الخميس، 15 سبتمبر 2022

مراتب الدين ومراتب النفس

عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب ، شديد سواد الشعر ، لا يرى عليه أثر السفر ، ولا يعرفه منا أحد ، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبته إلى ركبتيه ، ووضع كفيه على فخذيه ، وقال : " يا محمد أخبرني عن الإسلام " ، فقال له : ( الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا ) ، قال : " صدقت " ، فعجبنا له يسأله ويصدقه ، قال : " أخبرني عن الإيمان " قال : ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره ) ، قال : " صدقت " ، قال : " فأخبرني عن الإحسان " ، قال : ( أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك )...إلى آخر الحديث الشريف.

1- المرتبة الاولى من مراتب الدين وهي أدنى مرتبة : مرتبة الإسلام وهي تتكون من أركان الإسلام الخمسة (شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، واقامة الصلاة ، وايتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج البيت مع الاستطاعة) من قام بهذه جميعها فقد أسلم ، ومن أخل بشئ منها فقد نقص إسلامه. وفي هذه المرتبة تكون النفس في مرتبتها الأدنى وهي( النفس الأمارة بالسوء) ، وهي التي تأمر صاحبها بإرتكاب السيئات والتسويف في التوبة. وفي هذا المرحلة يكون المسلم له أعداء ثلاثة ، (الشيطان - الشهوات - النفس) ، فإذا نقص شئ من تلك الأركان فإن اعداءه (الشيطان والشهوات والنفس) يتمكنون منه بكل سهولة بقدر النقص الحاصل .

2- المرتبة الثانية من مراتب الدين: مرتبة الإيمان وهي اضافة وتكملة إلى مرتبة الإسلام ، تتكون من أركان الإيمان الستة (الإيمان بالله - الإيمان بالملائكة - الإيمان بالكتب المنزلة - الإيمان بالرسل - الإيمان باليوم الآخر - الإيمان بالقدر) بالاضافة الى اركان الاسلام الخمسة فيكون المجموع (11) ركن ، من قام بها فقد آمن ، ومن أخل بشئ منها فقد نقص إيمانه. وفي هذه المرتبة تكون النفس في مرتبة (النفس اللوامة) ، وهي التي تلوم صاحبها عند إرتكاب السيئات وتذكره بالتوبة. وفي هذه المرحلة يكون للمؤمن عدوين إثنين فقط (الشيطان - الشهوات) ، وكلما نقص الإيمان ازداد تمكن الأعداء منه (الشيطان والشهوات).

3- المرتبة الثالثة وهي أعلى مرتبة من مراتب الدين وهي مرتبة الإحسان وهي اضافة الى مرتبة الإسلام ومرتبة الإيمان ، تتكون من ركن واحد وهو (مراقبة الله في السر والعلن). من قام بأركان الإسلام وأركان الإيمان وركن الإحسان جميعها (12) ركن فقد أصبح من المحسنين الذين يحبهم الله (وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ). الإحسان ركن واحد فقط فمن قام به دخل مرتبة الإحسان ومن أخلّ به خرج من مرتبة الاحسان وعاد إلى مرتبة الإيمان. فهذه المرتبة لايوجد بها إحسان ناقص او احسان كامل ، كما كنا نقول في المراتب السابقة عند الإخلال بأحد الأركان (نقص اسلامه ، ونقص إيمانه) ولكن الإحسان ليس كذلك ، اما أن تكون محسن ، أو لا تكون محسن. وفي هذه المرحلة تكون النفس في مرتبتها الأعلى وهي (النفس المطمئنة) وهي التي لاترتكب السيئات وبعيده عن الشهوات ولكن يبقى لها عدو واحد وهو (الشيطان) نعوذ بالله منه فإنه لن يترك الإنسان وسيستمر عدو له حتى يغرغر.

نسأل الله أن يهدينا للإسلام ويثبتنا على الإيمان ويرزقنا الإحسان ، إنه سميع مجيب


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق