم وذلك لإظهار الحكمة في خلق نوع الإنسان في مقابلة مَن قال مِن الملائكة أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) (البقرة:30) أي وقد وُجِدَ فيهم من يسبح ويقدس مثلكم بنص شهادتكم. (فتح الباري لابن حجر العسقلاني جـ2صـ45:44)

وقال ابنُ حجر العسقلاني(رحمه الله):في هذا الحديث: إشارة إلى عظم هاتين الصلاتين لكونهما تجتمع فيهما الطائفتان وفي غيرهما طائفة واحدة وإشارة إلى شرف الوقتين المذكورين، وقد ورد أن الرزق يقسم بعد صلاة الصبح وأن الأعمال ترفع آخر النهار فمن كان حينئذ في طاعة بورك في رزقه وفي عمله. (فتح الباري لابن حجر العسقلاني جـ2صـ45)

(6) الجلوس من بعد صلاة الفجر حتى الشروق يعدِل ثواب حجة و عمرة:

روى الترمذيُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ. ( حديث صحيح ) ( صحيح الترمذي للألباني حديث 480 )

(7) صلاة الفجر حِصنٌ للمسلم من كل شيء:

روى مسلمٌ عَنْ جُنْدَبَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَنْ صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ فَلَا يَطْلُبَنَّكُمْ اللَّهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ فَإِنَّهُ مَنْ يَطْلُبْهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ يُدْرِكْهُ ثُمَّ يَكُبَّهُ عَلَى وَجْهِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ. (مسلم حديث:657)

ذمة الله:حفْظه ورعايته لعبده المسلم.

(8) المحافظة على صلاة الفجر جماعة في المساجد براءة للمسلم من بعض صفات المنافقين:

روى مسلمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنَّ أَثْقَلَ صَلَاةٍ عَلَى الْمُنَافِقِينَ صَلَاةُ الْعِشَاءِ وَصَلَاةُ الْفَجْرِ وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِالصَّلَاةِ فَتُقَامَ ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا فَيُصَلِّيَ بِالنَّاسِ ثُمَّ أَنْطَلِقَ مَعِي بِرِجَالٍ مَعَهُمْ حُزَمٌ مِنْ حَطَبٍ إِلَى قَوْمٍ لَا يَشْهَدُونَ الصَّلَاةَ فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ بِالنَّارِ. (مسلم حديث:651)

(9) صلاة الفجر تجعل للمسلم نصيباً من قيام الليل:

روى مسلمٌ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ وَمَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ.(مسلم حديث:656)

(10) المحافظة على صلاة الفجر من أسباب سِعة الأرزاق:

روى الترمذيُّ عن صَخْرٍ الْغَامِدِيِّ أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ : اللَّهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا قَالَ: وَكَانَ(النبيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) إِذَا بَعَثَ سَرِيَّةً أَوْ جَيْشًا بَعَثَهُمْ أَوَّلَ النَّهَارِ وَكَانَ صَخْرٌ رَجُلًا تَاجِرًا وَكَانَ إِذَا بَعَثَ تِجَارَةً بَعَثَهُمْ أَوَّلَ النَّهَارِ فَأَثْرَى وَكَثُرَ مَالُهُ . (حديث صحيح ) ( صحيح الترمذي للألباني حديث 968)

روى ابنُ ماجه عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَقُولُ إِذَا صَلَّى الصُّبْحَ حِينَ يُسَلِّمُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا وَرِزْقًا طَيِّبًا وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا.

( حديث صحيح ) ( صحيح ابن ماجه للألباني حديث 753)

(11) سُّنة الفجر خيرٌ من الدنيا وما فيها:

روى مسلمٌ عَنْ عَائِشَةَ عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا. (مسلم حديث:725)

اعلم، أخي المسلم الكريم، أن من سُّنة نبينا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تخفيف ركعتي سُّنة الفجر.

روى مسلمٌ عَائِشَةَ قَالَتْ:كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُصَلِّي رَكْعَتَيْ الْفَجْرِ إِذَا سَمِعَ الْأَذَانَ وَيُخَفِّفُهُمَا. (مسلم حديث:724)

روى مسلمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَرَأَ فِي رَكْعَتَيْ الْفَجْرِ( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ )(وَقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ). (مسلم حديث:726)

(12) الاستيقاظ لصلاة الفجر يجعلك تدرك وقت دعاء مُستجاب:

روى مسلمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: يَنْزِلُ اللَّهُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا كُلَّ لَيْلَةٍ حِينَ يَمْضِي ثُلُثُ اللَّيْلِ الْأَوَّلُ فَيَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ أَنَا الْمَلِكُ مَنْ ذَا الَّذِي يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ فَلَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُضِيءَ الْفَجْرُ.(مسلم حديث:758)

(13) صلاة الفجر من أسباب النصر على الأعداء :

روى البخاريُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ إِذَا غَزَا بِنَا قَوْمًا لَمْ يَكُنْ يَغْزُو بِنَا حَتَّى يُصْبِحَ. (البخاري حديث:610)

ومعلوم أن النهار يبدأ من الفجر، فإذا أدى الجنود صلاة الفجر جماعة ودعواْ الله بالنصر على أعدائهم، استجاب الله لهم.

روى الترمذيُّ عن صَخْرٍ الْغَامِدِيِّ أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ : اللَّهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا. قَالَ: وَكَانَ(النبيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) إِذَا بَعَثَ سَرِيَّةً أَوْ جَيْشًا بَعَثَهُمْ أَوَّلَ النَّهَارِ. ( حديث صحيح ) ( صحيح الترمذي للألباني حديث 968)

(14) صلاة الفجر تضيء وجوه المؤمنين يوم القيامة:

روى أبو داودَ عَنْ بُرَيْدَةَ عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: بَشِّرْ الْمَشَّائِينَ فِي الظُّلَمِ إِلَى الْمَسَاجِدِ بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.( حديث صحيح ) ( صحيح أبي داود للألباني حديث 525)

قال شمس الحق العظيم أبادي (رحمه الله):

قوله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (بَشِّرْ الْمَشَّائِينَ) جمع المشاء وهو كثير المشي (فِي الظُّلَمِ) جمع ظلمة (بِالنُّورِ ) متعلق ببشر (التَّامِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) قال الطيبي: في وصف النور بالتام وتقييده بيوم القيامة تلميح إلى وجه المؤمنين يوم القيامة في قوله تعالى(نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا) (التحريم:8)وإلى وجه المنافقين في قوله تعالى (انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ) (الحديد:13) (عون المعبود شرح سنن أبي داود جـ2صـ188)

(15) المحافظة على صلاة الفجر من أسباب رؤية الله تعالى يوم القيامة:

روى الشيخانِ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَنَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةً يَعْنِي الْبَدْرَ فَقَالَ: إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ لَا تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ فَإِنْ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا. ثُمَّ قَرَأَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ )(طه:130) (البخاري حديث 554/مسلم حديث633)

ثانياً:وسائل المحافظة على صلاة الفجر

ذكر بعض أهل العلم وسائل يمكن أن تساعد المسلم على المحافظة على صلاة الفجر جماعة في المساجد، يمكن أن نوجزها فيما يلي:

(1)إخلاص النية لله تعالى وحده:

يجب على المسلم أن يعزم النية بقلبه على الاستيقاظ لصلاة الفجر ابتغاء وجه الله تعالى وحده، وليس طلباً لمدح الناس.

قال اللهُ تعالى وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) (البينة:5)

روى البخاريُّ عن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى . ( البخاري حديث: 1 )

(2) الابتعاد عن السهر والتبكير بالنوم:

ينبغي لمن يريد أن يحافظ على صلاة الفجر أن يتجنب السهر بعد صلاة العشاء، إلا لأمر فيه مصلحة، كدراسة العلوم الشرعية أو الدنيوية، التي تعود بالنفع على المسلم، أو أمور دنيوية مباحة، كالحديث مع أفراد أسرته، أو السمر مع الضيوف، أو ما شابه ذلك.

روى البخاريُّ عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَكْرَهُ النَّوْمَ قَبْلَ الْعِشَاءِ وَالْحَدِيثَ بَعْدَهَا.(البخاري حديث:568)

قال ابنُ حجر العسقلاني(رحمه الله): لأن النوم قبلها قد يؤدي إلى اخراجها عن وقتها مطلقا أو عن الوقت المختار والسمر بعدها قد يؤدي إلى النوم عن الصبح أو عن وقتها المختار أو عن قيام الليل وكان عمر بن الخطاب يضرب الناس على ذلك ويقول أسمرا أول الليل ونوما آخره. (فتح الباري لابن حجر العسقلاني جـ2صـ87)

(3) استخدام وسائل التنبه الحديثة التي تساعد على الاستيقاظ :

إذا كنا نحرص على الذهاب إلى العمل في الوقت المحدد، خشية العتاب أو التعرض للعقوبة من المسئول عن العمل، ونأخذ بكل الوسائل التي تجعلنا نذهب إلى العمل مبكرين، إن الاستيقاظ لحضور صلاة الفجر جماعة في المساجد، أحق من حرصنا على العمل.يستطيع المسلم أن يستخدم المنبه، أو هاتفه المحمول، أو أي وسيلة أخرى لمساعدته على الاستيقاظ لصلاة الفجر.

(4) الاستعانة ببعض أهل الخير على الاستيقاظ لصلاة الفجر.

ينبغي على المسلم أن يوصي أهل بيته، أو من يسكن بجواره، أو أحد من أصدقائه الصالحين، بإيقاظه لصلاة الفجر.وهذا من باب التعاون على الخير.

قال الله تعالى وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (المائدة:2)

وقال سبحانه وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) (العصر1)

(5) نضح قليل من الماء برفق في وجه النائم:

إذا كان المسلم ثقيل النوم، نضحنا برفق في وجهه قليلاً من الماء، مع مراعاة ألا يترتب على ذلك منكر. وهذه طريقة فعالةٌ لطرد النوم، وقد أرشدنا إليها نبينا محمد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في سُّنته المباركة.

روى أبو داودَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا قَامَ مِنْ اللَّيْلِ فَصَلَّى، وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ فَصَلَّتْ، فَإِنْ أَبَتْ نَضَحَ فِي وَجْهِهَا الْمَاءَ. رَحِمَ اللَّهُ امْرَأَةً قَامَتْ مِنْ اللَّيْلِ فَصَلَّتْ، وَأَيْقَظَتْ زَوْجَهَا، فَإِنْ أَبَى نَضَحَتْ فِي وَجْهِهِ الْمَاءَ. ( حديث حسن صحيح ) ( صحيح أبي داود للألباني حديث: 1287)

قال شمس الحق العظيم أبادي (رحمه الله):

قوله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (نَضَحَ)أي رش(فِي وَجْهِهَا الْمَاءَ) والمراد التلطف معها والسعي في قيامها لطاعة ربها مهما أمكن. قال تعالى وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى )(المائدة:2) (عون المعبود شرح سنن أبي داود جـ4صـ228)

(6) ذِكر الله تعالى عقب الاستيقاظ مباشرة:

ينبغي على المسلم أن يذكر الله تعالى و يقول دعاء الاستيقاظ الثابت عن نبينا محمد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ، فإن هذا من أفضل وسائل التغلب على النوم.

روى الشيخانِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ ثَلَاثَ عُقَدٍ يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ فَإِنْ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ وَإِلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلَانَ. (البخاري حديث1142/مسلم حديث776)

روى البخاريُّ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ قَالَ:كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ قَالَ: بِاسْمِكَ أَمُوتُ وَأَحْيَا وَإِذَا قَامَ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ. (البخاري حديث:6312)

روى الترمذيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ عَنْ فِرَاشِهِ ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ فَلْيَنْفُضْهُ بِصَنِفَةِ إِزَارِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا خَلَفَهُ عَلَيْهِ بَعْدُ فَإِذَا اضْطَجَعَ فَلْيَقُلْ: بِاسْمِكَ رَبِّي وَضَعْتُ جَنْبِي وَبِكَ أَرْفَعُهُ، فَإِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَارْحَمْهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ، فَإِذَا اسْتَيْقَظَ فَلْيَقُلْ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي فِي جَسَدِي وَرَدَّ عَلَيَّ رُوحِي وَأَذِنَ لِي بِذِكْرِهِ. ( حديث حسن ) ( صحيح الترمذي للألباني حديث 2757)

(7) عدم الإكثار من تناول الطعام قبل النوم:

كثرة تناول الطعام قبل النوم من أسباب النوم الثقيل، ولذا ينبغي على المسلم أن يقتصد عند تناول طعامه قبل النوم، فتستريح معدته، ويسهل عليه الاستيقاظ لصلاة الفجر جماعة في المسجد. وأرشدنا نبينا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلى ذلك في سُّنته المباركة.

روى الترمذيُّ عَنْ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ قَالَ:سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: مَا مَلَأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ فَإِنْ كَانَ لَا مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ. ( حديث صحيح ) ( صحيح الترمذي للألباني حديث 1939 )

(8) اجتناب المعاصي والحرص على الطاعات، وتجديد التوبة:

الحرص على الطاعات من أهم الأسباب التي تساعد المسلم على المحافظة على صلاة الفجر.

إن العبد قد يحرمه اللهُ تعالى من التوفيق إلى الطاعة بسبب ذنوبه من غير توبة نصوح.

* قال رجلٌ للحسن البصري: يا أبا سعيد :إني أبيت معافى(في صحة جيدة) وأحب قيام الليل وأعُد طهوري فما بالي لا أقوم؟ فقال الحسن: ذنوبك قيدتك. (إحياء علوم الدين للغزالي جـ 1صـ 356)

* قال سفيانُ الثورى(رحمه الله): حُرمت قيام الليل خمسة أشهر بذنب أذنبته. قيل وما ذاك الذنب؟ قال: رأيت رجلاً يبكي، فقلت في نفسي: هذا مراء.

(إحياء علوم الدين للغزالي جـ 1صـ 356)

* قال أبو سليمان الداراني(رحمه الله): لا تفوت أحداً صلاة الجماعة إلا بذنب

(إحياء علوم الدين للغزالي جـ 1صـ 356)

(9) الحرص على الوضوء وقراءة أذكار النوم الثابتة عن نبينا محمد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- .

(10) تذَكُّر ثواب صلاة الفجر وأن ذلك يُثقِل ميزان حسنات المؤمن يوم القيامة.

أسألُ اللَه تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العُلى أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم، وأن ينفع به المسلمين.وآخرُ دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

وصلى اللهُ وسلم على نبينا محمدٍ، وعلى آله، وصحبه، والتابعينَ لهم بإحسان إلى يوم الدين.