الجمعة، 11 فبراير 2022

معنى ضرب الرقاب

بسم الله

قال تعالى في سوة محمد

فاذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتي اذا اثخنتموهم فشدوا الوثاق فاما منا بعد واما فدا حتي تضع الحرب اوزارها ذلك ولو يشا الله لانتصر منهم ولكن ليبلوا بعضكم ببعض والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل اعملهم – محمد- 4

فمعاذ الله الرؤوف الذي منع العبودية ان يجعل من معنى رقبة او رقاب هي رقبة بشر ، وهي لهجة النخاسين الظالمة. لكنها هي كلمة نور من كتابه المنير.. فلننتبه ان الله ليس بمثل هذا يكلم عباده مهما كانوا.

فاذا بصرنا بحدس وبالمنطق وبهدى سنجد اقرب كلمة اخرى ، وذات نفس الجذر للرقاب . هي فعل راقب اي المراقبة وبما الاية تتحدث عن زمن حرب نفهم ان ضرب الرقاب هي ضرب المراقبة . وبالطبع في الكفارفنقوم بوضع الفرضية وسنجد سيرورة وترابط يفي برحمة الله . وهذا المعنى يرتقي الى توقيعه في مفتح كتابه " الرحمن الرحيم".

اذا اثخنتموهم من اثخن نجد معناه في الاية 67 الانفال =

ما كان لنبي ان يكون له اسري حتي يثخن في الارض تريدون عرض الدنيا والله يريد الاخره والله عزيز حكيم 67

يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ = غڑ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا .

عرض الدنيا هي ما تعرضه من املاك وليس القياس .

اذا كان الارض=الدنيا .

يثخن = يريد عرض = يريد عرض شيء عليه .

اذا اثخنتموهم= اذا علمتم ما يعرضون من مخاطر زمن الحرب ..

شدوا الوثاق = الوثاق معنيين الاول الروابط ثانيا ما وثقتم به وبذلك شدّوا الوثاق اي ايجاد روابط وثيقة واقعية التي تربط بين الكفارالذين تراقبونهم

فاما منا او فدا = هي كيفية التصرف بالنتيجة الحاصلة من مراقبة الاعداء ، بمعرفة حقيقة ما يمثلون من مخاطر ودرجتها .

منا = كبد =ضيق عليه (من المعجم).

فدا = (من المعجم فدا=تخلص) اي بالتخلص من تلك الشبكة المكتشفة

بقية الاية ، مفهومة وهي ان على المؤمنون ان يقومون بواجب العسكري باحسن الاركان . ومنها الاستخباراتية التي يعطينا الله درسا فيها .

من قتلوا في سبيل الله= من اجتهدوا باقصى جهد في سبيل الله الذي هو العمل العسكري المبني على العلوم الميسرة من الله . مثلا صناعة الاسلحة – التدريب فنيات القتال – الطب -..)
من قتلوا = ليس من هلكوا في الحرب بل من اجتهد بكل قدراته

و سبيل الله=المنهج العلمي

فلن يضل اعمالعم = اعمال الجهد (قتلوا) ستنفعهم باذنه ولن يضلوا بهذه المعارف الحاصلة من الاجتهاد والخبرة

اذن الخلاصة

فيقول تعالى بهذا المعنى

اذا وجدتم كفارا متواجدون بينكم يمثلون خطرا جوسسي . فقوموا بمراقبتهم وابحثوا في تحركاتهم ما يمثل من علاقات جوسسية تمثل رابطا مع ما يقع اثناء الحرب . واذا وجدتم ضوابط موثوق بها وحسب اثارها . قومو اما بتضييق عليهم او قوموا بالتخلص من هؤلاء الجواسيس الكفار. حتى تنتهي الحرب. وياكد الله انه هين عليه ان ينتصر وحده عليهم . غير ان البشر مبتلون ببعضهم . هذه هي ارادته ففي هذا الابتلاء المزدوج فعلى المؤمنين بذل كل الجهد لصنع نصرهم لانه يربحهم تجارب ومعارف وضريعة للتقدم.

اذن 8 دروس مهمة في العمل العسكري والمدني يهدينا الله ومحمد في عهده لنا في هذه الاية

1- ضرب الرقاب ليس قطع لرؤوس الناس بل ضرب المراقبة على الاعداء والجواسيس

2– العمل الاستخباراتي مهم جدا ويعتمد على المراقبة الشاملة ينتهي بالتضييق او التخلص من شبكة الكفار الجوسسية ، في ارض المعركة وكل البلاد ،

3- الذين قتلوا في سبيل الله هم ليس من اهلكوا فقط بل هم احياء من من اجتهدوا في علم (سبيل الله) لنصرته..

4 – ارادة الله ان يبلونّا ببعضنا لفائدة التنعم علميا وتقنيا من سبيله .

5- سبيل الله=المنهج الممهد للعلوم والتقنية والفنون...

6- استعمال المعارف والعلوم في الحرب وامن الدولة.

7-لا تعني الاسر بما ان الاية 67 من الانفال تامر الرسول بعدم ان يكون له اسر

8-كل خائن او جاسوس من الاعداء هوكافرمنالكفار


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق