الثلاثاء، 10 مايو 2022

نَدَرَ من تَطرُقُه البلايا مع التقوى

نَدَرَ من تَطرُقُه البلايا مع التقوى
قال ابن الجوزي رحمه الله وغفر له :
- تأملت قوله تعالى: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى} [طه:123] : قال المفسرون: {هُدَايَ} : رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكتابي. فوجدته على الحقيقة: أن كل من اتبع القرآن والسنة، وعمل بما فيهما، فقد سلم من الضلال بلا شك، وارتفع في حقه شقاء الآخرة بلا شك، إذا مات على ذلك.
- وكذلك شقاء الدنيا، فلا يشقى أصلًا، ويبين هذا قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} [الطلاق: 2] . فإن رأيته في شدة، فله من اليقين بالجزاء ما يصير الصاب1 عنده عَسَلًا، وإلا، غلب طيب العيش في كل حالٍ.
والغالب أنه لا تنزل به شدة إلا إذا انحرف عن جادة التقوى، فأما الملازم لطريق التقوى، فلا آفة تطرقه، ولا بلية تنزل به، هذا هو الأغلب عليه.
----------
1 الصاب: شجر له عصارة شديدة المرارة.
2 في الأصل: الألم، وهو تصحيف.

كتاب صيد الخاطر [ابن الجوزي] ص 143
الشاملة الحديثة



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق