الأحد، 16 أغسطس 2020

*** عاجلا أم آجلا ***

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم أيها الأحبة ورحمة الله وبركاته أما بعد:
أولا الصلاة على الحبيب المصطفى صلوات رب وسلامه عليه عدد ما في الكون، وعدد ما يقول له المولى سبحانه كن فيكون.
أحبتي :من منكم لم يكن يوما منزعجا أشد الإنزعاج فيجلس لوحده بساحة من الساحات وفي رأسه العديد من الأفكار التي منها ما هو صواب ومنها ما هو خطأ في خطأ ، وقد يكون عندها ينظر الى المارة دون تركيز ولا حتى إذا سألته من رأيت ليعطيك الجواب الصحيح ، فإذا مر رجل أمامه فربما يقول لك لقد مرت إمرأة أو طفل صغير ، أو حتى إنها دراجة هوائية أي بمعنى باله سارح وكأن الدنيا ستنتهي ، وأن الزمن توقف عنده ، وكانت كل أفكاره تساؤلات زادتها وسوسة الشيطان ، وكلها لماذا ؟...
أحبتي : كل تلك التساؤلات مصدرها نقص الإيمان ، فالمؤمن القوي ، قوي في كل شيء في نفسه وفي علمه وفي معاملاته مع الآخرين، والحكمة ضالته أينما تكون يبحث عنها ليجدها، فلما هذه التساؤلات وأنت وأنا نعلم أن الإنسان آجلا أم عاجلا مآله إلى زوال ، ولا يبق خلفه إلا العمل الصالح مهما عمر وتعب وتجبر وكسب فإنه تاركها إلى غيره ، لينتفع بها ، إن أحسن التصرف كانت له سبيل نور في ظلمات الآخرة وإن أساء التدبير وقع في المحضور وكانت له وزرا وسلسلة نار تقوده إلى جهنم ويئس المصير .
أحبتي : لا عيب في تساؤلات ينجر عنها حسن الخاتمة، ولا خير في تساؤلات تهوي به في نار جهنم .
أحبتي : المسلم الحق من سلم الناس أذاه ، والمؤمن الحق ، من عرف الإيمان وطبقه في كل تصرفاته ، سواء الظاهرة في معاملاته مع الناس أو الباطنية التي يعلم سرها إلا الله.
أحبتي : كل منا يحاسب نفسه في اليوم الذي قضاه بخير أو بشر ، ويضع الميزان لنفسه قبل يزنه الناس أو يزنه رب العالمين بميزان المصير النهائي ودار الخلد الأبدي ، التي لا يرجع منها من لحق بها.
أحبتي : الخلوة مع النفس جميلة ولكن ضبطها لابد منه حتى تكون خالصة لله ، لا وسوسة وإتباع للهوى والشيطان والعياذ بالله.
أحبتي عاجلا أم آجلا سنرى كل أعمالنا وتصرفاتنا تترجم إما ابتلاءات أو عقاب بالدنيا،و إما حسن خاتمة وجنة عرضها السموات والأرض .
أحبتي: فليكن تفكيرنا وحواسنا وأمانينا وما نفعل وما نطمح وما نسعى إليه هو رضاء الله رب العالمين .
وربنا يقول في كتابه الكريم بالآيات (18،19،20) من سورة الحشر
فبعد بسم الهه الرحمن الرحيم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (19) لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۚ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ (20)) صدق الله العظيم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخوكم المهذب.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق