الاثنين، 30 أكتوبر 2017

*سرورية جازان*


*سرورية جازان*

الحلقة *( 1 )*

لن ينسى التأريخ مافعلته فرقة الإخوان المسلمين من نكبات على الشباب المسلم من بزوغ شرها المستطير والمتابع لظهور الإخوان المسلمين كتنظيم داخل السعودية يجد أن الشباب المتحمس الذي تأثر به في تلك الحقبة الزمنية هم اليوم يمثلون ابناء 78 سنة أي أنهم كبار في السن فلا عجب أن ترى كبيرا في السن يحمل الفكر الإخواني لأنه تلقاه وهو في ريعان شبابه ثم تمرد عنهم جناح متشدد تكفيري سموا بعد ذلك بالجناح السروري نسبة لشيخهم محمد بن سرور زين العابدين الذي أفسد كثيرا في الشباب الإسلامي ثم رحل إلى لندن مأوى هؤلاء الأنجاس أو مايسمى جناح أصحاب المكتبات الذين كانوا يجمعون الشباب لقراءة الكتب التكفيرية وأكثر اعتمادهم على كتب سيد قطب الذي أسس في نفوس الناشئة تكفير المجتمعات وبنو ذلك على مفهوم جاهليتهم جاهلية القرن العشرين وبذلك أسسوا جيلا يرى تكفير المجتمع بأكمله وللأسف كان *السرورية بجازان* لهم النصيب الأكبر من هذا الفكر فكانت مجلة السنة التي يصدرها محمد بن سرور تأتي عن طريق السودان يتلقفها بعض فاكسات الشباب في قرى جازان وللأسف نجد بعضهم الآن في مناصب عليا ومؤثرة على الشباب والمهم أن هذه المجلة كانت تصل مع غروب الشمس وما أن يصبح فجر اليوم الثاني إلا وقد تم نشرها بشكل منظم وسري للغاية لأنها تحمل في جرمها تكفير صريح للشيخ ابن باز وقبله الملك فهد رحمهما الله رحمة الأبرار .
وظهرت عوراتهم قبل حرب الخليج بسنتين وتفطن لهم أصحاب الفضيلة مشايخ جازان وعلى رأسهم الشيخ أحمد النجمي والشيخ زيد المدخلي رحمهما الله وكذلك الشيخ ربيع المدخلي ألبسه الله لباس الصحة والعافية وكشفهم وعراهم بوضوح الشيخ محمد بن هادي المدخلي وكان ذلك الوقت لم يصل عمره الثلاثون سنة ولكنه ملئ علما وحكمة ودراية وهو أول من رد عليهم في أشرطة أيدها سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله رحمة الأبرار .
ويهمنا من هذا الأمر أن الفكر السروري مازال يتواجد في المنطقة وفي قطاعات معروفة ويحتاج إلى الوقوف صفا واحدا ضده والحذر منه لأنه يرفع الآن شعار الوطنية التي كانوا يسمونها بالأمس بالوثنية وإذا أردت أن تعرفهم بوضوح فما عليك إلا أن تتأكد بميولهم الشديد نحو الهالك أسامة بن لادن أو سيد قطب فستجد دفاعا مستميدا عنهم ولا ننسى لقاءاتهم كل يوم جمعة لتوزيع المهام على الخلية التي اتخذت من الإستراحات وكرا لها تحت غطاء ترفيه الشباب وهذه هي الحلقة الأولى في التعريف المعتصر من المختصر في تخطيطهم لأجندتهم الفاسدة والماكرة




الحلقة *( 2 )*


نشأت في كنف مجتمع صالح لا أعرف غير البر بأبي الذي يعمل رجل أمن بسيط وأمي التي لا تعرف القراءة ولا الكتابة لكن كنت أراها تقوم الليل وتصوم الاثنين والخميس وأيام البيض وأكثر الوقت أراها على سجادتها وكانت أموري ليست بالفارهة التي قد تميزني عن أصدقائي ولا بالفقير الذي يجعلني بعيدا عن زملائي ولكن في النهاية كانت أيام طفولتي جميلة نتسابق في الصباح الباكر للمدرسة ونحرص على أن أكون في أول الصف حتى يقوم مدرس الرياضة ويضع المايك عند فمي لأصدح بالنشيد الوطني التي كانت تهتز مدرستنا به وهكذا كانت حياتي البسيطة محبا لوالدي ولوطني ولولاة أمري وكنت إذا سمعت عمي ... يهز صوت المايك ليرفع بالأذان بادرت إلى المسجد مصليا قارئا للقرآن والله كانت الحياة جميلة إذا اجتمعنا في أي مكان في قريتنا وخاصة لما أكون مع أعمامي وكبار السن كان حديثهم حديثا على الفطرة ولم أسمعهم يوما من الأيام يتكلمون في الدولة أو يطعنون في ولاة الأمر بل بالعكس تماما كان كثير منهم فقراء ودائما أسمعهم يقولون *الله يعز حكومتنا الرشيدة* وهكذا نشأت وهكذا ترعرعت في قرية صغيرة بعيدة عن أنظار اللصوص ويا ترى هل كان هناك لصوص يسرقون محتويات البيت الجواب لا وألف لا بل لصوص سرقوا فكري الذي كان على الفطرة السليمة فما لبثت حتى تخرجت من الثانوية بتقدير امتياز وجاء إلي أناس لم أتخيل يوم من الأيام أنهم سيسرقون فكري السليم فذهب زملائي وبادروا بالتسجيل في فرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في أبها لعدم وجود جامعة في منطقتنا تلك الفترة الزمنية ولكن هؤلاء رأو ميولي العلمي وحرصي على العلم الشرعي فقالوا أفضل شيئ حتى تكون طالب علم متمكن عليك أن تسجل في فرع جامعة الإمام محمد بن سعود في القصيم فهي جامعة عريقة وأفضل شيئ في القصيم وجود سماحة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله فأقنعوني بالذهاب وكلي أمل أن أسكن بجانب الشيخ رحمه الله لأستفيد من علمه وسمته .
والحمدلله أنهيت إجراءات التسجيل فقلت لهم هيا بنا نذهب لنستأجر بجانب الشيخ في عنيزة فكانت الصدمة الأولى أن قالوا لي الإيجارات مرتفعة في عنيزة ولكن نستأجر في بريدة أرخص والمكان قريب إلى عنيزة نذهب يوميا بسيارتنا فقلت المهم أن الدروس لاتفوتني وفي بداية العام الدراسي كنت أذهب للشيخ رحمه الله لوحدي وكنت كلما قلت لهم هيا نذهب عند الشيخ في عنيزة قالوا أنهم ارتبطوا بدروس تأصيلية حتى أقنعوني أن دروس ابن عثيمين لا تصلح لي ولمن في سني لأنها تتميز بالقوة والتمكين ولا يفهمها إلا من كان طالب علم كبير فأقنعوني بهذه الشبهة وبعدها كانت المأساة في حياتي وأول ماذهبت إلى شيخهم الذي كان يصلي في مسجد جدرانه من طين وسقفه من سعف النخل وتربته من الحصباء فقال لي أحدهم ألا يذكرك هذا بمسجد النبي صلى الله عليه وسلم فقلت كأني به في مخيلتي التي كنت أقرأ بها عن مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ثم دخل الإمام الذي هو شيخهم وأقيمت الصلاة ولكن سمعت من الإمام شيئا لم أسمعه في حياتي لأني أعرف أن الإمام يقول لنا بعد الإقامة استو استو استو اعتدلوا ولكن هذا الإمام قال لنا أمرا غير به مجرى فكري وأصبحت حاقدا على دولتي وولاة أمري ولكن قد أطلنا في حلقتنا هذه وهي الثانية أعدكم بإكمال ما جرى لي وغير مناط فكري في الحلقة الثالثة والله المستعان




الحلقة *( 3 )*

هي حقائق مرة عشتها وأرويها حتى أبين لكم مكر *السروريين* الذين اتخذو من سمت طالب العلم شعارا ومن العقيدة تقية وهم والله فجار لا يهمهم إلا الوصول إلى غايتهم وهي الحكم والخلافة التي هي خرافة وأنى لهم أن يصلوا إلى هدفهم ومبتغاهم .
والمهم لعلي أرجع إلى ذلك الإمام التكفيري المتناقض في أفعاله وأقواله والحمدلله أن الجهات الأمنية عرفت خطورته وشره فسجن حتى لا يفتتن به الشباب .
*وبعد أن أقام المؤذن لصلاة العشاء* تقدم ذلك الإمام وقال للمصلين إللي عنده دراهم يطلعها خارج المسجد لأن بها صورا لا يجوز إدخالها للمسجد والذي عنده جوال يطلعه برا فقلت في نفسي ما أسعد هذا اللص الذي ينتظر مثل هذا التوجيه خارج المسجد وكان يقولها وبغلضة شديدة فخدعت بداية الأمر بصلاحه وحرصه وما أن أتممنا الصلاة حتى أخرج منشورا أظنه من صحيفة الجزيرة وقال لنا *هذا صالح السدلان يقول أن الإنترنت وسيلة من وسائل الدعوة وأنا أبا هل على صحة هذا ومن يستطيع منكم يقوم ويباهلني بأن الإنترنت وسيلة من وسائل الدعوة* وأخذ يتكلم كلاما كثيرا وجامعه مليئ بالمطاوعة الذين يظهر على غالبيتهم بأنهم شباب وطلاب في الجامعة وبعد كلمته التي لازمام لها ولاخطام انتقلنا لتناول شرب الشاي عند جار المسجد الذي كان يعمل في قوة الطوارئ الخاصة ثم فصل منها يتباهى صديقي الذي أخبرني بهذا الكلام حتى لا يأكل الحرام من راتبه العسكري كما يزعم!! .
المهم ذهبنا عند هذا الشخص الذي بيته من طين ولا يوجد أي إضاءة من الكهرباء غير عدة فوانيس قديمة جدا ذكرتني بقريتنا قبل 45 سنة وجلسنا في مجلسه الأرضي وإذا بشخص في وسط الحلقة يدعو بدعاء مرتل على الطريقة النجدية القديمة والبقية يأمنون وراءه وبعد مكثنا مايقرب من نصف ساعة أخذنا الإمام إلى منزله الذي هو أشد بؤسا من منزل جاره حتى أن بعض غرفه ليست مسقوفة بسعف النخل كما هو حال منزل جاره ثم قال لنا انتظروا قليلا عند الباب وأخرج لنا كمية من مؤلفاته التي ظننتها أنها ستكون مكتوبة على لوح أو جلد ثور تماشيا مع عرفهم الموهوم الذي تعارفوا عليه في حيهم ولكن رأينا كتبه طبعت في أفخر المطابع ومن أرقى أنواع الورق فقلت لزميلي الذي معي أليس هذا تناقض كيف يحرم جميع أنواع الكهرباء ويطبع كتبه في أفخم المطابع وفجأة ونحن بجوار منزله إذ جاء رجل بسيارة قديمة جدا يقودها فقال له ذلك الإمام أبعد هذه السيارة وتكلم عليه بكلام قوي عرفنا بعدها أنه يحرم ركوب السيارة وليس في منزله إلا خيل وحمار فالخيل للمشاوير البعيدة والحمار يتنقل بها داخل مدينته فقلت لزميلي لا أصدق مايحصل فقال أزيدك أكثر ترى الإمام متخرج من أمريكا في علم الذرات ثم لما رجع نحى المنحى السروري التكفيري ورجعنا شقتنا وأنا حائر في أمري فقلت في نفسي لماذا أتيت إلى هذا المكان المشبوه المظلم حسا ومعنى وللأسف أن الذي معي لم أرهم إلا موافقين له يتفاخرون به وبعد مدة بدأت الإجازة الصيفية فحملوني زملائي أشرطة فيديو للحرب في الشيشان وغيرها من الأشرطة الممنوعة وللأسف قام الذي معي وأخذ ورقة وألصقها على أشرطة الفيديو وكتب عليها شرح كتاب الطهارة للشيخ ابن عثيمين ولكن المفاجأة التي تندمت عليها كثيرا ما حصل لي في تفتيش المطار الذي تمنيت أني لم أخلق قبلها ولكن قد أطلنا في حلقتنا هذه وهي الثالثة أعدكم بإكمال ما جرى لي في تفتيش المطار في الحلقة الرابعة والله المستعان





الحلقة *( 4 )*

هي حقائق مرة عشتها وأرويها حتى أبين لكم مكر *السروريين* الذين اتخذو من سمت طالب العلم شعارا ومن العقيدة تقية وهم والله فجار لا يهمهم إلا الوصول إلى غايتهم وهي الحكم والخلافة التي هي خرافة وأنى لهم أن يصلوا إلى هدفهم ومبتغاهم .
والمهم لعلي أرجع إلى تلك القصة التي لا أدري كيف تجرأت على فعلها وهل غاب عني جرم فاعلها والله المستعان وعندما وصلت إلى المطار ومعي ذلك الكرتون المشؤوم الذي ملئ بأشرطة الفيديو ويحوي على قتال تنظيم القاعدة سواء كان في الشيشان أو أفغانستان وللأسف قد عودنا أحد أمراء مجموعتنا أنه مجرد ما تصل نقطة تفتيش أو أي نقطة أمنية علينا أن نقرأ عليهم الآية التاسعة من سورة يس التي نزلت في حق المشركين الصرحاء فكيف طابت لي نفسي أن أنزلها على رجال الأمن المخلصين الذين يضحون بحياتهم حتى ننعم بالعيش الآمن والإستقرار الدائم ولكن أعمو عنا تلك الجهود العظيمة بل وأصبحنا نؤمن بأن مرتباتهم الشهرية سحت وحرام وللأسف الشديد وكما قيل الهوى يعمي ويصم ولا حول ولا قوة إلا بالله وقد تندمت كثيرا بعد توبتي عن هذا العمل الذي بسببه كما سيأتي ذهب اثنان من شباب قريتي إلى العراق للجهاد المزعوم ضد الأمريكان !!
وصلت إلى قريتي التي كانت تسودها الفطرة السليمة بعيدا عن أي فكر دخيل ولكن قد أصبحت أميرا لمجموعتي وعلي أن أنفذ توجيهات ذلك المصري الذي يكنى بأبي عمر الذي أفسد كثيرا ورغم أنه لا يحمل الجنسية السعودية إلا أنه يجوب البلاد من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها ويتحدث في جميع المساجد والدور النسائية بدون سؤال أو نظام يخول له هذا الفعل وقد فتن الشباب انه المعسول وكان يتكلم باللهجة النجدية وكان كثيرا من الشباب مخدوعين فيه لأنه يقول لهم أنه من خواص طلاب الشيخ ابن عثيمين استغل بهذا الأمر جذب الشباب إليه وكان هناك شخص يجهز له أموره المالية من تذاكر وتنقلات ودعم كبير لاحتواء الشباب وذات مرة جمعنا في استراحة شمال مدينة الرياض وجلسنا مع كبير السروريين من أمريكا وهو أمريكي الأصل ودار الحديث عن أمور كثيرة تخص الشباب وأهمية دورهم الفاعل لإنقاذ المجتمع كما يزعمون وفي طريق عودتنا كانت الأناشيد الحماسية تهز سيارته المستأجرة الصغيرة وكان يضرب على مقود السيارة ويشير بيده على شكل المسدس ويوجهها لمدينة الرياض فأوصل لنا رسالة بوجوب الجهاد لتحرير الرياض وهكذا انتقلت من شاب بسيط نشأت على الفطرة السليمة إلى هذا الفكر الخبيث المفسد والمهم نرجع إلى كيفية تغيير أفكار شباب قريتنا فأول مابدأت به أنشأت ديوانية مصغرة يكون اللقاء فيها بعد صلاة الجمعة وقد قمت باختيار سري لمجموعة من الشباب الذين أثق فيهم وكنا نجتمع في بداية أمرنا إجتماعات شبه عادية وحديثنا يدور على كيفية هداية شباب القرية ولابد من إدخال الصحوة إلى قريتنا التي كانت والله تعيش في سلام ووئام وكلهم كانوا على قلب رجل واحد حتى وللأسف الشديد تم إفسادها بما يسمى الصحوة الإسلامية .
ولأقنع الشباب بما أحمله من فكر ذهبت بهم إلى أحد طلبة العلم المهتمين بعلم الحديث في إحدى القرى القريبة من مدينة جازان وهو أبعد عن فقه الحديث فزرع في نفوسنا جميعا حب ووجوب الجهاد وكان يتابع ويخبرنا عن تحركات الهالك أسامة بن لادن وذات يوم جئنا إليه كعادتنا فقام وسألنا كعادته عن أسامة بن لادن وكان هناك طالب علم صغير بجانبه فالتفت إليه أخشى أن يكشف أمرنا هذا الطالب فقال لنا هذا الشيخ لا تخافوا هو معنا ومنا فقلت لهم أمس وابن لادن في قندهار فدعا له دعاء طويلا .
وذات ليلة لن أنساها قام الموجه الديني للجماعة في قريتنا الذي تولى الإمارة بعد مغادرتي لقريتي وجمع مجموعة كبيرة من الشباب المتحمس وجلسنا تلك الليلة نشاهد القتال الشيشاني وماذا صنع قائد المجاهدين !! ويسمى الخطاب بالقوات الروسية في الشيشان وتحمسنا كثيرا للخروج لمجاهدة الكفار في أي مكان !!!
والغريب من هذا أنه بعد ليال قليلة إذ بأحد الشباب يسر لي في أذني عن موضوع خطير سيحصل هذه الليلة ولابد أن أنفذ التوجيه لأن الأمر لا يحتمل التأخير فقلت له انتظر حتى أقوم بالإتصال على شيخنا المصري المكنى بأبي عمر وتفاجأت أن صديقي أخبرني بأن التوجيه جاء من الشيخ أبو عمر ويجب علينا تنفيذه فورا .
ولعلكم مللتم من طول المقال فسأخبركم بهذا التوجيه الخطير الذي قتل فيه اثنان من أصدقائي ورفاق دربي وزملاء دراستي ولا حول ولا قوة إلا بالله ولعلي أكمل في الحلقة الخامسة والله المستعان





الحلقة *( 5 )*

هي حقائق مرة عشتها وأرويها حتى أبين لكم مكر *السروريين* الذين اتخذو من سمت طالب العلم شعارا ومن العقيدة تقية وهم والله فجار لا يهمهم إلا الوصول إلى غايتهم وهي الحكم والخلافة التي هي خرافة وأنى لهم أن يصلوا إلى هدفهم ومبتغاهم .
وفي هذه الفترة كانت الحرب الخفية على أشدها بيننا نحن السرورييون وبين إخونجية جازان وخاصة في المراكز الصيفية التي كانت مرتعا لنا نبث فيها وننشر الذي نريده بدون تحفظ ولكن كنا محافظين في برامجنا أكثر من جماعة الإخوان بجازان فلذلك كان كثير من الشباب يذهب إليهم فاضطررنا أن ندخل في أنديتنا التمثيليات والأناشيد الحماسية التي كان جميع شباب النادي يحفظها وننشدها جميعا في الباص الأصفر الذي ينقلنا من قريتنا إلى النادي البعيد عن قريتنا التي كانت مقصدا لكثير من الشباب بسبب كثرة الملتزمين فيها ويسمون بالمطاوعة الذين كنت لا أراهم في صلاة الفجر إلا يوم الخميس يصلون جميعا علشان الطلعة البحرية صباح كل خميس ولعلنا خرجنا عن موضوع النادي الصيفي والمهم توصل المشرف على النادي *بالتركيز على المردان كوسيلة جذب للشباب* وبالفعل كان للمردان حضوة عند عرفاء الأسر في النادي وحتى رأينا من قلة الأخلاق داخل النادي ما يتفطر له قلب المؤمن .

والذي يهمنا كما وعدناكم أننا نكمل ما انتهينا إليه وأسأل الله أن ينتقم ممن تسبب في مقتل الشابين بفكره الخبيث ، طبعا تأثرا كثيرا من مشاهدة أفلام المقاتلين في الشيشان وخاصة فيلم الذي يسمى ربيع الروس الذي قتل فيه كثير من الروس تفاجأت أن هؤلاء يريدون الذهاب لنصرة إخواننا في أفغانستان كما يزعمون فحاولت أن أثنيهما عن الذهاب ولكن لا سبيل لإقناعهم فقلت وكيف الطريق وكيف الدعم وأين ستذهبون ...أسئلة كثيرة دارت في خلدي ولكن الجواب كان مختصرا منهم بأن الأمور مرتبة وللأسف ذهبا إلى أفغانستان والتحقا بتنظيم القاعدة وللأسف أن أحدهم قتل والثاني مكث في أحد المعتقلات ثم توفي داخل المعتقل .
هكذا وبهذه السهولة تكون الضحية عند السروريين الذين ليس لهم هم إلا الوصول إلى مآربهم بدماء الشباب الذين لايدركون عواقب الأمور .
وهكذا استمرينا في جلساتنا السرية ولكن انتقلنا إلى مجموعة أكبر نتولى تسيير شباب في قطاع كامل يتكون في أكثر من ثلاثين قرية وكان يأتينا أحد كبرائهم من مدينة جازان وكان ملما بمسائل وشبه التكفير وللأسف وأقولها من حرارة قلبي وا أسفاه على من تسببت في ضياعهم وانحرافهم فانتقلت معظم جلساتنا السرية هو تأصيل مسألة الخلافة الشرعية ومن هو الأولى بها وشروط الخليفة المسلم وأكثر ما كان يؤصله لنا التأصيل الخارجي وليس الذي على منهج السلف ألا وهو مسألة الحكم بغير ما أنزل الله ومسألة البيعة وكنا نرى هذا الشيخ بأنه شيخ الإسلام في زمانه وللأسف خدع كثير من الشباب بهذه الأفكار وأصبحنا ننشر مثل هذه المسائل في كثير من الشباب الذين في هذه الفترة ترك أكثرهم الذهاب مع إخونجية جازان بسبب ما حصل للإخوانيين بجازان بشكل مفاجئ وفي وقت واحد من لبس العقال وتخفيف اللحى في جميع محافظات المنطقة فنفر الشباب منهم وأتو إلينا لأننا ندرس لهم في المساجد العقيدة والفقه والحديث ثم نختار النجباء من الحضور وخاصة إذا كان وسيما فهذا تنطبق عليه جميع المواصفات وذات ليلة من الليالي ونحن في طلعة من طلعاتنا الخلوية وكانت على شاطئ الكورنيش الجنوبي وكان صغار السن يكثر عددهم في تلك الليلة وتفاجأنا بعد صلاة المغرب بحضور أحد كبارات التكفيريين من خارج نطاقنا وهو للأسف مطلوب للجهات الأمنية ولكن الخطر ليس في حضوره ولكن الأشد خطرا في مرافقه الذي معه وقد قبض عليه فيما بعد وحكم عليه بالسجن لمدة 15 عاما وخطورة الكلام الذي قيل في تلك الجلسة انقسمت بعدها مجموعتنا التي أنا أميرها إلى قسم تركنا تماما وقسم واصل المسيرة معنا ولعلي أطلت عليك أيها القارئ الكريم وأعدك بالحديث مفصلا عن تلك الشخصية ومرافقه والحديث الذي جرى على الكورنيش الجنوبي في الحلقة السادسة
والله المستعان




الحلقة *( 6 )*

هي حقائق مرة عشتها وأرويها حتى أبين لكم مكر *السروريين* الذين اتخذو من سمت طالب العلم شعارا ومن العقيدة تقية وهم والله فجار لا يهمهم إلا الوصول إلى غايتهم وهي الحكم والخلافة التي هي خرافة وأنى لهم أن يصلوا إلى هدفهم ومبتغاهم .

وللأسف كان السباق بين السرورية على أشده في مسألة التجميع ولذلك تجد عند كل أمير مجموعة مالا يقل عن ثلاثة من المردان الذي تستحي العين من النظر إليهم والذي كان الشباب يستغربه منا لكن لا أحد يستطيع أن يناقش وكذلك دروسنا كانت أمام الناس عن العقيدة والحديث والسيرة أحيانا ولكن في جلساتنا الخلوية كنا نركز على القراءة في تفسير ظلال القرآن وكتاب معالم في الطريق للأب الروحي للفرقة السرورية سيد قطب فكان هو المثل الأعلى للجماعة في الإقدام والشجاعة والتضحية فكان يسمونه شهيد الإسلام ولأن كتبه كانت تنضح بتكفير الحكام بل المجتمعات وكان يسمي المجتمع الذي نعيشه بالمجتمع الجاهلي بل يقرر بأنه لا توجد على وجه الأرض اليوم دولة إسلامية وللأسف كنا نشرحه ونحمس شبابنا عليه حتى استقر الأمر عندنا بأن دولتنا المملكة العربية السعودية دولة كافرة بحكامها وعلمائها ورجال أمنها وكل من بايع الملك فهد رحمه الله رحمة الأبرار فهو كافر عندنا ولذلك كان أحد المنظرين لهذا الفكر في إحدى المحافظات الشمالية بمنطقة جازان يقرر ذلك لنا في الفصل واليوم أرى ذلك المنظر لنا في الفصل رئيسا لجمعية خيرية من كبرى الجمعيات في المنطقة.
والمهم نرجع إلى تلك الجلسة التي كانت على شاطئ الكورنيش الجنوبي بمدينة جازان والغريب في هذه الجلسة أن جميع أمراء السرورية حضروا ومعظمهم شاركوا وللأسف كان هذا أحد الإرهابيين الذي أعلنت عنهم وزارة الداخلية بعد مدة قصيرة ضمن القائمة الأولى من قوائم الإرهابيين ويعتبر هذا الإرهابي هو المؤسس الحقيقي للفكر التكفيري الجهادي بمنطقة جازان وبدأت الجلسة فقام المقدم للبرنامج يعرف به فأخطأ في إسمه وكنت بجانبه فغضب غضبا شديدا وقال بصوت خفي يسمعه من حوله ليتك سكت عن التعريف والسبب في غضبه لأن مرافقه الأسوأ منه وهو من خارج المنطقة وجاء منتدبا مع شركة أرامكوا في جازان قادما من المنطقة الشرقية لا يتخيل أن هناك شخص في المنطقة إلا وهو يعرف الشيخ المحدث شيخ الإسلام.....( التكفيري !!)
فكان إحراج له أن مقدم البرنامج وهو أحد أمراء المجموعات لا يعرف اسمه .
المهم بدأت الجلسة وبدأت الشفرات الكلامية تخرج ونفهمها نحن الكبار لأنهم خافوا أن يصرحوا بتكفير الأمير نايف رحمه الله رحمة الأبرار فيقوم صغار السن بإخبار آبائهم فيفضحونهم ولكن كانت رسائل موجهة من أربعة منهم ولا أدري هل الخامس تحدث أم لا لأنه ليس عنده الجرأة في الحديث لكنه معهم ويوافقهم في جميع كلامهم المليئ بالطعن والتكفير لقادة هذه البلاد والتنفير من العلماء المصلحين ولعلي أذكر لكم ما حصل في إحدى القرى التي تبعد ما يقرب من عشرة كيلوات عن قريتنا من إقامة محاضرة للشيخ العلامة أحمد النجمي رحمه الله رحمة الأبرار فعقدنا الإجتماعات السريعة لكيفية إبعاد الشباب عن المحاضرة وللأسف الشديد تحركت الباصات والسيارات الخاصة لنقل الطلاب ليس للمحاضرة ولكن لنزهة على زبارة هالة المعروفة بجانب قرى الطمحة شمال مدينة جازان وتم اختيار ثلاثة من أمراء المجموعات للحضور والتركيز على من سيتأثر فكره من الشباب بعد المحاضرة لأن الشيخ أحمد النجمي رحمه الله عرف بشدته في التحذير من تنظيم القاعدة وخاصة الهالك أسامة بن لادن وحصل الذي كنا نتوقعه وتم إختيار مقدم للمحاضرة بعناية من المنسقين للمحاضرة ذو بلاغة وإلقاء متميز وصوته جميل جدا وهو أحد الدعاة الذي انتقل بعد ذلك للعمل في الرياض والمهم أن هذا المقدم سأل الشيخ أحمد النجمي رحمه الله عن أسامة بن لادن فتحدث الشيخ رحمه الله وجعل الفردوس الأعلى مأواه ببيان مفصل جميل لخبط جميع مابنيناه في عشر سنوات فجاء التوجيه سريعا من قادتنا بوجوب محاسبة المقدم للمحاضرة الذي يعمل على وظيفة داعية وبالفعل تمت محاصرته أول ماركب سيارته الصغيرة ورأيت من بعيد وأنا راكب سيارتي الجمس مايقرب من أربعة أشخاص اتجهوا إليه بغضب شديد والقصة مخيفة وكانت أليمة جدا على هذا الداعية الذي والله كان ناصحا للشباب ولكن حتى لا يصيبك أيها القارئ الملل من طول المقال نعدك بإكمال ما جرى لهذا الداعية من أمر لم يحدث بين عوام الناس فضلا عن المطاوعة أهل الدين
وسنكمل قصتنا في الحلقة السابعة بمشيئة الله
والله المستعان


كتبه

*التائب من الفكر السروري*


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق