الخميس، 11 يونيو 2015

نشر العلم والعمل ليوم تنقطع فيه الأعمال

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشر المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين... أما بعد

إخواني الكرام أخواتي الكريمات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أود اقتراح موضوع ومبادرة تُعنى بنشر العلم والاستفادة منه وتعلمه وتعليمه الناس وهي عملية "تفريغ الدروس العلمية" والمقصود بالتفريغ كتابتها، هذه العملية التي لا يخفى على كثير منكم دورها الفعال في الإقبال غلى الدروس المفرغة على شكل كتب عكس ما كان عليه لما كانت ملفات صوتية

ومرادنا من هذه المبادرة هو التعاون على البر والتقوى وطللب المغفرة من الله تعالى والتقرب إليه ورجاء رحمته بما يوفقنا من تعليم الناس الخير، وقد وردت أدلة صحيحية عن نبينا صلى الله عليه وسلم تبين درجة هذه الفضيلة وأنه تقرب العبد من الله زُلفى

فأرجو ممن يريد التطوع رجلاً كان أو امرأةً كبيراً أو صغيراً أن يشرفنا برد حول الموضوع فالمسابقة والتنافس في الطريق إلى مفتوح لكل أحد

أما عن طريقة سريان هذه العملية فتكون بأن نختار ملف صوتي نقوم بمشاركة رابطه
ثم يقوم المتطوعون بتحميل هذا الملف
ثم يتم الاتفاق بين المشاركين حول كيفية التفريغ
مثلاً حلقة فيها 50 دقيقة
شخص 1 يفرغ 10 دقائق (0-10)
شخص 2 يفرغ 10 دقائق (10-20)
شخص 3 يفرغ 10 دقائق (20-30)[/b]
شخص 4 يفرغ 10 دقائق (30-40)
شخص 5 يفرغ 10 دقائق (40-50)
وهكذا

ويتفق كذلك الإخوة على أمور أخرى تتعلق بالحلقة نفسها
فمثلاً إذا كانت هناك أسئلة واردة على البرنامج وليست في موضوع الحلقة لا تُفرع وينبه على زمنها بكتابة وقتها في الملف الصوتي.. الى غير ذلك

فأرجو التفاعلى لنبدأ على بركة الله ونفتتح هذه المبادرة إن شاء الله بموضوع شيق


(اجعلوهــا في تواقيعكـم فهـي أكثـر من رائعـة) /// 60 موعظة قصيرة


بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

60 موعظة قصيرة لابن الجوزي

1- اخواني : الذنوب تغطي على القلوب ، فإذا أظلمت مرآة القلب لم يبن فيها وجه الهدى ،
و من علم ضرر الذنب استشعر الندم .
2- يا صاحب الخطايا اين الدموع الجارية ، يا اسير المعاصي إبك على الذنوب الماضية ، أسفاً لك إذا جاءك الموت و ما أنبت ، واحسرة لك إذا دُعيت إلى التوبة فما أجبت ، كيف تصنع إذا نودي بالرحيل و ما تأهبت ، ألست الذي بارزت بالكبائر و ما راقبت ؟
3- أسفاً لعبد كلما كثرت اوزاره قلّ استغفاره ، و كلما قرب من القبور قوي عنده الفتور .
4- اذكر اسم من إذا اطعته افادك ، و إذا اتيته شاكراً زادك ، و إذا خدمته أصلح قلبك و فؤادك
5- أيها الغافل ما عندك خبر منك ! فما تعرف من نفسك إلا ان تجوع فتاكل ، و تشبع فتنام ، و تغضب فتخاصم ، فبم تميزت عن البهائم !
6- واعجباً لك ! لو رايت خطاً مستحسن الرقم لأدركك الدهش من حكمة الكاتب ، و انت ترى رقوم القدرة و لا تعرف الصانع ، فإن لم تعرفه بتلك الصنعة فتعجّب ، كيف اعمى بصيرتك مع رؤية بصرك !
7- يا من قد وهى شبابه ، و امتلأ بالزلل كتابه ، أما بلغك ان الجلود إذا استشهدت نطقت ! اما علمت ان النار للعصاة خلقت ! إنها لتحرق كل ما يُلقى فيها ، فتذكر أن التوبة تحجب عنها ، و الدمعة تطفيها .
8- سلوا القبور عن سكانها ، و استخبروا اللحود عن قطانها ، تخبركم بخشونة المضاجع ، و تُعلمكم أن الحسرة قد ملأت المواضع ، و المسافر يود لو انه راجع ، فليتعظ الغافل و ليراجع .
9- يا مُطالباً باعماله ، يا مسؤلاً عن افعاله ، يا مكتوباً عليه جميع أقواله ، يا مناقشاً على كل أحواله ، نسيانك لهذا أمر عجيب !
10- إن مواعظ القرآن تُذيب الحديد ، و للفهوم كل لحظة زجر جديد ، و للقلوب النيرة كل يوم به وعيد ، غير أن الغافل يتلوه و لا يستفيد

11- كان بشر الحافي طويل السهر يقول : أخاف أن يأتي أمر الله و أنا نائم
12- من تصور زوال المحن و بقاء الثناء هان الابتلاء عليه ، و من تفكر في زوال اللذات وبقاء العار هان تركها عنده ، و ما يُلاحظ العواقب إلا بصر ثاقب .
13- عجباً لمؤثر الفانية على الباقية ، و لبائع البحر الخضم بساقية ، و لمختار دار الكدر على الصافية ، و لمقدم حب الأمراض على العافية .
14- قدم على محمد بن واسع ابن عم له فقال له من اين اقبلت ؟ قال : من طلب الدنيا ، فقال : هل ادركتها ؟ قال لا ، فقال : واعجباً ! انت تطلب شيئاً لم تدركه ، فكيف تدرك شيئاً لم تطلبه .
15- يُجمع الناس كلهم في صعيد ، و ينقسمون إلى شقي و سعيد ، فقوم قد حلّ بهم الوعيد ، و قوم قيامتهم نزهة و عيد ، و كل عامل يغترف من مشربه .
16- كم نظرة تحلو في العاجلة ، مرارتها لا تُـطاق في الآخرة ، يا ابن أدم قلبك قلب ضعيف ، و رأيك في إطلاق الطرف رأي سخيف ، فكم نظرة محتقرة زلت بها الأقدام
17- ياطفل الهوى ! متى يؤنس منك رشد ، عينك مطلقة في الحرام ، و لسانك مهمل في الآثام ، و جسدك يتعب في كسب الحطام .
18- أين ندمك على ذنوبك ؟ أين حسرتك على عيوبك ؟ إلى متى تؤذي بالذنب نفسك ، و تضيع يومك تضييعك أمسك ، لا مع الصادقين لك قدم ، و لا مع التائبين لك ندم ، هلاّ بسطت في الدجى يداً سائلة ، و أجريت في السحر دموعاً سائلة .
19- تحب اولادك طبعاً فأحبب والديك شرعاً ، و ارع أصلاً أثمر فرعاً ، و اذكر لطفهما بك و طيب المرعى أولاً و اخيرا ، فتصدق عنهما إن كانا ميتين ، و استغفر لهما و اقض عنهما الدين
20- من لك إذا الم الألم ، و سكن الصوت و تمكن الندم ، ووقع الفوت ، و أقبل لأخذ الروح ملك الموت ، و نزلت منزلاً ليس بمسكون ، فيا أسفاً لك كيف تكون ، و اهوال القبر لا تطاق .

21- كأن القلوب ليست منا ، و كان الحديث يُعنى به غيرنا ، كم من وعيد يخرق الآذانا .. كأنما يُعنى به سوانا .. أصمّنا الإهمال بل اعمانا .
22- يا ابن آدم فرح الخطيئة اليوم قليل ، و حزنها في غد طويل ، ما دام المؤمن في نور التقوى ، فهو يبصر طريق الهدى ، فإذا أطبق ظلام الهوى عدم النور
23- انتبه الحسن ليلة فبكى ، فضج اهل الدار بالبكاء فسالوه عن حاله فقال : ذكرت ذنباً فبكيت ! يا مريض الذنوب ما لك دواء كالبكاء
24- يا من عمله بالنفاق مغشوش ، تتزين للناس كما يُزين المنقوش ، إنما يُنظر إلى الباطن لا إلى النقوش ، فإذا هممت بالمعاصي فاذكر يوم النعوش ، و كيف تُحمل إلى قبر بالجندل مفروش .
25- ألك عمل إذا وضع في الميزان زان ؟ عملك قشر لا لب ، و اللب يُثقل الكفة لا القشر
26- رحم الله أعظما ً نصبت في الطاعة و انتصبت ، جن عليها الليل فلما تمكن و ثبت ، و كلما تذكرت جهنم رهبت و هربت ، و كلما تذكرت ذنوبها ناحت عليها و ندبت .
27- يا هذا لا نوم أثقل من الغفلة ، و لا رق أملك من الشهوة ، و لا مصيبة كموت القلب ، و لا نذير أبلغ من الشيب .
28- إلى كم اعمالك كلها قباح ، اين الجد إلى كم مزاح ، كثر الفساد فأين الصلاح ، ستفارق الأرواح الأجساد إما في غدو و إما في رواح ، و سيخلو البلى بالوجوه الصباح ، أفي هذا شك ام الأمر مزاح .
29- فليلجأ العاصي إلى حرم الإنابة ، و ليطرق بالأسحار باب الإجابة ، فما صدق صادق فرُد ، و لا اتى الباب مخلص فصُد ، و كيف يُرد من استُدعي ؟ و إنما الشان في صدق التوية .
30- إخواني : الأيام مطايا بيدها أزمة ركبانها ، تنزل بهم حيث شاءت ، فبينا هم على غواربها ألقــتهم فوطئتهم بمناسمها .

31- النظر النظر إلى العواقب ، فإن اللبيب لها يراقب ، أين تعب من صام الهواجر ؟ و أين لذة العاصي الفاجر ؟ فكأن لم يتعب من صابر اللذات ، و كان لم يلتذ من نال الشهوات .
32- حبس بعض السلاطين رجلاً زماناً طويلا ثم اخرجه فقال له : كيف وجدت محبسك ؟ قال : ما مضى من نعيمك يوم إلا و مضى من بؤسي يوم ، حتى يجمعنا يوم
33- جبلت القلوب على حب من أحسن إليها ، فواعجباً ممن لم ير محسناً سوى الله عز وجل كيف لا يميل بكليته إليه .
34- إحذر نفار النعم فما كل شارد بمردود ، إذا وصلت إليك أطرافها فلا تُنفر أقصاها بقلة لشكر .
35- اجتمعت كلمة إلى نظرة على خاطر قبيح و فكرة ، في كتاب يًحصي حتى الذرة ، و العصاة عن المعاصي في سكرة ، فجنو من جِنى ما جنوا ، ثمار ما قد غرسوه .
36- يا هذا ! ماء العين في الأرض حياة الزرع ، و ماء العين على الخد حياة القلب .
37- يا طالب الجنة ! بذنب واحد أُخرج ابوك منها ، أتطمع في دخولها بذنوب لم تتب عنها ! إن امرأً تنقضي بالجهل ساعاته ، و تذهب بالمعاصي أوقاته ، لخليق ان تجري دائماً دموعه ، و حقيق أن يقل في الدجى هجوعه .
38- أعقل الناس محسن خائف ، و أحمق الناس مسئ آمن .
39- لا يطمعن البطال في منازل الأبطال ، إن لذة الراحة لا تنال بالراحة ، من زرع حصد و من جد وجد ، فالمال لا يحصل إلا بالتعب ، و العلم لا يُدرك إلا بالنصب ، و اسم الجواد لا يناله بخيل ، و لقب الشجاع لا يحصل إلا بعد تعب طويل .
40- كاتبوا بالدموع فجائهم الطف جواب ، اجتمعت أحزان السر على القلب فأوقد حوله الأسف و كان الدمع صاحب الخبر فنم .

41- كيف يفرح بالدنيا من يومه يهدم شهره ، و شهره يهدم سنته ، و سنته تهدم عمره ، كيف يلهو من يقوده عمره إلى اجله ، وحياته على موته .
42- إخواني : الدنيا في إدبار ، و اهلها منها في استكثار ، و الزارع فيها غير التقى لا يحصد إلا الندم .
43- ويحك ! أنت في القب محصور إلى ان ينفخ في الصور ، ثم راكب أو مجرور ، حزين او مسرور ، مطلق او مأسور ، فما هذا اللهو و الغرور !
44- بأي عين تراني يا من بارزني و عصاني ، بأي وجه تلقاني ، يا من نسي عظمة شاني ، خاب المحجوبون عني ، و هلك المبعدون مني .
45- يا هذا زاحم باجتهادك المتقين ، و سر في سرب أهل اليقين ، هل القوم إلا رجال طرقوا باب التوفيق ففتح لهم ، و ما نياس لك من ذلك .
46- ألا رُب فرح بما يؤتى قد خرج اسمه مع الموتى ، ألا رُب معرض عن سبيل رشده ، قد آن أوان شق لحده ، ألا رُب ساع في جمع حطامه ، قد دنا تشتيت عظامه ، ألا رُب مُجد في تحصيل لذاته ، قد آن خراب ذاته
47- يا مضيعاً اليوم تضييعه أمس ، تيقظ ويحك فقد قتلت النفس ، و تنبه للسعود فإلى كم نحس ، و احفظ بقية العمر ، فقد بعت الماضي بالبخس .
48- عينك مطلقة في الحرام ، و لسانك منبسط في الآثام ، و لأقدامك على الذنوب إقدام ، و الكل مثبت في الديوان .
49- كانوا يتقون الشرك و المعاصي ، و يجتمعون على الأمر بالخير و التواصي ، و يحذرون يوم الأخذ بالأقدام و النواصي ، فاجتهد في لحاقهم ايها العاصي ، قبل ان تبغتك المنون .
50- أذبلوا الشفاه يطلبون الشفاء بالصيام ، و أنصبوا لما انتصبوا الأجساد يخافون المعاد بالقيام ، و حفظوا الألسنة عما لا يعني عن فضول الكلام ، و اناخوا على باب الرجا في الدجى إذا سجى الظلام ، فأنشبوا مخاليب طمعهم في العفو ، فإذا الأظافير ظافرة .

51- يا مقيمين سترحلون ، يا غافلين عن الرحيل ستظعنون ، يا مستقرين ما تتركون ، أراكم متوطنين تأمنون المنون
52- وعظ أعرابي ابنه فقال : أي بني إنه من خاف الموت بادر الفوت ، و من لم يكبح نفسه عن الشهوات أسرعت به التبعات ، و الجنة و النار أمامك .
53- يا له من يوم لا كالأيام ، تيقظ فيه من غفل و نام ، و يحزن كل من فرح بالآثام ، و تيقن أن أحلى ما كان فيه أحلام ، واعجباً لضحك نفس البكاء أولى بها .
54- إن النفس إذا أُطمعت طمعت ، و إذا أُقنعت باليسير قنعت ، فإذا أردت صلاحها فاحبس لسانها عن فضول كلامها ، و غُض طرفها عن محرم نظراتها ، و كُف كفها عن مؤذي شهواتها ، إن شئت ان تسعى لها في نجاتها .
55- علامة الاستدراج : العمى عن عيوب النفس ، ما ملكها عبد إلا عز ، و ما ملكت عبداً غلا ذل .
56- ميزان العدل يوم القيامة تبين فيه الذرة ، فيجزى العبد على الكلمة قالها في الخير ، و النظرة نظرها في الشر ، فيا من زاده من الخير طفيف ، احذر ميزان عدل لا يحيف .
57- سمع سليمان بن عبدالملك صوت الرعد فانزعج ، فقال له عمر بن عبد العزيز : يا أمير المؤمنين هذا صوت رحمته فكيف بصوت عذابه ؟
58- يا من أجدبت أرض قلبه ، متى تهب ريح المواعظ فتثير سحاباً ، فيه رعود و تخويف ، و بروق و خشية ، فتقع قطرة على صخرة القلب فيتروى و يُنبت .
59- قال بعض السلف : إذا نطقت فاذكر من يسمع ، و إذا نظرت فاذكر من يرى ، و إذا عزمت فاذكر من يعلم .
60- قال سفيان الثوري يوماً لأصحابه : أخبروني لو كان معكم من يرفع الحديث إلى السلطان أكنتم تتكلمون بشئ ؟ قالوا : لا ، قال ، فإن معكم من يرفع الحديث إلى الله عز وجل .
61- كلامك مكتوب ، و قولك محسوب ، و انت يا هذا مطلوب ، و لك ذنوب و ما تتوب ، و شمس الحياة قد اخذت في الغروب فما أقسى قلبك من بين القلوب .

منقول للفائدة


♛ الناصحـون أهـل أدب ورحمـة لا تشهيـر وشماتـة ♛



الناصحـون أهـل أدب ورحمـة لا تشهيـر وشماتـة
للشيخ عبد العزيز آل الشيخ – وفقه الله –


( الناصحون لعباد الله أهلُ أدب ورحمة، الناصحون لعباد الله أهل صدق وإخلاص، الناصحون لعباد الله أهلُ محبةٍ
ومودة لإخوانهم المسلمين، الناصحون لله صادقون في أقوالهم وأعمالهم، الناصحون لله لا تسمع منهم شماتة بأحد
ولا تحدثاً عن عيوب أحد، ولا كشفاً عما خفي على الناس من عيوب الناس)

إن من أخلاق المؤمنين محبة بعضهم لبعض،
لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”[1].
وإن من أخلاق المؤمنين مولاةَ بعضهم لبعض موالاةً تقتضي النصيحةَ والإخلاص لها، وتقتضي محبَّة المؤمن:
(وَٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتِ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ) [التوبة:71].
ومن أخلاق المؤمنين تألم البعض بألم البعض، فهم كالجسد الواحد، يتألم الكل بتألُّم البعض،
مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر”[2]
وهم كالبنيان المرصوص يشدُّ بعضه بعضًا، متى ما اختلَّت لبنة من لبن البناء أدى إلى انهيار البناء وضعفه.

ومن أخلاق المؤمن أن المؤمن مرآة لأخيه المؤمن، إن رأى خيراً شجَّعه على الخير، ورغَّبه فيه، وحثه على الاستمرار عليه
وإن رأى خللاً، إن رأى خطأً، إن أبصر نقصاً، إن نظر إلى مخالفة للشرع، فإنه يسعى في تسديد أخيه المسلم.

وفي نصيحته وفي إنقاذه من الخطأ، وفي دعوته للصواب:
( وَٱلْعَصْرِ إِنَّ ٱلإِنسَـٰنَ لَفِى خُسْرٍ إِلاَّ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ وَتَوَاصَوْاْ بِٱلْحَقّ وَتَوَاصَوْاْ بِٱلصَّبْرِ ) [العصر:1-3].

أيها المسلم، إذاً فبذلُ النصيحة لإخوانك المسلمين أفراداً وجماعة دالٌّ على إيمانك وحبك الخير لإخوانك المؤمنين، وبذلُ النصيحة
للمؤمنين أخلاق أنبياء الله عليهم جميعاً أفضل الصلاة وأتم التسليم.
هذا نوح يقول لقومه: (وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) [الأعراف:62].
وهذا هود عليه السلام يقول لقومه: (وَأَنَاْ لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ) [الأعراف:68].
وهذا صالح عليه السلام يقول لقومه: (وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ ٱلنَّـٰصِحِينَ) [الأعراف:79].
وشعيب عليه السلام يقول لقومه: (وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ ءاسَىٰ عَلَىٰ قَوْمٍ كَـٰفِرِينَ) [الأعراف:93].
ومحمد أعظم خلق الله نصحاً لأمته لكمال شفقته ورحمته بهم قال تعالى عنه:
(لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِٱلْمُؤْمِنِينَ رَءوفٌ رَّحِيمٌ) [التوبة:128].
وهو القائل : “ما بعث الله من نبي إلا كان حقاً عليه أن يدلَّ أمته على خير ما يعلمه لهم، وينهاهم عن شر ما يعلمه لهم”[3]
وهو الآخذ بحجزنا عن النار، ولكننا نتفلَّت منه صلوات الله وسلامه عليه أبداً دائماً إلى يوم الدين.

فلا خير إلا هدانا له وبينه لنا، ولا شر إلا بينه لنا وحذرنا منه، تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعده
إلا هالك.
أيها المسلم، مقتضى المحبة الإيمانية والأخوة الإسلامية، مقتضاها أن تبذل النصيحة لأخيك، عندما ترى مخالفةً ويقع نظرك
على خطأ فتبذل النصيحة لأخيك المسلم إنقاذاً له من عذاب الله، وأخذاً بيده لما فيه صلاح دينه ودنياه.

ولكن هذه النصيحة تحتاج إلى ضوابط لتكون نصيحة مؤثرة
نصيحة نافعة، نصيحة تؤدي الغرض منها.

فأولاً: إخلاصك في نصيحتك، فالحامل على النصيحة إخلاصٌ لله، ثم لأخيك المسلم، ليست نصيحتك رياءً وسمعة، ولا افتخاراً بها
ولا تعلٍ بها، ولا استطالة على الخلق، ولا أن يكون لك رفعة ومكانة، ولكنها نابعة من قلب صادق محب للخير، ساع له.
والمخلصون في نصيحتهم هم الذين يضعون النصيحة موضعَها، لا يتحدثون بها، ولا يفتخرون بها، ولكنها سرٌ وأمانة بينهم
وبين من ينصحون له، لأن هدفهم وغايتهم صلاح أخيهم المسلم، واستقامة حاله، وحماية عرضه، وليس هدفهم الاستطالة
والترفع على الناس.

ولا بد أن يكون هذا الناصح عالماً بما ينصح، فكم من متصوِّر للخطأ أنه صواب فيدعو إلى غير هدى، وينصح بلا علم
فربما أفسد أكثر مما يريد أن يصلح.
إذاً فالعلم بحقيقة ما تنصح له، بأن تعلم الخطأ على حقيقته، وتعلم كيف تخلص أخاك المسلم من تلك الهلكة.

وثالثها: لا بد أن تكون بعيداً عن التشهير والتعيير والشماتة بالمخالف، فإن المعيِّر للناس الشامت بهم الفَرِح بعوراتهم
المتطِّلعَ إلى عيوبهم الحريصَ على أن يرى العيب والخطأ فهذا ليس بناصح ولكنه مسيء وضاره.
وهذا النوع من الناس لا يوفَّقون للخير؛ لأنهم لم يقصدوا الخير أصلاً، وإنما اتخذوا الدين والخير وسيلةً للنيل ممن يريدون النيلَ منه.

ولهذا ترى هذا الشامت وهذا الفَرِح بالعيوب والنقائص ينصح علانية، ويُظهر الأمر أمام الملأ لكي يَحُطَّ من قدر من يظنُّ أنه
ينصحه، ولكي يُطْلع الناس على عيوب خفيَت عن الآخرين، فيكون بذلك مسيئاً لا مصيباً، ومفسداً لا مصلحاً، وفاضحاً لا ساتراً.
ولهذا يُروى: “من عيَّر أخاه بذنب لم يمت حتى يفعله”[4]
وفي الأثر: “لا تظهر الشماتة بأخيك فيعافيه الله ويبتليك”[5].

أيها المسلم، النصيحة لجماعة المسلمين وأفرادهم، النصيحة للجميع، فنصحُك ـ أيها المسلم ـ عام لجميع المسلمين أفراداً وجماعة
على قدر استطاعتك وقدر نفوذك، وكلٌ يؤدي ما يستطيع أداءَه.

أخي المسلم، إننا معشرَ البشر لا بد فينا من أخطاء، والمعصوم من عصم الله، فلا بد من أخطاء في البشر، نسي آدم فنسِيتْ
ذريتُه، لا بد من أخطاء، ولو تبصَّر الإنسان في نفسه لأبصر عيوبَه وأخطاءه، واشتغل بها عن عيوب الآخرين، كلُّنا خطَّاء
وخير الخطائين التوابون، كلنا عرضةٌ للزلل والخطأ والتقصير في الواجب أو ارتكاب شيء مما خالف الشرع لو تبصر
المسلم حقَّاً.

فإذا كنا كذلك فالواجب على الجميع التناصح فيما بيننا، فلعل أخاك المسلم وقع في تلك المخالفة إما غفلةً منه، إما جهلا بالحكم
أو غفلةً وسهوا وسيطرة شهوات وهوى وجلساء سوء ودعاة ضلال، لعله عرض له أمر ظنَّ أن ما هو عليه حقٌّ والواقع أنه خطأ
ومخالف للشرع.

أخي المسلم، إذاً فلا بد من ترويض نفسك على الصبر والاحتساب، ومخاطبة الناس على قدر عقولهم وأفهامهم، لتعلم حال
من تنصحه، أخلاقُه تقبُّله لما تدلي إليه من نصيحة، حسن تقبُّله أو عدم تقبله، وكيف حاله وكيف طريقة نصحه؛ لأن هدفك
الوصول إلى الحق، وإنقاذ المسلم مما هو واقع فيه من الخطأ.

أخي المسلم، فكن لله ناصحاً، وكن لعباد الله ناصحاً، نصيحةً تنبع من قلب مليء بالرحمة والمحبة والشفقة وحسن القصد
لا عن خيانة وغش واستطالة وترفُّع على الناس.

أخي المسلم، تجد مخالفةً في بيتك من أبناء وبنات وإخوان وأخوات وآباء وأمهات، فلا بد من نصيحة للجميع على قدر حالهم
تنصح أباك إن رأيت مخالفة، ولكن بأدب وشفقة وبر وإحسان ومعاملة بالمعروف، تراعي كبرَ السن، وتراعي أدب
التحمُّل، وتراعي كل الظروف، وتنصح الأمَّ إن رأيت خطأ، وتنصح البنين والبنات، والإخوة والأخوات، وتنصح الأرحام والجيران
ولتكن النصيحة منك عامة للفرد والجماعة.
ترى مسلماً يتهاون بأمر الصلاة فتنصحه لله نصيحةَ الخير، ترغِّبه في الفريضة، وتبين له أهميتها وآكديتها، وأنها الركن الثاني
من أركان الإسلام، وأنها عمود الإسلام، وأن المتخلف عنها والمضيِّع لها معرِّضٌ نفسَه لأن يوصف بالكفر والشرك.
ترى مسلماً يغلب على ظنك عدم أدائه الزكاة، وأنه ذو ثروة عظيمة، فتخوفه من الله فيما بينك وبينه، وتبيّن له عواقب منع الزكاة
وآثام مانعي الزكاة، وما يترتب على ذلك من الوعيد فيما بينك وبينه، فلعل موعظة تقع في قلبه، فتحركه للخير وتحمله على
الجود بالواجب.
وترى من يقصر في صيامه أو يسيء فيه، أو من لم يؤدِّ الحج، وكل ذلك لتنصحهم لله.
ترى مسلماً جافياً لأبويه، عاقاً لهما، مسيئاً لهما، فتنصحه وتحذره من القطيعة، وتبين له عاقبة عقوق الرحم، وأن عقوق الوالدين
من كبائر الذنوب، وأنه سبب لمحق بركة العمر والعمل والرزق والولد.
وترى من يقطع رحمه فتسعى في نصيحته وحمله على الصلة بالرحم وبر الأرحام والإحسان إليهم.
ترى مسلماً لا يتقي الله في معاملاته في البيع والشراء، فتنصحه لله، وتحذره من المخالفات.
ترى مسلماً انخدع بجلساء سوء، وشُلَل فساد ورذيلة، فتحذره من تلك المجتمعات الشريرة، وتربأ به إلى الخير، وتحذِّره من
أولئك، ليكون على بصيرة من أمره، فيستقيم على الخير والهدى.

أيها المسلم، ومن خلال أي موقع أنت فيه فقد ترى من بعض المسؤولين شيئاً من المخالفة، فلا تدع النصيحة لله بينك
وبين ذلك المسؤول، أن تبيِّن له الأخطاء التي ارتُكبت، والتقصير الذي حصل، والمخالفات التي وقعت، لتبين له الأخطاء
لا نميمةً تسعى بها لتضر هذا وتنفع هذا، ولكن نصيحة للإصلاح والقيام بالواجب، وعدم الإخلال بالأمانة، وليكن ذلك بينك
وبينه سراً، ليثِق بك ويعلم صدقَك وأن هدفك الخير والإصلاح.
ولهذا تنصح أيَّ مسؤول كان، لكن مع التزام الأدب، وكتمان النصيحة وسريتها، لتؤدي غرضها، وتؤدي الهدف منها، أما من
يشيع كل شيء قاله، وكل أمر نصح فيه، فإنما يريد مكانةَ نفسه، ولا يريد الخير للمسلمين.

فلنكن ـ إخوتي المسلمين ـ ملتزمين بهذا الأدب في نصيحتنا لأي فرد منا، وليكن ذلك بحكمة ولين ورفق حتى تؤدي النصيحة
مفعولها، ولهذا يقول الله لنبيه : (فَبِمَا رَحْمَةٍ مّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ ٱلْقَلْبِ لاَنْفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ) [آل عمران:159]
والله جل وعلا حذرنا من أن نشيع الفاحشة فينا، قال تعالى: (إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلْفَـٰحِشَةُ فِى ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ لَهُمْ
عَذَابٌ أَلِيمٌ فِى ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ)
[النور:19].
قال بعض السلف: إن النصيحة علانية وتبيين معاصي العباد، إنه نوع من الهوان على الإسلام وأهله.

فليحذر المسلم أن ينشر معائب المسلمين، ويتحدث عن أخطائهم علانية، فلا يقبلوا منه نصيحةً إن نصح، ولا يقبلوا منه
توجيها إن وجَّه؛ لأنهم يعلمون أنه يتاجر بتلك النصيحة، يريد بها مكانة لنفسه وعزاً لنفسه، وهو لا يدري أنه بذلك أسخط
ربه، لأن الناصح الهادف من نصيحته يتلمَّس الخير ويبحث عن الطرق التي يوصل بها النصح لكي يستفيد ويفيد.

همُّه إصلاح المسلمين، لا همُّه مصلحته الذاتية، ولا يتخذ من النصيحة وسيلة لتجريح الناس وعيبهم، والسعي بالنميمة
فيما بينهم، فيفرق أخوَّتهم، أو يحدث النزاع بينهم، إنما يهدف من نصيحته التوفيق والإصلاح:
( إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ ٱلإِصْلَـٰحَ مَا ٱسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِى إِلاَّ بِٱللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) [هود:88].

هكذا يقول شعيب عليه السلام، ونوح يقول لقومه:
(وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِى إِنْ أَرَدْتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ) [هود:34]
لأنه أدام النصحَ لهم، أخبر الله عنه أنه دعا قومه لله سراً وجهاراً ليلاً ونهاراً، كل ذلك حرص على هدايتهم، وحرص على صلاح
قلوبهم، والأمر بيد الله.

إنما على المسلم أن ينصح لله الأفراد والجماعة، وكل على قدر حاله، وكل على حسب منزلته، وأن الأدب في النصيحة
والإخلاص فيها وكتمانها وإيصالها إلى المنصوح بالطرق الجيدة، أن ذلك يترك أثراً عظيماً.
أما الشماتة بالناس، ونشر عيوبهم، والتحدث عن أخطائهم، وكأنه أعطي أماناً من الخطأ، وكأنه أعطي عصمةً من الزلل
فهذا الدرب من الناس لا همّ لهم إلا تجريح الناس، والنيل منهم، فعياذاً بالله من حالة السوء.
أما المؤمن فهو بخلاف ذلك، وليٌّ لأخيه، يحب له ما يحب لنفسه، ويكره له ما يكره لنفسه.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل
لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، هو الغفور الرحيم.

الناصحون لعباد الله أهلُ أدب ورحمة، الناصحون لعباد الله أهل صدق وإخلاص، الناصحون لعباد الله أهلُ محبةٍ ومودة
لإخوانهم المسلمين، الناصحون لله صادقون في أقوالهم وأعمالهم، الناصحون لله لا تسمع منهم شماتة بأحد، ولا تحدثاً عن
عيوب أحد، ولا كشفاً عما خفي على الناس من عيوب الناس.

إن استطاعوا أصلحوا الأخطاء، وإن استطاعوا وجَّهوا ودعوا إلى الخير، وإن تعسَّر ذلك عليهم ستروا على الناس وقالوا:
الأمر بيد الله، يهدي الله من يشاء بفضله ويضل من يشاء بعدله وهو الحكيم العليم.
لا يتخذون من النصيحة موقفاً للشماتة، ولا دعوةً لكشف عورات الناس، لا يهمُّهم إلا أن يصلُح الناس، وإن تعذَّر الأمر
عليهم فقد أدَّوا الواجب فيما بينهم وبين الله، والله جل وعلا له الحكمة في خلقه، وهو الحكيم الخبير العالم بعباده.

ولكن أهل النصيحة ليسوا شامتين للناس، ولا عائبين للناس، ولا فرحين بأخطاء الناس، وإنما يفرحون أن يروا إخوانهم
على الطريق المستقيم، أن يروا إخوانهم متمسكين بهدي الإسلام، أن يروا إخوانهم عاملين بشرع الله، هكذا سرورهم وفرحهم
وحزنهم إن رأوا من عباد الله شيئاً من النقص والخطأ، فعند ذلك يحزنون على إخوانهم، ينظرون لهم بعين الرحمة
وأن أولئك ضُعفاء تسلَّط عليهم عدوُّهم إبليس والنفس الأمارة بالسوء، فهم ينظرون إليهم بعين الرحمة، وينظرون إليهم بعين
الحكمة، فهم جادُّون في النصيحة ما وجدوا لذلك سبيلا، فإن أثرت نصيحتهم حمدوا الله على التوفيق، وإن لم تؤثر حمدوا
الله أنهم أدوا الواجب عليهم، وأمر العباد إلى الله، (لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهْدِى مَن يَشَاء) [البقرة:272].
——————————
سماحة المفتي عبدالعزيز آل الشيخ – وفقه الله –
مفتى عام المملكة العربية السعودية
رئيس هيئة كبار العلماء
رئيس اللجنة الدائمة للإفتاء
إمام وخطيب جامع تركي بن عبدالله (الجامع الكبير بالديرة)



رمضان ..وولادة القلوب

رمضان ..وولادة القلوب
الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على عبده المصطفى نبينا محمد
وعلى آله ومن بأثره اقتفى
إخواني الكرام

أيام معدودة وتستقبِل الأمّة هذا الزائرَ الحبيب
الزائر الذي تهفو له الأرواح
وتنتظر القلوب قدومه السنوي العطر

إنه رمضان ..
موسم الرحمة والغفران.. والعتق من النيران
أيامه المعدودة لا نكاد نستقبلها إلاوسرعان ما نودعها
أيام بدأنا نتنسم عبقها الطاهر
رمضان نعيم لا يمل

وبهجة لاتنسى

مسالك الخير فيه جمة متنوعة
ونفحاته كثيرة ماتعة
لا يغتنمه المحروم
ولايفرط به المرحوم

فمن ذا الذي لا يحبك يا رمضان


رمـضانُ أقـبلَ يا أُولي الألبابِ = فاستَـقْـبلوه بعدَ طولِ غيـابِ
لايَدخـلُ الـريَّـانَ إلا صائـمٌ = أَكْرِمْ بـبابِ الصْـومِ في الأبوابِ
الصومُ مـدرسةُ التعفُّـف ِوالتُّقى = وتـقـاربِ البُعَداءِ والأغـرابِ
الصومُ رابـطةُ الإخـاءِ قويـةً = وحبالُ وُدِّ الأهْـلِ والأصحـابِ


ولكن يبقى السؤال العملي الهام
ماذا أعددنا لرمضان ؟

هل بدأنا الإعداد له بنية وعزم صادق؟
هل أهلنا قلوبنا لاستقباله
هل خططنا للاستفاده منه
ألا يستحق العتق من النار أن أعد له
أبواب الجنة مفتحة فهل تشوقت لها النفوس
وشمرت عن ساعد الجد
تائقة للنهل من هذا المعين

أم سنستقبل رمضان

بمجالس الغفلة والتقصير والمعاصي
تاركين حلاوة المناجاة ولذة الدموع

أما آن لك يا نفس
أن تنفضي غبار الذنوب التي اثقلتك
والأحزان التي أقعدتك
جاءتك يا نفس فرصة
لميلاد جديد سعيد
لتولدي تقية نقية
صادقة مخلصة
أبية مجاهدة
فأبشري وتجهزي لهذا الموعد
وتذكري من الآن نداء رمضان
أن يا باغي الخير أقبل
ويا باغي الشر أقصر


هل تعلم ما الفرق بين الواحد والأحد والوتر

الواحد والأحد والوتر
لفروق الدقيقة بين أسماء الله الحسنى
هي أسماء ثابتة بنص القرآن أو بنص السنة أو بالقرآن والسنة معاً.
« فاسم:((الواحد)) ثبت في القرآن في قوله تعالى: (وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) (الرعد:16) وموجود في الأسماء المشهورة .
« واسم (( الأحد)) ثبت في القرآن وفي السنة ، ففي القرآن في قوله تعالى: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)(الإخلاص:1) ، وفي السنة في الحديث القدسي (وأنا الأحد الصمد )
« واسم (( الوتر)) ثبت في السنة في حديث أبي هريرة- رضي الله عنه- [ إن لله تسعة و تسعين اسماً مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة وهو وتر يحب الوتر] وفي حديث [ أوتروا فإن الله وتر يحب الوتر ] فالوتر ثابت بالسنة .
أما بالنسبة للفروق بين هذه الأسماء :
· فإن اسم الله((الواحد ))ينفي العددية والمثلية.
· واسم الله((الأحد ))ينفي الشبيه بالكلية .
· واسم الله((الوتر )) ينفي الشفعية والزوجية .
فاسم الله((الواحد ))ينفي العددية والمثلية فليس هناك واحد أو اثنين بنفس الخصائص فهو ينفي في الحقيقية قياس التمثيل وأنه ليس هناك مثيل لربنا في ذاته أو في صفاته ، فمثلاً لا يوجد واحد أو اثنين في مثل خصائص الحق سبحانه تعالى ولا فيما يخصه من صفات أو ذات ، فهذا الاسم ينفي قياس المماثلة.
وأما اسم الله((الأحد ))فينفي الشبيه بالكلية ونفي الشبيه هو نفي قياس الشمول فليس هناك شبيه ،
والمقصود بالشبيه أن يكون التشابه في البعض وليس في الكل ، فالمثيل تشابه في الكل في الذات والصفات ، وأما الشبيه فيكون تشابه في البعض ، كما تقول بأن الولد يُشبه أباه فيختلف عن قولك بأن الولد توأم لأخيه،
والله عز و جل قال في تفسير الأحد: ( وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ)(الإخلاص:4) التي هي بمعنى: ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) (الشورى:11) .

واسم الله((الوتر )) ينفي الشفعية والزوجية لأن أصل الوتر هو الفرد من العدد ، فلا يكون اثنان ولا أربعة ولا ستة ولا ثمانية ولا شىء من هذا القبيل ، فربنا سبحانه وتعالى جعل الشفع في مقابل الوتر في قوله تعالى: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} (الفجر:3) ، فالوترية نفي الزوجية وربنا سبحانه وتعالى خلق جميع الخلائق على الزوجية، قال تعالى : {وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ}) الذاريات:49) ، فالله سبحانه وتعالى هو الذي انفرد بالوترية فليست له زوجة ولا ولد .
وعلى ذلك فهو ::
* وتر (( لنفي الزوجية والشفعية)) .
* وأحد (( لنفي الشبيه بالكلية)) .
* وواحد ((لنفي المثيل عن رب العزة والجلال ولنفي العددية)).
فهذه هي الفروق الدقيقة بين هذه الأسماء الثلاثة ،



من شرح الشيخ محمود عبد الرازق الرضواني للتدمرية ( الشريط السابع


خمس وقفات قبل حلول شهر رمضان






بسم الله الرحمن الرحيم
نحن مقبلون على شهر عظيم ألا وهو شهر رمضان وماأدراك ما شهر رمضان
شهر البر والإحسان .. شهر أوله رحمة .. وأوسطه مغفرة .. وآخره عتق من النيران .
شهر تمنى النبي صلى الله عليه وسلم لقائه إذ قال في دعائه :
(اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان)
فقبل لقائه هو في شوق وحنين إلى لقائه كيف .. وهو شهر الصبر ..
شهر الطاعة .. شهر الإبانة والذكر .
لذالك والله ما ودعه مؤمن إلاّ وقلبه يحترق لفراقه
وما انصرف شهر رمضان عن عبدٍ صالحٍ قام بحقه وقدره
إلاّ كان انصرافه في قلبه حزاناً شوقاً وحنيناً لا يعلمه إلا الله عز وجل .
كم دخله بعيد من الله فقربه الله .؟
كم دخله محروم فأعطاه الله .؟
كم دخله مسيئ فتاب عليه الله .؟
لذالك كان الأخيار من سلف هذه الأمة يتمنون لقائه يدعون الله وصوله وبلوغه .
ولي وإياكم أيها الأحبة (خمس وقفات) قبل حلول هذا الشهر العظيم :
الوقفة الأولى :
إذا قدم عليك شهر رمضان فوضعت أول قدم على أعتابه فحري بك أن تتذكر
نعمة من الله أسداها إليك ومنة من الله أولاها إليك هذه النعمة
أن بلغك الله شهر رمضان .. هذه النعمة أن كتب الله لك الحياة
إلى بلوغ هذا الشهر ..
كم من قلوبٍ حنت واشتاقت إلى لقاء هذا الشهر .. ولكن انقطع به القدر ..
وانقطع بها الأثر فهم تحت الثرى في القبور .. فإذا بلغت شهر رمضان
فتذكر منة الله عليك واحمد الله على الوصول والبلوغ
وقل بلسان الحال والمقال :
اللهم لك الحمد على أن بلغتني رمضان لا أحصي ثناء عليك ..
إن قلت هذا وتمكنت هذه النعمة من قلبك تأذن الله لك بالمزيد
(ولأن شكرتم لأزيدنكم )
وحري بأن تصاب برحمة الله عز وجل ..
والله ما شكر عبد نعمة من نعم الله عز وجل إلاّ بارك الله له فيها .
وإذا بلغت شهر رمضان تذكر أناس حيل بينها وبين الصيام والقيام ..
الآلام والأمراض والأسقام
فهم على الأسرة البيضاء .. إذا تذكرت ذلك .. ورأيت الصحة والعافية في بدنك
فاحمد الله على الوصول والبلوغ ..
واسأله أن يعينك على طاعته وذكره وشكره وحسن عبادته .


فرصتنا للتغييــر.

فرصتنا للتغييـــر
الحمد لله على فضله وكرمه وإحسانه، أن جعل لنا رمضان فرصة للتغيير لمن شاء أن يستقيم .
قال الله تعالى
: " إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهم" ــ الرعد(11) .
إنها فرصتك الذهبية للتقرب من الله جلا وعلا في موسم الخيرات ، وذلك باستثمار صوم رمضان في صفقة رابحة بينك و بين ربك ، فسارع إلى تغيير نمط حياتك وسلوكك مع الله ومع نفسك ومع العباد ، فالأمر هين لمن وفقه الله إلى ذلك وتاب وآمن وعمل صالحا.
قال الله تعالى: "وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا" ــ الفرقان(62).
يكون رمضان فرصتك للتغيير إذا اتَّسَمَ سلوكك بما يلي:
• إذا استشعرت عظمة الله تعالى وقدرته وجبروته ورحمته في عبادتك إياه وحده لا شريك له.
• إذا أطعت الرسول صلى الله عليه وسلم تطبيقا لقوله تعالى": وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ " ــ الحشر(7).
• إذا لم تترك القرآن الكريم مهجورا في حياتك ، وذلك بالمداومة على التلاوة والتدبر، قال الله تعالى :" وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِر" ــ القمر (17).
• إذا زاد إحسانك للناس وبرك لوالديك ، ووطدت علاقتك بالأرحام وحاربت الشح والبخل بالصدقة والإنفاق في سبيل الله.
• ذا حفظت لسانك من الغيبة والنميمة والكذب وشهادة الزور.
• إذا حافظت على طهارتك وصلواتك في الجماعة ، وحصنت نفسك بالأذكار.

هكذا يكون لك رمضان الكريم، فرصة مواتية للتغيير نحو الأفضل ، وقد خاب وضاع من كان حظه منه الجوع والعطش.
اللهم يسر لنا صيامه وقيامه على الوجه الذي يرضيك عنا ، وأن ترحمنا وتعفو عنا وتغفر لنا .




موضوع مميز [اكتبهــا لنــا] آيـة استوقفتك وأثرت فيك

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على عبده الذي اصطفى
في الحقيقة أيّها الفضلاء، كلام الله كله مبارك ومؤثر ولكن تحُول الذنوب دون الاستفادة من خيره وبركاته، قال تعالى : { كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ } [ص: 29]. فالله جل وعلا يفتح على بعض عبادة في التدبر والفهم والتأثر بكتابه ما لا يفتح على البعض ، فأثناء قرائتك للقرآن قد فتح الله عليك أن استوقفتك آية (كأنك أول مرة تقرأها وتسمع بها) ثم تدبرتها وتأثرت بها . (اكتب لإخوتك باختصار) الآية التي فتح الله عليك بها وتأثرت بها ، علك تحرك بها قلوبا رانت عليها الذنوب.


وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا

وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا (سورة الفرقان)

يقول تعالى ذكره: وقال الرسول يوم يعضّ الظالم على يديه: يا ربّ إن قومي الذين بعثتني إليهم لأدعوهم إلى توحيدك اتخذوا هذا القرآن مهجورا.
واختلف أهل التأويل في معنى اتخاذهم القرآن مهجورا, فقال بعضهم: كان اتخاذهم ذلك هجرا, قولهم فيه السييء من القول, وزعمهم أنه سحر, وأنه شعر.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد قوله: ( اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ) قال: يهجُرون فيه بالقول, يقولون: هو سحر.
حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مجاهد, قوله: ( وَقَالَ الرَّسُولُ ) ... الآية: يهجرون فيه بالقول. قال مجاهد: وقوله: مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ قال: مستكبرين بالبلد سامرا مجالس تهجرون, قال: بالقول السييء في القرآن غير الحقّ.
حدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال, ثنا هشيم, عن مغيرة, عن إبراهيم, في قول الله: ( إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ) قال: قالوا فيه غير الحقّ، ألم تر إلى المريض إذا هذي قال غير الحق.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: الخبر عن المشركين أنهم هجروا القرآن وأعرضوا عنه ولم يسمعوا له.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قول الله: ( وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبّ إِنَّ َ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ) لا يريدون أن يسمعوه, وإن دعوا إلى الله قالوا لا. وقرأ وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ قال: ينهون عنه, ويبعدون عنه.
قال أبو جعفر: وهذا القول أولى بتأويل ذلك, وذلك أن الله أخبر عنهم أنهم قالوا: لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ , وذلك هجرهم إياه.

تفسير الطبرى


تعظيم شهر رمضان بالصيام والإكثار فيه من الطاعات واجتناب المحظورات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدُ لله حمدًا كثيرًا طيِّبًا مباركًا فيه، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا كثيرًا .
أما بعد:
أيها الناس، فلقد أظلّكم شهر كريم وموسم عظيم، «أُعطِيت فيه هذه الأمة خمس خصال لم تعطهنّ أمة من الأمم قبلهم: خلوفُ فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك - وخلوفُ فم الصائم هي: الرائحة الكريهة التي تخرج من المعدة عند خلوِّها من الطعام، هذه الرائحة أطيب عند الله من ريح المسك - وتستغفر لهم الملائكةُ حتى يفطروا، ويُزيِّن الله كل يوم جنته فيقول: يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤونة والأذى ويصيروا إليك، وتصفّد فيه مردةُ الشياطين فلا يخلصون إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره، ويُغفر لهم في آخر ليلة منه»(1).
إنه شهر رمضان «مَن صامه إيمانًا واحتسابًا غفرَ الله له ما تقدّم من ذنبه»(2)،«ومَن قامه إيمانًا واحتسابًا غفَرَ الله له ما تقدم من ذنبه»(3)، «فيه تُفتح أبواب الجنة وتُغلق أبواب النيران»(4) .
روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «قال الله عزَّ وجل: «كل عمل بن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به»، والصوم جُنَّة - يعني: وقاية من الإثم والنار - فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابَّه أحد أو قاتله فلْيقل: إني صائم، والذي نفس محمد بيده، لخلوفُ فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما: فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه»(5)، أما فرحه عند فطره فيفرح بنعمتين؛ أُولى هما: نعمة الله عليه بالصيام، وقد ضَلَّ عنه كثير من الناس، والثانية: نعمة الله عليه بإباحة الأكل والشرب والنكاح وما كان ممنوعًا منه في الصيام، وأما فرحه عند لقاء ربه: فيفرح بِما يجده من النّعيم المقيم في دار السلام .
وفي صحيح البخاري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «إن في الجنة بابًا يقال له الريان يدخل منه الصائمون لا يدخله غيرهم، فإذا دخلوا أُغلق ولم يُفتح لغيرهم»(6).
اللهم إنَّا نسألك أن تجعلنا من الداخلين فيه، اللهم اجعلنا من الداخلين فيه، اللهم اجعلنا من الداخلين فيه .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة لا تُرد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام وتُفتح لها أبواب السماء ويقول الرب: وعزَّتي لأنصرنَّكِ ولو بعد حين»(7) .
عباد الله، اغتنموا شهر رمضان بكثرة العبادة، وكثرة الصلاة والقراءة، والإحسان إلى الخلق بالمال والبدن والعفو عنهم؛ فإن الله يحب المحسنين ويعفو عن العافين، واستكثروا فيه من «أربع خصال: اثنتان تُرضون بهما ربكم واثنتان لا غنى لكم عنهما، فأما اللتان تُرضون بهما ربكم: فشاهدة أن لا إله إلا الله والاستغفار، وأما اللتان لا غنى لكم عنهما: فتسألون الله الجنة وتستعيذون به من النار»(8).
عباد الله، احفظوا صيامكم عن النواقص والنواقض، احفظوه عن اللغو والرفث وقول الزور، وقول الزور: كلُّ قول محرم، وعمل الزور: كلُّ عمل محرم«فمَن لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه»(9)، ومَن لم يحفظ صيامه عمَّا حرّم الله فيوشك ألا يكون له من صيامه إلا الجوع والظمأ .
اجتنبوا الكذب والفحش والغش والخيانة، اجتنبوا الغِيبة والنّميمة، اجتنبوا الأغاني المحرمة واللهو المحرم فعلاً وسماعًا؛ فإن كل هذه من منقّصات الصيام .
قوموا بِما أوجب الله عليكم من الصلاة في أوقاتها وأداءها مع الجماعة، قوموا بالنصيحة للمؤمنين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ فإن الحكمة من الصيام التّقوى، يقول الله عزَّ وجل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة:183] .
اجتهدوا - أيها المسلمون - في قراءة القرآن فإنه كلام الله عزَّ وجل، لكم الشرف في تلاوته والأجر، ولكم بالعمل به الحياة الطيّبة وطيب الذكْر، «ولكم بكل حرف منه عشر حسنات»(10)، وإذا مررتم بآية سجدة فاسجدوا في أي ساعة من ليل أو نهار، كبِّروا عند السجود وقولوا في السجود: سبحان ربي الأعلى وادعوا بِما شئتم، إن تيسَّر لكم معرفة ما ورد في ذلك فادعوا به وإلا فادعوا بأي دعاء مناسب ثم قوموا من السجود بلا تكبير ولا سلام إلا إذا سجدتم في الصلاة فلا بُدّ من التكبير عند السجود وعند النهوض .
أيها المسلمون، فاحرصوا على تلاوة كتاب الله، واسمعوا إلى قول الله عزَّ وجل: ﴿الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1) اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (2) الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ﴾ [إبراهيم:1-3] .
اللهم ارزقنا اغتنام الأوقات بالأعمال الصالحة، اللهم احفظنا عن الأعمال السيئة، اللهم وفِّقنا لِمَا تحبه وترضاه يا رب العالمين .
اللهم حقِّق لنا ما نرجوه من المصالح في الدنيا والآخرة، اللهم ﴿لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ﴾ [آل عمران: 8] .
والحمدُ لله رب العالمين، وأصلي وأسلِّم على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

فضيلة الشيخ...ابن عثيمين


موضوع مميز ۩☼◄ [[ مما عمت به البلوى (وخصوصاً فى شهر رمضان)]]►☼۩

مما عمت به البلوى الآن(وخصوصاً فى شهر رمضان) التغني بالقرآن كأنه مقامات موسيقية..
وهذا جمع يسير فاصل في هذا الأمرباذن الله
الشيخ ابن تيمية
الحمد لله رب العالمين. ما تقول أئمة الدين، رضي اللَّه عنهم وجعلهم عاملين بما علموا، مخلصين مصيبين، في قراءة القرآن بما يخرجه عن استقامته التي أجمع أئمة القراء عليها، من تمطيط، أو ترجيع بالألحان المطربة، أو مد مجمع على قصره، أو قصر مجمع على مده، أو إظهار ما أجمع على إدغامه، أو إدغام ما أجمع على إظهاره، أو تشديد ما أجمع على تخفيفه، أو تخفيف ما أجمع على تشديده، أو بما يزيل الحرف عن مخرجه أو صفته، وما أشبه ذلك مما يعانيه بعض القراء. وهل يجوز سماعها أو استماعها؟ فإن لم تجز، فهل يلزم سامعها أن ينكر على قارئها؟ فإن لزمه وترك فهل يأثم؟ وإن أنكر على قارئها ولم يقبل فهل يجب عليه شيء أم لا؟ أفتونا مأجورين يرحمكم اللَّه. والحمد لله وحده.
أجاب شيخ الإسلام أبو العباس أحمد بن تيمية:
الحمد للَّه. الناس مأمورون أن يقرأوا القرآن على الوجه المشروع كما كان يقرأه السلف من الصحابة والتابعين لهم بإحسان. فإن القراءة سنَّةٌ يأخذها الآخر عن الأول.
وقد تنازع الناس في قراءة الألحان، منهم من كرهها مطلقاً، بل حرمها. ومنهم من رخص فيها. وأعدل الأقوال فيها أنها إن كانت موافقة لقراءة السلف كانت مشروعة، وإن كانت من البدع المذمومة نُهِيَ عنها.
والسلف كانوا يُحَسِّنون القرآن بأصواتهم من غير أن يتكلفوا أوزان الغناء، مثل ما كان أبو موسى الأشعري يفعل. فقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: (لقد أوتي هذا مزماراً من مزامير آل داود).
وقال لأبي موسى الأشعري: (مررت بك البارحة وأنت تقرأ، فجعلت أستمع لقراءتك. فقال: لو علمت أنك تسمع لَحبَّرتُهُ لك تحبيراً) أي لحسنته لك تحسيناً.
وكان عمر يقول لأبي موسى الأشعري: يا أبا موسى، ذكِّرنا ربنا فيقرأ أبو موسى وهم يستمعون لقراءته.
وقد قال النبي صلى اللَّه عليه وسلم: (زيِّنوا القرآن بأصواتكم). وقال: (لَلَّهُ أشد أذناً إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن، من صاحب القينة إلى قينته).
وقال: (ليس منا من لم يتغن بالقرآن)، وتفسيره عند الأكثرين كالشافعي وأحمد بن حنبل وغيرهما هو تحسين الصوت. وقد فسره ابن عُيينة ووكيع وأبو عبيد على الاستغناء به.
فإذا حسَّن الرجل صوته بالقرآن كما كان السلف يفعلونه مثل أبي موسى الأشعري وغيره فهذا حسن.
وأما ما أُحدِث بعدهم من تكلُّفِ القراءة على ألحان الغناء فهذا يُنهى عنه عند جمهور العلماء، لأنَّهُ بدعةٌ، ولأنَّ ذلك فيه تشبيه القرآن بالغناء، ولأن ذلك يورث أن يبقى قلب القارئ مصروفاً إلى وزن اللفظ بميزان الغناء، لا يتدبره ولا يعقله، وأن يبقى المستمعون يصغون إليه لأجل الصوت الملحَّن، كما يُصغى إلى الغناء، لا لأجل استماع القرآن وفهمه وتدبره والانتفاع به. واللَّه سبحانه أعلم.
وقال شيخ الإسلام رحمه الله في الإستقامة :

" ومع هذا فلا يسوغ أن يقرأ القرآن بألحان الغناء ولا أن يقرن به من الألحان ما يقرن بالغناء من الآلات وغيره " (1/ 246 )
وقال القرطبي رحمه الله في حين تكلم عن حرمة القرآن قال :
" ومن حرمته ألا يقعر في قراءته كفعل هؤلاء الهمزيين المبتدعين والمتنطعين في إبراز الكلام من تلك الأفواه المنتنة تكلفا فإن ذلك محدث ألقاه إليهم الشيطان فقبلوه عنه ومن حرمته ألا يقرأه بألحان الغناء كلحون أهل الفسق " ( 1 / 29 )
وقال الإمام ابن رجب رحمه الله في ( نزهة الأسماع في مسألة السماع ) :
قراءة القرآن بالألحان، بأصوات الغناء وأوزانه وإيقاعاته، على طريقة أصحاب الموسيقى، فرخص فيه بعض المتقدمين إذا قصد الاستعانة على إيصال معاني القرآن إلى القلوب للتحزين والتشويق والتخويف والترقيق.
وأنكر ذلك أكثر العلماء، ومنهم من حكاه إجماعاً ولم يثبت فيه نزاعاً، منهم أبو عبيد وغيره من الأئمة.
وفي الحقيقة هذه الألحان المبتدعة المطربة تهيج الطباع، وتلهي عن تدبّر ما يحصل له من الاستماع حتى يصير التلذذ بنجرد سماع النغمات الموزونة والأصوات المطربة، وذلك يمنع المقصود من تدبر معاني القرآن.
وإنما وردت السنة بتحسين الصوت بالقرآن، لا بقراءة الألحان، وبينهما بون بعيد . اهـ
وقد أجاد اين القيّم فأفاد، وهذا خلاصة كلامه في زاد المعاد
زاد المعاد (1/482) :
وفصل النزاع، أن يقال : التطريب والتغنِّي على وجهين، أحدهما : ما اقتضته الطبيعة، وسمحت به من غير تكلف ولا تمرين ولا تعليم، بل إذا خُلّي وطبعه، واسترسلت طبيعته، جاءت بذلك التطريب والتلحين، فذلك جائز، وإن أعان طبيعتَه بفضلِ تزيين وتحسين، كما قال أبو موسى الأشعري للنبي صلى الله عليه وسلم : (( لَو علمتُ أنّكَ تَسمَع لَحَبَّرْتُه لَكَ تحبِيراً)) والحزين ومَن هاجه الطرب، والحبُ والشوق لا يملك من نفسه دفعَ التحزين والتطريب في القراءة، ولكن النفوسَ تقبلُه وتستحليه لموافقته الطبع، وعدم التكلف والتصنع فيه، فهو مطبوع لا متطبِّع، وكَلفٌ لا متكلَف، فهذا هو الذي كان السلف يفعلونه ويستمعونه، وهو التغني الممدوح المحمود، وهو الذي يتأثر به التالي والسامعُ، وعلى هذا الوجه تُحمل أدلة أرباب هذا القول كلها.
الوجه الثاني : ما كان من ذلك صناعةً من الصنائع، وليس في الطبع السماحة به، بل لا يحصُل إلا بتكلُّف وتصنُّع وتمرُّن، كما يتعلم أصوات الغِناء بأنواع الألحان البسيطة، والمركبة على إيقاعات مخصوصة، وأوزانٍ مخترعة، لا تحصل إلا بالتعلُم والتكلف، فهذه هي التي كرهها السلفُ، وعابوها، وذمّوها، ومنعوا القراءةَ بها، وأنكروا على من قرأ بها، وأدلة أرباب هذا القول إنما تتناول هذا الوجه، وبهذا التفصيل يزول الاشتباهُ، ويتبين الصوابُ من غيره، وكلُّ من له علم بأحوال السلف، يعلم قطعاً أنهم بُرآء من القراءة بألحان الموسيقى المتكلفة، التي هي إيقاعات وحركات موزونة معدودة محدودة، وأنهم أتقى للّه من أن يقرؤوا بها، ويُسوّغوها، ويعلم قطعاً أنهم كانوا يقرؤون بالتحزين والتطريب، ويحسِّنون أصواتَهم بالقرآن، ويقرؤونه بِشجىً تارة، وبِطَربِ تارة، وبِشوْق تارة، وهذا أمر مركوز في الطباع تقاضيه، ولم ينه عنه الشارع مع شدة تقاضي الطباع له، بل أرشد إليه وندب إليه، وأخبر عن استماع اللّه لمن قرأ به، وقال : (( لَيْسَ مِنَّا مَن لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقرآنِ )) وفيه وجهان : أحدهما : أنه إخبار بالواقع الذي كلُّنا نفعله، والثاني : أنه نفي لهدي من لم يفعله عن هديه وطريقته صلى الله عليه وسلم .

الشيخ ابن باز
سؤال رقم 9330- حكم قراءة القرآن على طريقة المغنين
السؤال : ماذا يقول سماحتكم في قارئ القرآن بواسطة مقامات هي أشبه بالمقامات الغنائية بل هي مأخوذة منها أفيدونا بذلك جزاكم الله خيراً ؟.
الجواب :الحمد لله
لا يجوز للمؤمن أن يقرأ القرآن بألحان الغناء وطريقة المغنين بل يجب أن يقرأه
كما قرأه سلفنا الصالح من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان ،
فيقرأه مرتلاً متحزناً متخشعاً حتى يؤثر في القلوب التي تسمعه وحتى يتأثر هو
بذلك .
أما أن يقرأه على صفة المغنين وعلى طريقتهم فهذا
لا يجوز .
كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله . م/9 ص/290.


والله أعلم


حال السلف الصالح في استقبال شهر رمضان

بسم الله الرحمن الرحيم
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


حال السلف الصالح في استقبال شهر رمضان


السؤال:

ما هو حال السلف الصالح -رضي الله عنهم ورحمهم- في استقبال هذا الشهر العظيم؟ كيف كان هديهم؟
وكيف كان سمتهم ودلهم؟ وكيف يكون استعداد المسلم لاغتنام هذه الليالي التي هو الآن يعيشها، وهذه الأيام؟ الاستعداد
العلمي بمعرفة أحكام الصيام، ومعرفة المفطرات، ومعرفة أحكامه، وبعض الناس يغفل عن هذه الأشياء فلا يتفقه في أمر الصيام
وأيضًا لا يتفقه الفقه الواجب في أمر الصيام، فهل ينبه الشيخ -حفظه الله- على هذا الأمر؟


الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبارك الله فيك وفيما نبهت عليه من هذين السؤالين العظيمين
السؤال الأول حالة السلف في شهر رمضان حالة السلف كما هو مدون في الكتب المروية بأسانيد الثقات عنهم أنهم كانوا
يسألون الله عز وجل أن يبلغهم رمضان قبل أن يدخل يسألون الله أن يبلغهم شهر رمضان لما يعلمون فيه من الخير العظيم والنفع
العميم.
ثم إذا دخل رمضان يسألون الله أن يعينهم على العمل الصالح فيه ثم إذا انتهى رمضان يسألون الله أن يتقبله منهم كما قال الله جل
وعلا (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ)
وكانوا يجتهدون في العمل ثم يصيبهم الهم بعد العمل هل يقبل أو لا يقبل وذلك لعلمهم بعظمة الله عز وجل و علمهم بأن الله
لا يقبل إلا ما كان خالصا لوجهه وصوابا على سنة رسوله من الأعمال .

فكانوا لا يزكون أنفسهم ويخشون من أن تبطل أعمالهم فهم لها أن تقبل أشد منهم تعبا في أدائها لأن الله جل وعلا يقول
(إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) وكانوا يتفرغون في هذا الشهر كما أسلفنا للعبادة ويتقللون من أعمال الدنيا وكانوا يوفرون الوقت
للجلوس في بيوت الله عز وجل ويقولون نحفظ صومنا ولا نغتاب أحداً ويحضرون المصاحف ويتدارسون كتاب الله عز وجل.

كانوا يحفظون أوقاته من الضياع ما كانوا يهملون أو يفرطون كما عليه حال الكثير اليوم بل كانوا يحفظون أوقاته الليل في القيام
والنهار بالصيام وتلاوة القرآن وذكر الله وأعمال الخير ما كانوا يفرطون في دقيقة منه أو في لحظة منه إلا ويقدمون فيها
عملا صالحا.
الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان حفظه الله





تذكير أهل الإيمان بعمل المسلم في رمضان -أبو جابر عبد الحليم توميات




خطبة بين يدي رمضان 1429 هـ/ 2008 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فيقول الله تبارك وتعالى:{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} [إبراهيم: 5]، قال ابن عبّاس رضي الله عنهما:" أيّام الله نِعَمُه وأياديه "، وقال غيره:" ببلائه ونعمائه ".

وإنّ من أيّام الله تعالى الّتي ينبغي تذكّرها وتذكير النّاس بها، وأن تقبل النّفوس والقلوب إليها: شهر كريم، وضيف عظيم ..

إنّه شهر رمضان، شهر الصّيام، وموسم العبادة والقيام.
وقد كان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم إذا أقبل شهر رمضان بشّر به أصحابه، فقد روى الإمام النّسائيّ عن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ، فَرَضَ اللهُ عزّ وجلّ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفَتَّحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَتُغَلَّقُ فِيهِ أَبْوَابُ الجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ، للهِ فِيهِ لَيْلَةٌُ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ )).

قال ابن رجب رحمه الله في " لطائف المعارف ":" كيف لا يبشّر المؤمن بفتح أبواب الجنان ؟ كيف لا يبشّر المذنب بغلق أبواب النّيران ؟ كيف لا يبشّر العاقل بوقت يغل فيه الشّيطان ؟ من أين يشبه هذا الزّمانَ زمان ؟".

فها هي إذن أبواب الجنّة ستفتّح بإذن الله بعد ساعات قليلة، فيقام سوقُها، وتتزبّن حورُها، فما على الخُطّاب إلاّ أن يعدّوا المهور، وما على التجّار إلاّ يعملوا لتجارة لن تبور ..

من يُـرِدْ مُلك الجنـان *** فلْيدَعْ عنـه التَّوَانِـي

ولْيَقُم فـي ظلمة اللّيـ *** ـلِ إلـى نور القـرآن

وليَصِلْ صومـاً بصومٍ *** إنّ هـذا العيش فانـي

إنّما العيش جوارُ اللـ *** ـه فـي دار الأمـان

وكلمتنا إليكم معاشر المؤمنين إنّما هي وصايا نزفّها إليكم، لعلّها تشحذ هممنا إلى فعل الصّالحات واغتنام مواسم الطّاعات.

الوصيّة الأولى: فنذكّر أنفسنا وإيّاكم بشكر الله تبارك وتعالى.

يقول الله تعالى:{فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ} [البقرة:152].. أن تَشْكرَ الله تعالى الّذي وفّقك لبلوغ هذا الشّهر.. شهر الصّبر، شهر الطّاعة والشّكر، شهر الإنابة والذّكر ..

فكم من قلوب اشتاقت وحنّت للقاء هذا الشّهر فانقطع بها القدر، وزال عنها الأثر .. صاروا اليوم في القبور واللّحود، وما عادوا من أهل الوجود ..

وكم مـن أناس رأيناهم *** تفانوا فلم يبق منهم قريب

وصاروا إلى حفرة تحتوي *** ويُسلم فيها الحبيبَ الحبيبُ

لقد أراد الله تعالى لك - أيّها العبد - أن تكون هذه السّنة ممّن يزدادون تقرّبا منه تعالى بصوم شهر رمضان وقيام ليله .. ولو قيل لأهل القبور: تمنّوا، لتمنّوا يوما من رمضان ..

ويشبه ذلك ما رواه الطّبرانيّ في "الأوسط" عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مرّ بقبر فقال: (( مَنْ صَاحِبُ هَذَا القَبْرِ ؟)) فقالوا: فلان، فقال: (( رَكْعَتَانِ أَحَبُّ إِلَى هَذَا مِنْ بَقِيَّةِ دُنْيَاكُمْ )).

فإذا كان هذا حال ركعتين فقط، فكيف بأيّام نهارها صيام، وليلها قيام، نهارها ذكر وخضوع، وليلها تهجّد وخشوع ؟!

وأضع هذا الحديث بين يديك، حتّى تتذكّر نعمة الله تعالى عليك، فقد روى الإمام أحمد عن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال:

" كَانَ رَجُلَانِ مِنْ بَلِيٍّ مِنْ قُضَاعَةَ، أَسْلَمَا مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم، وَاسْتُشْهِدَ أَحَدُهُمَا، وَأُخِّرَ الْآخَرُ سَنَةً، قَالَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ: فَأُرِيتُ الْجَنَّةَ، فَرَأَيْتُ فِيهَا الْمُؤَخَّرَ مِنْهُمَا أُدْخِلَ قَبْلَ الشَّهِيدِ، فَعَجِبْتُ لِذَلِكَ ! فَأَصْبَحْتُ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم فَقَالَ: (( أَلَيْسَ قَدْ صَامَ بَعْدَهُ رَمَضَانَ، وَصَلَّى كَذَا وَكَذَا رَكْعَةً صَلَاةَ سَنَةِ ؟!))..

لذلك كان الصّحابة والتّابعون يسألون الله تعالى وصوله وبلوغه ..

قال يحيى بن أبي كثير رحمه الله:" كان من دعائهم: اللّهمّ سلِّمني إلى رمضان، وسلِّم لي رمضان ".

ثمّ تذكّر إخوانك، وقد أصيبوا بالأوجاع والأسقام، والأمراض والآلام، تراهم على الأسرّة البيضاء، كأنّهم في وهج الرّمضاء .. حال المرض بينهم وبين الصّيام ..وحال الوجع بينهم وبين القيام، ثمّ انظر إلى جسدك وأنت ترفُل في نعمة من الله عليك ..

فتذكّر يا من أدركت هذا الشّهر أنّك في نعمة من الله إليك أسداها .. ومنّة منه عليك أولاها .. فالهج بلسان الحال والمقال شاكرا للكبير المتعال، عندئذ ترى أنّ الله ربّ العبيد، قد آذنك بالمزيد:{وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم:7].

الوصيّة الثّانية: تعرّضوا إلى نفحات الله تعالى.

وقد أُثِر عن السّلف قولهم:" إنّ للهِ في أيّامِ الدّهرِ نفحاتٍ فتعرّضوا لها، فلعلّ أحدكم أن تصيبَه نفحةٌ فلا يشقى بعدها أبدا ".

هداية لا ضلال بعدها .. رُشد لا غيّ بعده .. عمل لا انقطاع عنه ..

فكم دخله من بعيد فقرّبه الله .. وكم دخله من مسيء فتاب عليه الله .. كم دخله من محروم فأعطاه الله .. كم دخله من طريد فآواه الله .. كم دخله من فقير فأغناه الله .. شهر وأيّ شهر ؟!

ومن أراد أن تمسّه مثل هذه النّفحات: فعليه أن يعزِم على العمل الصّالح، والبعدِ عن كلّ عمل طالح .. فإذا وضعت قدمك على عتبة هذا الشّهر، فاعقِدْ النيّة والعزمَ على أن تكون من السّابقين، فما نوى ذلك أحد إلاّ وفّقه الله.

وتخيّل - ولعلّه الواقع - أنّه آخر شهر في حياتك، كما هي وصيّة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم لأهل الصّلاة: (( إِذَا قُمْتَ فِي صَلَاتِكَ فَصَلِّ صَلَاةَ مُوَدِّعٍ )) [رواه أحمد وابن ماجه عن أبي أيوّب رضي الله عنه]، فصُم شهرك هذا صومَ مودّع.

وقد اجتهد أبو موسى الأشعريّ رضي الله عنه قبل موته اجتهادًا شديدًا، فقيل له: لو أمسكت أو رفقت بنفسك بعض الرّفق ؟ فقال: إنّ الخيل إذا أُرسلت فقاربت رأسَ مجراها أخرجت جميع ما عندها، والّذي بقي من أجلي أقلُّ من ذلك. قال: فلم يزل على ذلك حتّى مات.

وقال مورق العجليّ رحمه الله: ما وجدت للمؤمن في الدّنيا مثلاً إلاّ مثل رجلٍ على خشبة في البحر، وهو يقول: يا ربّ ! يا ربّ ! لعل الله أن ينجيه.

وعن أحمد بن حرب قال: يا عجبًا لمن يعرف أن الجنة تُزيَّن فوقه والنار تُسَعَّرُ تحته كيف ينام بينهما ؟

ومن أعظم الأعمال الصّالحة الّتي لا بدّ من الحرص عليها:

1- تجديد التّوبة إلى الله تعالى ..

إنّ الله تعالى قد فرض على عباده التّوبة في أكثر من آية، فقال:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} [التّحريم من:8]. وقال سبحانه:{وَأَنِـيبُواْ إِلَى رَبّكُمْ وَأَسْلِمُواْ لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ}، وقال تعالى:{وَتُوبُواْ إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 31].

2- الصّيام على مراد الله ورسوله صلّى الله عليه وسلّم:

فإنّ ثوابَ الصّيام لا يحصيه عدّ، ولا يحويه حدّ، وقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم:

( قَالَ اللَّهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ )).

فكفاه فضلا أنّه كفّارة للذّنوب .. كفاه فضلا أنّه يأتي شفيعا لأهله يوم القيامة .. كفاه فضلا أنّ جُنَّة يستجنّ بها من النّار .. كفاه فضلا أنّه يُدخِل صاحبَه الجنّة .. كفاه فضلا أنّ لأهله بابا خاصّا في الجنّة لا يدخل منه سواهم.

ولكن .. هذا الفضل لا يناله كلّ صائم، فكما قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (( رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجُوعُ والعطش، وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرُ )).

ولتدرك هذه الحقيقة تأمّل معي تتمّة حديث أبي هريرة السّابق: (( كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ )).

( لا يرفُث ): أي: لا يقل الكلام البذيء الفاحش القبيح .. ( ولا يصخب ): لا يرفع صوته ويصيح ..

وأين رفع الصّوت بجانبِ منكراتٍ كثيرة قد يزاولها كثير من الصّائمين ؟! كالنّظر الحرام إلى النّساء الكاسيات العاريات.. والعارضات والممثّلات.. كسماع المغنّين والمغنّيات.. كاللّهو بالنّرد والورق !

أترضى أن يعود النّاس بالثّواب والأجور، ثمّ تعود أنت بالويل والثّبور ؟!

ثمّ أين كلّ ذلك بجانب الكذب والغشّ والخيانة ؟ ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (( مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ، فَلَيْسَ للهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ )).

وروى ابن أبي شيبة عن عمر رضي الله عنه قال:" ليس الصّيام من الطّعام والشّراب، ولكن من الكذب والباطل واللّغو والحلف".

وروى أيضا عن جابر رضي الله عنه قال:" إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمآثم، ودع أذى الخادم، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صيامك، ولا تجعل يوم صيامك ويوم فطرك سواء ".

وروى أيضا عن أبي ذرّ رضي الله عنه قال:" إذا صُمت فتحفّظ ما استطعت ".

وروى ابن أبي الدّنيا في " كتاب الصّمت " عن عبيدة السّلماني قال: " اتّقوا المفطِّرين: الغِيبة والكذب ".

ثمّ اسأل نفسك بعد ذلك: أين كلّ ذلك بجانب ترك الصّلاة ؟ فالله المستعان

الخطبة الثّانية:

فمن جزيل الأعمال الّتي على المسلم أن يحرص عليها هذا الشّهر:

3- الإكثار من تلاوة القرآن:

فهو شهر القرآن، قال تعالى:{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} [البقرة: من الآية185] أي: ما شرعنا صيامَه إلاّ من أجل إنزال القرآن فيه، ويؤكّد ذلك أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يعارض جبريل القرآن كلّ سنة مرّة في رمضان.

وعلى ذلك سار السّلف الصّالح، فكانوا يُكثرون من تلاوة القرآن في رمضان:

كان الزّهريّ رحمه الله يقول إذا دخل رمضان:" إنّما هو تلاوة القرآن، وإطعام الطّعام ".

وكان الإمام مالك رحمه الله إذا دخل عليه رمضان ترك قراءة الحديث ومجالس التّعليم وأقبل على قراءة القرآن.

وكان قتادة يختم القرآن كلّ سبع ليال دائما، وفي رمضان يختمه كلّ ثلاث ليال.

4- الإكثار من الصّدقة:

روى البخاري ومسلم عن ابنِ عبّاسٍ رضي الله عنه قال:" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ عليه السّلام، فَلَرَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ ".

وفتح النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في رمضان سباقا لهذا الجود، فدلّنا على سبيل يمكنك من خلاله أن تصوم رمضانين في رمضان واحد!

فقد روى التّرمذي وغيره عن زيدِ بنِ خالدٍ الجهنِيِّ رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا )).

وكان كثير من السّلف يؤثر بفطوره وهو صائم، منهم عبد الله بن عمر رضي الله عنه، وداود الطّائي، ومالك بن دينار، وأحمد بن حنبل، وكان ابن عمر رضي الله عنه لا يُفطر إلاّ مع اليتامى والمساكين، وإذا علم أنّ أهله قد ردّوهم لم يفطر معهم تلك اللّيلة.

وكان من السّلف كالحسن وابن المبارك من يدعو المحتاجين فيطعمهم وهو صائم ويجلس يخدمهم ويروّحهم.

وقال أبو السوّار العدويّ: كان رجال من بني عديّ يصلّون في المسجد ما أفطر الواحد منهم وحده قط، فإن وجد من يأكل معه، وإلاّ أخرج طعامه إلى المسجد فيأكله مع النّاس.

وعلى المسلم أن يتذكّر إخوانا لنا في الإسلام .. تذكّروا الأرامل والأيتام .. تذكّروا أحشاء ظامئة .. وبطونا جائعة .. فإنّ ما تشعر به من الجوع والعطش أيّاما، يشعر به هؤلاء أعواما ..

وتذكّروا أجسادا عارية ..تذكّروا أبا وأمّا لا يجدون ما يدخلون به السّرور على أطفالهم .. يكبّر للصّلاة ويأتيه طيف الحاجة .. هل من معين ؟ هل من مواسٍ للمعوِزين ؟

ويزداد ألمه، ويشتدّ سقمه إذا تذكّر أنّ من بخل عليه في رمضان، فإنّه لن ينظر إليه في غيره !

ألا فلتتحرّك أيدي الجود والسّخاء .. بالإنفاق والعطاء .. فكم من ساقٍ جرعةَ ماء لوجه ربّ الأرض والسّماء، وقاه الله شرّ يوم اللّقاء:{إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً (9) إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً (10) فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً (11) وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً (12)} [الإنسان]..

روى البخاري ومسلم عن أبي هريرةَ رضي الله عنه عن النّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم: (( أَنَّ رَجُلًا رَأَى كَلْبًا يَأْكُلُ الثَّرَى مِنْ الْعَطَشِ، فَأَخَذَ الرَّجُلُ خُفَّهُ فَجَعَلَ يَغْرِفُ لَهُ بِهِ، حَتَّى أَرْوَاهُ، فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ )).

هذا سقى كلبا طريدا، فكيف بمن أطعم عبدا أسلم لله توحيدا وتمجيدا ؟!

5- قيام الّيل:

فقيام اللّيل من أعظم ما تقرّب به الصّالحون، وأشرف ما يبتغيه المؤمنون، فيكفي أنّه أفضل صلوات النّوافل؛ فقد روى مسلم عن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم: (( أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلَاةُ اللَّيْلِ ))..

وهو من أعظم السّبل لشكر الله تعالى على نِعمه؛ فقد روى البخاري ومسلم عن المغيرةِ رضي الله عنه قال: قَامَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم حَتَّى تَوَرَّمَتْ قَدَمَاهُ ! فَقِيلَ لَهُ: قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ؟! قَالَ: (( أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا ))..

فكيف إذا كان المسلم يؤدّي هذه العبادةَ في بيت الله أحسن البلاد .. مع جماعة المسلمين أحسن العباد .. في شهر من أفضل الشّهور وهو شهر الصّيام ؟! لا جرم أن قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (( مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ )).

ونرى لزاما علينا أن نذكّر إخواننا وأخواتِنا أنّه ينبغي لمن أراد أن يُكتبَ له قيامُ ليلةٍ كاملةٍ أن يُكمل الصّلاة مع الإمام إلى الوتر، فقد روى التّرمذي والنّسائي عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه قال: قال صلّى الله عليه وسلّم: (( إِنَّهُ مَنْ قَامَ مَعَ الْإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ قِيَامَ لَيْلَةٍ )).

6- العمرة:

ومن النّفحات الّتي يُدعى المسلم إلى أن يتعرّض لها: عمرةٌ في رمضان؛ فقد روى البخاري ومسلم عن ابنِ عبّاسٍ رضي الله عنه قال:

قال رسول اللهِ صلّى الله عليه وسلّم لِامْرَأَةٍ مِنْ الْأَنْصَارِ: (( إِذَا كَانَ رَمَضَانُ اعْتَمِرِي فِيهِ، فَإِنَّ عُمْرَةً فِي رَمَضَانَ تَقْضِي حَجَّةً مَعِي )).

فهنيئا لك أيّها المسلم بحجّة مع النبيّ صلّى الله عليه وسلّم.

7- الإكثار من الدّعاء والاستغفار:

يقول الله تعالى:{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة:186].

فابحث عن موقع هذه الآية من القرآن، تجدها بعد آية الصّيام، وذلك ليدلّنا المولى أنّ أيّام هذا الشّهر الكريم أيّام دعاء واستغفار، فإن غفلت عن الدّعاء فلا تغفلنّ عن وقت الإفطار والأسحار.

أمّا وقت الإفطار فلقوله صلّى الله عليه وسلّم: (( إِنَّ لِلصَّائِمِ عِنْدَ فِطْرِهِ دَعْوَةً لاَ تُرَدُّ )).

وأمّا وقت الأسحار فلأنّ المولى أقرب ما يكون من عبده وقت السّحر، فينزل إلى السّماء الدّنيا فينادي: (( هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ ؟)).

الوصيّة الثّالثة: احذر قطّاع الطّريق.

أرى لزاما عليّ أن أذكّرك - ونحن بين يدي شهر الخيرات وموسم الطّاعات - أنّ في البشر كثيرا من قطّاع الطّرق، يصدّون الخلق عن خالقهم، ويضلّونهم عن سبيل رشادهم وهدايتهم.

يمكنك أن تشبّههم بأيّ شيء: شبّههم بأنّهم خلفاء للّذين صفِّدوا من الشّياطين، إلاّ أنّ هؤلاء من ماء وطين.

شبّههم بأصحاب الأخدود الّذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات عن صراط الرّحيم الودود.

لا نزال نراهم في الصّحف والمجلاّت .. في الشّوارع والطّرقات .. في الإذاعات والشّاشات .. يعِدُون ويبشّرون، ويدعون النّاس إلى قضاء أتعس الأوقات، والتنجّس بمتابعة السّهرات والحفلات .. والعجيب أن تنطلي هذه الإغراءات على أغلب الفئات ..

عباد الله .. إنّنا لسنا أمّة تحرّكها النّكت والتّسلية .. وتخسر سبل الجنّة لأجل الضّحك والسّخرية .. حياتنا أغلى بكثير من أن نتركها بأيدي الحمقى والمهرّجين.

يعرض عليهم ربّهم أعظم سلعة وبضاعة، ويدعوهم إلى اغتنام سبل الشفاعة .. يعرض عليهم العمل في شهر لا كالشّهور، الذّنب فيه مغفور .. ولكنّهم آثروا سلعة غيره، وحرموا أنفسهم من خيره .. استبدلوا سبل الفلاح والمفاز .. باللهو واللّغو في التّلفاز .. استبدلوا سبل الخيرات بالقنوات والمقعّرات ..

إنّهم استجابوا لمن قال تعالى فيهم:{أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} [البقرة: من الآية221].

أخي الكريم .. هذه وصايا أسأل الله أن تصل إلى قلبك، فمدّ يديك إلى ربّك .. وتب إليه واستغفر لذنبك ..

يا زارع الـخير تحصـد بعده ثـمرا *** يا زارع الشّر موقوف على الوهن

يا نفس ويحك تـوبي واعملي حسـنا *** عسى تجازين بعد الموت بالحسـن


عشر زهرات يقطفها من أراد الحياة الطيبة- عائض القرني


1- جلسة في السحر للاستغفار: (( وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ ))[آل عمران:17].
2- وخلوة للتفكر: (( وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ))[آل عمران:191].
3- ومجالسة الصالحين: (( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ ))[الكهف:28].
4- والذكر: (( اذْكُرُوا الله ذِكْرًا كَثِيرًا ))[الأحزاب:41].
5- وركعتان بخشوع (( الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ ))[المؤمنون:2].
6- وتلاوة بتدبر: (( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ))[النساء:82].
7- وصيام يوم شديد الحر: يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي.
8- وصدقة في خفاء: حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه.
9- وكشف كربة عن مسلم: من فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة.
10- وزهد في الفانية: (( وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ))[الأعلى:17].
تلك عشرة كاملة.
من شقاء ابن نوح قوله: (( سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ ))[هود:43].
ولو أوى إلى رب الأرض والسماء لكان أجل وأعز وأمنع.
ومن شقاء النمرود قوله: أنا أحيي وأميت.
فتقمص ثوباً ليس له، واغتصب صفة لا تحل له، فبهت وخسأ وخاب.
(( فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأُولَى ))[النازعات:25].
مفتاح السعادة كلمة، وميراث الملة عبارة، وراية الفلاح جملة، فالكلمة والعبارة والجملة هي: لا إله إلا الله. محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
سعادة من نطقها في الأرض: أن يقال له في السماء: صدقت: (( وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ ))[الزمر:33].
وسعادة من عمل بها: أن ينجو من الدمار والشنار والعار والنار: (( وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ ))[الزمر:61].
وسعادة من دعا إليها: أن يعان وينصر ويشكر: (( وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ))[الصافات:173].
وسعادة من أحبها: أن يرفع ويكرم ويعز: (( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ))[المنافقون:8].
هتف بها بلال الرقيق فأصبح حراً: (( يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ))[البقرة:257]. وتلعثم في نطقها أبو لهب الهاشمى ، فمات عبداً ذليلاً حقيراً: (( وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ ))[الحج:18].
إنها الإكسير الذي يحول الركام البشري الفاني إلى قمم إيمانية ربانية طاهرة:
(( وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ))[الشورى:52].
لا تفرح بالدنيا إذا أعرضت عن الآخرة، فإن العذاب الواصب في طريقك، والغل والنكال ينتظرك: (( مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ ))[الحاقة:28] * (( هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ ))[الحاقة:29].
(( إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ ))[الفجر:14].
ولا تفرح بالولد إذا أعرضت عن الواحد الصمد، فإن الإعراض عنه كل الخذلان، وغاية الخسران،
ونهاية الهوان( وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ ))[البقرة:61].
ولا تفرح بالأموال إذا أسأت الأعمال، فإن إساءة العمل محق للخاتمة،وتباب في المصير، ولعنة في الآخرة: (( وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَخْزَى ))[فصلت:16]

منقولللل


موضوع مميز 📮رسالة للنساء

��رسالة للنساء :
لماذا لا تَجدُ بعض النساء حلاوة الإيمان ولذَّة الطاعة وأثر العبادة ؟
��قال صلى الله عليه وسلّم :
( ولا تَجدُ المرأة حلاوة الإيمان حتَّى تؤدِّي حقَّ زوجها ).
صحيح الترغيب 1939
↩وما هي بعض حقوقه ؟
قالت امراة سعيد بن المسيب رحمة الله عليهما :
"ما كنَّا نُكلِّم أزواجَنَا إلَّا كما تُكلِّمون أمراءَكم ).
حلية اﻷولياء 168/5)
إنَّها الهيبة والمكانة العالية في قلب الزوجة لزوجها.
��قال صلى الله عليه وسلم لصحابية أذاتَ بَعْلٍ ؟
قالت نعم :
قال كيف أنتِ له؟
قالت : لا آلوه"أي" (لا أقصِّر في طاعته) فقال :
(فانظري أين أنت منه إنَّما هو جنَّتُك ونارُك)
صحيح الترغيب 1933
يعني طاعته جنتك ومعصيته نارك.
��قال ابن عباس رضي الله عنهما ترجمان القرآن عند قول الله :
(فالصالحات قانتات حافظات للغيب...)
قانتات :
طائعات ﻷزواجهن، ولم يقل طائعات فالقنوت شدة الطاعة وكمالها
��كيف تعرف الزوجة أنَّها صالحة وطائعة ؟
��(إن نظر إليها سرَّتْه
�� وإنْ أمرها أطاعتْه
��وَإِنْ أقسم أبرَّتْه
��وَإِنْ غابَ عنها حفظتْه في نفسها وماله ).
إِنْ غابَ عن عينها
��علمت ما يغضبه ؛ فانتهت عنه
��فلا خروج
��ولا تصرفات لا يرضاها
��ولا أقلَّ ولا أكْثرَ ممِّا لا يريده.
��قال صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(ألا أخبركم بنسائكم في الجنة؟ الودود الولود إذا غَضِبتْأو أسيء إليها أو غضب زوجها قالت : "هذه يدي في
يدك لا أكتحلُ بِغمْضٍ حتى ترضى)
صحيح الترغيب 1941
ليس كبعض النساء تهجر الفراش
وتذهب مع أطفالها
أو تتسلَّى بالهاتف بالمراسلات والمكالمات ووو ...
الصالحة تتذكَّر قول رسولها عليه الصلاة والسلام إذ يقول(لا يَنظر الله إلى امرأة لا تشكر لزوجها)
صحيح برقم (581/1)
��الصالحة لا يَغيبُ عن بالها
قوله صلى الله عليه وسلم :
(لو كنتُ أمرتُ أحداً أنْ يسجد ﻷحد ﻷمرتُ المرأةَ أنْ تسجدَ لزوجها)
صحيح الترغيب
��فلا تتعالى عليه
�� ﻷنَّ التفضيل له من الله وحده فيجب:
��الاستجابة والانقياد ﻷمره.
��الصالحة تخاف
؛
فشرط قبول عملها
��رضَى زوجها.
��قال صلَّى الله عليهِ وسلَّمَ :
(ولا تؤدِّي المرأة حق الله عزوجل حتى تؤدِّي حق زوجها كله)
صحيح في الترغيب 1943
وانظري إلى كلمة ((كله))
وقال محذِّراً لها :
��( اثنان لا تجاوز صلاتهما رؤسهما،
�� عبد آبق من مواليه حتى يرجع،
�� وامرأة عصتْ زوجها حتى ترجع).
صحيح الترغيب (1948) .
◇◇◇
جزى الله خيراً من قرأها وساعدنا على نشرها .
============
منقول من صفحة الشيخ :فواز المدخلي


وَصِيَّةُ الحَسَنِ البَصْرِيِّ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ العَزِيزِ - بطاقات دعوية -

كَتَبَ الحَسَنُ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ العَزِيزِ:
«... احْذَرْ هَذِهِ الدَّارَ الصَّارِعَةَ الخَادِعَةَ الخَاتِلَةَ الَّتِي قَدْ تَزَيَّنَتْ بِخُدَعِهَا، وَغَرَّتْ بِغُرُورِهَا، وَقَتَلَتْ أَهْلَها بِأَمَلِهَا، وَتَشَوَّفَتْ لِخُطَّابِهَا، فَأَصْبَحَتْ كَالعَرُوسِ المَجْلُوَّةِ: العُيُونُ إِلَيْهَا نَاظِرَةٌ، وَالنُّفُوسُ ِلَهَا عَاشِقَةٌ، وَالقُلُوبُ إِلَيْهَا وَالِهَةٌ، وَلِأَلْبَابِهَا دَاِمغَةٌ، وَهِيَ لِأَزْوَاجِهَا كُلِّهِمْ قَاتِلَةٌ، فَلاَ البَاقِي بِالمَاضِي مُعْتَبِرٌ، وَلاَ الآخِرُ بِمَا رَأَى مِنَ الأَوَّلِ مُزْدَجِرٌ، وَلاَ اللَّبِيبُ بِكَثْرَةِ التَّجَارِبِ مُنْتَفِعٌ، وَلاَ العَارِفُ بِاللهِ وَالمُصَدِّقُ لَهُ حِينَ أَخْبَرَ عَنْهَا مُدَّكِرٌ ...»
[«حلية الأولياء» لأبي نعيم: (2/ 134)].



تنبيه:
أسمح بنشر هذه البطاقات في المواقع والمنتديات حتى يستفاد منها

جديد بطاقاتي الدعوية:
المجموعة 21: تحتوي على 130 بطاقة لأقوال السلف وفتاوى العلماء المتعلقة برمضان بحجم 16 ميجا
لتحميل المجموعة كلها اضغط هنا

â—„باقي المجموعات تجدها هنا

â—„ تحميل مطويات

â—„ تحميل متون عليمية صوتية
â—„ تحميل شروحات المتون لطالب العلم