الأربعاء، 28 مارس 2018

من آداب الجلوس في الطريق.




من آداب الجلوس في الطريق


بمعنى : إذا أردت أن تجلس على طريق المارة يا عبد الله ؛ فعليك القيام بما في الأحاديث
من أوامر وآداب ، وإلا فالأصل النهي ؛ كما في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الذي
سيأتي ضمن الروايات والألفاظ التي جمعها الشيخ الألباني وأوله :

"( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْأَفْنِيَةِ وَالصُّعُدَاتِ أَنْ يُجْلَسَ فِيهَا )
فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ : لَا نَسْتَطِيعُهُ، لَا نُطِيقُهُ ، قَالَ :
( أَمَّا لَا فَأَعْطُوا حَقَّهَا )" .
قَالُوا : وَمَا حَقُّهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟" .

(الْأَفْنِيَةِ) : حرم الدار وما حولها .
وَ (الصُّعُدَاتِ) جمع الجمع ، ومفرده صعيد : وهو الطريق ، والجمع صُعُد .

وسيأتي الحديث والنقل من "الصحيحة :
قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ فِي الصُّعُدَاتِ ، "وَفِي رِوايَةٍ : الطُّرُقِ" فَإِنْ كُنْتُمْ لابُدَ فَاعِلِينَ ؛ فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ . قِيلَ : وَمَا حَقُّهُ ؟ قَالَ : غَضُّ الْبَصَرِ ، وَرَدُّ السَّلامِ ، وَإِرْشَادُ الضَّالِّ ) . "الصحيحة" (2501) .


{ بعض الروايات والألفاظ فيها زيادات عن بعضها البعض مفيدة من آداب الطريق } :


عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : ... قَالُوا : وَمَا حَقُّهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ :


(إِدْلَالُ السَّائِلِ ، وَرَدُّ السَّلَامِ ، وَغَضُّ الْأَبْصَارِ ، وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ ، وَالنَّهْيُ عَنِ
الْمُنْكَرِ) . "الأدب المفرد" (1149) . " إسناده صحيح على شرط مسلم" .



والأخرى : عَنْهُ بِلَفْظ :
(غَضُّ الْبَصَرِ ، وَإِرْشَادُ ابْنِ السَّبِيلِ ، وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ إِذَا حَمِدَ اللَّهَ ، وَرَدُّ التَّحِيَّةِ) .
"الأدب المفرد" (1014) . "إسناده جيد على شرط مسلم" .


عَنِ الْبَرَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِلَفْظ :


(فَرُدُّوا السَّلاَمَ ، وَأَعِينُوا الْمَظْلُومَ ، وَاهْدُوا السَّبِيلَ) ."حديث حسن" .


{ قَالَ شيخُنا الألباني في "الصحيحة" (6/ الأول /14-15) } :
واعلم أن في هذه الأحاديث مجموعة طيبة من الآداب الإسلامية الهامة بأدب الجلوس في الطُّرُق وأفنية الدُّور ، ينبغي على المسلمين الاهتمام بها ، ولا سيّما ما كان منها من الواجبات مثل غض البصر عن النساء المأمور به في كثير من الأحاديث الأخرى ، وفي قول ربنا تبارك وتعالى: ]قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ [. [النور:30] .


فإذا كان هذا الأمرُ الإلهيُّ قد وُجِّه مباشرةً إلى ذلك الجيل الأول الأطهر الأنور ولم يكن يومئذ ما يمكن أن يُرى من النساء إلا الوجه والكفان ومن بعضهنّ ، كما تواترت الأحاديث بذلك كحديث الخثعمية ، وحديث بنت هُبيرة وغيرهما مما هو مذكور في"جلباب المرأة" و"آداب الزفاف" .


أقولُ : إذا لم يكن إلا هذا ممَّا يُمكن أن يرى من النِّساء يومئذ ، فإنّ مما لا شك فيه أنه يتأكد الأمرُ بغضِّ النظر في هذا الزمن الذي وُجدت فيه " النِسَاءُ الكَاسِيَاتُ العَارِيَاتُ" اللاتي قال فيهن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :


(صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا بَعْدُ ....) الحديث ، وفيه :
(وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ ، مُمِيلاَتٌ مَائِلاَتٌ ، رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ ، لاَ يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ ...) الحديث .


فالواجب على مسلم- وبخاصة الشبابَ منهم- أن يغضَّوا من أبصارهم ، وعن النظر إلى الصور الخليعة الـمُهيِّجة لنفوسهم ، والـمُحَرِّكة لكامن شهواتهم ، وأنْ يُبادروا إلى الزواج الـمُبَكِّر إحصاناً لها ، فإن لم يستطيعوا ، فعليهم بالصوم فإنه وجاءٌ كما قال عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ ، وهو حديث صحيح مخرج في "الإرواء"(1781)، ولا يركنوا إلى الاستمناء "العـادة السرية" مكان الصيام ، فيكونوا كالذين قال الله فيهم من المغضوب عليهم : ]أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ[؟! [البقرة: 61] .


أسأل الله تعالى أن يستعملنا والمسلمين في طاعتِه ، وأن أيصْرِفَنا عمّا لا يُرضيه من معصيتهِ ، إنه سميع مجيب .
انتهى من "الصحيحة" .


قلتُ : وتتلخص آداب الجلوس على الطريق والأماكن المشرفة على طريق المارة – كالجلوس على الدِّكاك والأرصفة في الأحياء - التي ذُكرت في الأحاديث أعلاه فيما يلي :


1- غَضُّ الْبَصَرِ . 2- وَرَدُّ السَّلامِ . 3- وَإِرْشَادُ الضَّالِّ .


4- إِدْلَالُ السَّائِلِ عن أي شيء جهله . 5- الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ . 6-النَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ .


7- إِرْشَادُ ابْنِ السَّبِيلِ عَلى الطَّرِيق . 8- وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ إِذَا حَمِدَ اللَّهَ .


وبالله التوفيق .



منقول


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق