الأحد، 20 ديسمبر 2020

شرح سورة القدر

سورة القدر

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)



التدبر


إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1)

انّا: يتحدث الله بصيغة الجمع فهل كان عن نفسه او عن نفسه ومخلوق او مخلوقات اخرى سمح لها ان تنزّل شيء معه تعالى فمن المخلوق او المخلوقات؟

ولكن بما المخلوقات المذكورة في هذه السورة هي الروح والملائكة فمن الممكن ان يكون من قام بالانزال مع الله هو احدهما او الاثنين معا .

أنزلناه : عندما يستعمل الله فعل ' انزل ' اوفعل آخر من جذره، دائما يلزمه بما انزل أي يعرّف الشيء الذي انزله دائما فمثلا الماء ،الحديد ، الكتاب القرءان ، الذكر ، الفرقان ، الملائكة ، الانعامـ الملك ، المن والسلوى ، التوراة والانجيل ألخ... وعندما لا تقرن بمخلوق فهو ييبن بكلمات وافعال ما يبين انها آية او كتاب من عنده بمعاني يقصد بها الايمان او الكفر بما انزل فنفهم انه ذكره او كتابه بدون ان يذكرهما قولا ، اي بمعنى كلمات مرافقة وسياقها نفهم ما يقصد انزاله...

فنلاحظ انه لم يذكر ما انزله في سورة القدر هذه المرة وما نوعه كما بين في كل مرة استعمل في قوله فعل " انزل" في كامل القرءان فالضمير'ـه' الغائب عائد على من ؟

لتثبت يمكنكم البحث عن الآيات التي فيها فعل انزل في القرءان وشاهدوا استعمالاته ستلاحظون ما وجدته...

فان كان المقصود من المنزل الكتاب لا افاد الله ذلك مباشرة او رمى بالمعنى الذي يقصد به كما فعل في كامل القرءان . الا هذه المرة فلا ذكر ولا قصد ظاهر مبين كالعادة انه ما انزل انه هو القرءان في ليلة القدر فعلا.

لذلك انا متأكد ان ما انزل ويقصد في سورة القدرهو ليس كتاب القرءان ، ولكن شخص من البشرمعين.

فمن معاني انزل اسكن ومنها المنزل أي المسكن وكذلك النزل أي السكن ، فاذا اعتبرنا ان معنى انزل اسكن سنفهم ان الله اسكن شخص في زمكان سماه ليلة القدر.



والملاحظ ان لم يستعمل الله فعل انزل في بشر بانه منزل بإستثناء هذه السورة الا في سورة الاحزاب حيث قال " وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فريقا" هنا انزل قد تكون معناه أخرج.



وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2)

يطرح الله سؤال لشخص ثاني بصيغة المخاطب فهل هو نفس الشخص المنزل. الله اعلم عن كيفية ادراك هذا الاخير لمعنى ليلة القدر فهو ليس تأكيد بانه جاهل لمعناها ولكن اثبات ان هذا الشخص مدرك وتوصل الى معناها بفضل بقية بحثه في السورة بما يلي



لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3)

هذا هو المعنى رياضيا

خير هي الاشارة الرياضية ' > ' أي ارفع

وبذلك

ليلة القدر > الف شهر

أي

ليلة القدر > 1000 شهر

أي

ليلة القدر > 83 عام

بما معنى ان ليلة القدر هي ليلة مقدارها اكثر من 83 عام

وما معناه بالزمكاني بينما يمر علينا ليلة واحدة يمر على الشخص الذي انزله الله 84 عاما في

أي ليلة بنسبة لنا = 84 عاما بنسبة له

اذن فمعنى القدر هو تقديرالزماني والمكاني من الله بان جعل ليلة واحدة تقدربـ اكثر من الف شهر لشخص يعيشها بينما في نفسها عشنا مدة ليلة واحدة مثلا 8 ساعة مقابل 84 عام

اذن ليلة القدرتخص شخصا واحد من اصطفاء الله وهي واحدة فقط فعلا فهو لم يذكر الا ليلة واحدة في كل الدهروليس ليالي.

فهذه الآية تشهد وتجيب عن التساؤل الذي طرح فالآية السابقة وهي المفتاح لتدبر السورة فالزمان والمكان هو اطار حياة الانسان وهذا ما يأكد ثانيا على ان الشيء الذي وقع تنزيله هو انسان بما ان السورة تتحدث عن ايطار زمكاني معين طيلته ليلة عادية ولكن بمقدار اكثر من 1000 شهر وهو ايطار للبشر. اما الكتاب وهوقول الله انزل في شهررمضان مرة في ليلة مباركة ذكرت في سورة الدخان والبقرة وهذه اليلة ليست ليلة القدر ، فالله لم يتبع في هذه الآيتان تعريفا بانهماا ليلة القدر .فقد تكون ثلاث ازمنة مختلفة عن بعضها نزل القرآن مرتين في زمنين الواحدة ليلة معينة والثانية رمضان لشخصين مختلفين منهما محمد رسول الله والثانية لشخص آخر اما ليلة القدر فوقع فيها اسكان شخص في ايطار زمكان معين والاكيد ان من كل امر يتضمن فيه القرآن مما يتضمن وليس القرءان وحده. وعدم التفكير بهذه الطريقة هو تعارض يسبب التباس غير منطقي .



تتَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4)

تنزّل = تنزَّل الشَّيءُ نزل في مُهْلة وتدرُّج

الرّوح = جبريل عليه السلام ؟

من كل امر =لعلها امور الدنيا والدين

المعنى ان الشخص الذي انزله الله ستحيط به الروح والملائكة فتهديه وترشده الى امورالدين والدنيا أي تقوم بتدريسه ثقافة شاملة او عامة بصفة تدريجية في مدة تقارب او تفوق 84 سنة في زمكان اسمه ليلة القدر.



سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)

هناك معنيان نستخلصهما من هذه الآية

1- ان الشخص المنزل سيكون في امن وسلام في ليلة القدرقد تكون عالما او كونا باسره فيه الروح والملائكة اي تكون هي مكوناته ووهي تدرّسه طيلة 84 عام تدريجيا. وارجح منطقيا ان الله لن يظهر له الملائكة ولا الروح الا في شكل بشر فاظنه ان رآها على شكلها او تأكد منها سيجن او ينافق خوفا ورعبا ولن يشعرالسلام كما يشعره مع امثاله لذلك لن يحس بفرق او تغير او يشهد ما يجعله مضطربا فقد لا يكتشف ذلك الا مع نهاية ليلة القدر انه كان فيها وانه هو المصطفى لها.

2- الشخص المنزل لن يبرح الارض وسيبقى على فراشه في الدنيا نائما لمدة ليلة 8 ساعات بينما رؤياه او حلمه يدوم 84 سنة حقيقة مدة ليلة القدر ويضمن الله ان ليلته ستكون سلاما عليه شخصيا الى مطلع الفجر. وكأن ذلك معناه انه معرض لخطر قبل الليلة او بعدها.

فمن يكون الشخص الذي انزله الله في ليلة القدر هل هو عادي كأصحاب الكهف ام رسول قادم وهل حدث هذا في الماضي اوسيحدث فالله اعلم ومن يكون الشخص الثاني الذي علم بمعنى ليلة القدر الحقيقية ويوجه الله القول هل هو ايضا رسوله القادم او محمد ص .






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق