الخميس، 23 أغسطس 2018

رحلة عبر الزمن فهل من صاحب فى السفر؟

رحلة عبر الزمن
فهل من صاحب فى السفر؟
دكتور
كامل محمد محمد عامر
وهى مختصر بسيط
لسلسلة مناهج الوصول للمؤلف
عبرتُ نهر التاريخ ..... عبرتُ بحر السلف .....تركتُ رجال السند ..... وجلستُ خارج الحرم ...... وخلف ساتر الزمن....
كان يوم الموقف، ورسولنا واقف على دابته... كان يوم الجمعة... هل تعرفون متى؟
كان بعد الهجرة بعشر سنوات...... إنها حجة الوداع!! كان التاسع من شهر ذى الحجة، وتوفى عليه السلام فى الثاني عشر من ربيع الأول من العام الحادي عشر للهجرة....... فهل تعلمون الخبر؟ ...
لقد عرفتُ الخبر !!! رسولنا عليه السلام يخاطب صحابته ".... لِيُبَلِّغ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ فَإِنَّ الشَّاهِدَ عَسَى أَنْ يُبَلِّغَ مَنْ هُوَ أَوْعَى لَهُ مِنْهُ...." وسمعتُ قول ربى سبحانه{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3] وقد نزل بها جبريل عليه السلام فى ذلك اليوم.....
جمعٌ غفير، فيه الرجال والنساء، فيه الشيوخ و الأطفال، فيه الأحرار والعبيد .... نعم لقد شاهدتُ الحدث من خلف ساتر الزمن، شاهدتُ العالم والمتعلم.... وسمعتُ خطبة خير البشر.....ألم يقل رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "تَسْمَعُونَ وَيُسْمَعُ مِنْكُمْ وَيُسْمَعُ مِمَّنْ سَمِعَ مِنْكُمْ"
أنا مازلتُ هناك....
أنا لستُ بعالم ... أنا فردٌ من هذا الجمع الغفير !
أنا لا أكتب...... كالعديد ممن حضر !! ولكننى تنفيذاً لأمر رسولى عليه السلام، سمعتُ كما سمعوا.
جلستُ أياماً قليلةً، فإذ برسولنا عليه السلام يرجع إلى المدينة والركب راجعون معه .... سرت مع الركب مختفياً خلف ساترى الذى ارتديته....إنه ساتر الزمن....
أنا مازلتُ فى المدينة ... أستمع إلى أحاديث الرسول عليه السلام ... عشرات الأعوام مرت وأنا هناك..... لقد تسابق القوم .... قالوا نجمع أحاديث خير الرسل... القوم لا يكتبون بل يحفظون، ونفذوا وصية رسولهم عليه السلام " لِيُبَلِّغ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ" ومضت أعوام وأعوام وأنا فرحٌ سعيد أسمع من هذا ومن ذاك، ولكن حدث أمرٌ جليل لقد تفرق الصحابة رضى الله عنهم فى البلاد، ولم استطع السير خلف جميعهم، آه !!! لقد تفرقوا فى بلدان بعيده، وكل صحابى معه من الأحاديث ما ليس مع أخيه ..... عشرات الأعوام مرت، بل مائة عام أو أكثر، حتى منَّ الله علينا بخليفة المسلمين عمر بن عبد العزيز.... نعم لقد سمعته يأمر العلماء فى جميع بلاد الإسلام بجمع السنن وتدوينها....... وتسارع القوم، استجابة لأمر أميرهم، وحفظاً لسنة نبيهم عليه السلام.
وفرحت أيما فرح، وسجدتُ لله شكرأً؛ فقد وصلتنا جميع الأحاديث، نعم جميع السنن!!! ولم أعد بحاجة إلى رأىٍ اجتهد فيه عالم، فأخذ أجراً على اجتهاده إن أخطأ، وأجرين إن أصاب.
نعم، جمعتُ تلك الدواوين، وعدتُ أدراجى، اجلس فى مكتبتى سعيداً، فقد تكللت الرحلة بنجاح والحمد لله حمداً كثيراً مباركاً.
وانتهت رحلة التدوين لتبدأ رحلة أخرى؛ ننظم تلك الأحاديث؛ لنستخرج منها الأحكام التى أمرنا بها ربى، وبالبيان الذى بيَّنه لنا الرسول عليه السلام.
فنبدأ الرحلة الثانية
فهل من طالب علم يرسم معى منهاجاً على غرار ما تفعله طلبة الماجستير والدكتوراة قبل البدأ فى كتابة رسائلهم؟ وتكون المادة التي يجرون عليها البحث هى جميع آيات الأحكام، وصحيح السنة؛ وطريقة البحث هو المنهاج الذى أقره الرسول عليه السلام، وعن طريق البيان الواضح الذى بينه عليه السلام، ألم يقل سبحانة:{وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } ، ويقول سبحانه:{وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } .
هذا ومن الله العون والتوفيق.
سياحة فى آيات الأحكام وصحيح سنة خير البشر
فهل من طالب علم يسير معى؟
دكتور
كامل محمد محمد عامر
وهى مختصر بسيط
لسلسلة مناهج الوصول للمؤلف
أمامى آيات الأحكام وجميع سنن الرسول عليه السلام.......
الخلفية التى نبدأ بها أن جميع ما فى الكون من أشياء وأحداث عفو مباح ........ ثم ماذا؟
· نجمع الأوامر؛ ويجب أن تكون مفصلة واضحة ونأتى منها ما نستطيع.
· نجمع النواهى؛ ويجب أيضاً أن تكون مفصلة، فقد فصَّل لنا سبحانه وتعالى ماحرمه علينا، فننتهى تماماً عمَّا حرمه علينا.
· نجمع أقوال الرسول عليه السلام، لنتأسى بها.
· نجمع أقوال الصحابة رضوان الله عليهم والتى تنص أن رسولنا عليه السلام قد شاهدهم يقولون قولاً، أو يفعلون شيئاً، وعلم بذلك وأقرهم عليه؛ فهذا لا شك مباح لنا فعله.
فلنبدأ بتجميع الأوامر.
وبدأتُ أجمع أوامر القرأن وصحيح السنة ....ولكن وجدتُ أوامر يظنها البعضُ متعارضة ....!!
فقلتُ أبحثُ عن تاريخ تلك الأوامر، فلا شك أن الأمر الأخير ناسخ للأمر الأول فجمعت تلك الأوامر الناسخة.
ولكننى وجدتُ أوامر متعارضة ولم أعرف التاريخ ..... فجلستُ وأنا على يقين من قول ربى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ}
وتذكرتُ رحلتى السابقة عندما عبرتُ الزمن، وجلستُ خلف ساتر الزمن، أسمع أقوال رسولى عليه السلام، فلا شك أن الأمر الذى ينقلنا عمَّا كنا عليه هو الذى يجب أن نأخذ به، والحكم الزائد عما نحن عليه يجب أن نأخذ به.
نعم: تذكرتُ حديثقَيْسِ بْنِ طَلْقٍ عَنْ أَبِيهِ: مَا تَرَى فِي مَسِّ الرَّجُلِ ذَكَرَهُ بَعْدَ مَا يَتَوَضَّأُ فَقَالَ "هَلْ هُوَ إِلَّا مُضْغَةٌ مِنْهُ أَوْ قَالَ بَضْعَةٌ مِنْهُ"
وحديث بُسْرَةُ بِنْتُ صَفْوَانَ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "إِذَا مَسَّ أَحَدُكُمْ ذَكَرَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ"فقلتُ لا شك أن حديث كلق موافق لما كنا عليه قبل التشريع فهو المنسوخ يقيناً، وحديث بسرة هو الناسخ وعلينا العمل به.
وسمعتُ قائلٌ يقول: ربما كان حديث طلق هو الناسخ؟ ...... فتذكرتُ قول الرسول عليه السلام: " تركتكم على البيضاء ...." وقوله عليه السلام: " نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها" ففرحتُ أيما فرح وقلتُ لو كان حديث طلق هو الناسخ لبينه لنا رسولنا عليه السلام ولقال لنا: "كنت نهيتكم عن ....." فإن جاء حديث بهذا أخذنا به !!!
وتذكرتُ حديث أبى سعيد "إِنَّمَا الْمَاءُ مِنْ الْمَاءِ" وحديث عائشة رضى الله عنها "....إِذَا جَلَسَ بَيْنَ شُعَبِهَا الْأَرْبَعِ وَمَسَّ الْخِتَانُ الْخِتَانَ فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ...." ونحن لا نعرف التاريخ، ولكن حديث عائشة رضى الله عنها فيه حكم زائد عن حديث أبى سعيد فهو الذى يجب أن نأخذ به، لأنه فيه حكم من جامع ولم ينزل، وحديث أبى سعيد سكت عن هذا الحكم.
ثم جمعتُ النواهى
لقد فصَّل لنا سبحانه وتعالى ماحرمه علينا، فننتهى تماماً عمَّا حُرِّمَ علينا، ولا نزيد شيئاً، حتى لا نندرج تحت قوله تعالى:{أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} ولكن إن جاء نصٌّ آخر بعد هذا التحريم المفصل ليبيحه لنا أخذنا به كقوله عليه السلام: "نهيتكم عن زيارة القبور فزورزها"
هذا وإن شاء الله قد يكون للحديث بقية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
تخريج الأحاديث وتفصيل ما أختصرتُ موجود بإذن الله فى سلسلة مناهج الوصول للباحث.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق