الثلاثاء، 14 ديسمبر 2021

قليل العقل لا يرجى خيره

قال ابن الجوزي رحمه الله وغفر له:
فصل : قليل العقل لا يرجى خيره

" إذا رأيت قليل العقل في أصل الوضع، فلا ترج خيره! فأما إن كان وافر العقل؛ لكنه يغلب عليه الهوى، فارجه! وعلامة ذلك أنه يدبر أمره في جهله، فيستتر من الناس إذا أتى فاحشة، ويراقب في بعض الأحوال، ويبكي عند الموعظة، ويحترم أهل الدين؛ فهذا عاقل مغلوب بالهوى، فإذا انتبه بالندم، خنس شيطان الهوى، وجاء ملك العقل.
فأما إذا كان قليل العقل في الوضع -وعلامته ألا ينظر في عاقبة عاجلة ولا آجلة، ولا يستحي من الناس أن يروه على فاحشة، ولا يدبر أمر دنياه: فذاك بعيد الرجاء، وقد يندر من هؤلاء من يفلح، ويكون السبب فيه1 خميرة من العقل غطى عليها الهوى، ثم تكشف قليلًا ليعود، فمثلهم كمثل مصروعٍ أفاق."
--------------
1 أي: عدم الفلاح.
صيد الخاطر ص 438
بترقيم الشاملة الحديثة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق