الخميس، 27 يناير 2022

اعتبروا في فصل الشتاء وتذكروا إخوانكم بدعاء طيب

من قدرة الله ونعمائه على عباده أن جعل في السنة فصولا مختلفة، شتاء وربيعا وصيفا وخريفا، وكم في اختلاف هذه الفصول من مصالح للعباد والبلاد؛ وكم فيها من اختلاف الأقوات والأطعمة؛ طعام وفاكهة في الصيف، وطعام وفاكهة في الشتاء.

عباد الله: لقد كان سلفكم الصالح يفرحون بالشتاء إذا أقبل؛ فكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول: "مرحبا بالشتاء، فيه تنزل الرحمة، أما ليله فطويل للقائم، وأما نهاره فقصير للصائم". وسمى النبي صلى الله عليه وسلم الصيام في الشتاء بالغنيمة الباردة كما جاء في مسند الإمام أحمد وحسنه الألباني عن عامر بن مسعود الجمحي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة". والغنيمة الباردة هي التي يتحصل عليها الجيش من غير قتال وتعب، فكذلك الصوم في الشتاء. فالشتاء هو ربيع المؤمن، يرتع فيه في بساتين العبادات ويسرح فيه في ميادين الطاعات والقربات.



عباد الله: في هذا الفصل نستذكر نعم الله عز وجل الكثيرة، ومنها: المسكن والملبس، وقد امتن الله على عباده فقال: (والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون) [النحل: 5]

فتأملوا -يا عباد الله- هذه النعم، فلنا بيوت تؤوينا، وألبسة تقينا، فلله الحمد والمنة، ثم تذكروا حال إخوانكم الفقراء والمساكين ممن لا مأوى لهم ولا لباس، فالله الله في تفقد أحوالهم لا سيما من كان تحت أيديكم من الخدم ونحوهم.

وشدة البرد في الشتاء تذكرنا بنار جهنم - عافانا الله وإياكم منها - فلقد نوع الله سبحانه أصناف العذاب على الكافرين، فقال: (هذا فليذوقوه حميم وغساق) [ص: 57] قال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير الغساق: "هو الزمهرير البارد الذي يحرق من برده".

اللهم هون برد الشتاء على من لا مأوى له.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اشتكت النار إلى ربها، فقالت: رب، أكل بعضي بعضا. فأذن لها بنفسين؛ نفس في الشتاء، ونفس في الصيف، فأشد ما تجدون من الحر، وأشد ما تجدون من الزمهرير". [متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه].


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق