السبت، 31 مارس 2018

~~ مـــآ حكمـ الإضــــــــــــــــــرآب ؟ ~~ ( سؤال ؟)


السلام1

الســـــــــلام عليكم #وردة4

عندي سؤال أرغب في تحــــــــــــصيل جوابـه ؟؟

ماهو حكم الإضــــــراب ؟؟

وشكرا

دمتم سالمين #وردة7

الخاتمة1


~~ مـــآ حكمـ الإضــــــــــــــــــرآب ؟ ~~ ( سؤال ؟)


السلام1

الســـــــــلام عليكم #وردة4

عندي سؤال أرغب في تحــــــــــــصيل جوابـه ؟؟

ماهو حكم الإضــــــراب ؟؟

وشكرا

دمتم سالمين #وردة7

الخاتمة1


مراحل الموءمن و الكافر بعد الدنيا

السلام عليكم
مراحل الموءمن و الكافر بعد الدنيا
اللهم عفوك
#مطالعة #مطالعة

الصور المرفقة
نوع الملف: jpg 29570583_188731791852630_952243462931821434_n.jpg‏ (75.5 كيلوبايت)


مراحل الموءمن و الكافر بعد الدنيا

السلام عليكم
مراحل الموءمن و الكافر بعد الدنيا
اللهم عفوك
#مطالعة #مطالعة

الصور المرفقة
نوع الملف: jpg 29570583_188731791852630_952243462931821434_n.jpg‏ (75.5 كيلوبايت)


النفوس ثلاثة.


_قال_ابن_القيم_رحمه_الله_:
" النفوس ثلاثة :كلبية ،وسبعية ، وملكية؛
فالكلبية :تقنع بالعظم والكسرة والعذرة
والسبعية:لا تقنع بذلك ،بل بقهر النفوس ، والاستعلاء عليها بالحق والباطل
وأما الملكية :فقد ارتفعت عن ذلك ،وشمرت إلى الرفيق الأعلى ،فهمتها العلم ،والإيمان، ومحبة الله تعالى ، والإنابة إليه، والطمأنينة به، والسكون إليه ، وإيثار محبته ومرضاته ، وإنما تأخذ من الدنيا ما تأخذه لتستعين به على الوصول إلى فاطرها وربها ووليها،لا لتنقطع به عنه .
الوابل_الصيب_٦٩


النفوس ثلاثة.


_قال_ابن_القيم_رحمه_الله_:
" النفوس ثلاثة :كلبية ،وسبعية ، وملكية؛
فالكلبية :تقنع بالعظم والكسرة والعذرة
والسبعية:لا تقنع بذلك ،بل بقهر النفوس ، والاستعلاء عليها بالحق والباطل
وأما الملكية :فقد ارتفعت عن ذلك ،وشمرت إلى الرفيق الأعلى ،فهمتها العلم ،والإيمان، ومحبة الله تعالى ، والإنابة إليه، والطمأنينة به، والسكون إليه ، وإيثار محبته ومرضاته ، وإنما تأخذ من الدنيا ما تأخذه لتستعين به على الوصول إلى فاطرها وربها ووليها،لا لتنقطع به عنه .
الوابل_الصيب_٦٩


الاختلاط بين الجنسين حقائق وتنبيهات..

الاختلاط بين الجنسين حقائق وتنبيهات.. لمن له قلب او القى السمع وهو شهيد

تقديم معالي الشيخ صالح بن فوزان الفوزان

الحمد لله وبعد: فقد اطلعت على رسالة: «الاختلاط بين الجنسين حقائق وتنبيهات» للشيخ سلميان بن صالح بن عبد العزيز الجربوع فوجدتها رسالة مفيدة في موضوعها تمس الحاجة إليها للرد على دعاة الاختلاط بين الرجال والنساء.
فجزاه الله خيرًا على ما كتب ونفع به.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

كتبه
صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
27/7/1429هـ


* * * *






https://up.top4top.net/downloadf-820dp8t41-doc.html


الاختلاط بين الجنسين حقائق وتنبيهات..

الاختلاط بين الجنسين حقائق وتنبيهات.. لمن له قلب او القى السمع وهو شهيد

تقديم معالي الشيخ صالح بن فوزان الفوزان

الحمد لله وبعد: فقد اطلعت على رسالة: «الاختلاط بين الجنسين حقائق وتنبيهات» للشيخ سلميان بن صالح بن عبد العزيز الجربوع فوجدتها رسالة مفيدة في موضوعها تمس الحاجة إليها للرد على دعاة الاختلاط بين الرجال والنساء.
فجزاه الله خيرًا على ما كتب ونفع به.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

كتبه
صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
27/7/1429هـ


* * * *






https://up.top4top.net/downloadf-820dp8t41-doc.html


فتح الهجرة لكيبك كندا 2018 واخر التعديلات 29 مارس 2018

غدا باذن الله فتح باب الهجرة الى كندا اسرعو بالتقديم الشرح على الرابط
ا
https://www.dztu.be/watch?v=soO49X3k_s0


الرضا من اسباب الطمأنينة في القلب

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته




متى نذق طعم الإيمان؟

الرضا دليل على كمال الإيمان وحسن الإسلام، والطريق للفوز بالجنة والنجاة من النار، والسبيل لتحقيق الأمن النفسي للعباد، والسلام الاجتماعي للمجتمعات.

أَرْبَعُ خِلَالٍ ذِرْوَةُ الْإِيمَان

عن أَبَي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: ” ذِرْوَةُ الْإِيمَانِ أَرْبَعُ خِلَالٍ: الصَّبْرُ لِلْحُكْمِ وَالرِّضَا بِالْقَدَرِ وَالْإِخْلَاصُ لِلتَّوَكُّلِ وَالِاسْتِسْلَامُ لِلرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ ” ( ابن أبي الدنيا/ الرضا عن الله بقضائه) ، وعَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ، قَالَ: «مَنْ أُعْطِيَ الرِّضَا وَالتَّوَكُّلَ وَالتَّفْوِيضَ فَقَدْ كُفِيَ»( ابن أبي الدنيا/ الرضا عن الله بقضائه)

وجوب ابتغاء مرضاة الله – عزوجل:

” لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا “ ( النساء: (114)

رضا الله عزوجل – أعلى مطالب النبيين:


قال تعالى:” وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَامُوسَى . قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى”( طه: 83 : 84)
التمس رضا الله لا رضا الناس: قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنِ الْتَمَسَ رِضَا اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ، كَفَاهُ اللَّهُ مَئُونَةَ النَّاسِ، وَمَنِ الْتَمَسَ سَخَطَ اللَّهِ بِرِضَا النَّاسِ، وَكله اللَّهُ إِلَى النَّاسِ»( شرح السنة للبغوي)

اللهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا، وَيَكْرَهُ لَكُمْ ثَلَاثًا: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” إِنَّ اللهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا، وَيَكْرَهُ لَكُمْ ثَلَاثًا، فَيَرْضَى لَكُمْ: أَنْ تَعْبُدُوهُ، وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا، وَيَكْرَهُ لَكُمْ: قِيلَ وَقَالَ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةِ الْمَالِ “ مسلم.


منزلة الرضا: إَنَّ اللَّهَ مَدَحَ أَهْلَهُ، وَأَثْنَى عَلَيْهِمْ

وَنَدَبَهُمْ إِلَيْهِ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «ذَاقَ طَعْمَ الْإِيمَانِ مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا» . وَقَالَ: «مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ: رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا، غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبُهُ» . وَهَذَانِ الْحَدِيثَانِ عَلَيْهِمَا مَدَارُ مَقَامَاتِ الدِّينِ، وَإِلَيْهِمَا يَنْتَهِي. وَقَدْ تَضَمَّنَا الرِّضَا بِرُبُوبِيَّتِهِ سُبْحَانَهُ وَأُلُوهِيَّتِهِ. وَالرِّضَا بِرَسُولِهِ، وَالِانْقِيَادَ لَهُ. وَالرِّضَا بِدِينِهِ، وَالتَّسْلِيمَ لَهُ، وَمَنِ اجْتَمَعَتْ لَهُ هَذِهِ الْأَرْبَعَةُ: فَهُوَ الصِّدِّيقُ حَقًّا. وَهِيَ سَهْلَةٌ بِالدَّعْوَى وَاللِّسَانِ. وَهِيَ مِنْ أَصْعَبِ الْأُمُورِ عِنْدَ الْحَقِيقَةِ وَالِامْتِحَانِ.

فَالرِّضَا بِإِلَهِيَّتِهِ :

يَتَضَمَّنُ الرِّضَا بِمَحَبَّتِهِ وَحْدَهُ، وَخَوْفَهُ، وَرَجَائَهُ، وَالْإِنَابَةَ إِلَيْهِ، وَالتَّبَتُّلَ إِلَيْهِ، وَانْجِذَابَ قُوَى الْإِرَادَةِ وَالْحُبِّ كُلِّهَا إِلَيْهِ. فَعَلَ الرَّاضِي بِمَحْبُوبِهِ كُلَّ الرِّضَا. وَذَلِكَ يَتَضَمَّنُ عِبَادَتَهُ وَالْإِخْلَاصَ لَهُ.

وَالرِّضَا بِرُبُوبِيَّتِهِ:

يَتَضَمَّنُ الرِّضَا بِتَدْبِيرِهِ لِعَبْدِهِ. وَيَتَضَمَّنُ إِفْرَادَهُ بِالتَّوَكُّلِ عَلَيْهِ. وَالِاسْتِعَانَةِ بِهِ، وَالثِّقَةِ بِهِ، وَالِاعْتِمَادِ عَلَيْهِ. وَأَنْ يَكُونَ رَاضِيًا بِكُلِّ مَا يَفْعَلُ بِهِ.

وَأَمَّا الرِّضَا بِنَبِيِّهِ رَسُولًا:

فَيَتَضَمَّنُ كَمَالَ الِانْقِيَادِ لَهُ. وَالتَّسْلِيمَ الْمُطْلَقَ إِلَيْهِ، بِحَيْثُ يَكُونُ أَوْلَى بِهِ مِنْ نَفْسِهِ. فَلَا يَتَلَقَّى الْهُدَى إِلَّا مِنْ مَوَاقِعِ كَلِمَاتِهِ. وَلَا يُحَاكِمُ إِلَّا إِلَيْهِ. وَلَا يَحْكُمُ عَلَيْهِ غَيْرُهُ، وَلَا يَرْضَى بِحُكْمِ غَيْرِهِ أَلْبَتَّةَ.

وَأَمَّا الرِّضَا بِدِينِهِ:

فَإِذَا قَالَ، أَوْ حَكَمَ، أَوْ أَمَرَ، أَوْ نَهَى: رَضِيَ كُلَّ الرِّضَا. وَلَمْ يَبْقَ فِي قَلْبِهِ حَرَجٌ مِنْ حُكْمِهِ. وَسَلَّمَ لَهُ تَسْلِيمًا. وَلَوْ كَانَ مُخَالِفًا لِمُرَادِ نَفْسِهِ أَوْ هَوَاهَا، أَوْ قَوْلِ مُقَلِّدِهِ وَشَيْخِهِ وَطَائِفَتِهِ. وَهَاهُنَا يُوحِشُكَ النَّاسُ كُلُّهُمْ إِلَّا الْغُرَبَاءَ فِي الْعَالَمِ. فَإِيَّاكَ أَنْ تَسْتَوْحِشَ مِنْ الِاغْتِرَابِ وَالتَّفَرُّدِ. فَإِنَّهُ وَاللَّهِ عَيْنُ الْعِزَّةِ، وَالصُّحْبَةِ مَعَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَرُوحُ الْأُنْسِ بِهِ. وَالرِّضَا بِهِ رَبًّا، وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَسُولًا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا.


الرضا والتوكل:

الرِّضَا آخِرُ التَّوَكُّلِ، فَمَنْ رَسَّخَ قَدَمَهُ فِي التَّوَكُّلِ وَالتَّسْلِيمِ وَالتَّفْوِيضِ: حَصَلَ لَهُ الرِّضَا.

مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ حُصُولِ الرِّضَا:

1- أَنْ يَلْزَمَ مَا جَعَلَ اللَّهُ رِضَاهُ فِيهِ. فَإِنَّهُ يُوصِلُهُ إِلَى مَقَامِ الرِّضَا.

2- أصول أربعة

: قِيلَ لِيَحْيَى بْنِ مُعَاذٍ: مَتَى يَبْلُغُ الْعَبْدُ إِلَى مَقَامِ الرِّضَا؟ فَقَالَ: إِذَا أَقَامَ نَفْسَهُ عَلَى أَرْبَعَةِ أُصُولٍ فِيمَا يُعَامِلُ بِهِ رَبَّهُ، فَيَقُولُ: إِنْ أَعْطَيْتَنِي قَبِلْتُ. وَإِنْ مَنَعْتَنِي رَضِيتُ. وَإِنْ تَرَكْتَنِي عَبَدْتُ. وَإِنْ دَعَوْتَنِي أَجَبْتُ. 3- صحة العلم: َقَالَ الْجُنَيْدُ: الرِّضَا هُوَ صِحَّةُ الْعِلْمِ الْوَاصِلِ إِلَى الْقَلْبِ. فَإِذَا بَاشَرَ الْقَلْبَ حَقِيقَةُ الْعِلْمِ أَدَّاهُ إِلَى الرِّضَا.

4- أن يرض العبد بما اختار الله له:

قَالَ ابْنُ عَطَاءٍ: الرِّضَا سُكُونُ الْقَلْبِ إِلَى قَدِيمِ اخْتِيَارِ اللَّهِ لِلْعَبْدِ أَنَّهُ اخْتَارَ لَهُ الْأَفْضَلَ. فَيَرْضَى بِهِ.


الرِّضَا والشعور بالألم والمكاره:

لَيْسَ مِنْ شَرْطِ الرِّضَا أَلَّا يُحِسَّ بِالْأَلَمِ وَالْمَكَارِهِ، وَلَيْسَ مِنْ شَرْطِ الرِّضَا أَلَّا يُحِسَّ بِالْأَلَمِ وَالْمَكَارِهِ. بَلْ أَلَّا يَعْتَرِضَ عَلَى الْحُكْمِ وَلَا يَتَسَخَّطَهُ، فلَا تَنَاقُضَ بَيْنَهُمَا.


طَرِيقُ الرِّضَا:

طَرِيقِه مُجَاهِدَةِ النفس، وَتَوْطِينُ النَّفْسِ عَلَى كُلِّ مَا يَرِدُ عَلَيْهَا مِنَ اللَّهِ، وَيُسَهِّلُ ذَلِكَ عَلَى الْعَبْدِ: عِلْمُهُ بِضَعْفِهِ وَعَجْزِهِ وَرَحْمَتُهُ بِهِ، وَشَفَقَتُهُ عَلَيْهِ، وَبِرُّهُ بِهِ.

أقسام الرضا:

الرِّضَا ثَلَاثَةُ أَقْسَامٍ:


رِضَا الْعَوَّامِّ بِمَا قَسَمَهُ اللَّهُ وَأَعْطَاهُ. وَرِضَا الْخَوَاصِّ بِمَا قَدَّرَهُ وَقَضَاهُ. وَرِضَا خَوَاصِّ الْخَوَاصِّ بِهِ بَدَلًا مِنْ كُلِّ مَا سِوَاهُ.

دَرَجَاتُ الرِّضَا:


الدَّرَجَةُ الْأُولَى: رِضَا الْعَامَّةِ:

وَهُوَ الرِّضَا بِاللَّهِ رَبًّا، وَتَسَخُّطُ عِبَادَةِ مَا دُونِهِ، وَهَذَا قُطْبُ رَحَى الْإِسْلَامِ. وَهُوَ يُطَهِّرُ مِنَ الشِّرْكِ الْأَكْبَرِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ} [الأنعام: 164] قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: سَيِّدًا وَإِلَهًا. يَعْنِي فَكَيْفَ أَطْلُبُ رَبًّا غَيْرَهُ، وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ؟ وَقَالَ فِي أَوَّلِ السُّورَةِ {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [الأنعام: 14]

يَعْنِي مَعْبُودًا وَنَاصِرًا وَمُعِينًا وَمَلْجَأً. وَهُوَ مِنَ الْمُوَالَاةِ الَّتِي تَتَضَمَّنُ الْحُبَّ وَالطَّاعَةَ. وَقَالَ فِي وَسَطِهَا {أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا} [الأنعام: 114]

أَيْ: أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي مَنْ يَحْكُمُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ، فَنَتَحَاكَمَ إِلَيْهِ فِيمَا اخْتَلَفْنَا فِيهِ؟ وَهَذَا كِتَابُهُ سَيِّدُ الْحُكَّامِ، فَكَيْفَ نَتَحَاكَمُ إِلَى غَيْرِ كِتَابِهِ؟ وَقَدْ أَنْزَلَهُ مُفَصَّلًا، مُبَيَّنًا كَافِيًا شَافِيًا.

وَهَذَا غَيْرُ مُوَالَاةِ أَنْبِيَائِهِ وَرُسُلِهِ، وَعِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ فِيهِ. فَإِنَّ هَذَا مِنْ تَمَامِ الْإِيمَانِ وَمِنْ تَمَامِ مُوَالَاتِهِ. فَمُوَالَاةُ أَوْلِيَائِهِ لَوْنٌ وَاتِّخَاذُ الْوَلِيِّ مِنْ دُونِهِ لَوْنٌ. وَمَنْ لَمْ يَفْهَمِ الْفُرْقَانَ بَيْنَهُمَا فَلْيَطْلُبِ التَّوْحِيدَ مِنْ أَسَاسِهِ. فَإِنَّ هَذِهِ الْمَسْأَلَةَ أَصْلُ التَّوْحِيدِ وَأَسَاسُهُ.

وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ يَبْتَغِي غَيْرَهُ حَكَمًا، يَتَحَاكَمُ إِلَيْهِ، وَيُخَاصِمُ إِلَيْهِ، وَيَرْضَى بِحُكْمِهِ. وَهَذِهِ الْمَقَامَاتُ الثَّلَاثُ هِيَ أَرْكَانُ التَّوْحِيدِ: أَنْ لَا يَتَّخِذَ سِوَاهُ رَبًّا، وَلَا إِلَهًا، وَلَا غَيْرَهُ حَكَمًا.


الدَّرَجَةُ الثَّانِيَةُ: الرِّضَا عَنِ اللَّهِ:

وَهُوَ الرِّضَا عَنْهُ فِي كُلِّ مَا قَضَى وَقَدَّرَ. وَهَذَا مِنْ أَوَائِلِ مَسَالِكِ أَهْلِ الْخُصُوصِ. وَهِيَ الرِّضَا عَنْهُ فِي أَحْكَامِهِ وَأَقْضِيَتِهِ. وَإِنَّمَا كَانَ مِنْ أَوَّلِ مَسَالِكِ أَهْلِ الْخُصُوصِ لِأَنَّهُ مُقَدِّمَةٌ لِلْخُرُوجِ عَنِ النَّفْسِ

الدَّرَجَةُ الثَّالِثَةُ: الرِّضَا بِرِضَا اللَّهِ:

فَلَا يَرَى الْعَبْدُ لِنَفْسِهِ سُخْطًا، وَلَا رِضًا. فَيَبْعَثُهُ عَلَى تَرْكِ التَّحَكُّمِ، وَحَسْمِ الِاخْتِيَارِ، وَإِسْقَاطِ التَّمْيِيزِ، وَلَوْ أُدْخِلَ النَّارَ.

احذر من الإسرائيليات:

” مَنْ لَمْ يَصْبِرْ عَلَى بَلَائِي، وَلَمْ يَرْضَ بِقَضَائِي، فَلْيَتَّخِذْ رَبًّا سِوَائِي” . فَهَذَا أَثَرٌ إِسْرَائِيلِيٌّ، لَيْسَ يَصِحُّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ( مدارج السالكين: الرضا)

ثَمَرَةُ الرِّضَا: الْفَرَحُ وَالسُّرُورُ بِالرَّبِّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى.

قال عَزَّ وَجَلَّ {قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [المائدة: 119]، وَقَالَ تَعَالَى فِي آخِرِ سُورَةِ الْمُجَادَلَةِ {وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [المجادلة: 22] وَفِي آخِرِ سُورَةِ لَمْ يَكُنِ {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ} (البينة: 8) .


فَتَضَمَّنَتْ هَذِهِ الْآيَاتُ:

جَزَاءَهُمْ عَلَى صِدْقِهِمْ وَإِيمَانِهِمْ، وَأَعْمَالِهِمُ الصَّالِحَةِ، وَمُجَاهَدَةِ أَعْدَائِهِ، وَعَدَمِ وِلَايَتِهِمْ، بِأَنْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ. فَأَرْضَاهُمْ. فَرَضُوا عَنْهُ. وَإِنَّمَا حَصَلَ لَهُمْ هَذَا بَعْدَ الرِّضَا بِهِ رَبًّا، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ

الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي}(الفجر: 27) لَمْ يَدَعْ فِي هَذِهِ الْآيَةِ لِلْمُتَسَخِّطِ إِلَيْهِ سَبِيلًا. وَشَرْطُ الْقَاصِدِ الدُّخُولُ فِي الرِّضَا. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: إِذَا تُوُفِّيَ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ أَرْسَلَ اللَّهُ إِلَيْهِ مَلَكَيْنِ. وَأَرْسَلَ إِلَيْهِ بِتُحْفَةٍ مِنَ الْجَنَّةِ. فَيُقَالُ: اخْرُجِي أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ، اخْرُجِي إِلَى رُوحٍ وَرَيْحَانٍ، وَرَبٍّ عَنْكِ رَاضٍ.

وَقِيلَ لِلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: إِنَّ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: الْفَقْرُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الْغِنَى، وَالسَّقَمُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الصِّحَّةِ. فَقَالَ: رَحِمَ اللَّهُ أَبَا ذَرٍّ. أَمَّا أَنَا، فَأَقُولُ: مَنِ اتَّكَلَ عَلَى حُسْنِ اخْتِيَارِ اللَّهِ لَهُ لَمْ يَتَمَنَّ غَيْرَ مَا اخْتَارَ اللَّهُ لَهُ.


وَسُئِلَ أَبُو عُثْمَانَ عَنْ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْأَلُكَ الرِّضَا بَعْدَ الْقَضَاءِ فَقَالَ: لِأَنَّ الرِّضَا قَبْلَ الْقَضَا عَزْمٌ عَلَى الرِّضَا. وَالرِّضَا بَعْدَ الْقَضَا هُوَ الرِّضَا.


وَقِيلَ: الرِّضَا ارْتِفَاعُ الْجَزَعِ فِي أَيِّ حُكْمٍ كَانَ. وَقِيلَ: رَفْعُ الِاخْتِيَارِ. وَقِيلَ: اسْتِقْبَالُ الْأَحْكَامِ بِالْفَرَحِ… وَكَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ الْخَيْرَ كُلَّهُ فِي الرِّضَا، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَرْضَى وَإِلَّا فَاصْبِرْ. وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ الدَّقَّاقُ: الْإِنْسَانُ خَزَفٌ. وَلَيْسَ لِلْخَزَفِ مِنَ الْخَطَرِ مَا يُعَارِضُ فِيهِ حُكْمَ الْحَقِّ تَعَالَى. وَقَالَ أَبُو عُثْمَانَ الْحِيرِيُّ: مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً مَا أَقَامَنِي اللَّهُ فِي حَالٍ فَكَرِهْتُهُ، وَمَا نَقَلَنِي إِلَى غَيْرِهِ فَسَخِطْتُهُ.

الرَّوْحُ وَالْفَرَحُ فِي الْيَقِينِ وَالرِّضَا: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: «إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِقِسْطِهِ وَحِلْمِهِ جَعَلَ الرَّوْحَ وَالْفَرَحَ فِي الْيَقِينِ وَالرِّضَا، وَجَعَلَ الْهَمَّ وَالْحَزَنَ فِي الشَّكِّ وَالسُّخْطِ»( ابن ابي الدنيا)، وقَالَ الْحَسَنُ: «مَنْ رَضِيَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَهُ، وَسِعَهُ وَبَارَكَ اللَّهُ لَهُ فِيهِ، وَمَنْ لَمْ يَرْضَ لَمْ يَسِعْهُ وَلَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ» ( ابن أبي الدنيا/ الرضا عن الله بقضائه)


فضيلة الشيخ /فرج عبد الحليم


الرضا من اسباب الطمأنينة في القلب

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته




متى نذق طعم الإيمان؟

الرضا دليل على كمال الإيمان وحسن الإسلام، والطريق للفوز بالجنة والنجاة من النار، والسبيل لتحقيق الأمن النفسي للعباد، والسلام الاجتماعي للمجتمعات.

أَرْبَعُ خِلَالٍ ذِرْوَةُ الْإِيمَان

عن أَبَي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: ” ذِرْوَةُ الْإِيمَانِ أَرْبَعُ خِلَالٍ: الصَّبْرُ لِلْحُكْمِ وَالرِّضَا بِالْقَدَرِ وَالْإِخْلَاصُ لِلتَّوَكُّلِ وَالِاسْتِسْلَامُ لِلرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ ” ( ابن أبي الدنيا/ الرضا عن الله بقضائه) ، وعَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ، قَالَ: «مَنْ أُعْطِيَ الرِّضَا وَالتَّوَكُّلَ وَالتَّفْوِيضَ فَقَدْ كُفِيَ»( ابن أبي الدنيا/ الرضا عن الله بقضائه)

وجوب ابتغاء مرضاة الله – عزوجل:

” لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا “ ( النساء: (114)

رضا الله عزوجل – أعلى مطالب النبيين:


قال تعالى:” وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَامُوسَى . قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى”( طه: 83 : 84)
التمس رضا الله لا رضا الناس: قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنِ الْتَمَسَ رِضَا اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ، كَفَاهُ اللَّهُ مَئُونَةَ النَّاسِ، وَمَنِ الْتَمَسَ سَخَطَ اللَّهِ بِرِضَا النَّاسِ، وَكله اللَّهُ إِلَى النَّاسِ»( شرح السنة للبغوي)

اللهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا، وَيَكْرَهُ لَكُمْ ثَلَاثًا: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” إِنَّ اللهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا، وَيَكْرَهُ لَكُمْ ثَلَاثًا، فَيَرْضَى لَكُمْ: أَنْ تَعْبُدُوهُ، وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا، وَيَكْرَهُ لَكُمْ: قِيلَ وَقَالَ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةِ الْمَالِ “ مسلم.


منزلة الرضا: إَنَّ اللَّهَ مَدَحَ أَهْلَهُ، وَأَثْنَى عَلَيْهِمْ

وَنَدَبَهُمْ إِلَيْهِ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «ذَاقَ طَعْمَ الْإِيمَانِ مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا» . وَقَالَ: «مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ: رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا، غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبُهُ» . وَهَذَانِ الْحَدِيثَانِ عَلَيْهِمَا مَدَارُ مَقَامَاتِ الدِّينِ، وَإِلَيْهِمَا يَنْتَهِي. وَقَدْ تَضَمَّنَا الرِّضَا بِرُبُوبِيَّتِهِ سُبْحَانَهُ وَأُلُوهِيَّتِهِ. وَالرِّضَا بِرَسُولِهِ، وَالِانْقِيَادَ لَهُ. وَالرِّضَا بِدِينِهِ، وَالتَّسْلِيمَ لَهُ، وَمَنِ اجْتَمَعَتْ لَهُ هَذِهِ الْأَرْبَعَةُ: فَهُوَ الصِّدِّيقُ حَقًّا. وَهِيَ سَهْلَةٌ بِالدَّعْوَى وَاللِّسَانِ. وَهِيَ مِنْ أَصْعَبِ الْأُمُورِ عِنْدَ الْحَقِيقَةِ وَالِامْتِحَانِ.

فَالرِّضَا بِإِلَهِيَّتِهِ :

يَتَضَمَّنُ الرِّضَا بِمَحَبَّتِهِ وَحْدَهُ، وَخَوْفَهُ، وَرَجَائَهُ، وَالْإِنَابَةَ إِلَيْهِ، وَالتَّبَتُّلَ إِلَيْهِ، وَانْجِذَابَ قُوَى الْإِرَادَةِ وَالْحُبِّ كُلِّهَا إِلَيْهِ. فَعَلَ الرَّاضِي بِمَحْبُوبِهِ كُلَّ الرِّضَا. وَذَلِكَ يَتَضَمَّنُ عِبَادَتَهُ وَالْإِخْلَاصَ لَهُ.

وَالرِّضَا بِرُبُوبِيَّتِهِ:

يَتَضَمَّنُ الرِّضَا بِتَدْبِيرِهِ لِعَبْدِهِ. وَيَتَضَمَّنُ إِفْرَادَهُ بِالتَّوَكُّلِ عَلَيْهِ. وَالِاسْتِعَانَةِ بِهِ، وَالثِّقَةِ بِهِ، وَالِاعْتِمَادِ عَلَيْهِ. وَأَنْ يَكُونَ رَاضِيًا بِكُلِّ مَا يَفْعَلُ بِهِ.

وَأَمَّا الرِّضَا بِنَبِيِّهِ رَسُولًا:

فَيَتَضَمَّنُ كَمَالَ الِانْقِيَادِ لَهُ. وَالتَّسْلِيمَ الْمُطْلَقَ إِلَيْهِ، بِحَيْثُ يَكُونُ أَوْلَى بِهِ مِنْ نَفْسِهِ. فَلَا يَتَلَقَّى الْهُدَى إِلَّا مِنْ مَوَاقِعِ كَلِمَاتِهِ. وَلَا يُحَاكِمُ إِلَّا إِلَيْهِ. وَلَا يَحْكُمُ عَلَيْهِ غَيْرُهُ، وَلَا يَرْضَى بِحُكْمِ غَيْرِهِ أَلْبَتَّةَ.

وَأَمَّا الرِّضَا بِدِينِهِ:

فَإِذَا قَالَ، أَوْ حَكَمَ، أَوْ أَمَرَ، أَوْ نَهَى: رَضِيَ كُلَّ الرِّضَا. وَلَمْ يَبْقَ فِي قَلْبِهِ حَرَجٌ مِنْ حُكْمِهِ. وَسَلَّمَ لَهُ تَسْلِيمًا. وَلَوْ كَانَ مُخَالِفًا لِمُرَادِ نَفْسِهِ أَوْ هَوَاهَا، أَوْ قَوْلِ مُقَلِّدِهِ وَشَيْخِهِ وَطَائِفَتِهِ. وَهَاهُنَا يُوحِشُكَ النَّاسُ كُلُّهُمْ إِلَّا الْغُرَبَاءَ فِي الْعَالَمِ. فَإِيَّاكَ أَنْ تَسْتَوْحِشَ مِنْ الِاغْتِرَابِ وَالتَّفَرُّدِ. فَإِنَّهُ وَاللَّهِ عَيْنُ الْعِزَّةِ، وَالصُّحْبَةِ مَعَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَرُوحُ الْأُنْسِ بِهِ. وَالرِّضَا بِهِ رَبًّا، وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَسُولًا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا.


الرضا والتوكل:

الرِّضَا آخِرُ التَّوَكُّلِ، فَمَنْ رَسَّخَ قَدَمَهُ فِي التَّوَكُّلِ وَالتَّسْلِيمِ وَالتَّفْوِيضِ: حَصَلَ لَهُ الرِّضَا.

مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ حُصُولِ الرِّضَا:

1- أَنْ يَلْزَمَ مَا جَعَلَ اللَّهُ رِضَاهُ فِيهِ. فَإِنَّهُ يُوصِلُهُ إِلَى مَقَامِ الرِّضَا.

2- أصول أربعة

: قِيلَ لِيَحْيَى بْنِ مُعَاذٍ: مَتَى يَبْلُغُ الْعَبْدُ إِلَى مَقَامِ الرِّضَا؟ فَقَالَ: إِذَا أَقَامَ نَفْسَهُ عَلَى أَرْبَعَةِ أُصُولٍ فِيمَا يُعَامِلُ بِهِ رَبَّهُ، فَيَقُولُ: إِنْ أَعْطَيْتَنِي قَبِلْتُ. وَإِنْ مَنَعْتَنِي رَضِيتُ. وَإِنْ تَرَكْتَنِي عَبَدْتُ. وَإِنْ دَعَوْتَنِي أَجَبْتُ. 3- صحة العلم: َقَالَ الْجُنَيْدُ: الرِّضَا هُوَ صِحَّةُ الْعِلْمِ الْوَاصِلِ إِلَى الْقَلْبِ. فَإِذَا بَاشَرَ الْقَلْبَ حَقِيقَةُ الْعِلْمِ أَدَّاهُ إِلَى الرِّضَا.

4- أن يرض العبد بما اختار الله له:

قَالَ ابْنُ عَطَاءٍ: الرِّضَا سُكُونُ الْقَلْبِ إِلَى قَدِيمِ اخْتِيَارِ اللَّهِ لِلْعَبْدِ أَنَّهُ اخْتَارَ لَهُ الْأَفْضَلَ. فَيَرْضَى بِهِ.


الرِّضَا والشعور بالألم والمكاره:

لَيْسَ مِنْ شَرْطِ الرِّضَا أَلَّا يُحِسَّ بِالْأَلَمِ وَالْمَكَارِهِ، وَلَيْسَ مِنْ شَرْطِ الرِّضَا أَلَّا يُحِسَّ بِالْأَلَمِ وَالْمَكَارِهِ. بَلْ أَلَّا يَعْتَرِضَ عَلَى الْحُكْمِ وَلَا يَتَسَخَّطَهُ، فلَا تَنَاقُضَ بَيْنَهُمَا.


طَرِيقُ الرِّضَا:

طَرِيقِه مُجَاهِدَةِ النفس، وَتَوْطِينُ النَّفْسِ عَلَى كُلِّ مَا يَرِدُ عَلَيْهَا مِنَ اللَّهِ، وَيُسَهِّلُ ذَلِكَ عَلَى الْعَبْدِ: عِلْمُهُ بِضَعْفِهِ وَعَجْزِهِ وَرَحْمَتُهُ بِهِ، وَشَفَقَتُهُ عَلَيْهِ، وَبِرُّهُ بِهِ.

أقسام الرضا:

الرِّضَا ثَلَاثَةُ أَقْسَامٍ:


رِضَا الْعَوَّامِّ بِمَا قَسَمَهُ اللَّهُ وَأَعْطَاهُ. وَرِضَا الْخَوَاصِّ بِمَا قَدَّرَهُ وَقَضَاهُ. وَرِضَا خَوَاصِّ الْخَوَاصِّ بِهِ بَدَلًا مِنْ كُلِّ مَا سِوَاهُ.

دَرَجَاتُ الرِّضَا:


الدَّرَجَةُ الْأُولَى: رِضَا الْعَامَّةِ:

وَهُوَ الرِّضَا بِاللَّهِ رَبًّا، وَتَسَخُّطُ عِبَادَةِ مَا دُونِهِ، وَهَذَا قُطْبُ رَحَى الْإِسْلَامِ. وَهُوَ يُطَهِّرُ مِنَ الشِّرْكِ الْأَكْبَرِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ} [الأنعام: 164] قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: سَيِّدًا وَإِلَهًا. يَعْنِي فَكَيْفَ أَطْلُبُ رَبًّا غَيْرَهُ، وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ؟ وَقَالَ فِي أَوَّلِ السُّورَةِ {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [الأنعام: 14]

يَعْنِي مَعْبُودًا وَنَاصِرًا وَمُعِينًا وَمَلْجَأً. وَهُوَ مِنَ الْمُوَالَاةِ الَّتِي تَتَضَمَّنُ الْحُبَّ وَالطَّاعَةَ. وَقَالَ فِي وَسَطِهَا {أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا} [الأنعام: 114]

أَيْ: أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي مَنْ يَحْكُمُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ، فَنَتَحَاكَمَ إِلَيْهِ فِيمَا اخْتَلَفْنَا فِيهِ؟ وَهَذَا كِتَابُهُ سَيِّدُ الْحُكَّامِ، فَكَيْفَ نَتَحَاكَمُ إِلَى غَيْرِ كِتَابِهِ؟ وَقَدْ أَنْزَلَهُ مُفَصَّلًا، مُبَيَّنًا كَافِيًا شَافِيًا.

وَهَذَا غَيْرُ مُوَالَاةِ أَنْبِيَائِهِ وَرُسُلِهِ، وَعِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ فِيهِ. فَإِنَّ هَذَا مِنْ تَمَامِ الْإِيمَانِ وَمِنْ تَمَامِ مُوَالَاتِهِ. فَمُوَالَاةُ أَوْلِيَائِهِ لَوْنٌ وَاتِّخَاذُ الْوَلِيِّ مِنْ دُونِهِ لَوْنٌ. وَمَنْ لَمْ يَفْهَمِ الْفُرْقَانَ بَيْنَهُمَا فَلْيَطْلُبِ التَّوْحِيدَ مِنْ أَسَاسِهِ. فَإِنَّ هَذِهِ الْمَسْأَلَةَ أَصْلُ التَّوْحِيدِ وَأَسَاسُهُ.

وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ يَبْتَغِي غَيْرَهُ حَكَمًا، يَتَحَاكَمُ إِلَيْهِ، وَيُخَاصِمُ إِلَيْهِ، وَيَرْضَى بِحُكْمِهِ. وَهَذِهِ الْمَقَامَاتُ الثَّلَاثُ هِيَ أَرْكَانُ التَّوْحِيدِ: أَنْ لَا يَتَّخِذَ سِوَاهُ رَبًّا، وَلَا إِلَهًا، وَلَا غَيْرَهُ حَكَمًا.


الدَّرَجَةُ الثَّانِيَةُ: الرِّضَا عَنِ اللَّهِ:

وَهُوَ الرِّضَا عَنْهُ فِي كُلِّ مَا قَضَى وَقَدَّرَ. وَهَذَا مِنْ أَوَائِلِ مَسَالِكِ أَهْلِ الْخُصُوصِ. وَهِيَ الرِّضَا عَنْهُ فِي أَحْكَامِهِ وَأَقْضِيَتِهِ. وَإِنَّمَا كَانَ مِنْ أَوَّلِ مَسَالِكِ أَهْلِ الْخُصُوصِ لِأَنَّهُ مُقَدِّمَةٌ لِلْخُرُوجِ عَنِ النَّفْسِ

الدَّرَجَةُ الثَّالِثَةُ: الرِّضَا بِرِضَا اللَّهِ:

فَلَا يَرَى الْعَبْدُ لِنَفْسِهِ سُخْطًا، وَلَا رِضًا. فَيَبْعَثُهُ عَلَى تَرْكِ التَّحَكُّمِ، وَحَسْمِ الِاخْتِيَارِ، وَإِسْقَاطِ التَّمْيِيزِ، وَلَوْ أُدْخِلَ النَّارَ.

احذر من الإسرائيليات:

” مَنْ لَمْ يَصْبِرْ عَلَى بَلَائِي، وَلَمْ يَرْضَ بِقَضَائِي، فَلْيَتَّخِذْ رَبًّا سِوَائِي” . فَهَذَا أَثَرٌ إِسْرَائِيلِيٌّ، لَيْسَ يَصِحُّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ( مدارج السالكين: الرضا)

ثَمَرَةُ الرِّضَا: الْفَرَحُ وَالسُّرُورُ بِالرَّبِّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى.

قال عَزَّ وَجَلَّ {قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [المائدة: 119]، وَقَالَ تَعَالَى فِي آخِرِ سُورَةِ الْمُجَادَلَةِ {وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [المجادلة: 22] وَفِي آخِرِ سُورَةِ لَمْ يَكُنِ {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ} (البينة: 8) .


فَتَضَمَّنَتْ هَذِهِ الْآيَاتُ:

جَزَاءَهُمْ عَلَى صِدْقِهِمْ وَإِيمَانِهِمْ، وَأَعْمَالِهِمُ الصَّالِحَةِ، وَمُجَاهَدَةِ أَعْدَائِهِ، وَعَدَمِ وِلَايَتِهِمْ، بِأَنْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ. فَأَرْضَاهُمْ. فَرَضُوا عَنْهُ. وَإِنَّمَا حَصَلَ لَهُمْ هَذَا بَعْدَ الرِّضَا بِهِ رَبًّا، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ

الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي}(الفجر: 27) لَمْ يَدَعْ فِي هَذِهِ الْآيَةِ لِلْمُتَسَخِّطِ إِلَيْهِ سَبِيلًا. وَشَرْطُ الْقَاصِدِ الدُّخُولُ فِي الرِّضَا. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: إِذَا تُوُفِّيَ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ أَرْسَلَ اللَّهُ إِلَيْهِ مَلَكَيْنِ. وَأَرْسَلَ إِلَيْهِ بِتُحْفَةٍ مِنَ الْجَنَّةِ. فَيُقَالُ: اخْرُجِي أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ، اخْرُجِي إِلَى رُوحٍ وَرَيْحَانٍ، وَرَبٍّ عَنْكِ رَاضٍ.

وَقِيلَ لِلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: إِنَّ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: الْفَقْرُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الْغِنَى، وَالسَّقَمُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الصِّحَّةِ. فَقَالَ: رَحِمَ اللَّهُ أَبَا ذَرٍّ. أَمَّا أَنَا، فَأَقُولُ: مَنِ اتَّكَلَ عَلَى حُسْنِ اخْتِيَارِ اللَّهِ لَهُ لَمْ يَتَمَنَّ غَيْرَ مَا اخْتَارَ اللَّهُ لَهُ.


وَسُئِلَ أَبُو عُثْمَانَ عَنْ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْأَلُكَ الرِّضَا بَعْدَ الْقَضَاءِ فَقَالَ: لِأَنَّ الرِّضَا قَبْلَ الْقَضَا عَزْمٌ عَلَى الرِّضَا. وَالرِّضَا بَعْدَ الْقَضَا هُوَ الرِّضَا.


وَقِيلَ: الرِّضَا ارْتِفَاعُ الْجَزَعِ فِي أَيِّ حُكْمٍ كَانَ. وَقِيلَ: رَفْعُ الِاخْتِيَارِ. وَقِيلَ: اسْتِقْبَالُ الْأَحْكَامِ بِالْفَرَحِ… وَكَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ الْخَيْرَ كُلَّهُ فِي الرِّضَا، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَرْضَى وَإِلَّا فَاصْبِرْ. وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ الدَّقَّاقُ: الْإِنْسَانُ خَزَفٌ. وَلَيْسَ لِلْخَزَفِ مِنَ الْخَطَرِ مَا يُعَارِضُ فِيهِ حُكْمَ الْحَقِّ تَعَالَى. وَقَالَ أَبُو عُثْمَانَ الْحِيرِيُّ: مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً مَا أَقَامَنِي اللَّهُ فِي حَالٍ فَكَرِهْتُهُ، وَمَا نَقَلَنِي إِلَى غَيْرِهِ فَسَخِطْتُهُ.

الرَّوْحُ وَالْفَرَحُ فِي الْيَقِينِ وَالرِّضَا: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: «إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِقِسْطِهِ وَحِلْمِهِ جَعَلَ الرَّوْحَ وَالْفَرَحَ فِي الْيَقِينِ وَالرِّضَا، وَجَعَلَ الْهَمَّ وَالْحَزَنَ فِي الشَّكِّ وَالسُّخْطِ»( ابن ابي الدنيا)، وقَالَ الْحَسَنُ: «مَنْ رَضِيَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَهُ، وَسِعَهُ وَبَارَكَ اللَّهُ لَهُ فِيهِ، وَمَنْ لَمْ يَرْضَ لَمْ يَسِعْهُ وَلَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ» ( ابن أبي الدنيا/ الرضا عن الله بقضائه)


فضيلة الشيخ /فرج عبد الحليم


رؤية الله سبحانه ما بين الماء ودوام السموات والارض لحياة ما بعد الخلود

رؤية الله سبحانه ما بين الماء ودوام السموات والارض
لحياة ما بعد الخلود

اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما واشهد ان لا اله الا الله وحده لاشريك له وان
محمد عبده ورسوله ادى الامانة ونصح الامة وتركها
على المحجة الواضحة و لتكونوا شهداء
على الناس من بعده عليه افضل الصلاة والسلام
اما بعد اخوتي الافاضل انقسم العالم الاسلامي في حقيقة رؤية الله سبحانه في الاخرة ما بين مؤيد ومعارض
ولكل واحد منهم حجته سواء ان كان من الكتاب اوالسنة والسؤال الذي
يجب ان نطرحه لماذا لم يكن هذا الاختلاف موجودا في عهد الرسول والصحابه
اذن نحن امام مهمه هو ان نزيل هذا اللبس القائم فيما بيننا ونشرح حقيقة
رؤية الله سبحانه باسلوب لغوي وعلمي للوصول الى حقائق لم تخطر على بالكم
من قبل فالخلل يكمن اننا لم نركز على الحياة ما بعد الخلود في القران الكريم
من ناحية النور والضياء لله سبحانه ولم نفسر احاديث رسولنا الكريم ومقصده
والفترة الزمنية بحدوث كل حاله ما بعد الاخرة ونربطها بسياق علمي حاضر من
عصرنا الذي نعيش فيه فكان تفسير الايات ما بعد الخلود فيها من التناقض
الواضح للعيان لاننا ركزنا على جانب واحد وهو الخلود في الجنة او النار والنعيم
ودرجاته وتركنا مسالة الوصول الى ضياء الله سبحانه فعندما يقول
رسولنا الخاتم عليه افضل الصلاة والسلام بقوله تعالى
{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا }
(سورة المائدة 3)
فمن هذه الاية كان على رسولنا الخاتم اكمال رسالته والتي بدأت في مكه
وهنالك من الايات التي قد تعطي مدلول علمي اوسع لم تصل اليه البشريه
في عهد الرسول والصحابه واكتفى رسولنا باعطاء ظاهر الاية تاركا تفسيرها
لامته والاجيال التي تتعاقب من بعده لشرح معناها مثال على ذلك الخسوف
والكسوف حيث قال عن هذه الظاهرة العلمية لاصحابه انها من ايات الله سبحانه
ولا تنكسف او تنخسف لموت احد وترك تفسيرها للاجيال من بعده في كيفية حصولها
اذن في موضوعنا هذا الرسول سوف يتحدث عن رؤية الله سبحانه بظاهر يفهمه الصحابه
وبجانب خفي له مدلوله العلمي يفسره من امته بعد ادراكهم الى المكتشفات العلمية في
اخر الزمان ليبينوا مدلولات النور والضياء وعلاقة كل اية مع الحديث الذي ذكر والفترة الزمنية
التي سوف يتحقق فيها رؤية لله سبحانه
لذا سوف نتناول هذا الامر الذي جعلت فيه تفسيري على اساس لغوي وموافقة
ايات الكتاب الذي احكمت اياته من لدن حكيم عليم وكما يلي :-
1- حقيقة رؤية الله سبحانه بين النور والضياء في حياتنا الدنيا
2- حقيقة رؤية الله سبحانه بين النور والضياء في الاخرة
3- حقيقة رؤية الله سبحانه بين النور والضياء ما بعد الخلود في الجنة
------
1- (حقيقة رؤية الله سبحانه بين النور والضياء في حياتنا الدنيا)
ابين حال هذاالامر من ناحية النور والضياء
•النور ------ قوله تعالى (والقمر نورا ) اي ليس مصدر للضياء بل انعكاس لضوء الشمس فيضىء
ومن عروج رسولنا الكريم الى السماء راى نور الله سبحانه
قال رايته نورا على نور
وراى من ايات ربه الكبرى
وتؤيدهذا النور الاية الكريمه بقوله تعالى
{ اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } (سورة النور 35)
------
وحديث رسول الله حيث قال
إنكم سترون ربكم كما ترون القمر لا تضامون في رؤيته ، فإن
استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس
وصلاة قبل غروب الشمس فافعلوا

اعطى الرسول الخاتم ظاهر الحديث باننا سوف نرى الله سبحانه كوضوح القمر المنير ليلة
البدر ولم يقل كالشمس ايضا وسكت بل ربط امر الشمس كحال الصلاة وادراكها
والتفسير العلمي للرسول الخاتم لهذا الحديث وما يجب ان يبينه جيلنا الحاضر الذي عاصر
المكتشفات العلمية ان مقصد الرسول والحقيقة العلمية التي يجب ان نبينها باشارته الى
القمر اي اننا سوف نرى نور الله لان القمر
( نور ) واشارته للشمس لضياء الله سبحانه لان الشمس (ضياء )وربط ادراك الضياء
بحال الصلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها اي بعد طلوع الشمس لا فائدة من تلك الصلاة لانك لن تدركها
اذن حالنا في الاخرة ويكون كالاتي نور الله = حال رؤية رسولنا لنور الله في الاسراء والعروج
• الضياء ------ قوله تعالى { هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً } (سورة يونس 5)
اي الضياء مصدر للطاقة وليس انعكاس كحال النور
وفي قصة موسى عليه السلام حين طلب من الله سبحانه ان ينظر اليه
بقوله تعالى
وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ
أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي
وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ
تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ
قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ
(سورة الأَعراف 143)
فتجلى الله( بضياءه )للجبل فتساوى الجبل وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا ولم يستطع ان يرى الله سبحانه
اذن الضياء لا يمكن ادراكه فجاءت الاية القرانية لتؤيد هذا الامر بقوله تعالى
{ لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ }
(سورة الأَنعام 103)
وحديث رسولنا الكريم في تفسير الاية بقوله تعالى
لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ
أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
(سورة يونس 26)
حدثنا عفان ، أخبرنا حماد بن سلمة ، عن ثابت البناني ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ،
عن صهيب ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية للذين أحسنوا الحسنى وزيادة )
وقال : " إذا دخل أهل الجنة الجنة ، وأهل النار النار ، نادى مناد : يا أهل الجنة ، إن لكم عند الله
موعدا يريد أن ينجزكموه . فيقولون : وما هو ؟ ألم يثقل موازيننا ، ويبيض وجوهنا ، ويدخلنا الجنة ،
ويزحزحنا من النار ؟ " . قال : " فيكشف لهم الحجاب ، فينظرون إليه ، فوالله ما أعطاهم الله شيئا
أحب إليهم من النظر إليه ، ولا أقر لأعينهم " .
وهكذا رواه مسلم وجماعة من الأئمة ، من حديث حماد بن سلمة
وهنا حصل اللبس بين المسلمين في عصرنا هذا
وقالوا كيف نرى الله سبحانه
وهو قال عن نفسه لا تدركه الابصار
وحقيقة الامر ان الاثنان في الصح ولكن لم يفهم تفسير رسولنا الخاتم انه تحدث
بعموم الحاله بعد دخولنا الجنة واننا سوف نرى الله سبحانه ---- فما بين دخولنا الجنة ورؤية الله
هنالك فترة وزمن بقاءنا فيها سوف يتغير الحال فيها لرؤية الله سبحانه بضياءه وليس
نوره ما بعد الخلود وهنالك ايات قرانية توضح ان هنالك فترة ولا ينكشف فيها الحجاب
الا بسبب وهو برقي العنصر البشري
علميا ما بعد الخلود في الجنة
(إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ )
(سورة يس 55)
ويجب ان توضح عمليا
وسوف ابين هذا الامر لاحقا من تسلسل الاحداث حتى لا تختلط عليكم تلك المسالة
هذه حقيقة النور والضياء الالهي في حياتنا الدنيا
------
2- حقيقة رؤية الله سبحانه بين النور والضياء في الاخرة
بعد ذهاب مصادر الضياء (الشمس والنجوم والكواكب المضيئه )
بطي السماء بقوله تعالى
{ يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ }
(سورة الأنبياء 104)
يحل الظلام في الارض وتشرق الارض بنور الله في الاخرة وهذا ملمح
من الله سبحانه الينا انه يتجلى بنوره وليس ضياءه
وبقوله تعالى
وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ
وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ
(سورة الزمر 69)
ونخرج من الاجداث سراعا ونرى طريقنا على الارض بنوره تعالى
{ يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا } (سورة المعارج 43)
ومعنا السائق والشهيد من الملائكة نمشي
ونستدل فيها طريقنا للحساب بنور الله
وعلى صنفين المؤمنين نورهم يسعى بين ايديهم والكافرون محجوبون عن هذا النور
بقوله تعالى
{ كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ } (سورة المطففين 15)
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ
وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ
(سورة عبس )
اذن وجوه المؤمنين عليها نضرة وتعرف في وجوههم نضرة النعيم
وتنظر لنور الله فقط فلايوجد مصدر
اخر ينير سوى اشراقة نوره
على الارض والجنة ---- والنار مؤصدة في عمد ممده
قوله تعالى
{ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } (سورة القيامة)
اي النظر لنوره فقط وليس ضياءه وما قاله رسولنا الكريم برؤيتنا له
كالقمر ليلة البدر (نور) ومطابقته الاية اعلاه وتنتظر البشرية رؤية ضياءه الله وهذا لايتم
الا بعد رقي البشر علميا للتزود بطاقة النور
ومن يصر من ان هذا النور هو دلالة على
الله سبحانه بذاته وننظر اليه
نقول فيه لقد اوقعت نفسك بخطأ فادح ترفضه الايات القرانية لان الملائكه مخلوقون من نور الله
فلو كان هذا النور الالهي هو الله سبحانه بذاته
لكان لله مثل له
وهو الملائكة الذين هم من نوره
ولا يبقى معنى لقوله تعالى
{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } (سورة الشورى 11)
اذن مانراه في الاخرة نوره وليس ضياءه الذي ليس كمثله شىء
-------------
3-حقيقة رؤية الله سبحانه بين النور والضياء ما
بعد الخلود في الجنة
هذا الجانب لم يعطى حقه وبيان كيفية الوصول لضياء الله سبحانه
حيث اخذ اهل الحديث عموم تفسير رسول الله
لرؤية الله في الاخرة
وبما تناقله الرواة عن ذلك الامر وما بين اهل القران من تمسك بالاية التي ذكر فيها
انه لايمكن ادراك الله سبحانه لقوله لا تدركه الابصار فما
بين الماضي من اهل الحديث وما تناقلوه عن الرواة
والحاضر من اهل القران كثر الجدل والخلاف
بين افراد الامة الواحده
ونتيجة لذلك لم تفسر الايات القرانية والتي تخص الحياة ما بعد الخلود
طريقة الوصول الى ضياء الله سبحانه
وهذه الايات في قوله تعالى
{ أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ
الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ }
(سورة الأنبياء 30)
وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي
سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ
(سورة هود 7)
فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ خَالِدِينَ
فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ
إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا
فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ
(سورة هود)
ومفتاح اللغز للوصول الى ضياء الله سبحانه ان ربنا قال
(وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ)
والسؤال هو كيف يكون كل شىء مخلوق من ماء
والملائكه مخلوفه من نور الله والجان من نار السموم والبشر من تراب او طين اي فيه ماء
فمنهم من قال على سبيل تبيان هذا الحقيقة ان الملائكه مخلوقون من ماء
وفسروها من ظاهرة حصول البرق والرعد وتكون الماء وحصول الوميض يعني
هنالك علاقه بين الماء والضوء فكانت الملائكه على هذه الصوره وهذا خطا
واضح لان الضوء الذي يصدر من السحاب هو من جزء مخلوق وليس خالق والملائكه
نورهم من نور خالق وليس مخلوق اذن هذا التفسير مغلوط
وحقيقة الحال لماذا قال الله سبحانه وجعلنا من الماء بدل كلمة وخلقنا
يعني الجعل يخلف الخلق اذا كان هنالك سبب
كما في قوله تعالى
{ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ } (سورة الأَعراف 189)
يخلق الذكر والانثى ويجعل(سبب) من الانثى زوج للذكر
اذن تفسير تلك الاية
أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا
مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ
جانب الخلق في الاية هو
(أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا)
اي خلق العوالم ومخلوقاتها
وهم الملائكه (نور) والجان (نارالسموم)والبشر(طين)
وما سخر لكل مخلوق وهؤلاء كلهم سوف يكون
في تركيبة اجسامهم الماء مستقبلا
اي بعد فترة خلقهم وموتهم لذا جاء ملمح الاية التي بعدها بقوله
وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ
دلالة على هذا التغيير ولكن كيف هذا؟؟؟؟
وما علاقة الماء وضياء الله سبحانه؟؟؟؟؟
ففي قوله تعالى
{ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ
وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ } (سورة هود 7)
والسؤال هنا لماذا جعل الله سبحانه عرشه على الماء قبل خلق السموات والارض
ويعرف هذا الامر حين شرحت طلب موسى عليه السلام
ان يرى الله سبحانه بقوله
قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي
وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ
تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا
مما ذكر يعني الجبال الرواسي التي قال فيها الله
{ وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ } (سورة لقمان 10)
انصهرت بفعل ضياء الله العلي القدير
ولكي يحمي الله السموات والارض من قوة ضياءه جعل الماء
تحت عرشه اي حجاب(اي المشكاة في وصف الله لنوره )
يفصل الضياء عن النور ولا يتداخل الضياء مع النور وبوصف مماثل كحال البرزخ بقوله تعالى
{ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ } (سورة الرحمن) اي لايتداخل
الماء العذب مع المالح كل في بيئته وبعدها خلق السموات والارض فكان النور فقط وبقوله تعالى
الله نور السموات والارض (لعالم الخلق)
ونور لعالم الامر الجنة والنار المؤصدة بقوله واشرقت الارض بنور ربها في الاخرة
وهذه حقيقة ومعنى نور على نور في وصف نور الله
ومعنى وسع كرسيه السموات والارض اي ملكه
فكرسيه اي ملكه =نوره في عالم الامر زائدا نوره في عالم الخلق
وجاء ذكر عالم الخلق والامر بقوله تعالى
إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ
يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ (الْخَلْقُ) وَ(الْأَمْرُ)
تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ
(سورة الأَعراف 54)
واهمية الاستواء مهمه في خلق السموات والارض والجنة والنار
مع ضياء الله لعدم احتراق العوالم اي
عالم الخلق = عالم الامر = العرش = الحجاب (الماء) = الضياء
وهذا معنى الحجاب في قوله تعالى
{ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ
حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا
فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ } (سورة الشورى 51)
وان كلمة استوى على العرش بقوله تعالى
خلق السموات والارض ثم استوى على العرش المقصود هنا ليس الله سبحانه الذي
استوى بعد خلق السموات والارض لان لو كان هذا صحيحا لزال الاستواء لما قال الله سبحانه
يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب وهذا كلام غير منطقي وغير صحيح اتت به التفاسير
من رواة لا علم لهم في القران الكريم وحقيقة الاستواء يعود على خلق السموات والارض
مع عرش الله سبحانه وليس الله بحد ذاته لان العرش على الماء وما بعده ضياء الله سبحانه
الذي صهر الجبل فالاستواء السموات والارض مع العرش الذي على الماء ضروي لحماية السموات
والارض من الاحتراق ومن يصر على استواء ذات الله بعد خلق السموات والارض
نقول له ان الجنة بعرضها
فقط تساوي السماوات والارض
فمن اللائق والانسب وبمقام الله سبحانه ان يكون استواء الله لخلق الجنة
وليس لخلق السموات والارض كون الجنة اكبر
(وجنة عرضها السموات والارض)
ولكن الحقيقة ليست كذلك كما اوضحتها وهو استواء ضياء الله
مع خلق السموات والارض اما جهةاستواء الضياء مع الماء والعرش على
والسموات والارض تجدوا الاستواء مذكور في وصف الضياء الالهي
بقوله تعالى
{ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ }
اي ما في نور فقط ضياء
(سورة النور 35) هذه هي حقيقة ومعنى استوى على العرش
اذن مما تقدم الماء الذي عليه العرش مهم لديمومة
الحياة في الارض او في الجنة
ولكي نصل لضياء الله سبحانه لابد من التزود بالعلوم الكيمائية والفيزياوية
وامور اخرى لم يصل اليها العلم فكان للملائكه الدور الرئيسى مع الانس والجن لزيادة طاقة النور
والتزود ببحار العلم اللانهائي
{ قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا }
(سورة الكهف 109)
لزيادة قوة التحمل للطاقة العاليه لضياء الله لان دور الماء في حياتنا على الارض هو
موازنة درجة حرارة الجسم، حيث يخفض الماء درجة حرارة الجسم عند زيادة درجة
حرارة الجو او عند بذل مجهود بدني والمفاعلات النووية تبرد بالماء الثقيل والكرة الارضية
احيطت بغلاف جوي لحمايتها من تاثيرات الطاقة الشمسية وهذه اعكسوها
في التزود من طاقة الماء الذي عليه العرش وبرمجة اجسامنا لحفظ الحرارة ثابته
فيها وتتحمل طاقة ضياء الله سبحانه وحين وصول صفوة الملائكه والبشر والجن الى
هذه المعلومه سوف تتحقق الاية التي قال فيها الله سبحانه وجعلنا من الماء كل
شىء حي وتنتقل تلكم العلوم الى بقية اهل الجنة بانسها وجنها وملائكتها لان
الضياء سوف يحل علينا بدون ان نحترق فيرفع الله سبحانه الحجاب
ويسري ضياء الله سبحانه في الجنة ويغير حال ارض الجنة وبسمائها الى عالم
اخر يليق بالتركيبه الجديده التي يحملها الملائكه والجن والانس وهذا التغيير سوف ترونه بقوله تعالى
{ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ خَالِدِينَ فِيهَا
مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ وَأَمَّا الَّذِينَ
سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ
عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ } (سورة هود)
وهنا فهم معنى ما دامت السموات والارض اي ان تغيرها الى حال اخر مقرون
بالرقي العلمي الذي سوف يصل اليه الانس والجن
وبمساعدة الملائكه للوصول الى حقيقة الماء الذي عليه العرش
ولا ينقص من عطاء اهل الجنة بقوله غير مجذوذ فالتغير اكبر بكثير
من سرعة طرفة العين ونفس الحال مع اهل النار ومن يشاء الله ان يخرج
منهم وبعدها يتحقق قول رسولنا الكريم برؤية الله سبحانه كما اشار اليها وبقوله تعالى
{ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } (سورة يونس 26)
والزيادة التي اوضحتها وكيف سنرى االله سبحانه ما بعد الخلود بضياءه ورفع الحجاب
وقد يقول احدكم لماذا لم يخلقنا الله في الاخرة على تركيبة الماء الذي على العرش
فاقول لامعنى لجنة فيها العلم محدود اي سوف تتكرر قصة ادم وحواء والشيطان
واكلهم من الشجرة لعدم المعرفة والعلم لذا كانت مشيئة الله ان نتزود بالعلوم
كحال الذي نقل عرش بلقيس بطرفةالعين اي عنده علم من الكتاب للوصول لله سبحانه
ونغير نمط تفكيرنا الارضي من الاله الذي له
شكل وحجم معين الى حال اكبر بكثير يتجاوز
كل هذه التصورات التقليديه وهذا يعتمد على تزودنا بالعلم فالله عظيم
ويجب ان نعطي هذا الامر حقة فالكثير لم يقدروا الله حق قدره بفعل جهلهم
لامور كثيره اخوتي الافاضل عليكم بفهم القران لغويا وحلقات لمسات بيانية
للدكتور فاضل السامرائي والتي تعرض على اليوتيوب سوف تساعدكم على فهم
القران لغويا بنسبة 80% فخلال وقت فراغكم او في صلاة التهجد صلي الركعات
وافتح الحاسبة واستعرض تلك الحلقات
افضل بكثير من ان تقرا ولا تفهم من الكتاب الا اليسير
اللهم ان اصبت فهو من فضلك وعلمك بل
هو ايات بينات في صدور الذين
اوتوا العلم وان اخطئت فمن نفسي
واصلي واسلم على النور المبعوث رحمة للعالمين خاتم النبيين
والمرسلين محمد رسول الله
والحمد لله رب العالمين
المصدر بقلمي
المراجع : لمسات بيانية في خلق السموات والارض \اسرار التعبير القراني \معاني النحو
د فاضل السامرائي


رؤية الله سبحانه ما بين الماء ودوام السموات والارض لحياة ما بعد الخلود

رؤية الله سبحانه ما بين الماء ودوام السموات والارض
لحياة ما بعد الخلود

اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما واشهد ان لا اله الا الله وحده لاشريك له وان
محمد عبده ورسوله ادى الامانة ونصح الامة وتركها
على المحجة الواضحة و لتكونوا شهداء
على الناس من بعده عليه افضل الصلاة والسلام
اما بعد اخوتي الافاضل انقسم العالم الاسلامي في حقيقة رؤية الله سبحانه في الاخرة ما بين مؤيد ومعارض
ولكل واحد منهم حجته سواء ان كان من الكتاب اوالسنة والسؤال الذي
يجب ان نطرحه لماذا لم يكن هذا الاختلاف موجودا في عهد الرسول والصحابه
اذن نحن امام مهمه هو ان نزيل هذا اللبس القائم فيما بيننا ونشرح حقيقة
رؤية الله سبحانه باسلوب لغوي وعلمي للوصول الى حقائق لم تخطر على بالكم
من قبل فالخلل يكمن اننا لم نركز على الحياة ما بعد الخلود في القران الكريم
من ناحية النور والضياء لله سبحانه ولم نفسر احاديث رسولنا الكريم ومقصده
والفترة الزمنية بحدوث كل حاله ما بعد الاخرة ونربطها بسياق علمي حاضر من
عصرنا الذي نعيش فيه فكان تفسير الايات ما بعد الخلود فيها من التناقض
الواضح للعيان لاننا ركزنا على جانب واحد وهو الخلود في الجنة او النار والنعيم
ودرجاته وتركنا مسالة الوصول الى ضياء الله سبحانه فعندما يقول
رسولنا الخاتم عليه افضل الصلاة والسلام بقوله تعالى
{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا }
(سورة المائدة 3)
فمن هذه الاية كان على رسولنا الخاتم اكمال رسالته والتي بدأت في مكه
وهنالك من الايات التي قد تعطي مدلول علمي اوسع لم تصل اليه البشريه
في عهد الرسول والصحابه واكتفى رسولنا باعطاء ظاهر الاية تاركا تفسيرها
لامته والاجيال التي تتعاقب من بعده لشرح معناها مثال على ذلك الخسوف
والكسوف حيث قال عن هذه الظاهرة العلمية لاصحابه انها من ايات الله سبحانه
ولا تنكسف او تنخسف لموت احد وترك تفسيرها للاجيال من بعده في كيفية حصولها
اذن في موضوعنا هذا الرسول سوف يتحدث عن رؤية الله سبحانه بظاهر يفهمه الصحابه
وبجانب خفي له مدلوله العلمي يفسره من امته بعد ادراكهم الى المكتشفات العلمية في
اخر الزمان ليبينوا مدلولات النور والضياء وعلاقة كل اية مع الحديث الذي ذكر والفترة الزمنية
التي سوف يتحقق فيها رؤية لله سبحانه
لذا سوف نتناول هذا الامر الذي جعلت فيه تفسيري على اساس لغوي وموافقة
ايات الكتاب الذي احكمت اياته من لدن حكيم عليم وكما يلي :-
1- حقيقة رؤية الله سبحانه بين النور والضياء في حياتنا الدنيا
2- حقيقة رؤية الله سبحانه بين النور والضياء في الاخرة
3- حقيقة رؤية الله سبحانه بين النور والضياء ما بعد الخلود في الجنة
------
1- (حقيقة رؤية الله سبحانه بين النور والضياء في حياتنا الدنيا)
ابين حال هذاالامر من ناحية النور والضياء
•النور ------ قوله تعالى (والقمر نورا ) اي ليس مصدر للضياء بل انعكاس لضوء الشمس فيضىء
ومن عروج رسولنا الكريم الى السماء راى نور الله سبحانه
قال رايته نورا على نور
وراى من ايات ربه الكبرى
وتؤيدهذا النور الاية الكريمه بقوله تعالى
{ اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } (سورة النور 35)
------
وحديث رسول الله حيث قال
إنكم سترون ربكم كما ترون القمر لا تضامون في رؤيته ، فإن
استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس
وصلاة قبل غروب الشمس فافعلوا

اعطى الرسول الخاتم ظاهر الحديث باننا سوف نرى الله سبحانه كوضوح القمر المنير ليلة
البدر ولم يقل كالشمس ايضا وسكت بل ربط امر الشمس كحال الصلاة وادراكها
والتفسير العلمي للرسول الخاتم لهذا الحديث وما يجب ان يبينه جيلنا الحاضر الذي عاصر
المكتشفات العلمية ان مقصد الرسول والحقيقة العلمية التي يجب ان نبينها باشارته الى
القمر اي اننا سوف نرى نور الله لان القمر
( نور ) واشارته للشمس لضياء الله سبحانه لان الشمس (ضياء )وربط ادراك الضياء
بحال الصلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها اي بعد طلوع الشمس لا فائدة من تلك الصلاة لانك لن تدركها
اذن حالنا في الاخرة ويكون كالاتي نور الله = حال رؤية رسولنا لنور الله في الاسراء والعروج
• الضياء ------ قوله تعالى { هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً } (سورة يونس 5)
اي الضياء مصدر للطاقة وليس انعكاس كحال النور
وفي قصة موسى عليه السلام حين طلب من الله سبحانه ان ينظر اليه
بقوله تعالى
وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ
أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي
وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ
تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ
قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ
(سورة الأَعراف 143)
فتجلى الله( بضياءه )للجبل فتساوى الجبل وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا ولم يستطع ان يرى الله سبحانه
اذن الضياء لا يمكن ادراكه فجاءت الاية القرانية لتؤيد هذا الامر بقوله تعالى
{ لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ }
(سورة الأَنعام 103)
وحديث رسولنا الكريم في تفسير الاية بقوله تعالى
لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ
أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
(سورة يونس 26)
حدثنا عفان ، أخبرنا حماد بن سلمة ، عن ثابت البناني ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ،
عن صهيب ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية للذين أحسنوا الحسنى وزيادة )
وقال : " إذا دخل أهل الجنة الجنة ، وأهل النار النار ، نادى مناد : يا أهل الجنة ، إن لكم عند الله
موعدا يريد أن ينجزكموه . فيقولون : وما هو ؟ ألم يثقل موازيننا ، ويبيض وجوهنا ، ويدخلنا الجنة ،
ويزحزحنا من النار ؟ " . قال : " فيكشف لهم الحجاب ، فينظرون إليه ، فوالله ما أعطاهم الله شيئا
أحب إليهم من النظر إليه ، ولا أقر لأعينهم " .
وهكذا رواه مسلم وجماعة من الأئمة ، من حديث حماد بن سلمة
وهنا حصل اللبس بين المسلمين في عصرنا هذا
وقالوا كيف نرى الله سبحانه
وهو قال عن نفسه لا تدركه الابصار
وحقيقة الامر ان الاثنان في الصح ولكن لم يفهم تفسير رسولنا الخاتم انه تحدث
بعموم الحاله بعد دخولنا الجنة واننا سوف نرى الله سبحانه ---- فما بين دخولنا الجنة ورؤية الله
هنالك فترة وزمن بقاءنا فيها سوف يتغير الحال فيها لرؤية الله سبحانه بضياءه وليس
نوره ما بعد الخلود وهنالك ايات قرانية توضح ان هنالك فترة ولا ينكشف فيها الحجاب
الا بسبب وهو برقي العنصر البشري
علميا ما بعد الخلود في الجنة
(إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ )
(سورة يس 55)
ويجب ان توضح عمليا
وسوف ابين هذا الامر لاحقا من تسلسل الاحداث حتى لا تختلط عليكم تلك المسالة
هذه حقيقة النور والضياء الالهي في حياتنا الدنيا
------
2- حقيقة رؤية الله سبحانه بين النور والضياء في الاخرة
بعد ذهاب مصادر الضياء (الشمس والنجوم والكواكب المضيئه )
بطي السماء بقوله تعالى
{ يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ }
(سورة الأنبياء 104)
يحل الظلام في الارض وتشرق الارض بنور الله في الاخرة وهذا ملمح
من الله سبحانه الينا انه يتجلى بنوره وليس ضياءه
وبقوله تعالى
وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ
وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ
(سورة الزمر 69)
ونخرج من الاجداث سراعا ونرى طريقنا على الارض بنوره تعالى
{ يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا } (سورة المعارج 43)
ومعنا السائق والشهيد من الملائكة نمشي
ونستدل فيها طريقنا للحساب بنور الله
وعلى صنفين المؤمنين نورهم يسعى بين ايديهم والكافرون محجوبون عن هذا النور
بقوله تعالى
{ كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ } (سورة المطففين 15)
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ
وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ
(سورة عبس )
اذن وجوه المؤمنين عليها نضرة وتعرف في وجوههم نضرة النعيم
وتنظر لنور الله فقط فلايوجد مصدر
اخر ينير سوى اشراقة نوره
على الارض والجنة ---- والنار مؤصدة في عمد ممده
قوله تعالى
{ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } (سورة القيامة)
اي النظر لنوره فقط وليس ضياءه وما قاله رسولنا الكريم برؤيتنا له
كالقمر ليلة البدر (نور) ومطابقته الاية اعلاه وتنتظر البشرية رؤية ضياءه الله وهذا لايتم
الا بعد رقي البشر علميا للتزود بطاقة النور
ومن يصر من ان هذا النور هو دلالة على
الله سبحانه بذاته وننظر اليه
نقول فيه لقد اوقعت نفسك بخطأ فادح ترفضه الايات القرانية لان الملائكه مخلوقون من نور الله
فلو كان هذا النور الالهي هو الله سبحانه بذاته
لكان لله مثل له
وهو الملائكة الذين هم من نوره
ولا يبقى معنى لقوله تعالى
{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } (سورة الشورى 11)
اذن مانراه في الاخرة نوره وليس ضياءه الذي ليس كمثله شىء
-------------
3-حقيقة رؤية الله سبحانه بين النور والضياء ما
بعد الخلود في الجنة
هذا الجانب لم يعطى حقه وبيان كيفية الوصول لضياء الله سبحانه
حيث اخذ اهل الحديث عموم تفسير رسول الله
لرؤية الله في الاخرة
وبما تناقله الرواة عن ذلك الامر وما بين اهل القران من تمسك بالاية التي ذكر فيها
انه لايمكن ادراك الله سبحانه لقوله لا تدركه الابصار فما
بين الماضي من اهل الحديث وما تناقلوه عن الرواة
والحاضر من اهل القران كثر الجدل والخلاف
بين افراد الامة الواحده
ونتيجة لذلك لم تفسر الايات القرانية والتي تخص الحياة ما بعد الخلود
طريقة الوصول الى ضياء الله سبحانه
وهذه الايات في قوله تعالى
{ أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ
الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ }
(سورة الأنبياء 30)
وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي
سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ
(سورة هود 7)
فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ خَالِدِينَ
فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ
إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا
فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ
(سورة هود)
ومفتاح اللغز للوصول الى ضياء الله سبحانه ان ربنا قال
(وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ)
والسؤال هو كيف يكون كل شىء مخلوق من ماء
والملائكه مخلوفه من نور الله والجان من نار السموم والبشر من تراب او طين اي فيه ماء
فمنهم من قال على سبيل تبيان هذا الحقيقة ان الملائكه مخلوقون من ماء
وفسروها من ظاهرة حصول البرق والرعد وتكون الماء وحصول الوميض يعني
هنالك علاقه بين الماء والضوء فكانت الملائكه على هذه الصوره وهذا خطا
واضح لان الضوء الذي يصدر من السحاب هو من جزء مخلوق وليس خالق والملائكه
نورهم من نور خالق وليس مخلوق اذن هذا التفسير مغلوط
وحقيقة الحال لماذا قال الله سبحانه وجعلنا من الماء بدل كلمة وخلقنا
يعني الجعل يخلف الخلق اذا كان هنالك سبب
كما في قوله تعالى
{ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ } (سورة الأَعراف 189)
يخلق الذكر والانثى ويجعل(سبب) من الانثى زوج للذكر
اذن تفسير تلك الاية
أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا
مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ
جانب الخلق في الاية هو
(أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا)
اي خلق العوالم ومخلوقاتها
وهم الملائكه (نور) والجان (نارالسموم)والبشر(طين)
وما سخر لكل مخلوق وهؤلاء كلهم سوف يكون
في تركيبة اجسامهم الماء مستقبلا
اي بعد فترة خلقهم وموتهم لذا جاء ملمح الاية التي بعدها بقوله
وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ
دلالة على هذا التغيير ولكن كيف هذا؟؟؟؟
وما علاقة الماء وضياء الله سبحانه؟؟؟؟؟
ففي قوله تعالى
{ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ
وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ } (سورة هود 7)
والسؤال هنا لماذا جعل الله سبحانه عرشه على الماء قبل خلق السموات والارض
ويعرف هذا الامر حين شرحت طلب موسى عليه السلام
ان يرى الله سبحانه بقوله
قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي
وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ
تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا
مما ذكر يعني الجبال الرواسي التي قال فيها الله
{ وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ } (سورة لقمان 10)
انصهرت بفعل ضياء الله العلي القدير
ولكي يحمي الله السموات والارض من قوة ضياءه جعل الماء
تحت عرشه اي حجاب(اي المشكاة في وصف الله لنوره )
يفصل الضياء عن النور ولا يتداخل الضياء مع النور وبوصف مماثل كحال البرزخ بقوله تعالى
{ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ } (سورة الرحمن) اي لايتداخل
الماء العذب مع المالح كل في بيئته وبعدها خلق السموات والارض فكان النور فقط وبقوله تعالى
الله نور السموات والارض (لعالم الخلق)
ونور لعالم الامر الجنة والنار المؤصدة بقوله واشرقت الارض بنور ربها في الاخرة
وهذه حقيقة ومعنى نور على نور في وصف نور الله
ومعنى وسع كرسيه السموات والارض اي ملكه
فكرسيه اي ملكه =نوره في عالم الامر زائدا نوره في عالم الخلق
وجاء ذكر عالم الخلق والامر بقوله تعالى
إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ
يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ (الْخَلْقُ) وَ(الْأَمْرُ)
تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ
(سورة الأَعراف 54)
واهمية الاستواء مهمه في خلق السموات والارض والجنة والنار
مع ضياء الله لعدم احتراق العوالم اي
عالم الخلق = عالم الامر = العرش = الحجاب (الماء) = الضياء
وهذا معنى الحجاب في قوله تعالى
{ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ
حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا
فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ } (سورة الشورى 51)
وان كلمة استوى على العرش بقوله تعالى
خلق السموات والارض ثم استوى على العرش المقصود هنا ليس الله سبحانه الذي
استوى بعد خلق السموات والارض لان لو كان هذا صحيحا لزال الاستواء لما قال الله سبحانه
يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب وهذا كلام غير منطقي وغير صحيح اتت به التفاسير
من رواة لا علم لهم في القران الكريم وحقيقة الاستواء يعود على خلق السموات والارض
مع عرش الله سبحانه وليس الله بحد ذاته لان العرش على الماء وما بعده ضياء الله سبحانه
الذي صهر الجبل فالاستواء السموات والارض مع العرش الذي على الماء ضروي لحماية السموات
والارض من الاحتراق ومن يصر على استواء ذات الله بعد خلق السموات والارض
نقول له ان الجنة بعرضها
فقط تساوي السماوات والارض
فمن اللائق والانسب وبمقام الله سبحانه ان يكون استواء الله لخلق الجنة
وليس لخلق السموات والارض كون الجنة اكبر
(وجنة عرضها السموات والارض)
ولكن الحقيقة ليست كذلك كما اوضحتها وهو استواء ضياء الله
مع خلق السموات والارض اما جهةاستواء الضياء مع الماء والعرش على
والسموات والارض تجدوا الاستواء مذكور في وصف الضياء الالهي
بقوله تعالى
{ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ }
اي ما في نور فقط ضياء
(سورة النور 35) هذه هي حقيقة ومعنى استوى على العرش
اذن مما تقدم الماء الذي عليه العرش مهم لديمومة
الحياة في الارض او في الجنة
ولكي نصل لضياء الله سبحانه لابد من التزود بالعلوم الكيمائية والفيزياوية
وامور اخرى لم يصل اليها العلم فكان للملائكه الدور الرئيسى مع الانس والجن لزيادة طاقة النور
والتزود ببحار العلم اللانهائي
{ قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا }
(سورة الكهف 109)
لزيادة قوة التحمل للطاقة العاليه لضياء الله لان دور الماء في حياتنا على الارض هو
موازنة درجة حرارة الجسم، حيث يخفض الماء درجة حرارة الجسم عند زيادة درجة
حرارة الجو او عند بذل مجهود بدني والمفاعلات النووية تبرد بالماء الثقيل والكرة الارضية
احيطت بغلاف جوي لحمايتها من تاثيرات الطاقة الشمسية وهذه اعكسوها
في التزود من طاقة الماء الذي عليه العرش وبرمجة اجسامنا لحفظ الحرارة ثابته
فيها وتتحمل طاقة ضياء الله سبحانه وحين وصول صفوة الملائكه والبشر والجن الى
هذه المعلومه سوف تتحقق الاية التي قال فيها الله سبحانه وجعلنا من الماء كل
شىء حي وتنتقل تلكم العلوم الى بقية اهل الجنة بانسها وجنها وملائكتها لان
الضياء سوف يحل علينا بدون ان نحترق فيرفع الله سبحانه الحجاب
ويسري ضياء الله سبحانه في الجنة ويغير حال ارض الجنة وبسمائها الى عالم
اخر يليق بالتركيبه الجديده التي يحملها الملائكه والجن والانس وهذا التغيير سوف ترونه بقوله تعالى
{ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ خَالِدِينَ فِيهَا
مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ وَأَمَّا الَّذِينَ
سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ
عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ } (سورة هود)
وهنا فهم معنى ما دامت السموات والارض اي ان تغيرها الى حال اخر مقرون
بالرقي العلمي الذي سوف يصل اليه الانس والجن
وبمساعدة الملائكه للوصول الى حقيقة الماء الذي عليه العرش
ولا ينقص من عطاء اهل الجنة بقوله غير مجذوذ فالتغير اكبر بكثير
من سرعة طرفة العين ونفس الحال مع اهل النار ومن يشاء الله ان يخرج
منهم وبعدها يتحقق قول رسولنا الكريم برؤية الله سبحانه كما اشار اليها وبقوله تعالى
{ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } (سورة يونس 26)
والزيادة التي اوضحتها وكيف سنرى االله سبحانه ما بعد الخلود بضياءه ورفع الحجاب
وقد يقول احدكم لماذا لم يخلقنا الله في الاخرة على تركيبة الماء الذي على العرش
فاقول لامعنى لجنة فيها العلم محدود اي سوف تتكرر قصة ادم وحواء والشيطان
واكلهم من الشجرة لعدم المعرفة والعلم لذا كانت مشيئة الله ان نتزود بالعلوم
كحال الذي نقل عرش بلقيس بطرفةالعين اي عنده علم من الكتاب للوصول لله سبحانه
ونغير نمط تفكيرنا الارضي من الاله الذي له
شكل وحجم معين الى حال اكبر بكثير يتجاوز
كل هذه التصورات التقليديه وهذا يعتمد على تزودنا بالعلم فالله عظيم
ويجب ان نعطي هذا الامر حقة فالكثير لم يقدروا الله حق قدره بفعل جهلهم
لامور كثيره اخوتي الافاضل عليكم بفهم القران لغويا وحلقات لمسات بيانية
للدكتور فاضل السامرائي والتي تعرض على اليوتيوب سوف تساعدكم على فهم
القران لغويا بنسبة 80% فخلال وقت فراغكم او في صلاة التهجد صلي الركعات
وافتح الحاسبة واستعرض تلك الحلقات
افضل بكثير من ان تقرا ولا تفهم من الكتاب الا اليسير
اللهم ان اصبت فهو من فضلك وعلمك بل
هو ايات بينات في صدور الذين
اوتوا العلم وان اخطئت فمن نفسي
واصلي واسلم على النور المبعوث رحمة للعالمين خاتم النبيين
والمرسلين محمد رسول الله
والحمد لله رب العالمين
المصدر بقلمي
المراجع : لمسات بيانية في خلق السموات والارض \اسرار التعبير القراني \معاني النحو
د فاضل السامرائي


ما هو الإسلام، وبماذا يؤمن المسلمين؟

لسؤال: ما هو الإسلام، وبماذا يؤمن المسلمين؟

الجواب: تأسس الدين الإسلامي في بداية القرن السابع الميلادي بواسطة شخص يدعى محمد. قال بأن الملاك جبريل قد زاره. في خلال هذه الزيارات الملائكية التي استمرت حوالى 23 عاماً حتى موت محمد، يزعم أن الملاك أوحى إلى محمد بكلمات الله. هذا الوحي الذي أملي عليه هو ما يكوِّن القرآن، الذي هو كتاب الإسلام المقدس. يعلم الإسلام أن القرآن هو الكلمة العليا وهو آخر وحي من قبل الله.

المسلمين، وهم أتباع الدين الإسلامي، يؤمنون أن القرآن هو كلمة الله الكاملة والموجودة منذ الأزل. وفوق هذا يرفض الكثير من المسلمين وجود القرآن بأية لغات أخرى. فالترجمات لا تعتبر نسخاً موثقة من القرآن الذي يوجد باللغة العربية فقط. ورغم أن القرآن هو الكتاب الرئيسي الذي يؤمنون به، إلا أن السنة تعتبر ثاني مصادر العقيدة الدينية. لقد كتب الصحابة السنة وهى تحتوي على أقوال محمد وأفعاله وما أقره.

إن المعتقدات الرئيسية في الإسلام هي أن الله هو الإله الوحيد الحقيقي، وأن محمد كان نبي الله. ويمكن أن يصبح الشخص مسلماً بمجرد إقراره بهذين العقيدتين. إن كلمة "مسلم" تعني "الشخص الذي يسلم لله". ويدعي الإسلام أنه الديانة الوحيدة الحقيقية التي إشتقت منها الديانات الأخرى (بما فيها اليهودية والمسيحية).

يؤسس المسلمون إيمانهم على خمسة أعمدة/أركان:
1. الشهادة: "لا إله إلا الله، ومحمد رسول الله."
2. الصلاة: يجب أداء خمس صلوات يومياً.
3. الزكاة: تقديم المال للفقراء بما أن الكل يأتي من الله.
4. الصوم: بالإضافة إلى الصوم المتفرق، يجب أن يصوم كل المسلمين شهر رمضان (الشهر التاسع من العام الهجري).
5. الحج: الحج إلى مكة الذي يتم على الأقل مرة في عمر الإنسان (خلال الشهر الثاني عشر من العام الهجري).

هذه الأركان الخمسة، وهي إطار الطاعة للمسلمين، تؤخذ بمنتهى الجدية والحرفية. فدخول المسلم إلى الجنة يتوقف على طاعته لهذه الأركان الخمسة.

توجد عدة تشابهات وإختلافات جوهرية بين الإسلام والمسيحية. فمثل المسيحية يؤمن الإسلام بإله واحد ولكن على خلاف المسيحية يرفض الإسلام مفهوم الثالوث. يقبل الإسلام أجزاء من الكتاب المقدس مثل أسفار الشريعة والأناجيل ولكنه يرفض أغلب الكتاب المقدس على أنه محرف وغير موحى به من الله.

يدّعي الإسلام أن يسوع كان مجرد نبي وليس إبن الله (الله فقط هو الإله بحسب الإسلام، فكيف يكون له إبن؟) يؤكد الإسلام أن يسوع رغم ميلاده العذراوي هو مخلوق مثل آدم من تراب الأرض. يؤمن المسلمين أن المسيح لم يمت على الصليب؛ وبهذا ينكرون أحد تعاليم المسيحية الأساسية.

وأخيراً، يعلم الإسلام أن دخول الجنة يكون من خلال الأعمال الصالحة وطاعة القرآن. وفي المقابل يبين الكتاب المقدس أن الإنسان لا يستطيع أن يصل بمجهوده إلى مقياس قداسة الله. فيمكن أن يخلص الخطاة فقط بسبب رحمة الله ومحبته ومن خلال إيمانهم بالمسيح. (أفسس 2: 8-9).

من الواضح أنه لا يمكن أن يكون كل من الإسلام والمسيحية صحيحين. فإما أن يسوع كان أعظم نبي، أو أن محمد كان هو أعظم نبي. إما أن الكتاب المقدس هو كلمة الله أو أن القرآن هو كلمة الله. إما أن ننال الخلاص بقبول الرب يسوع المسيح مخلصاً أو ننال الخلاص بإستيفاء الأركان الخمسة للإسلام. مرة أخرى نقول لا يمكن أن تكون الديانتين صحيحتين في نفس الوقت. وهذا الحق، أي التمييز بين الديانتين في الأمور الجوهرية له نتائج أبدية.


ما هو الإسلام، وبماذا يؤمن المسلمين؟

لسؤال: ما هو الإسلام، وبماذا يؤمن المسلمين؟

الجواب: تأسس الدين الإسلامي في بداية القرن السابع الميلادي بواسطة شخص يدعى محمد. قال بأن الملاك جبريل قد زاره. في خلال هذه الزيارات الملائكية التي استمرت حوالى 23 عاماً حتى موت محمد، يزعم أن الملاك أوحى إلى محمد بكلمات الله. هذا الوحي الذي أملي عليه هو ما يكوِّن القرآن، الذي هو كتاب الإسلام المقدس. يعلم الإسلام أن القرآن هو الكلمة العليا وهو آخر وحي من قبل الله.

المسلمين، وهم أتباع الدين الإسلامي، يؤمنون أن القرآن هو كلمة الله الكاملة والموجودة منذ الأزل. وفوق هذا يرفض الكثير من المسلمين وجود القرآن بأية لغات أخرى. فالترجمات لا تعتبر نسخاً موثقة من القرآن الذي يوجد باللغة العربية فقط. ورغم أن القرآن هو الكتاب الرئيسي الذي يؤمنون به، إلا أن السنة تعتبر ثاني مصادر العقيدة الدينية. لقد كتب الصحابة السنة وهى تحتوي على أقوال محمد وأفعاله وما أقره.

إن المعتقدات الرئيسية في الإسلام هي أن الله هو الإله الوحيد الحقيقي، وأن محمد كان نبي الله. ويمكن أن يصبح الشخص مسلماً بمجرد إقراره بهذين العقيدتين. إن كلمة "مسلم" تعني "الشخص الذي يسلم لله". ويدعي الإسلام أنه الديانة الوحيدة الحقيقية التي إشتقت منها الديانات الأخرى (بما فيها اليهودية والمسيحية).

يؤسس المسلمون إيمانهم على خمسة أعمدة/أركان:
1. الشهادة: "لا إله إلا الله، ومحمد رسول الله."
2. الصلاة: يجب أداء خمس صلوات يومياً.
3. الزكاة: تقديم المال للفقراء بما أن الكل يأتي من الله.
4. الصوم: بالإضافة إلى الصوم المتفرق، يجب أن يصوم كل المسلمين شهر رمضان (الشهر التاسع من العام الهجري).
5. الحج: الحج إلى مكة الذي يتم على الأقل مرة في عمر الإنسان (خلال الشهر الثاني عشر من العام الهجري).

هذه الأركان الخمسة، وهي إطار الطاعة للمسلمين، تؤخذ بمنتهى الجدية والحرفية. فدخول المسلم إلى الجنة يتوقف على طاعته لهذه الأركان الخمسة.

توجد عدة تشابهات وإختلافات جوهرية بين الإسلام والمسيحية. فمثل المسيحية يؤمن الإسلام بإله واحد ولكن على خلاف المسيحية يرفض الإسلام مفهوم الثالوث. يقبل الإسلام أجزاء من الكتاب المقدس مثل أسفار الشريعة والأناجيل ولكنه يرفض أغلب الكتاب المقدس على أنه محرف وغير موحى به من الله.

يدّعي الإسلام أن يسوع كان مجرد نبي وليس إبن الله (الله فقط هو الإله بحسب الإسلام، فكيف يكون له إبن؟) يؤكد الإسلام أن يسوع رغم ميلاده العذراوي هو مخلوق مثل آدم من تراب الأرض. يؤمن المسلمين أن المسيح لم يمت على الصليب؛ وبهذا ينكرون أحد تعاليم المسيحية الأساسية.

وأخيراً، يعلم الإسلام أن دخول الجنة يكون من خلال الأعمال الصالحة وطاعة القرآن. وفي المقابل يبين الكتاب المقدس أن الإنسان لا يستطيع أن يصل بمجهوده إلى مقياس قداسة الله. فيمكن أن يخلص الخطاة فقط بسبب رحمة الله ومحبته ومن خلال إيمانهم بالمسيح. (أفسس 2: 8-9).

من الواضح أنه لا يمكن أن يكون كل من الإسلام والمسيحية صحيحين. فإما أن يسوع كان أعظم نبي، أو أن محمد كان هو أعظم نبي. إما أن الكتاب المقدس هو كلمة الله أو أن القرآن هو كلمة الله. إما أن ننال الخلاص بقبول الرب يسوع المسيح مخلصاً أو ننال الخلاص بإستيفاء الأركان الخمسة للإسلام. مرة أخرى نقول لا يمكن أن تكون الديانتين صحيحتين في نفس الوقت. وهذا الحق، أي التمييز بين الديانتين في الأمور الجوهرية له نتائج أبدية.


شعب الطغيان: الظلم!



يا له من ردع رهيب، وزجر مخيف؛ عن هذه الشعبة المقيتة من شعب الطغيان: الظلم!

إنه الداء الذي أبدا القرآن فيه وأعاد، حتى كرره في مئات المواضع، وما ذاك إلا لعظيم أثره، وقبيح عاقبته!

إن وضع الشيء في غير موضعه هو المعنى الجامع لهذا المعنى القبيح، فيدخل تحت هذا المعنى ما شاء الله من الصور والمعاني.

وهو معنى اتفقت الشرائع والفطر على مقته وخسته، لا مع بني الإنسان فحسب بل حتى مع الحيوان.

لنتأمل هذه القصة التي حدّث بها النبي صلى الله عليه وسلم، ففي الصحيحين من حديث ابن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"عُذبت امرأة في هرة حبستها حتى ماتت جوعاً، فدخلت فيها النار" قال: فقال والله أعلم: "لا أنتِ أطعمتِها ولا سقيتِها حين حبستيها، ولا أنتِ أرسلتِها، فأكلتْ من خشاش الأرض".



يا الله! أي عظمة هذه! امرأة مكلّفة تدخل النار المحرقة بسبب ظلم هرةٍ صغيرة؟! نعم! هذا هو الدين العظيم الذي كفل حقوق الحيوانات، فضلاً عن الآدمي.

وإن القارئ والسامع لهذا الحديث وأمثاله ليتساءل: إذا كان هذا الوعيد على من ظلَم حيواناً، فكيف سيكون الوعيد على من ظلم إنساناً، وخاصةً إذا كان أخاه المسلم، أو من تربطه به علاقة خاصة!

إن المتابع والسامع، أو من يبتلي بأسئلة الناس؛ ليوقن عظيم غفلة كثيرٍ من الناس عن خطورة الظلم، وعن سوء عاقبة صاحبه في الدنيا قبل الآخرة.




كم من الأيتام الذين أُكلتْ أموالهُم ظلماً مع شدة الوعيد الوارد في حق أكل أموالهم بغير حق: "إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا"[النساء:10]!

كم امتلأتْ أدراجُ المحاكم بمعاملات تتعلق بالسطو على الأراضي! ألم يسمع هؤلاء قولَه صلى الله عليه وسلم - كما في الصحيحين من حديث سعيد بن زيد رضي الله عنهما -:"من أخذ شبراً من الأرض ظلماً؛ فإنه يطوقه يوم القيامة من سبع أرضين"؟! هذه عقوبة مَن أخذ شبراً فقط، فما الظن بمن يسطو على ما هو أكثر من ذلك؟!



إن هذه القاعدة النبوية الجليلة: "الظلم ظلمات يوم القيامة" لا تستثني أحداً من الناس، ويعظم الوعيد ويشتد على من استغل قوتَه أو مكانتَه أو سلطتَه في ظلم العباد، وانظر كيف كانت نهاية فرعون حين تجبر وطغى "فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ"[يونس: 39]، ولمّا ذكر اللهُ قصةَ ثمود وما حلّ بهم، قال تعالى:"فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ"[النمل: 52]، فظلم العباد من أسرع موجبات الهلاك والخراب للأمم والمجتمعات، وفي التاريخ عبرة.



وإن من الظلمة من يغتر بإمهال الله له، فيِأَكْل أَمْوَال النَّاس، ويَأَخذهَا ظلماً، أو يظلم النَّاس بِالضَّرْبِ والشتم والتعدي، والاستطالة على الضُّعَفَاء، ولكن ليعلم كل ظالم أن له يوماً لا يُخلف، قال تعالى: "وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ"[إبراهيم: 42]، وقال تعالى:"وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ"[الشعراء: 227]، وقال تعالى:"وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ".



أيها الإخوة الأكارم:

"والظلم يشتمل على معصيتين: أخذُ مال الغير بغير حق، ومبارزةُ الرب بالمخالفة، والمعصية فيه أشد من غيرها؛ لأنه لا يقع غالباً إلا بالضعيف الذي لا يقدر على الانتصار، وإنما ينشأ الظلم عن ظلمة القلب؛ لأنه لو استنار بنور الهدى لاعتبر، فإذا سعى المتقون بنورهم الذي حصل لهم بسبب التقوى؛ اكتنفت ظلماتُ الظلم الظالمَ، حيث لا يغني عنه ظلمُه شيئاً" (1).


وأعظم الظلم الذي يقترفه العبد: ظلم نفسه بالشِّرْك، كما قال تعالى:"إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ" فإنَّ المشركَ جعل المخلوقَ في منزلةِ الخالق، فعبده وتألَّهه، فوضع الأشياءَ في غيرِ موضعها، وأكثر ما ذُكِرَ في القرآن مِنْ وعيد الظالمين إنَّما أُريد به المشركون، كما قال الله عز وجل: "وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ"، ثمَّ يليه المعاصي على اختلاف أجناسها - من كبائرَ وصغائرَ -."

ويلي هذه المنزلة في الظلم: ظلمُ العبدِ لغيره، وهو المذكورُ في هذا الحديث، وقد قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم في خطبته في حجة الوداع: "إنَّ دماءكم وأموالَكُم وأعراضَكُم عليكُم حرامٌ، كحرمةِ يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا" (2).

ألا إن من أعظم ما يوعظ به الظالِمُ تذكيرُه بالله، وبعظيم قدرته عليه، ولهذا يؤثر عن معاوية رضي الله عنه أنه قال: أخوف ما أخاف من رجل لا يجد له ناصراً إلا الله!!



"قال دهقان لأسد بن عبد الله - وهو على خراسان، ومر به وهو يدهق في حبسه (3) -:إن كنتَ تعطي لترحم، فارحم من تظلم، إن السموات تنفرج لدعوة المظلوم؛ فاحذر من ليس له ناصر إلا الله، ولا جنة له إلا الثقة بنزول التغير، ولا سلاح له إلا الابتهال إلى من لا يعجزه شيء، يا أسد! إن البغي يصرع أهلَه، والبغي مصرعه وخيم، فلا تغتر بإبطاء الغياث مِن ناصرٍ متى شاء أن يغيث أغاث، وقد أملى لقومٍ كي يزدادوا إثماً" (4).

ودخل رجلٌ على سليمان بن عبد الملك فقال: اذكر يا أمير المؤمنين يوم الأذان! فقال: وما يوم الأذان؟ قال: اليوم الذي قال الله تعالى فيه: "فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ" فبكى سليمان وأزال ظلامته (5).



أخي المسلم:

إن الظلم لا يكاد يسلم منه أحدٌ منا! فمنا المسترسل معه، ومنا المجاهد نفسه على تركه؛ ذلك أن الله تعالى وصف هذا الإنسان بأنه: ظلوم جهول، لكن السؤال:

ما هو الموقف الشرعي الذي يقفه المسلم من أخيه الظالم؟

لقد أجاب النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك بأبلغ كلام وأوجز عبارة فقال:

"انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً! فقال رجل: يا رسول الله! أنصره إذا كان مظلوماً، أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره؟ قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره" (6).

"ومعناه: أنه إذا نهاه ووعظه فقد نصره على شيطانه ونفسه الأمارة بالسوء، حتى غلبه ذلك" (7).



ومِن معانيه ما أشار له البيهقي فقال: "أن الظالم مظلوم في نفسه، فيدخل فيه ردع المرء عن ظلمه لنفسه حساً ومعنى، فلو رأى إنساناً يريد أن يَجُبّ نفسَه لِظَنه أن ذلك يزيل مفسدة طلبه الزنا مثلاً! منعه من ذلك وكان ذلك نصراً له" (8).

ومما يجلي معنى هذا الحديث أكثر أن يقال:

إنك إذا "تركتَه على ظلمه، ولم تكفّه عنه أذاه ذلك إلى أن يُقتص منه؛ فمنعك له مما يوجب عليه القصاص نصرُه، وهذا يدل من باب الحكم للشيء وتسميته بما يؤول إليه، وهو من عجيب الفصاحة، ووجيز البلاغة" (9).

ومن لطائف هذا الحديث أن فيه "إشعار بالحث على محافظة الصديق والاهتمام بشأنه، ومِن ثَم قيل: حافظ على الصديق ولو على الحريق" (10).

"فلا يجوز ترك مسلمٍ يكافح وحده في معترك، بل لابد من الوقوف بجانبه على أي حال؛ لإرشاده إن ضل، وحجزه إن تطاول، والدفاع عنه إن هوجم، والقتال معه إذا استبيح، وذلك معنى التناصر الذي فرضه الإسلام" (11).



أيها المسلمون:

"إياك إياك أن تظلم من لا ينتصر عليك إلا بالله؛ فإنه تعالى إذا علم التجاء عبدٍ إليه بصدق واضطرار انتصر له فوراً "أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ"[النمل: 62]" (12).

إن نور العدل شمس تضيء لأصحابها دروب الحياة، ولا يفارقهم نورُها حتى يبهر أبصارَهم نورُ الجنة التي إليها سيُساق العادلون!

العادلون في أقوالهم، وأفعالهم، وتفكيرهم، وأحكامهم، ومعاملتهم مع الكبير والصغير، والقريب والبعيد، المنصفون الناسَ حتى من أنفسهم، إنهم – بعدلهم هذا – على نور يمشون به بين الناس.

وأما الظالمون فهم في ظلمات لا يبصرون غير أنفسهم، ولا يحسون إلا بمصالحهم، ولا يشعرون إلا بذواتهم. (13)



وقفة:

"يا راضياً باسم الظالم كم عليك من المظالم! السجن جهنم والحق الحاكم! ولا حجة لك فيما تخاصم! القبر مهول، فتذكر حبسك، والحساب طويل فخلص نفسك، والعمر كيوم فبادر شمسك، تفرح بمالك والكسب خبيث! وتمرح بآمالك والسير حثيث! إن الظلم لا يُترك منه قدر أنملة، فإذا رأيت ظالماً قد سطا فنم له؛ فربما بات فأخَذَت جنبَه من الليل نملة - أي قروح في الجسد -" (14).

اللهم أجرنا من الظلم والظالمين، واجعلنا بالعدل وعلى العدل قائمين، وأنر لنا الطريق إلى جنات النعيم.



_________________

(1) فتح الباري: ( 5/ 100).

(2) جامع العلوم والحكم (ص: 224).

(3) قال أبو عمرو: الدَهَقُ بالتحريك: ضربٌ من العَذاب وهو بالفارسية أَشْكَنْجَهْ.[الصحاح في اللغة(دهق)].

(4) ذم البغي: (1/ 40).

(5) محاضرات الأدباء: (1/ 269).

(6) البخاري ح(6952).

(7) مشارق الأنوار على صحاح الآثار: (1/ 329).

(8) فتح الباري - ابن حجر: (5/ 98).

(9) شرح صحيح البخاري لابن بطال: (6/ 572).

(10) فيض القدير: (3/ 76).

(11) خلق المسلم: (ص141).

(12) فيض القدير: (1/ 134).

(13) لباب الآداب لأسامة بن منقذ (ص311): "قلت: هذا فصل يتعين اتّساع القول فيه لحاجة الناس إلى الكفّ عن الظلم، غير أنّني قد أوردت في كتابي المترجم بكتاب (ردع الظّالم وردّ المظالم) منه ما غنيت به عن الإطالة في إيراده في كتابي هذا".

(14) الكبائر الذهبي: (ص72).


شعب الطغيان: الظلم!



يا له من ردع رهيب، وزجر مخيف؛ عن هذه الشعبة المقيتة من شعب الطغيان: الظلم!

إنه الداء الذي أبدا القرآن فيه وأعاد، حتى كرره في مئات المواضع، وما ذاك إلا لعظيم أثره، وقبيح عاقبته!

إن وضع الشيء في غير موضعه هو المعنى الجامع لهذا المعنى القبيح، فيدخل تحت هذا المعنى ما شاء الله من الصور والمعاني.

وهو معنى اتفقت الشرائع والفطر على مقته وخسته، لا مع بني الإنسان فحسب بل حتى مع الحيوان.

لنتأمل هذه القصة التي حدّث بها النبي صلى الله عليه وسلم، ففي الصحيحين من حديث ابن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"عُذبت امرأة في هرة حبستها حتى ماتت جوعاً، فدخلت فيها النار" قال: فقال والله أعلم: "لا أنتِ أطعمتِها ولا سقيتِها حين حبستيها، ولا أنتِ أرسلتِها، فأكلتْ من خشاش الأرض".



يا الله! أي عظمة هذه! امرأة مكلّفة تدخل النار المحرقة بسبب ظلم هرةٍ صغيرة؟! نعم! هذا هو الدين العظيم الذي كفل حقوق الحيوانات، فضلاً عن الآدمي.

وإن القارئ والسامع لهذا الحديث وأمثاله ليتساءل: إذا كان هذا الوعيد على من ظلَم حيواناً، فكيف سيكون الوعيد على من ظلم إنساناً، وخاصةً إذا كان أخاه المسلم، أو من تربطه به علاقة خاصة!

إن المتابع والسامع، أو من يبتلي بأسئلة الناس؛ ليوقن عظيم غفلة كثيرٍ من الناس عن خطورة الظلم، وعن سوء عاقبة صاحبه في الدنيا قبل الآخرة.




كم من الأيتام الذين أُكلتْ أموالهُم ظلماً مع شدة الوعيد الوارد في حق أكل أموالهم بغير حق: "إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا"[النساء:10]!

كم امتلأتْ أدراجُ المحاكم بمعاملات تتعلق بالسطو على الأراضي! ألم يسمع هؤلاء قولَه صلى الله عليه وسلم - كما في الصحيحين من حديث سعيد بن زيد رضي الله عنهما -:"من أخذ شبراً من الأرض ظلماً؛ فإنه يطوقه يوم القيامة من سبع أرضين"؟! هذه عقوبة مَن أخذ شبراً فقط، فما الظن بمن يسطو على ما هو أكثر من ذلك؟!



إن هذه القاعدة النبوية الجليلة: "الظلم ظلمات يوم القيامة" لا تستثني أحداً من الناس، ويعظم الوعيد ويشتد على من استغل قوتَه أو مكانتَه أو سلطتَه في ظلم العباد، وانظر كيف كانت نهاية فرعون حين تجبر وطغى "فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ"[يونس: 39]، ولمّا ذكر اللهُ قصةَ ثمود وما حلّ بهم، قال تعالى:"فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ"[النمل: 52]، فظلم العباد من أسرع موجبات الهلاك والخراب للأمم والمجتمعات، وفي التاريخ عبرة.



وإن من الظلمة من يغتر بإمهال الله له، فيِأَكْل أَمْوَال النَّاس، ويَأَخذهَا ظلماً، أو يظلم النَّاس بِالضَّرْبِ والشتم والتعدي، والاستطالة على الضُّعَفَاء، ولكن ليعلم كل ظالم أن له يوماً لا يُخلف، قال تعالى: "وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ"[إبراهيم: 42]، وقال تعالى:"وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ"[الشعراء: 227]، وقال تعالى:"وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ".



أيها الإخوة الأكارم:

"والظلم يشتمل على معصيتين: أخذُ مال الغير بغير حق، ومبارزةُ الرب بالمخالفة، والمعصية فيه أشد من غيرها؛ لأنه لا يقع غالباً إلا بالضعيف الذي لا يقدر على الانتصار، وإنما ينشأ الظلم عن ظلمة القلب؛ لأنه لو استنار بنور الهدى لاعتبر، فإذا سعى المتقون بنورهم الذي حصل لهم بسبب التقوى؛ اكتنفت ظلماتُ الظلم الظالمَ، حيث لا يغني عنه ظلمُه شيئاً" (1).


وأعظم الظلم الذي يقترفه العبد: ظلم نفسه بالشِّرْك، كما قال تعالى:"إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ" فإنَّ المشركَ جعل المخلوقَ في منزلةِ الخالق، فعبده وتألَّهه، فوضع الأشياءَ في غيرِ موضعها، وأكثر ما ذُكِرَ في القرآن مِنْ وعيد الظالمين إنَّما أُريد به المشركون، كما قال الله عز وجل: "وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ"، ثمَّ يليه المعاصي على اختلاف أجناسها - من كبائرَ وصغائرَ -."

ويلي هذه المنزلة في الظلم: ظلمُ العبدِ لغيره، وهو المذكورُ في هذا الحديث، وقد قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم في خطبته في حجة الوداع: "إنَّ دماءكم وأموالَكُم وأعراضَكُم عليكُم حرامٌ، كحرمةِ يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا" (2).

ألا إن من أعظم ما يوعظ به الظالِمُ تذكيرُه بالله، وبعظيم قدرته عليه، ولهذا يؤثر عن معاوية رضي الله عنه أنه قال: أخوف ما أخاف من رجل لا يجد له ناصراً إلا الله!!



"قال دهقان لأسد بن عبد الله - وهو على خراسان، ومر به وهو يدهق في حبسه (3) -:إن كنتَ تعطي لترحم، فارحم من تظلم، إن السموات تنفرج لدعوة المظلوم؛ فاحذر من ليس له ناصر إلا الله، ولا جنة له إلا الثقة بنزول التغير، ولا سلاح له إلا الابتهال إلى من لا يعجزه شيء، يا أسد! إن البغي يصرع أهلَه، والبغي مصرعه وخيم، فلا تغتر بإبطاء الغياث مِن ناصرٍ متى شاء أن يغيث أغاث، وقد أملى لقومٍ كي يزدادوا إثماً" (4).

ودخل رجلٌ على سليمان بن عبد الملك فقال: اذكر يا أمير المؤمنين يوم الأذان! فقال: وما يوم الأذان؟ قال: اليوم الذي قال الله تعالى فيه: "فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ" فبكى سليمان وأزال ظلامته (5).



أخي المسلم:

إن الظلم لا يكاد يسلم منه أحدٌ منا! فمنا المسترسل معه، ومنا المجاهد نفسه على تركه؛ ذلك أن الله تعالى وصف هذا الإنسان بأنه: ظلوم جهول، لكن السؤال:

ما هو الموقف الشرعي الذي يقفه المسلم من أخيه الظالم؟

لقد أجاب النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك بأبلغ كلام وأوجز عبارة فقال:

"انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً! فقال رجل: يا رسول الله! أنصره إذا كان مظلوماً، أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره؟ قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره" (6).

"ومعناه: أنه إذا نهاه ووعظه فقد نصره على شيطانه ونفسه الأمارة بالسوء، حتى غلبه ذلك" (7).



ومِن معانيه ما أشار له البيهقي فقال: "أن الظالم مظلوم في نفسه، فيدخل فيه ردع المرء عن ظلمه لنفسه حساً ومعنى، فلو رأى إنساناً يريد أن يَجُبّ نفسَه لِظَنه أن ذلك يزيل مفسدة طلبه الزنا مثلاً! منعه من ذلك وكان ذلك نصراً له" (8).

ومما يجلي معنى هذا الحديث أكثر أن يقال:

إنك إذا "تركتَه على ظلمه، ولم تكفّه عنه أذاه ذلك إلى أن يُقتص منه؛ فمنعك له مما يوجب عليه القصاص نصرُه، وهذا يدل من باب الحكم للشيء وتسميته بما يؤول إليه، وهو من عجيب الفصاحة، ووجيز البلاغة" (9).

ومن لطائف هذا الحديث أن فيه "إشعار بالحث على محافظة الصديق والاهتمام بشأنه، ومِن ثَم قيل: حافظ على الصديق ولو على الحريق" (10).

"فلا يجوز ترك مسلمٍ يكافح وحده في معترك، بل لابد من الوقوف بجانبه على أي حال؛ لإرشاده إن ضل، وحجزه إن تطاول، والدفاع عنه إن هوجم، والقتال معه إذا استبيح، وذلك معنى التناصر الذي فرضه الإسلام" (11).



أيها المسلمون:

"إياك إياك أن تظلم من لا ينتصر عليك إلا بالله؛ فإنه تعالى إذا علم التجاء عبدٍ إليه بصدق واضطرار انتصر له فوراً "أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ"[النمل: 62]" (12).

إن نور العدل شمس تضيء لأصحابها دروب الحياة، ولا يفارقهم نورُها حتى يبهر أبصارَهم نورُ الجنة التي إليها سيُساق العادلون!

العادلون في أقوالهم، وأفعالهم، وتفكيرهم، وأحكامهم، ومعاملتهم مع الكبير والصغير، والقريب والبعيد، المنصفون الناسَ حتى من أنفسهم، إنهم – بعدلهم هذا – على نور يمشون به بين الناس.

وأما الظالمون فهم في ظلمات لا يبصرون غير أنفسهم، ولا يحسون إلا بمصالحهم، ولا يشعرون إلا بذواتهم. (13)



وقفة:

"يا راضياً باسم الظالم كم عليك من المظالم! السجن جهنم والحق الحاكم! ولا حجة لك فيما تخاصم! القبر مهول، فتذكر حبسك، والحساب طويل فخلص نفسك، والعمر كيوم فبادر شمسك، تفرح بمالك والكسب خبيث! وتمرح بآمالك والسير حثيث! إن الظلم لا يُترك منه قدر أنملة، فإذا رأيت ظالماً قد سطا فنم له؛ فربما بات فأخَذَت جنبَه من الليل نملة - أي قروح في الجسد -" (14).

اللهم أجرنا من الظلم والظالمين، واجعلنا بالعدل وعلى العدل قائمين، وأنر لنا الطريق إلى جنات النعيم.



_________________

(1) فتح الباري: ( 5/ 100).

(2) جامع العلوم والحكم (ص: 224).

(3) قال أبو عمرو: الدَهَقُ بالتحريك: ضربٌ من العَذاب وهو بالفارسية أَشْكَنْجَهْ.[الصحاح في اللغة(دهق)].

(4) ذم البغي: (1/ 40).

(5) محاضرات الأدباء: (1/ 269).

(6) البخاري ح(6952).

(7) مشارق الأنوار على صحاح الآثار: (1/ 329).

(8) فتح الباري - ابن حجر: (5/ 98).

(9) شرح صحيح البخاري لابن بطال: (6/ 572).

(10) فيض القدير: (3/ 76).

(11) خلق المسلم: (ص141).

(12) فيض القدير: (1/ 134).

(13) لباب الآداب لأسامة بن منقذ (ص311): "قلت: هذا فصل يتعين اتّساع القول فيه لحاجة الناس إلى الكفّ عن الظلم، غير أنّني قد أوردت في كتابي المترجم بكتاب (ردع الظّالم وردّ المظالم) منه ما غنيت به عن الإطالة في إيراده في كتابي هذا".

(14) الكبائر الذهبي: (ص72).


بدء الخلق وعجائب المخلوقات

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



الجمع بين القول بكروية الأرض
وبين قوله تعالى : ( وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا )


السؤال :

طلب شخص غير مسلم منى أن أشرح هذه الآيات : في سورة نوح الآية 19 (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا) ، وفى سورة النبأ الآية 6 (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا) ؛ ماذا يعنى هذا ؟

وفى سورة الحجر الآية 19 (وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ) ؛ هل يعني ذلك أن الأرض مسطحة ؟ وفي "تفسير الجلالين" أن الأرض مسطحة ، وهذا ضد العلوم القائمة .


الجواب :

الحمد لله

أولا :

أجمع أهل العلم على كروية الأرض ، إلا أنها في أعين الناظرين مسطحة ؛ لأنها كبيرة الحجم ، وظهور كرويتها لا يكون في المسافات القريبة ، فهي بحسب النظر مسطحة ، لكنها في جملتها وحقيقتها كروية .

قال ابن حزم رحمه الله :

" البراهين من القرآن والسنة قد جاءت بتكويرها "

انتهى من "الفصل في الملل والأهواء والنحل" (2/78) .
.
ثانيا :

قوله تعالى : ( وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا ) نوح/ 19 ، يدل على أنها منبسطة ، مهيأة للانتفاع بها ، قال ابن كثير :" أَيْ بَسَطَهَا وَمَهَّدَهَا وَقَرَّرَهَا وَثَبَّتَهَا بِالْجِبَالِ الرَّاسِيَاتِ "

انتهى من "تفسير ابن كثير" (8/ 247) .

وكذا قوله تعالى : (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا) النبأ/ 6 ، أي: ممهدة مهيأة لكم ولمصالحكم، من الحروث والمساكن والسبل .
قال ابن كثير :

" أَيْ مُمَهَّدَةٌ لِلْخَلَائِقِ ذَلُولًا لَهُمْ قَارَّةً سَاكِنَةً ثَابِتَةً "

انتهى من "تفسير ابن كثير" (8/ 307) .

وقوله تعالى : (وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ) الحجر/ 19 ، أي بسطناها وجعلنا فيها جبالا ثوابت ، وهذا كقوله : ( وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا ) الرعد/ 3 .

ولا منافاة بين القول بكرويتها والقول بانبساطها ، فهي في حقيقتها وجملتها العظيمة الكبيرة الهائلة : كروية ، وهي في عين الناظر مسطحة مستوية ، كما يظهر لكل الخلق .

قال الرازي رحمه الله :

" فَإِنْ قِيلَ: هَلْ يَدُلُّ قَوْلُهُ: (وَالْأَرْضَ مَدَدْناها) عَلَى أَنَّهَا بَسِيطَةٌ؟

قُلْنَا: نَعَمْ ؛ لِأَنَّ الْأَرْضَ ، بِتَقْدِيرِ كَوْنِهَا كُرَةً ؛ فَهِيَ كُرَةٌ فِي غَايَةِ الْعَظَمَةِ ، وَالْكُرَةُ الْعَظِيمَةُ يَكُونُ كُلُّ قِطْعَةٍ صَغِيرَةٍ مِنْهَا ، إِذَا نُظِرَ إِلَيْهَا ، فَإِنَّهَا تُرَى كَالسَّطْحِ الْمُسْتَوِي، وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ زَالَ مَا ذَكَرُوهُ مِنَ الْإِشْكَالِ ، وَالدَّلِيلُ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَالْجِبالَ أَوْتاداً) النَّبَأِ/ 7 ، سَمَّاهَا أَوْتَادًا مَعَ أَنَّهُ قَدْ يحصل عليها سطوح عظيمة مستوية، فكذا هاهنا "

انتهى من "تفسير الرازي" (19/ 131) .

وقال الشيخ الشنقيطي رحمه الله :

" إِذَا كَانَ عُلَمَاءُ الْإِسْلَامِ يُثْبِتُونَ كُرَوِيَّةَ الْأَرْضِ، فَمَاذَا يَقُولُونَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ) إِلَى قَوْلِهِ (وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ) ؟

وَجَوَابُهُمْ كَجَوَابِهِمْ عَلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: (حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ) ، أَيْ فِي نَظَرِ الْعَيْنِ ; لِأَنَّ الشَّمْسَ تَغْرُبُ عَنْ أُمَّةٍ ، وَتَسْتَمِرُّ فِي الْأُفُقِ عَلَى أُمَّةٍ أُخْرَى، حَتَّى تَأْتِيَ مَطْلَعَهَا مِنَ الشَّرْقِ فِي صَبِيحَةِ الْيَوْمِ الثَّانِي، وَيَكُونُ بَسْطُ الْأَرْضِ وَتَمْهِيدُهَا، نَظَرًا لِكُلِّ إِقْلِيمٍ وَجُزْءٍ مِنْهَا ، لِسِعَتِهَا وَعِظَمِ جِرْمِهَا.

وَهَذَا لَا يَتَنَافَى مَعَ حَقِيقَةِ شَكْلِهَا ; فَقَدْ نَرَى الْجَبَلَ الشَّاهِقَ، وَإِذَا تَسَلَّقْنَاهُ وَوَصَلْنَا قِمَّتَهُ وَجَدْنَا سَطْحًا مُسْتَوِيًا ، وَوَجَدْنَا أُمَّةً بِكَامِلِ لَوَازِمِهَا، وَقَدْ لَا يَعْلَمُ بَعْضُ مَنْ فِيهِ عَنْ بَقِيَّةِ الْعَالَمِ ، وَهَكَذَا "

انتهى من "أضواء البيان" (8/ 428) .

وقال الشيخ رفيع الدين ابن ولي الله الدهلوي رحمه الله ، في كتاب "التكميل":

"أهل الشرائع يفهمون من مثل قوله تعالى (الْأَرْضَ فِرَاشًا)، و (دَحَاهَا)، و (سُطِحَتْ) أنها سطح مستو، والحكماء يثبتون كرويتها بالأدلة الصحيحة فيتوهم الخلاف، ويدفع بأن القدر المحسوس منها في كل بقعة سطح مستو، فإن الدائرة كلما عظمت قل انجذاب أجزائها فاستواؤها باعتبار محسوسية، أجزائها، وكرويتها باعتبار معقولية جملتها انتهى " .
نقله عنه " صديق حسن خان"

في تفسيره "فتح البيان" (15/208) .

والله تعالى أعلم .