الأحد، 15 يوليو 2018

هل تســــــمعني يـــا هــــــذا ؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم




#مكتبة

هل تســــمعني يـــا هـــــذا ؟؟
لقد كان من الأدب ما أوجب المدح والثناء .. حيث وقف عند الحد الذي يعني الوجوب .. رغم السانحة التي كانت متاحة !.. ولم يجاري العفوية السائدة في أغلب الناس .. نخوة وشعور وإحساس .. وثوابت وأخلاق بمنتهى الكمال .. ندرة أمثاله في هذا الزمن .. حيث الانفلات الغير مباح .. لم يخاطر بصيت العفة المعروفة عنه .. والموروثة عن الآباء والأجداد .. في زمن يقال فيه للباحث عن الفضيلة هو ذلك المتزمت المستبد !.. ويقال فيه للسالك للدرب السليم هو ذلك الرجعي المتأخر .. ولكن الأصول هي الأصول .. ففي الحياة سياج تقام حول الشبهات لتقي عن الحرمات .. وهي سياج تفرضها العفة والكرامة .. لتمنع الوقوع في المحظور والإباحة .. ومع الأسف الشديد ففي هذا العصر يتوفر الأدعياء الذين يهونون الأمور بالقدر الذي يجمع البارود في حضرة النار !.. لقد أباحوا الكثير من السياج بحجج التحضر والتقدم .. وتركوا ما يوجب الإمساك من الفضائل زاعمين الموضة والمواكبة .. ويسخرون من كل قائل يقول : ( اتقوا الله ) .. كما أن الكثيرين من الناس قد تهاونوا في قيود يحدد الحدود بين أفراد الصلات والدم والقرابة .. يتساهلون كثيراً حين يكون الأمر متعلقاً بابن العم أو بابن الخال أو بابن العمة أو بابن الخالة أو بأي صاحب رحم يحل له الزواج .. وذلك رسولنا الكريم أحمد عليه أفضل الصلاة والتسليم قد نهانا عن التساهل في أمر الحرمات .. وهو الذي قال : ( الحمو الموت ) .. والتجارب أثبتت لدى الكثيرين صدق الرسول صلى الله عليه وسلم .. فالإنسان هو إنسان .. ويملك كل نزعات البشر .. حيث يملك نفس الرغبة والشهوة .. وصلة القرابة والرحم قد لا تقي من المحظور .. وقد يقول قائل لا بد من صلة الأرحام .. فنقول له نعم وألف نعم .. ولكن صلة الأرحام لا بد أن توافق شروط المحارم .. بالقدر الذي يمنع الوقوع في المحظور والخطيئة .. فلا بد من خطوط حمراء وحواجز تحدد مواقع الأقدام حسب مقامات الصلة .. حدود وحواجز غير حواجز الأب والأم .. وحدود وحواجز غير حواجز الأخ والأخت .. وحدود وحواجز غير حواجز الابن والابنة .. وحدود وحواجز غير حواجز الأعمام والأخوال .. أما إذا تعد الأمر ذلك فهو يعني الإسراف والإفلات .. وقد تكون النوايا حسنة في البدايات .. ولكن مع مرور الوقت والمداومة فإن الشيطان يفتح أبواب الوساوس .. حيث الراعي الذي يوشك أن يرتع في حرمة الآخرين .. وعند ذلك تتجلى تحذيرات الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم .. وإذا وقعت الخطيئة ( لا قدر الله ) فلا يفيد حسن النوايا .. وعليه نكرر القول بأنه يطيب السماحة إذا واكب حسن النوايا الالتزام بشروط الحدود .. وبتلك الخطوة والمحاذير التي تقي المؤمن من بوائق الشيطان .. وفي نفس الوقت ينال ثواب الصلة بالأرحام كما ينال ثواب التعفف والفضيلة .
ــــــــــــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق