الجمعة، 29 مايو 2015

اتباع الشهوات وعواقبها على الفرد

عواقب اتباع الشهوة
1) مرض القلب :
ومرض القلوب نوعان مرض شبهة وشك ، ومرض شهوة وغي وكلاهما في القرآن قال تعالى في مرض الشبهة } في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا { .
وأما مرض الشهوات فقال تعالى } يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقتين فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض { فهذا مرض شهوة الزنا . زاد المعاد 4 / ص 5
الأسير هو أسير شهوته وهواه ، ومتى أسرت الشهوة والهوى القلب تمكن منه عدوه وسامه سوء العذاب وصار كعصفور في كف طفل يسومها حياض الردى والطفل يلهو و يلعب 0 روضة المحبين ج: 1 ص: 103
2) الضلال عن الحق بسبب سكر الشهوة :
قال تعالى في قوم لوط (لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون) .
وهذا السكر أشد من سكر الخمر ، فإن سكر الخمر يكون يوما أو قريبا من يوم ، وأما سكر الشهوة والمحبة الفاسدة فقوي دائم ، وقد يصل إلى الجنون .
قالت جننت على رأسي فقلت لها العشق أعظم مما بالمجانين
العشق ليس يفيق الدهر صاحبه وإنما يصرع المجنون في الحين
قاعدة في المحبة ج: 1 ص: 83
3) الشهوة بريد الكفر والخروج عن الدين :
فإن الشهوة خطوة من خطوات الشيطان التي يتدرج بالعبد عن طريقها حتى يفسد عليه دينه وقد يخرجه منه .
قال عدي ابن ثابت كان في زمن بني إسرائيل راهب يعبد الله حتى كان يؤتى بالمجانين يعوذهم فيبرأون على يديه وإنه أتي بامرأة ذات شرف من قومها قد جنت وكان لها إخوة فأتوه بها فلم يزل الشيطان يزين له حتى وقع عليها فحملت فلما استبان حملها لم يزل يخوفه ويزين له قتلها حتى قتلها ودفنها فذهب الشيطان في صورة رجل حتى أتى بعض إخوتها فأخبره بالذي فعل الراهب ثم أتى بقية إخوتها رجلا رجلا فجعل الرجل يلقى أخاه فيقول والله لقد أتاني آت فذكر لي شيئا كبر علي ذكره فذكر ذلك بعضهم لبعض حتى رفعوا ذلك إلى ملكهم فسار الناس إليه حتى استنزلوه من صومعته فأقر لهم بالذي فعل فأمر به فصلب فلما رفع على الخشبة تمثل له الشيطان فقال أنا الذي زينت لك هذا وألقيتك فيه فهل أنت مطيعي فيما أقول لك وأخلصك قال نعم قال تسجد لي سجدة واحدة فسجد له وقتل الرجل فهو قول الله تعالى كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين 0 روضة المحبين ج: 1 ص: 189
4) الحجب عن الرب جل وعلا :
فإن العبد إذا قدم شهوته على مراد ربه عرض نفسه للحجب والجفاء بينه وبين ربه .
فإن أراد الله خذلانه وكله إلى شهوته وتركه محجوباً عنه . وإن أراد الله عصمته نغص عليه الشهوة وحال بينه وبين اللذة المحرمة حتى لا تكون حجاباً بينه وبينه .
مدارج السالكين ج: 2 ص: 454
5) إدمان الشهوة وتعلق القلب بها :
مدمنو الشهوات يصيرون إلى حالة لا يلتذون بها وهم مع ذلك لا يستطيعون تركها.
ولهذا ترى مدمن الخمر والجماع لا يلتذ به عشر معشار التذاذ من يفعله في بعض الأحيان .
روضة المحبين ج: 1 ص: 470
6) الغفلة عن ذكر الله والصلاة :
لأن العبد إذا قهر شهوته وهواه قوي قلبه على الصلاة والخشوع فيها ، وهذا بخلاف من قهرته الشهوه وأسره الهوى ووجد الشيطان فيه مقعدا فإنه لا يمكن أن يتخلص من الوساوس والافكار 0 الوابل الصيب ج: 1 ص: 40
7) الشقاء والحسرة في الدنيا :
فيا حسرة المحب الذي باع نفسه لغير الحبيب الأول بثمن بخس وشهوة عاجلة ذهبت لذتها وبقيت تبعتها .
وما في الأرض أشقى من محب وإن وجد الهوى حلو المذاق
تراه باكيا في كل حين مخافة فرقة أو لاشتياق
فيبكي إن نأوا شوقا إليهم ويبكي إن دنوا حذر الفراق
إغاثة اللهفان ج: 2 ص: 122
8) العقوبة عند الموت :
شهوات الدنيا فى القلب كشهوات الاطعمه فى المعدة ، وسيجد العبد عند الموت لشهوات الدنيا فى قلبه من الكراهة والنتن والقبح ما يجده للأطعمه اللذيذة إذا انتهت إلى غايتها . عدة الصابرين ج: 1 ص: 195
9) العقوبة في البرزخ :
وفي حديث سمرة بن جندب الذي في صحيح البخاري أن النبي قال رأيت الليلة رجلين أتياني فأخرجاني فانطلقت معهما فإذا بيت مبني على مثل بناء التنور أعلاه ضيق وأسفله واسع يوقد تحته نار فيه رجال ونساء عراة فإذا أوقدت النار ارتفعوا حتى يكادوا أن يخرجوا فإذا أخمدت رجعوا فيها فقلت من هؤلاء قال هم الزناة .
الجزاء من جنس العمل ، فهؤلاء كانوا في الدنيا كلما هموا بالتوبة والإقلاع والخروج من تنور الشهوة إلى فضاء التوبة عادوا إليه فكان هذا عذابهم في تنور الآخرة . روضة المحبين ج: 1 ص: 442
10) العذاب في النار :
في الحديث (حفت النار بالشهوات ، وحفت الجنة بالمكاره) .
قال بعض العلماء : إذا علا الذكر الذكر هربت الملائكة وعجت الأرض إلى ربها ونزل سخط الجبار جل جلاله عليهم وغشيتهم اللعنة وحفت بهم الشياطين واستأذنت الأرض ربها أن تخسف بهم وثقل العرش على حملته وكبرت الملائكة واستعرت الجحيم فإذا جاءته رسل الله لقبض روحه نقلوها إلى ديار إخوانهم وموضع عذابهم فكانت روحه بين أرواحهم وذلك أضيق مكانا وأعظم عذابا من تنور الزناة .
روضة المحبين ج: 1 ص: 374
ذهبت اللذات وأعقبت الحسرات ، تمتعوا قليلا وعذبوا طويلا ، أسكرتهم خمرة تلك الشهوات فما استفاقوا منها إلا فى ديار المعذبين ، فلو رأيت الاعلى والاسفل من هذه الطائفة والنار تخرج من منافذ وجوههم وأبدانهم وهم بين اطباق الجحيم وهم يشربون بدل لذيذ الشراب كؤوس الحميم ويقال لهم وهم على وجوههم يسحبون ذوقوا ما كنتم تكسبون إصلوها فاصبروا او لا تصبروا سواء عليكم إنما تجزون ما كنتم تعملون 0 الجواب الكافي ج: 1 ص: 122


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق