الأحد، 12 يناير 2020

الضحك وضوابط الفكاهة في الإسلام، عشرون نُكْتَة مُسَلِيَّة. إعداد: بوودن دحمان حذيفة

الضحك وضوابط الفكاهة في الإسلام، عشرون نُكْتَة مُسَلِيَّة.
إعداد: بوودن دحمان حذيفة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
يعتبر الضحك من خصائص الإنسان التي يتميز بها عن الحيوان، فالحيوانات لا تضحك؛ لأنّ الضحك يأتي بعد نوع من الفهم والمعرفة لقول يسمعه، أو موقف يراه، ولهذا قيل: "الإنسان حيوان ضاحك"، ويصح أن نقول: "أنا أضحك، إذن أنا إنسان". والإسلام بوصفه دين الفطرة لا يتصور منه أن يُصادر نزوع الإنسان الفطري إلى الضحك والانبساط، بل هو يرحب بكل ما يجعل الحياة باسمة طيبة، ويحب للمسلم أن تكون شخصيته متفائلة باشة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّكُمْ لَا تَسَعُونَ النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَسَعُهُمْ مِنْكُمْ بَسْطُ الْوَجْهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ". رواه الحاكم في المستدرك وصححه.
إلاّ أن بعض العوام يعتقدون أنّ الدين يُحرِّم على الإنسان الضحك والمزاح، ويفرض عليه الجد والصرامة في كل أحواله. كما أن بعض المتحمسين للدين يضعون بعض النصوص التي تذم الفرح خارج الإطار الذي وضعت له، كقوله تعالى عن المشركين بعد دخولهم النار: "ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ". غافر: 75. فلا يُرى أحدهم إلا وهو مقطب الجبين، عبوس الوجه، متجهمًا عند اللقاء، خشنًا في الكلام، فظًا في المعاملة مع الناس، حتى حسب بعض الناس أنّ هذه هي طبيعة الدين. فهل كان رسول صلى الله عليه وسلم والصحابة من بعده يضحكون ويمزحون؟ وهل في الضحك فوائد على صحة الإنسان؟ وإن كان الأمر كذلك فمتى يكون الضحك والمزاح مذموما أو منهيا عنه شرعا؟
إن المتتبع لسيرة رسول صلى الله عليه وسلم يدرك يقينا أنّ التفكه بالكلام والمزاح ليس مذموما في ذاته، بل هو مطلوب شرعا خاصة عند خوف السآمة والملل من جِدية الواقع، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرغم من ثقل همّ الدعوة كان يمزح مع أصحابه غير أنه لا يقول إلا صدقا، وقد وصفه أصحابه بأنه كان من أفكه الناس، وقد أخرج الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّك تُدَاعِبُنا. قَالَ: إِنَّي لا أَقُولُ إِلا حَقَّاً" صححه الألباني. وفي مسند أحمد عن عبد الله بن الحرث بن جزء قال: "ما رأيت أحداً كان أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم". حسنه الأرناؤوط. وقد كان صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من الهم والحزن. وفي صحيح البخاري: أنّ رجلاً اسمه عبد الله كان يُضحك رسول الله. وقد كان صلى الله عليه وسلم يمازح زوجاته ويداعبهن، ويستمع إلى أقاصيصهن، كما في حديث "أم زرع" الشهير. ومن مزاحه صلى الله عليه وسلم ما أخرجه الترمذي بإسناد حسن عَنِ الْحَسَنِ رضي الله عنه قال: "أَتَتْ عَجُوزٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُدْخِلَنِي الْجَنَّةَ، فَقَالَ: يَا أَمَّ فُلَانٍ إِنَّ الْجَنَّةَ لَا يَدْخُلُهَا عَجُوزٌ، قَالَ: فَوَلَّتْ تَبْكِي، قَالَ: أَخْبِرُوهَا أَنَّهَا لَا تَدْخُلُهَا وَهِيَ عَجُوزٌ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: "إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً. فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً"" الواقعة: 35 – 37. وكان صلى الله عليه وسلم يحب إشاعة السرور والبهجة خصوصًا في الأعياد والأفراح. ولما أنكر أبو بكر رضي الله عنه غناء الجاريتين يوم العيد في بيته وانتهرهما، قال له: "دعهما يا أبا بكر، فإنها أيام عيد" ! وفي بعض الروايات: "حتى يعلم يهود أن في ديننا فسحة". وقد أذن للحبشة أن يلعبوا بحرابهم في مسجده عليه الصلاة والسلام في أحد أيام الأعياد، وكان يحرضهم ويقول: "دُونَكُمْ يَا بَنِي أَرْفِدَةَ" متفق عليه. ومن ضحكه صلى الله عليه وسلم ما كان مع الأعراب الغلاظ، يضحك معهم ليشعرهم بأنّ الدين فيه فسحة وانبساط، فيقابل الإساءة بالإحسان، والعبوس بالضحك.
وهكذا كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يضحكون ويمزحون، اقتداءً بنبيهم صلى الله عليه وسلم. فقد روي ابن أبي شيبة في مصنفه - 8/711- عن أبي سلمى بن عبد الرحمن يصف الصحابة رضي الله عنهم قال: "لم يكن أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم متحزقين ولا متماوتين. كانوا يتناشدون الأشعار، ويذكرون أمر جاهليتهم، فإذا أريد أحدهم علي شيء من أمر دينه دارت حماليق عينيه كأنه مجنون". كما جاء في كتاب الجامع لمعمر بن راشد رحمه الله – حديث رقم 1587- عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: "سُئِلَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: هَلْ كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَضْحَكُونَ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَالإِيمَانُ فِي قُلُوبِهِمْ أَعْظَمُ مِنَ الْجِبَال ". وفي سير أعلام النبلاء للذهبي -5/ 421- يقول أبو الدرداء رضي الله عنه: "إني لأستجم نفسي بالشيء من اللهو ليكون أقوى لها على الحق".
ويعدّ الضّحك شكلاً من أشكال التّعبير عن السّعادة إلا إذا رافقه الشعور الهستيريّ بالحزن، كما يساعد على إيضاح نوايا الفرد، وزيادة تفاعله الاجتماعي؛ فهو إشارة إلى قبول الإنسان للتّفاعل الإيجابي بينه وبين الآخرين. وقد يكون الضّحك في بعض الأحيان مُعديا، فضحك شخصٌ ما قد يحفّز هذا على ضحك الآخرين من حوله. وقد أثبت العلمُ أن الضحكَ مُقوٍّ للجهازِ المناعي، ويساعد على التقليل من هرمون التوتر في الجسم، كما يساعد على التخلص من بعض المشاعر السلبية، كالغضب، ويعمل الضحك على زيادة مستويات هرمونات السعادة في الجسم والتي تساعد بدورها في التخفيف من الشعور بالألم. ولم تُثبِت الدراسات وجودَ أيّ أضرارٍ للضحك إلّا إذا كان مرافقاً لبعض المشاكل والأمراض الخطيرة، مثل أمراض القلب؛ حيث إنّ ارتفاعاً بسيطاً في ضغط الدم قد يسبّبُ المشاكل، كما أنّ المصابين بجروح أو الذين أجروْا عمليّاتٍ في منطقة البطن يمكنُ أن يسبّب لهم الضحك في فتْحِ الجرح أو مشاكلَ نتيجة تأثر هذه المناطق بحركة العضلات أثناء الضحك.
وبالرغم من فوائد الضحك فإن له ضوابط وقيود يجب التقيد بها، ومن ذلك:
أولا: ألاّ يتعلق بأمر من أمور الدين، فإنَّ الاستخفافَ بالله ورسله أو بأي حكم مِن أحكام الدين كُفرٌ محضٌ؛ ومَن يفعل ذلك فهو كافر خارجًا من الملة؛ لما في ذلك من التَّنَقُّص لحكمة الشارع، كما حكى الله سبحانه عما كان عليه المشركون والكفَّار فقال: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ" المائدة: 57. وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ الضحك الذي يبطل الصلاة هو ما كان بصوت وبان منه حرفان، لأنه يصير كالكلام، ومن كان ضحكه غلبةً بحيث لا يقدر على رده، فهو معذور لا تبطل صلاته، قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "فإذا قهقه إنسان وهو يصلي بطلت صلاته؛ لأن ذلك يشبه اللعب، فإن تبسم بدون قهقهة فإنها لا تبطل الصلاة..وإن قهقه مغلوبا على أمره؛ فإن صلاته على القول الراجح لا تبطل، كما لو سقط عليه شيء بغير إرادة" انظر الشرح الممتع -3/366-
ثانيا: ألاّ يكون الكذب والاختلاق هو الأداة لإضحاك الناس، كمن يحدث الناس بأحاديث مفتعلة من ضرب الخيال، فهذا لا يجوز لقوله صلى الله عليه وسلم: "وَيْلٌ للذي يُحَدِّثُ فيَكْذِبُ لِيُضْحِكَ به القومَ، وَيْلٌ له، وَيْلٌ له" -أخرجه الترمذي وحسنه- فالكذب لا يصلح في جد ولا هزل، قال عليه الصلاة والسلام: "إِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا" متفق عليه.
ثالثا: ألا يشتمل المزاح على تحقير الناس أو السخرية منهم، فقد نهى الله عن ذلك في قوله: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ" الحجرات: 11. ولا سيما إذا كان الشخص فقيها أو حافظا للقرآن، فقد أمرنا الشرع باحترام العلماء وتوقيرهم. ومن السخرية ما يقوم به بعض الناس من التنكيت على أهل منطقة ما، فإذا كان أهل تلك المنطقة راضين بذلك وإلاّ فلا يجوز.
رابعا: ألا يترتب على المزاح تفزيع وترويع لمسلم، فقد روى أبو داود عن عبد الرحمن بن أبي ليلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يحِلُّ لِمُسلِمٍ أنْ يُروِّعَ مُسلِمًا" ويدخل في ذلك أخد وإخفاء متاع الغير ولو بغير نيّة السرقة، فقد جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يأخذ أحدكم متاع أخيه لاعبًا ولا جادًا". رواه الترمذي وحسنه. وكذلك ما يكون في مناسبة المولد النبوي، حيث يتراشق البعض بالمفرقعات التي تسبب أصوات مخيفة ومزعجة وقد تسبب حروقا أو بترا في أحد الحواس. وهنا يصير المزاح مجلبة للبغضاء، مقطعة للإخاء، وقديما قيل: "المزاح: أوله فرح، وآخره ترح".
خامسا: ألا يهزل في موضع الجد، ولا يضحك في مجال يستوجب البكاء، كالضحك عند رؤية المحتضرين، وفي المقبرة، وعند سماع المواعظ، ونحو ذلك. فهذا من تلاعب الشيطان بالعبد؛ فلكل مقام مقال. والحكمة وضع الشيء في موضعه المناسب. وقد عاب الله تعالى على المشركين أنهم كانوا يضحكون عند سماع القرآن وكان أولى بهم أن يبكوا، فقال تعالى: "أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ. وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ. وَأَنتُمْ سَامِدُونَ" النجم: 59 - 61. وهؤلاء الكفار كما ضحكوا في الدنيا من المؤمنين، يضحك المؤمنون منهم في الآخرة، قال الله عز وجل عنهم: "فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ. عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ. هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ" المطففين:29-36. روى الأصمعي أنه رأى امرأة بالبادية تصلي خاشعة لله ضارعة، فلما فرغت وقفت أمام المرآة تتزين، فقال لها: أين هذه من تلك؟ فأنشدت تقول: ولله مني جانب لا أضيعه ***وللهو مني والبطالة جانب. قال: فعرفت أنها امرأة عابدة لها زوج تتجمل له.
سادسا: أن يكون المزاح في حدود الاعتدال، وبالقدر الذي تقبله الفطرة السليمة، فالإسلام يكره الغلو والإسراف في كل شيء، ولو في العبادة، فكيف بالمرح ؟! ولهذا كان التوجيه النبوي: "وإياكَ وكثرةَ الضَّحِكِ؛ فإنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ فسادُ القلبِ" -انظر صحيح الجامع؛ رقم: 7833-. فالحديث واضح الدلالة علي أنّ المنهي عنه ليس مجرد الضحك، بل كثرته، وكل شيء زاد عن حده انقلب إلي ضده. فالإفراط في الضحك يورث قسوة القلب ومن تم الانغماس في اللهو والغفلة عن الآخرة، ثم إنّ الإنسان إذا كان في كل أموره هازلاً؛ فإنه يفقد قيمتَه وهيبتَه أمام الناس، وقد ورد عن عليّ رضي الله عنه قوله: "أعط الكلام من المزاح، بمقدار ما تعطي الطعام من الملح" فخير الأمور أوسطها. والأحرى بالدعاة البعد عن الإفراط في المزاح، فهم القدوة والأصل الذي يستنسخ منه الناس نسخًا من أعمالهم الزكية، فإذا كان الأصل مهتزًا فكيف بالصورة؟! ذكر الذهبي رحمه الله في السير -7/132- عن الإمام الأوزاعي رحمه الله قال: "كنا نمزح ونضحك فلما صرنا يقتدى بنا، خشيت ألا يسعنا التبسم"
سابعا: أن يكون ضحك المسلم تبسمًا لا أن يستغرق ضحكا؛ فالضحك ثلاثة أنواع: ابتدائي، ووسط، ونهائي. فالابتدائي: التبسم، والوسط: الضحك، والنهائي: القهقهة وهي لا تليق بالإنسان العاقل. فالمسلم إذا ضحك بصوتٍ لا يكون قهقهةً، وإنما هو صوت يسمعه القريب دون البعيد، ففي سنن الترمذي:"ما كان ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا تبسماً". صححه الألباني. ولا بأس أن وقال أبو ذرِّ: "فلقد رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه" أخرجه مسلم. فالضحك الذي يكون بصورة التبسم الذي ينكشف فيه السن، ولا يُسمع له صوت محمود شرعا، بل هو مأمور به في بعض المواطن، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "تبسُّمك في وجه أخيك صدقة" رواه الترمذي صححه الألباني، فالتبسُّم مما يجلب المحبة بين المسلم وأخيه، ويُدخل عليه الفرح والسرور، ويجعلهُ يرغبُ في الأنس به، والجلوس إليه.
ثامنا: ألا يضحك من غير سبب، فالعاقل دائما يستحضر قول الحكماء: "الضحك بلا سبب من قلة الأدب" بل يضحك عندما يرى أو يسمع شيئًا يُعجبه، فيؤدي به ذلك إلى الضحك؛ كما قال الله سبحانه عن نبيه سليمان عليه السلام، عندما سمع كلام النملة: "فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا" النمل: 19؛ قال الإمام البغوي رحمه الله: قال مقاتل: "كان ضحك سليمان من قول النملة تعجبًا؛ لأن الإنسان إذا رأى ما لا عهد له به تعجَّب وضحك".
وفي هذا السياق فإنّ الضحك قد يكون بسبب ملامسة بعض المناطق في الجسم مثل باطن القدم، أو بتناول بعض العقاقير أو استنشاق الغاز المضحك "الأكسيد النتري" وهذا لا شك في عدم جوازه.
ومن أسباب الضحك سماع النُّكت، على أن النكتة في اللغة جاءت بعدة معاني. فالنكتة: هي كل نقطة من بَيَاض فِي سَواد، أو من سواد في بياض. وهِيَ الْمَسْأَلَة العلمية الدقيقة التي يتَوَصَّل إِلَيْهَا بدقة وإعمال فكر. والنكتة في زماننا: هي الكلام المضحك يكون نتيجة موقف مضحك قد حصل حقيقة، وفيما يلي عشرون نكتة عن الأزواج والمعلمين وقد راح ضحيتها في الغالب الزيجات والتلاميذ.
1. أرادت زوجة أن تغازل زوجها - وكان جاف الطباع - فاتصلت عليه قائلة: لقد أظلم البيت بخروجك، وبعد مدة جاء الكهربائي للبيت يقول: لقد اتصل علي صاحب المنزل لأصلح العطل.
2. كان لرجل زوجتين فاحتاج لكأس ماء، فأرسل زوجته الصغيرة احتراما للكبيرة، فلما انصرفت قالت الكبيرة: كلنا يعرف إحضار كأس ماء أم أردت أن تنظر إليها وهي ماشية؟ ولما رجعت الصغيرة قالت: أنهيتم السر الذي بينكما؟
3. طلب من زوجته إحضار قليلا من الملح، فقالت: قم أنت اقرب مني وأنا متعبة، وبعد قليل سمعت جوالها يرن بالمطبخ لوصول رسالة، فذهبت لقراءتها فوجدته قد كتب لها: احضري الملح في طريقك.
4. تزوّج رجل بامرأة فكان ينظر كل يوم في وثيقة الزواج، لاحظت زوجته الأمر، فقالت له: كل يوم تنظر إلى هذه الوثيقة، ما السبب؟ فقال لها: أبحث عن تاريخ انتهائها!
5. كان هنالك زوجان دائما في صراع ونزاع، فاتفقا أن يجعلا يوم للنكد ويوم للفرح، فكانت زوجته في يوم الفرح ترقص وتغني له: بكرة النكد بكرة..
6. أرسل رجل لزوجة صديقه المتوفي يقول: لقد كان زوجك من اعز أصدقائي فأرجو أن تعطيني شيئا من تركته احتفظ به كتذكار صداقة. فردت عليه تقول: مسكين والله ذهب ولم يترك شيئا غيري.
7. اتصلت امرأة على زوجها تقول وهي غاضبة: أين أنت يا زفت؟ فقال لها: تذكرين محل المجوهرات الذي ترددت في شراء ذلك الطقم منه ذات اليوم؟ فقالت: نعم أذكر يا حبيبي، فقال لها: أنا عند الحلاق الذي بجانبه.
8. قالت امرأة لزوجها: انظر إلى جارنا أبو..لقد بنى مسجدا لزوجته بعد وفاتها.
فقال لها زوجها: وأنا كذلك مستعد لأفعل لك مثل ذلك، ولكن التأخير جاء من عندك.
9. غضب رجل من زوجته غضباً شديداً فأخذ يضربها بالعصا أمام الناس، فقال أحد المارة للزوج: العصا للبهائم اضرب المرأة بالمرأة "يعني تزوج عليها" لم يستوعب الزوج كلامه لشدة انفعاله فقال له: وضح قصدك؟ فقالت له الزوجة: واصل الضرب ودعك من هذا الغبي ..
10. تقول المرأة الأمريكية لزوجها إذا خرج من البيت: اعتني بنفسك عزيزي، وتقول المرأة الفرنسية له: ترجع بالسلامة لا تتأخر، وأما المرأة الجزائرية فتقول له: خد كيس القمامة عند خروجك.
11. سأل المعلم التلميذ: ما هي أحب دولة لديك؟ فأجاب التلميذ: تشيكوسلوفاكيا. فقال المعلم: ممكن تكتبها على السبورة؟ فقال التلميذ: كنت أمزح معك فقط أنا أحب مصر.
12. طلب المعلم من تلاميذه أن يتكلموا بالفصحى إذا دخل المفتش القسم، ولما دخل قال المعلم لأحد التلاميذ: قم أغلق الباب، فقام التلميذ وقال: حاضر يا مولاي!.
13. بعد إن انتهى المعلم من الشرح سأل تلاميذه: من كان عنده سؤال يرفع يده. ففوجئ المعلم بتلميذ يرفع يديه الاثنتين. فسأله عن السبب. فقال التلميذ: عندي سؤالين يا أستاذ!
14. قال التلميذ للمعلم: هل يعاقب الإنسان على شيء لم يفعله؟ فقال المعلم: طبعا لا، فقال التلميذ: أنا لم احل الواجب.
15. شعر المعلم بالنعاس أثناء الدرس فوضع رأسه على المكتب لينام وفجأة دخل المفتش.. فقام المعلم وقال: وهكذا كان ينام عمر يا أبنائي.
16. قال التلميذ لأبيه بكل استخفاف: لقد أصيب معلمنا بالجنون، فقال الأب: كيف ذلك؟ فقال الابن: بالأمس يقول لنا: 3+2=5 واليوم يقول لنا: 1+4=5.
17. قال المعلم للتلميذ: ما هي أكثر كلمة يكررها التلاميذ عند السؤال؟ فقال التلميذ: لا أعرف، فقال المعلم: أحسنت. وسأل تلميذ آخر: ما هو أحسن شيء في المدرسة؟ فقال: الجرس.
18. جاء ولي تلميذ يسأل عن مستوى ابنه في مادة الرياضيات، فقال المعلم لوالد التلميذ: للأسف فإنّ ولدك ضعيف لا يعرف حتى عمليات الضرب والطرح والجمع. فقال الأب: غير صحيح فقد رأيته بالأمس يضرب ابن الجار ويطرحه على الأرض ويجمع نقوده.
19. طلب المعلم من تلاميذه أن يرسموا شجرة وعليها عصافير وبعد مدة صفق المعلم لجمع الأوراق، وكان كل الطلاب قد رسموا إلا واحداً رسم شجرة دون عصافير فسأله المعلم: لماذا لم ترسم العصافير؟ فأجاب : لقد طارت عندما صفقت.
20. جاء التلميذ باكيا فسألته أمه عن السبب؟ فقال: سألني المعلم من فتح قناة السويس؟ فقلت له: لا ادري فضربني، الأم: أنا أعرفك واعرف شقاوتك والله ما فتحها أحد غيرك.
وختاما نقول: لا يليق بالإنسان العاقل أن يمضي وقته الذي هو أثمن ما يملك في الضحك، ففي الاشتغال بما ينفع في الدين والدنيا غُنية عن الاشتغال باللهو، ولو كنا نعلم ما يتعلق بعظمة الله وانتقامه ممن يعصيه، والأهوال التي تنتظرنا يوم القيامة لكان ينبغي لنا أن نكثر من البكاء ونقلَّ من الضحك، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا"؛ أخرجه البخاري. فليحذر المسلم أن يكون ممن يضحك في هذه الدنيا قليلًا، ويبكي في الآخرة كثيرًا؛ كما قال تعالى عن المنافقين: "فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ" التوبة: 82. فاللهم اجعلنا ممن قلت فيهم يوم القيامة: "وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ، ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ" عبس: 38، 39. فهذا هو الضحك الذي لا بكاء بعده، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه إلى يوم الدين.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق