الأحد، 12 ديسمبر 2021

نموذج عن [ صفوة رائعة ] من أحاديث نبّي الرحمة .

تحية طيبة للجمع الكرام .

:dj_17:

أحببت أن أشير إلى [ صفوة طيبة ] من أحاديث النبي عليه الصلاة و السلام ، و التي إرتحت لها ، و لمست فيها مصداقية عالية ، و التي صرت أتّبناها كقيّم خاصة بي ، أنا أحب مثل هذه الأحاديث التي تلامس قلب الحقيقة ..

لأنني بعد أن طالعت [ علوما أخرى ] ابتغيت بها وجه الله من بينها ( الفلسفة و علوم الطاقة و المنطق .. ) ، كل هذه العلوم ساعدتني جدّا في معرفة طريق الله ، و لما رأيت بعض العلماء قد أفتوا بتحريمها تعجبّت و استغربت ، لأن النّبي في أحاديثه يقول عكس ذلك فهو يزّكي طالب العلم في أيّ علم يسلكه يريد به وجه الله ، فما دام أن نيّته من وراء ذلك العلم هو معرفة الحق ، فكيف يظهر هؤلاء ليحلّلوا و يحرّموا على هواهم ، فالفيلسوف الذي يريد معرفة الله من خلال فلسفته هو إنسان يسهل الله له طريقا إلى الجنة ، و عالم الفيزياء الذي يبحث في الذرات هو أيضا يبحث عن معرفة الله بطريقته و الله ييسر له طريقا إلى الجنة ، فكل إنسان يبحث عن طريق الله بطريقته ، و ليس من حقنا أن نقف في طريق بحثه عن العلم و الحق بحجة أن طريقته تخالف طريقتنا ، فكلّ إنسان ميسر لما خلق له .

و هذا هو الاختلاف المحمود الذي وصى به النّبي ، و الذي لم يفهمه بعض المتّحزبين الذين يريدون صنع منهجية تفكير واحدة يحصرون عقول الناس داخلها ، و يحاولون بجميع الطرق التبرير بأنّها الطريقة الوحيدة التي يرتضيها الله و رسوله ، و لكنها في حقيقتها هي مناهج تساعدهم هم و لا تساعد غيرهم ، دعوا الخلق للخالق ، و لا تقفوا بين الله و خلقه فهو خالقهم و الأعلم بما يصلح لهم و ما لا يصلح ، فما لا يصلح سيزول عاجلا أو آجلا ، و ما يصلح سيبقى راسخا و ينمو و يتطوّر و يزدهر .

و إليكم صفوة الأحاديث المختارة ، و التي أوافق عليها و أسّلم بها ،
و التي أعتمد عليها كمرجعية و مصادر نافعة في أبحاثي عن الحق ..

---------------------------------------------------------------------------------------------------

13/1388- وَعَنْ أَبي الدَّرْداءِ،رضي الله عنه قَال: سمِعْتُ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه و سلم ، يقولُ: منْ سَلَكَ طَريقًا يَبْتَغِي فِيهِ علْمًا سهَّل اللَّه لَه طَريقًا إِلَى الجنةِ، وَإنَّ الملائِكَةَ لَتَضَعُ أجْنِحَتَهَا لِطالب الْعِلْمِ رِضًا بِما يَصْنَعُ، وَإنَّ الْعالِم لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ منْ في السَّمَواتِ ومنْ فِي الأرْضِ حتَّى الحِيتانُ في الماءِ، وفَضْلُ الْعَالِم عَلَى الْعابِدِ كَفَضْلِ الْقَمر عَلى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، وإنَّ الْعُلَماءَ وَرَثَةُ الأنْبِياءِ وإنَّ الأنْبِياءَ لَمْ يُورِّثُوا دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا وإنَّما ورَّثُوا الْعِلْمَ، فَمنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحظٍّ وَافِرٍ. رواهُ أَبُو داود والترمذيُّ.

14/1389- وعنِ ابن مسْعُودٍ رضي الله عنه ، قالَ: سمِعْتُ رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه و سلم يَقُولُ: نَضَّرَ اللَّه امْرءًا سمِع مِنا شَيْئًا، فبَلَّغَهُ كَمَا سَمعَهُ فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أوْعى مِنْ سَامِع. رواهُ الترمذيُّ وقال: حديثٌ حَسنٌ صَحيحٌ.

15/1390- وعن أَبي هُريرةَ، رضي الله عنه´، قَالَ: قَالَ رسُولُ اللَّه صلى الله عليه و سلم : منْ سُئِل عنْ عِلمٍ فَكَتَمَهُ، أُلجِم يَومَ القِيامةِ بِلِجامٍ مِنْ نَارٍ. رواهُ أَبو داود والترمذي، وَقالَ: حديثٌ حسنٌ.

16/1391- وعنه قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه و سلم منْ تَعلَّمَ عِلمًا مِما يُبتَغَى بِهِ وَجْهُ اللَّهِ • لا يَتَعلَّمُهُ إِلاَّ ليصِيبَ بِهِ عَرَضًا مِنَ الدُّنْيا لَمْ يجِدْ عَرْفَ الجنَّةِ يوْم القِيامةِ يَعْنِي: رِيحَهَا، رواه أَبُو داود بإسناد صحيح.

17/1392- وعنْ عبدِاللَّه بن عمرو بن العاص رضي اللَّه عَنهُما قَالَ: سمِعتُ رسولَ اللَّه يقول: إنَّ اللَّه لاَ يقْبِض العِلْم انْتِزَاعًا ينْتزِعُهُ مِنَ النَّاسِ، ولكِنْ يقْبِضُ العِلْمَ بِقَبْضِ العُلَماءِ حتَّى إِذَا لمْ يُبْقِ عَالِمًا، اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤوسًا جُهَّالًا فَسئِلُوا، فأفْتَوْا بغَيْرِ علمٍ، فَضَلُّوا وأَضَلُّوا متفقٌ عَلَيْهِ.


---------------------------------------------------------------------------------------------------

و من الفوائد التي استنبطتها من الأحاديث :

1 @ تسهيل الطريق لطلبة العلم في أي مسلك يبتغون بها الحق [[ و ليس عرقلتهم بالفتاوي الظالمة ]] .

2 @ أن يكون السامع و المبلّغ عن النّبي ( واعيا و صادقا و أمينا ) و لا يزيد و لا ينتقص من كلام النبي .

3 @ عقوبة من يكتم الأسرار و المعارف و يحتكرها لنفسه و يحرم الناس منها ( لأن زكاة العلم توازي زكاة المال ) .

4 @ إدانة النّبي لمن يتّعلم ( علما نافعا شرعيا كان أو دنيويا ) من أجل أن يربح به أموالا ، و ليس لأجل أن يفيد به غيره ليرضي الله .

5 @ إن الله يقبض أرواح ( العلماء الحقيقين النزهاء و الصادقين ) ، و لا يتبقى سوى أشباههم ليفتوا و يضّلوا الناس بغير هدى و لا علم فما كان يوافق هواهم أقرّوه ، و ما خالفهم حاربوه غير آبهين بمن هو مختلفين معهم و وجدوا فيه منفعتهم ، و لا يعرف هؤلاء أن ما يضّرهم قد ينفع أناسا آخرين ، و ما ينفعهم قد يضّر أناسا آخرين ، و هذا شيء طبيعي ، لأنّه من سنة الله في إختلاف العقول و الادراكات ، و الذي هو أصل الامتحان الذي خلقنا الله لأجله و الذي قال في حقه :

( وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ ) .

---------------------------------------------------------------------------------------------------

هذه أحاديث نبوية تؤكد كثير ممّا أنا مقتنع به ، فإذا استثقلتم تصديقي ،
فها هي ذي أحاديث نبيّكم ( كذّبوها إن شئتم ) ، أو ضعّفوها كما يحلو لكم .

لأننّي واعي جدّا أن هناك كثير من الأحاديث النبوية المضعّفة عمدا ،
بالمقابل هناك إقرار لأحاديث مكذوبة و جعلها أحاديث صحيحة ، و كل ذلك لأجل غاية في نفس يعقوب .

و أنا لا ألقي بالذنب على علمائنا المعاصرين ( فهم ناقلون عن ما سبقهم ) ، و لأنّهم يجهلون كثيرا من الخفايا التي حملوها ببراءة عن ما سبق ، و لكن ما أعيبه فيهم هو عدم المرونة و التّجديد و عدم النظر وفق معطيات جديدة متطورة ، لأن الله خلق العقل ليتطور و يبحث عن معارف جديدة ، و ليس لكي ينكمش على نفسه و ينغلق و يقصي كل شيء .

و الأهم من كل هذا إن المظالم ستنفتح يوم تبلى السرائر و تدور الدوائر ، و سيرى كل جان بما جنى ..
و أسأل الله لنا و لكم كلّ الهداية لسبل الحق و الخير و الرشاد و الهدى و السلام و الحرية و الإخاء .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق