السبت، 21 مارس 2020

* // ما روي في من ردّ إعتذار أخيه المسلم // *

السلام عليكم و رحمة الله
حياكم الله .

// *

في هذه الحياة بقدر ما يجتهد العبد الضعيف
و يتحرى الصدق و العدل و الواجب في تصرفاته و مسؤولياته
فهو ليس بمنأى عن النسيان و السهو و التعثّر و الخطأ و الزلّل ..

و كثيرا ما يحصل هذا [ دون قصد ] على حساب حق أو خاطر إنسان
أو دون إدراك و وعي كافٍ بالاختلاف بيننا كإخوة في الإسلام
بل حتى كإخوة في الإنسانية جمعاء
../

ثم بعد زمن ..
بعد تبّصر و فهم و إدراك ..
يلمح العبد خطأه و يراجع نفسه ..
و الحر من لا يرضى بالخطأ
عندما يلمح الصواب
و إلا كان هذا كبرا
- نعوذ بالله من الجبن و الكبر -

ثم يساوره الندم و يقبل على
أخيه المسلم في ندم و ألم
معتذرا طالبا العفو و الصفح
عن الخطأ غير المقصود
و عن الفعل غير المحسوب ..

* // و الذي يعلمه الله تعالى فهو الأدرى
و الأعلم بالقلوب و بسرائر النفوس // *

و لكن [ ؟ ]

و لأن الحياة لا تسير دوما وفق قواعد الصواب
ولا تسير وفق قوانين العقل و الحكمة ....

قد نتفاجأ في لحظة ما لم نكن ننتظرها
بأنها تسير أيضا وفق منحى النفوس و الخواطر و الأهواء
ففي نهاية المطاف نحن في دنيا بشر يخطئون
و الطوبى لمن استطاع أن يبصر أخطاءه () .

و من غرائب هذه الدنيا يا إخوة الإسلام ..
* // ردّ المعتذر إلينا و طرده و الدعاء عليه و رفض اعتذاره // *

و هنا قد يتوقف الإنسان و يتدبّر طويلا
و يتساءل كثيرا ..

هل جبّل الإنسان على الانتصار لنفسه لهذه الدرجة ؟
و هل حقا كل من يحمل في لسانه كلمة الله هو موقن بها في قلبه ؟

/ و حتى لا يتوه الإنسان في مسائل قلبية و عقائدية ..
حثني ضميري أن أستشهد بقول من الأثر عن عقلاء هذه الأمة
عن أثر و نفحات سنة نبيّنا المصطفى عليه الصلاة و أزكى التسليم

نقلا عن فتوى وردت بموقع الشيخ الدكتور محمد صالح المنجد ..
في سؤال عن // ردّ الإنسان للمعتذر إليه // .

***

قال ابن حبان رحمه الله في " روضة العقلاء ونزهة الفضلاء" (1/183) : " فالواجب على العاقل إذا اعتذر إليه أخوه لجرم مضى ، أو لتقصير سبق ، أن يقبل عذره ويجعله كمن لم يذنب ؛ لأن من تنصل إليه فلم يقبل أخاف أن لا يرد الحوض على المصطفى صلى الله عليه وسلم .
ومن فرط منه تقصير في سبب من الأسباب يجب عليه الاعتذار في تقصيره إلى أخيه .
ولقد أنشدني محمد بن عبد الله بن زنجي البغدادي ...
إذا اعتذر الصديق إليك يوما ... من التقصير عذر أخ مقر
فصنه عن جفائك واعف عنه ... فإن الصفح شيمة كل حر " انتهى .

وقال الإمام الغزالي رحمه الله :
" أما زلته في حقه – يعني زلة الأخ في حق أخيه - بما يوجب إيحاشه : فلا خلاف في أن الأَوْلى العفو والاحتمال ، بل كل ما يحتمل تنزيله على وجه حسن ، ويتصور تمهيد عذر فيه ، قريب أو بعيد ، فهو واجب بحق الإخوة " انتهى .
"إحياء علوم الدين" (2/185-186) .
والله أعلم .

***

و اللّهم اهدنا و ردّنا إليك ردّا جميلا .
..// *


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق