الثلاثاء، 20 نوفمبر 2018

اختلف المؤرخون وأصحاب السير في ميلاد نبينا صلى الله عليه وسلم

ورغم ذلك لم يثبت تاريخيا أن رسول الله عليه الصلاة والسلام ولد يوم 12 ربيع الأول ، يقول ابن أبي العز الحنفي في أرجوزته الميئية :





مولِدُهُ في عاشِرِ الفَضِيلِ











[3]









ربيعٍ الأوَّلِ عامَ الفِيلِ







لكنَّما([1]) المشهُورُ ثَانِي عَشْرِهِ











[4]









في يَوْمِ الاثْنَيْنِ طُلُوعَ فَجْرِهِ







ووَافَقَ العشرينَ من نَيْسانَا











[5]









وقَبلَهُ حَيْنُ أبيهِ حانَا







قال الشيخ عبد الرزاق العباد في شرح هذه الأبيات:

" (مَوْلِدُهُ) أي النَّبيّ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (فِي عَاشِرِ الْفَضِيلِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ) أي في اليوم العاشر من شهر ربيع الأوَّل، (عَامَ الْفِيلِ) أي في العام المعروف بعام الفيل للقصَّة المعروفة التي وقعت في ذلك العام لأبرهة عندما أتَى مكَّة قاصدًا هدم بيت الله الحرام فذاك العام يُعرف بعام الفيل، ومن عادة العرب والنَّاس عمومًا تأريخ السَّنوات بالحوادث الكبار التي تقع في تلك السَّنوات .

(لَكِنَّمَا الْمَشْهُورُ ثَانِي عَشْرِهِ) أي: المشهور أنّه –عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- ولد في اليوم الثَّاني عشر من عام الفيل، مشيرًا إلى أنَّ هناك خلافًا بين أهل العلم في أيِّ يوم –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وُلد من شهر ربيع الأول، وذكر هنا العاشر والثَّاني عشر، وأشار إلى أنّ الثَّاني عشر هو المشهور عند أهل العلم.

وقيل كذلك: أنَّ مولده –عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- في الثَّامن من شهر ربيع الأول، وقيل غير ذلك([2]).

وقد قال الألباني –رحمه الله تعالى- في كتابه صحيح السِّيرة: ((وفي شهره أقوال ذكرها ابن كثير في الأصل (يعني البداية والنهاية([3])، وكلُّها معلَّقة –بدون أسانيد- يمكن النظر فيها ووزنها بميزان علم مصطلح الحديث؛ إلّا قول من قال: إنَّه في الثَّامن من ربيع الأوَّل. فإنَّه رواه مالك وغيره بالسَّند الصَّحيح عن محمَّد بن جُبير بن مطعم وهو تابعي جليل، ولعلَّه لذلك صحَّح هـٰذا القول أصحاب التَّاريخ واعتمدوه)) ثم قال: ((والجمهور على أنَّه في الثَّاني عشر منه والله أعلم))([4]).

وهـٰذا الاختلاف في تحديد اليوم الذي وُلد –عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- فيه من شهر ربيع الأوَّل من الأدلَّة التي ذكرها أهل العلم في أنَّ يوم مولده –عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- أو ليلة مولده –عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- لا يترتَّب عليها حكم شرعي، وإلّا لو كان يترتَّب على ذلك حكم شرعيّ أو عمل مشروع لما كان في تحديد مولده هـٰذا الاختلاف الذي يُذكر في جميع كتب التَّاريخ.

ومن جزم بيوم معيَّن من شهر ربيع الأوَّل أنَّه هو يوم مولد النَّبي –عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- فلا دليل واضح عنده على ذلك الجزم.



(فِي يَوْمِ الاِثْنَيْنِ طُلُوعَ فَجْرِهِ) أي : كانت ولادته يوم الاثنين ، وهـٰذا ثابت في الحديث الصَّحيح عنه –عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- ، كما جاء في صحيح مسلم([5])عن أبي قتادة الأنصاري –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أنَّ رسول الله –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ ، قَالَ: « ذاك يوم ولدت فيه، ويوم بعثتُ – أو أُنزل عليّ – فيه » فيوم الاثنين هو اليوم الذي وُلد فيه –عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-، وهو اليوم الذي أُنزل عليه فيه، وهو الذي هاجر فيه من مكَّة إلى المدينة، وهو اليوم الذي وصل فيه إلى المدينة، وهو اليوم الذي توفِّي –صلوات الله وسلامه عليه- فيه، وكل ذلك نص عليه الناظم في موضعه المناسب من هٰذا النظم المبارك.

(وَوَافَقَ الْعِشْرِينَ مِنْ نَيْسَانَا) و(نَيْسان) ويقال له: إبريل هو الشَّهر الرَّابع من شُّهور السنة الشَّمسية، قال السُّهيلي في الرَّوض الأنف: ((وأهل الحساب يقولون: وافق مولده من الشُّهور الشَّمسية نيسان، فكانت لعشرين مضت منه))([6])، ولهـٰذا قال النَّاظم هنا رحمه الله تعالى: (وَوَافَقَ الْعِشْرِينَ مِنْ نَيْسَانَا)" ( [7]).

قلت – أبو عمر الفلسطيني-

وافق اليوم العشرين من شهر نيسان : ذكر الشيخ محمد الخضري في كتابه نور اليقين في سيرة سيد المرسلين أن : الباحث محمود باشا الفلكي حقق أن ولادة الرسول –صلى الله عليه وسلم- كانت في صبيحة يوم الاثنين تاسع ربيع الأول الموافق لليوم العشرين من إبريل سنة 571 م وهو يوافق السنة الأولى من حادثة الفيل ) ص 22-23 ، طبعة دار الحديث، تحقيق: سمير العطار.

*******************

الخلاصة :

اختلف المؤرخون القدامى والمعاصرون حول تحديد التاريخ المحدد لمولد رسول الله عليه الصلاة والسلام على أقوال عدة منها :

2 ربيع الأول – 8 ربيع الأول- 9 ربيع الأول- 10 ربيع الأول – 12 ربيع الأول- 17 ربيع الأول – شهر رمضان .



ما صح منها بسند صحيح أو حساب فلكي

8 ربيع الأول – رواه مالك وغيره بالسَّند الصَّحيح عن محمَّد بن جُبير بن مطعم وهو تابعي جليل ،كما قال العلامة الألباني رحمه الله تعالى.

9 ربيع الأول – كما حققه الباحث محمود باشا الفلكي ونقله عنه الشيخ محمد الخضري رحمهما الله تعالى.

وعلى أي حال لم يثبت أن رسول الله عليه الصلاة والسلام ولد يوم 12 ربيع الأول والذي يحتفل بمثله من الأيام في كل عام بعض المسلمين بهذه البدعة .



والله أعلم وصلى اللهم وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق