الثلاثاء، 17 أبريل 2018

الشكر وأركانه وثمراته

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته




من صفات المؤمنين

الصبر


https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2139309

العدل

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2138417

الإخلاص

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2136587

الشكر

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد؛

فمن العبادات العظيمة التي ينعم الناس بثمرتها في العاجل والآجل: شكر الله تعالى على ما أولى من نعم، والشكر نصف الدين كما قال جماعة من السلف، وقد امتلأ كتاب ربنا بالأمر به، فما من آية ختمت بقول منزلها: {لعلكم تشكرون} أو: {ولعلكم تشكرون}، إلا وهي آمرة به.

وهذه رسالة في بعض المسائل المتعلقة به.


معنى الشكر:

خير ما قيل في تعريف الشكر: عرفان الإحسان.

وقيل: الاعتراف بنعمة المنعم على وجه الخضوع.

وقال ابن القيم: الشكر ظهور أثر نعمة الله على لسان عبده: ثناء واعترافا، وعلى قلبه شهودا ومحبة، وعلى جوارحه انقيادا وطاعة. [مدارج السالكين (2/ 244)].


وهذا يدل على أن للشكر ثلاثة أركان.

أركان الشكر:

أ‌- الاعتراف بالنعمة بقلبه.

فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: مطر الناس على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر، قالوا: هذه رحمة الله. وقال بعضهم: لقد صدق نوء كذا وكذا» [مسلم].

ب‌- التحدث بها والثناء على المنعم.

قال تعالى: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [الضحى: 11].

ت‌- تسخيرها في طاعة مسديها والمنعم بها.

قال تعالى: {اعملوا آل داود شكر} [سبأ: 13].

ومعنى الآية: يا آل داود: اعملوا شكرًا لله على ما أعطاكم، وذلك بطاعته وامتثال أمره

ولذا قال الشاعر:

أفَادَتْكُمُ النّعْمَاء منِّي ثَلاثةً
--- يدِي، ولَسَاني، وَالضَّمير المُحَجَّبَا

قال أبو عبد الرحمن الحُبلي: "الصلاة شكر، والصيام شكر، وكل خير تعمله لله شكر. وأفضل الشكر الحمد"

[رواه ابن جرير].


الفرق بين الشكر والحمد:

من وجهين:

الأول: الشكر يكون بالجوارح، والحمد يكون باللسان وبالقلب.

ولذلك نسمع بسجود الشكر، ولا نسمع بسجود الحمد، لأن الشكر يكون بالجوارح. ومضى في أركان الشكر أنه يكون بتسخير النعمة في طاعة الله، وهذا عمل، والعمل بالجوارح.


الثاني: الشكر يكون عند البلاء، والحمد يكون على كل حال، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أصابته سراء قال: «الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات»، وإن نزل به بلاء قال: «الحمد لله على كل حال».

الشكر من صفات الله:

ومن أسماء الله:

الشاكر، والشكور.

قال تعالى: { إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 158].

وقال: {إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ} [الشورى: 23].

وقال: {وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ} [التغابن: 17]

وهو الذي لا يضيع أجر من أحسن عملا، ويشكر القليل من العمل الخالص، ويعفو عن الكثير من الزلل، بل يضاعفه أضعافا مضاعفة بغير عد ولا حساب.

ومن شكره أنه: يعطي بالعمل في أيام معدودة نعيما في الآخرة غير محدود، {كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية} [الحاقة: 24].

ثبت عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بينا رجل يمشى فاشتد عليه العطش، فنزل بئرا فشرب منها، ثم خرج فإذا هو بكلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال: لقد بلغ هذا مثل الذي بلغ بي، فملأ خفه ثم أمسكه بفيه، ثم رقي فسقى الكلب، فشكر الله له فغفر له». قالوا: يا رسول الله وإن لنا في البهائم أجرا؟ قال: «في كل كبد رطبة أجر» [الشيخان].

وفي كثير من الأحاديث تجد من عمل كذا وكذا فله الجنة، وهذا دليل على أنّ الله شكور يجزل المثوبة لعباده، ويعطي الكثير على القليل، فما أرحمه من رب! وما أعظمه من إله !!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق