الجمعة، 20 مارس 2020

بعض الأحكام المتعلقة بصلاة الجماعة في البيوت

من صفحة الشيخ الدكتور سعيد سالم الدرمكي حفظه الله.

إخواني الأفاضل أود أن أنبه إلى بعض الأحكام المتعلقة بصلاة الجماعة في البيوت ، بعد قرار تعليق الصلاة في المساجد بسبب منع العدوى بوباء كورونا. فالمسلم بعد القرار ملزم بالصلاة في بيته ومع أهله، ويحتاج إلى تعلم بعض الأحكام التي قد تخفى على البعض فأقول مستعينا بالله :

أولا : من السنة اتخاذ مكانٍ للصلاة فيه في البيت، وليس المقصود بناء مصلى، بل تخصيص مكان لأجل الصلاة فروى البخاري أن الصحابي عتبان بن مالك قال للنبي صلى الله عليه وسلم :ووددت يا رسول الله أنك تأتينى فتصلى فى بيتى ، فأتخذه مصلى . قال فقال له : سأفعل إن شاء الله .

قال عتبان فغدا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر حين ارتفع النهار ، فاستأذن فأذنت له ، فلم يجلس حتى دخل البيت ثم قال:" أين تحب أن أصلى من بيتك ؟ قال فأشرت له إلى ناحية من البيت ، فقام فكبر ، فقمنا فصفنا ، فصلى ركعتين ثم سلم.

ثانيا : هل يؤذن من سيصلي في البيت ويقيم الصلاة ؟ الأذان والإقامة فرض كفاية، فإذا أذن المؤذن وأقام في مسجد الحي فإنه يكفي عن أذان من في المنزل عن ابن عمر أنه قال: إذا كنت في قرية يؤذن بها ويقام أجزأ عنك. وإن أذن من صلى في المنزل وأقام فلا بأس

فإذا أذن المؤذن كما هو الحال الآن في المساجد، وصلى الناس في بيوتهم فعليهم أن يقيموا الصلاة قبل الشروع في الصلاة، لأن إقامة الصلاة واجبة ، فإن نسيها أو جهل حكمها فلا شيء عليه.

ثالثا : صفة إقامة صفوف صلاة الجماعة في البيوت يصلي الرجال إذا كانوا أكثر من اثنين فيقف الإمام ويقف خلفه الرجال من أولاده وإخوانه. وإن كانوا اثنين وقف المأموم على يمين الإمام وأما المرأة فتقف خلف الرجال ولو كانت لوحدها. وكذلك للرجل أن يصلي الرجل بزوجته، وتقف الزوجة خلف زوجها

رابعا : يجهر الإمام الذي يصلي جماعة في منزله بالمأمومين في الصلاة الجهرية، ويسر في السرية

خامسا : لا تُصلى الجمعة في البيوت، وإنما تُصلى ظهرا، أربع ركعات، ومن لم تجب عليه الجمعة سقط عنه وجوب غسل الجمعة .

سادسا: على من صلى جماعةً في البيوت أن يحافظوا على صلاة الراتبة القبلية والبعدية، ولا يحرموا أنفسهم من ثوابها وأجرها وهذه فرصة لتعليم الأولاد والأهل هذه الرواتب وتشجيعهم على الحرص عليها.

سابعا:التأكيد على الخشوع في الصلاة، خصوصاً من يصلي منفردا ففي كثير من الأحيان يضيع من يصلي منفردا الخشوع في الصلاة وربما نقر صلاته كما ينقر الديك الحب، فلا يطمئن في أركان الصلاة، فيسرع في قراءته وركوعه وسجوده وربما انصرف من صلاته وهو لا يتذكر منها شيئاً.

وعلى المصلين في بيوتهم أن لا يستعجلوا بعد الصلاة، فعليهم أن يحافظوا على أذكار ما بعد الصلاة، فإن أجرها عظيم، وفضلها كبير، لا ينبغي التفريط فيه

ثامنا : من السنن التي يمكن إحياؤها في صلاة الجماعة سنة تأخير صلاة العشاء. قال صلى الله عليه وسلم: ولولا ضعف الضعيف وسقم السقيم لأخرت هذه الصلاة -يعني العشاء- إلى شطر الليل " أي إلى قريب نصف اليل وهذا للمستطيع ، أما من يخاف أن ينام عن الصلاة فعليه أن يصليها في أول الوقت

تاسعا: ينبغي للمصلي في البيت أن لا يهمل أخذ الزينة للصلاة، كما أمر الله سبحانه فقال : " يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد" فلا تصل في ملابس ضيقة أو شفافه أو قصيرة تنحسر عن العورة، أو ملابس نوم لا تليق بالمصلي أن يقف بها بين يدي الله سبحانه وتعالى، فالله أحق أن يُتزين له .

فاحرصوا رحمكم الله على الصلاة جماعة في بيتوكم، وعلموا أولادكم أحكام الصلاة، إلى أن يرفع الله هذا الوباء، فيرجع المسلمون إلى بيوت الله، فيرفعونها بالصلاة والذكر وقراءة القرآن .

وفقني الله وإياكم لكل خير



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق