الخميس، 30 يوليو 2015

المُداومة على أداء الطّاعات

قال الله سبحانه وتعالى: {إنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلاَئِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ}، وأثنى الله عزّ وجلّ على مَن حافظ على صلاته وداوم عليها، قال سبحانه: {إِلاَّ الْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ دَائِمُونَ}.

من توفيق الله سبحانه وتعالى للعبد أن يُحافظ على المكاسب الإيمانية الّتي حقّقها في شهر رمضان المبارك، فيلتزم بأداء الفرائض والواجبات، ويتقرّب إلى الله عزّ وجلّ بالمُداومة على النّوافل والطّاعات، قال الله تعالى في الحديث القدسي: “وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيء أحَبَّ إليّ ممّا افترضتُه عليه، وما يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنّوافل حتّى أحِبّه، فإذا أحببتُه كنتُ سمعه الّذي يَسمع به، وبصره الّذي يُبصِر به، ويده الّتي يبطش بها، ورجله الّتي يمشي بها، وإن سألني لأعطيَنّه، ولئن استعاذني لأعيذَنّه”.
إنّ المداومة على العمل الصّالح ممّا يُحبّه الله تعالى، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “وَاعْلَمُوا أَنَّ أَحَبَّ الْعَمَلِ إِلَى اللهِ أَدْوَمُهُ وَإِنْ قَلَّ”. فكان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يحبّ المداومة على الطّاعات، تقول السيّدة عائشة رضي الله عنها: “كان نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم إذا صلّى صلاة أحبّ أن يُداوم عليها، وكان إذا غلبه نوم أو وجع عن قيام اللّيل صلّى من النّهار ثنتي عشرة ركعة”.

وكان أصحاب سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا سمعوا خيرًا من الأقوال أو الأفعال لم يدعوه، فقد علّم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أهل بيته التّكبير والتّسبيح والتّحميد، فقال سيّدنا عليّ رضي الله عنه: “فما تركتُهن منذ سمعتهن من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم”. وكان سيّدنا بلال بن رباح رضي الله عنه يُواظب على صلاة ركعتين بعد كلّ وضوء، فكان ذلك من أسباب سبقه في الجنّة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لبلال عند صلاة الغداة: “يا بلال حدّثني بأرجى عمل عملته عندك في الإسلام منفعة، فإنّي سمعتُ اللّيلة خشف نعليك بين يدي في الجنّة”، قال بلال: ما عملتُ عملاً في الإسلام أرجى عندي منفعة من أنّي لا أتَطَهَّر طهورًا تامًّا في ساعة من ليل ولا نهار، إلاّ صلّيتُ بذلك الطّهور ما كتب الله لي أن أصلّي”.
كما كانت أمّهات المؤمنين ونساء المؤمنات رضي الله عنهنّ يلتزمن العمل الصّالح من غير فتور أو قصور، فعن السيّدة أمّ حبيبة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “مَن صلّى أربعًا قبل الظُّهر وأربعًا بعدها حرّم الله لحمه على النّار”، قالت: فما تركتُهن منذ سمعتهن.

ومن أهم النّوافل الّتي اعتاد عليها المؤمن في رمضان صلاة القيام، فاحرص عليها، فإنّ قيام اللّيل سُنّة مؤكّدة في سائر العام، فعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: “عليكم بقيام اللّيل فإنّه دأبُ الصّالحين قبلكم، وهو قُربة لكم إلى ربِّكم، ومكفّرة للسيّئات، ومنهاة عن الإثم”. وغيرها من العبادات الّتي ألِف المسلم على أدائها خلال شهر رمضان المعظّم من صيام وذِكر وقراءة للقرآن وحفظ الجوارح من المعاصي. فاجتهد أخي المؤمن في أداء الطّاعات والقُربات.

منقول


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق