الثلاثاء، 21 يونيو 2022

العاقل يعطي كل لحظة حقها

قال ابن الجوزي رحمه الله وغفر له:
الواجب على العاقل أخذ العدة لرحيله؛ فإنه لا يعلم متى يفجؤه أمر ربه؟ ولا يدري متى يستدعى؟
وإني رأيت خلقًا كثيرًا غرهم الشباب، ونسوا فقد الأقران، وألهاهم طول الأمل، وربما قال العالم المحض1 لنفسه: أشتغل بالعلم اليوم، ثم أعمل به غدًا! فيتساهل في الزهد2، بحجة الراحة، ويؤخر الرجاء3 لتحقيق التوبة، ولا يتحاشى من غِيبة أو سماعها، ومن كسب شبهة يأمل أن يمحوها بالورع، وينسى أن الموت قد يبغت.
فالعاقل من أعطى كل لحظة حقها من الواجب عليه، فإن بغته الموت، رئي مستعدًّا، وإن نال الأمل، ازداد خيرًا.
--------------
1 العالم المحض: العالم الذي لا يعمل بعلمه، قال الشيخ أحمد بن رسلان الشافعي في كتاب الزيد ص "4":
فعالم بعلمه لم يَعْمَلَنْ ... معذب من قبل عباد الوثنْ
2 في حاشية الأصل: في الأحمدية: في الزلل. ولكل وجه صحيح.

كتاب صيد الخاطر [ابن الجوزي] ص 28
الشاملة الحديثة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق