الأربعاء، 20 يوليو 2022

ميثاق العلاقات في الإسلام

كل واحد منا يسعى لتحقيق أعظم ميثاق في العلاقات مع ربه ونفسه والخلق ؛ وهذا الميثاق يختصره لنا النبي ﷺ في حديث هو أصل عظيم جامع في باب الوصايا والإرشاد من السنة النبوية؛ وقد أوصى فيه النبي ﷺ بثلاث وصايا جمعت ميثاق العلاقات لكل مسلم ؛ فقد روى الترمذي بسند صحيح عن أبي ذر الغفاري - ‏رضي الله عنه - قال : ‏قال رسول الله ﷺ " اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن ".

فقوله ﷺ : "اتق الله حيثما " هذا ميثاق بينك وبين ربك أن تتقي الله بفعل أوامره إخلاصا له ﷻ ، واتباعا لرسول الله ﷺ ، وأن تترك ما نهاك الله عنه امتثالا لنهي الله عز وجل وتنزها عن محارم الله في السر والعلن ، وأن لا يراك* الله حيث نهاك ، وأن لا يفقدك حيث أمرك ، واستح في قربه منك وقدرته عليك .

وهذا ‏الميثاق قد أوصى الله الأولين والآخرين به فقال : "ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله "



اقتباس:

إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل
خلوت ولكن قل علي رقيب

ولا تحسبن الله يغفل ساعة
ولا أن ما يخفى عليك يغيب
وقوله ﷺ : "وأتبع السيئة الحسنة تمحها " هذا ميثاق بينك وبين نفسك ؛ وأنه في كل تفريط في طاعة أو انتهاك لحرمة ينبغي أن تعمل جاهدا لمحوها وتعويضها بما يرضي الرب ﷻ القائل : (وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين)

وقال ﷻ : ( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون)

‏وقوله - ﷺ: " وخالق الناس بخلق حسن " ‏ميثاق بينك وبين الناس وهو الوصية بحسن الخلق بينك وبين الخلق ؛ قال ﷻ: ( وقولوا للناس حسنا ) وقال عليه الصلاة والسلام: " ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق "رواه الترمذي ، وقال عليه الصلاة والسلام : "إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم "رواه أبو داود ، وصححه الألباني.

وقال عليه الصلاة والسلام : " إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا " [صححه الألباني في " صحيح الترمذي "]

وسئل النبي ﷺ عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال : " تقوى الله وحسن الخلق "[رواه الترمذي]

فأخلاق المؤمن استقامة في دين ؛ وبشاشة في لين ؛ وعفو مع إحسان ؛ وكرم في العطاء ؛ وقناعة في الفاقة ؛ وتفريج كربة ؛ وكلمة طيبة ؛ وإفشاء السلام ؛ وبر بالوالدين وإحسان للجار، قال ابن المبارك رحمه الله: ( الأخلاق بسط الوجه ؛ وبذل المعروف ؛ وكف الأذى)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق