الأحد، 26 يوليو 2015

★|| يستّحق الإطلاع ||★ سطر كتابك الان(((عجز الثقة او جلد الفاجر))) كن داعيا الى الله بقلمك

السلام عليكم ورحمة الله


إني أعوذ بك من جلد الفاجر وعجز الثقة"، هكذا أعلنها عمر بن الخطاب _رضي الله عنه_ مدوية صريحة بليغة. ويحق التساؤل عن الأسباب الكامنة وراء تعوذ الخليفة الثاني لرسول الله _صلى الله عليه وسلم_ من الصنفين من الرجال: الفاجر المثابر والجريء القوي، ومن الثقة الصالح السلبي المستكين، ( الذي لا يهش ولا ينش ) ، ويكفيه أنه في حاله، لا يسكن أبعد من ثيابه، ولا يرى أكثر من أنفه. فلماذا تعوذ منهما عمر؟ ألهذا الحد هذان النوعان من الناس لا خير فيهما؟.
الناس صنفان فاعل وغير فاعل، نشط وخامل، مؤثر وغير مؤثر، مجتهد وكسول، وهذا ما تعانيه أمتنا اليوم وهو ما كان يستعيذ منه الفاروق يوم أن قال: (اللهم إني أعوذ بك من جَلَد الفاجر وعجز الثقة).

فالفاسق والفاجر والضال يعمل ويجتهد وينفق ماله وجهده ووقته في سبيل ضلاله ومشاريعه، فتجده جلدًا قويًّا نشطًا فاعلاً، وبالمقابل تجد الصالح الثقة الأمين خاملاً كسولاً منزويًا في جانب الحياة، ولا يقدم شيئًا.

كلمة عميقة قالها الفاروق رضي الله عنه وأرضاه، وهو يتحدث عن صدر الإسلام وجيل الصحابة والتابعين لهم بإحسان وشكواه من جَلَد الفاجر وعجز الثقة فما بالك بزماننا نحن اليوم؟

وما أكثر الثقات العاجزين في زماننا، فثقة مؤمن لكنه لا يتفاعل مع قضايا أمته ومجتمعه، وثقة مؤمن لا يصلح العيوب التي يراها والخلل الذي يشاهده، وثقة مؤمن في مؤخرة الركب، وثقة مؤمن لا يواجه المشاكل، ولا يجرؤ على خوض التحديات، وثقة مؤمن يفضل السلامة والراحة، وثقة مؤمن يعيش على الهامش، وربما لكل أولئك أعذار كثيرة وكثيرة تبرر لهم خمولهم وكسلهم وعدم تفاعلهم، رغم أن أمثالهم من أهل الضلال والانحراف يعملون ويقدمون وينفقون.

أما علم المؤمن الثقة العاجز أن خموله هو من مكَّن أولئك المنحرفين من ملأ الفراغ! أما علِم أن ترك دوره في التفاعل مع قضايا أُمته، هو من أعان أهل الفجور والغي على الاستمرار في باطلهم؟
كن داعيا الى الله بقلمك
انظر في نبي الله يوسف عليه السلام: ﴿ قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ﴾ [يوسف: 55]، وتأمَّل في نبي الله موسى عليه السلام: ﴿ قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ﴾ [القصص: 26]، وانظر في حال ذي القرنين يوم أن بلغ مشارق الأرض ومغاربها.

نحن اليوم نعيش في عالم لا مكان فيه للخامل والكسول، والقاعد والعاجز، وهكذا قال ربنا جل في علاه: ﴿ لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً ﴾ [النساء: 95].

ضمام بن ثعلبة رضي الله عنه عمل مباشرة دون توان أو تهاون، وهكذا فعل أبو دجانة رضي الله عنه؛ كما في الصحيحين من حديث أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ سيفًا يوم أحد، فقال: (من يأخذ مني هذا)، فبسطوا أيديهم، كل إنسان منهم يقول: أنا، أنا، قال: (فمن يأخذه بحقه)، فأحجم القوم، فقال: سماك أبو دجانة: أنا آخذه بحقه، قال: فأخذه ففلق به هام المشركين.

أُمتنا بحاجة إلى أمثال أبي دجانة، رجل عامل فاعل صادق مؤمن ثقة، وفي الصحيحين من حديث أنس بن مالك قال: غاب عمي أنس بن النضر عن قتال بدر، فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم: غبت عن أول قتالٍ قاتلت المشركين، لئن الله أشهدني قتال المشركين، ليَرينَّ الله ما أصنع، فلما كان يوم أُحد انكشف المسلمون، فقال: اللهم أعتذر إليك مما صنع هؤلاء؛ يعني: أصحابه، وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء؛ يعني: المشركين، ثم تقدم واستقبله سعد بن معاذ، فقال: يا سعد بن معاذ، الجنة ورب النضر، إني لأجد ريحها من دون أحد، فقال سعد: فما استطعت يا رسول الله ما صنع، قال أنس: فوجدنا به بضعًا وثمانين ضربةً بالسيف، أو طعنة برُمح، أو رمية بسهم، ووجدناه قد قُتِل ومثَّل به المشركون، فما عرفه أحدٌ إلا أخته ببنانه، قال أنس: كنا نرى ونظن أن هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه: ﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ﴾ [الأحزاب: 23].

نحتاج إلى عامل في عدله ساهر على أُمته؛ أمثال: عمر رضي الله عنه حين يسأل عن قلة نومه، فيقول: (إن نمت في النهار ضيَّعت رعيتي، وإن نمت بالليل ضيَّعت نفسي)، نحتاج إلى أمثال عثمان رضي الله عنه، المتصدق بماله؛ حتى قال أبو هريرة رضي الله عنه: "إن عثمان اشترى الجنة مرتين؛ مرة عندما اشترى بئر رومة، وأخرى عندما جهَّز جيش العسرة، نحتاج إلى أمثال علي رضي الله عنه عامل في شجاعته يوم أن قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم لأعطينَّ الراية غدًا رجل يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله.

ليجد كل منا لنفسه دورًا بما يملكه من قوة وطاقة وقدرة، فالله عز وجل لا يكلفنا إلا ما نطيق، فقد جاء رجل بنصف صاع من طعام في تبوك يوم أن حثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصدقة، فقال المنافقون :إن الله غني عن صدقة هذا، فأنزل الله تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [التوبة: 79].
اجعل لك رسالة في المنتدى وهدفا تصبو اليه وهو الدفاع عن الحق ورفع راية الدين الصحيح
اعمل بما تملك ولو كان قليلاً، ولا تكن مترددًا، ولا مهزوزًا، ولا ضعيفًا



مظاهر عجز الثقة
الرجل الثقة العاجز لن يفيد الأمة بشيء يُذكَر، مادام تردده وضعفه نواقص قد حث الإسلام المسلم على عدم الاتصاف بها، فقد قال رسول الله عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام: ''المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف''، ويضيف الرسول _صلى الله عليه وسلم_ في السياق ذاته:'' احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز ، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا فإن لو تفتح عمل الشيطان"''، فالدعوة هنا صريحة غاية الصراحة، موجهة إلى كل مسلم بأن يحرص على ما ينفعه في الدنيا والآخرة، مستعينا بالله وحده، ولا يجعله فشل ما عرض في حياته أو عمله عاجزا عن الاستمرار في مساره، كما يرتضيه الله تعالى ورسوله الكريم، في شتى مناحي الحياتين: الأولى والأخرى.

والرجل الصالح إذا كان عاجزا لا ينفع المجتمع رغم شهادة الأرض له بالاستقامة والثقة، فهو بالكاد ينفع نفسه، بل قد يفضي عجزه وتردده في اتخاذ القرارات الحاسمة إلى تهيئ تربة خصبة لكثير من الآفات والأباطيل في المجتمع، فالمرء الطيب العاجز يستطيع إصلاح نفسه فقط، غير أنه لا يساهم بشكل فعال في إصلاح الجماعة، التي تحتاج أساسا إلى الإنسان الصالح المصلح أيضا، الذي تتجاوز رسالته ذاتَه إلى محاولة إصلاح المجتمع بالوسائل المتاحة له ولو كانت يسيرة قليلة. فهناك فئام من الناس يظنون أنهم بصلاتهم وزكاتهم وصومهم وحجهم قد أدوا ما عليهم تجاه مجتمعهم وبلدهم. غير أن الحقيقة ليست كذلك، وما هم في ميزان الجماعة إلا كنقط مضيئة يعلوها غبار يحول بينها وبين التوهج والإشعاع.
كن داعيا الى الله بقلمك
إن المجتمع المسلم ليس بحاجة إلى عابد غافل، ولا إلى ساجد عاكف، ولا إلى زاهد جامد لا يراوح مكانه، فرغم ان الصلاح مطلوب والاعتكاف مطلوب والعبودية الحقة هي الاساس لكن هو في أمس الحاجة إلى عابد متنبه ومتيقظ، وإلى ساجد مرتفع الهامة ومنتصب القامة، وإلى زاهد يمسك بتلابيب الحياة لبلوغ مرمى االاخرة ؟، فلا بد للعلم ان تسعى به لتبديد دياجير الظلام السائد في كثير من الأمكنة في مجتمعاتنا المسلمة؟. وهنا في العالم الافتراضي فعجز الصالح الثقة على التفاعل مع محيطه القريب قبل البعيد، والمساهمة في إصلاح عيوب المجتمع أفرادا وجماعات ومؤسسات، يجعله يستقر في المؤخرة، ويرضى بالسلبية منهجا، فارا من مواجهة المشاكل وتحدي العراقيل، مفضلا السلامة والدعة والعيش في هناء، قد يلهيه كسب قوت يومه، وقد يغرق في التفاصيل المملة لواقعه، أو خائفا على منصبه، يتبع سير السفهاء ويرنو إلى عيش الغوغاء..وإن سألتَه عن حاجة المجتمع لصلاحه وإصلاحه، بسط أمامك ألف عذر وعذر ليقنعك
أنه مفيد في حالة سكونه وتقوقعه أكثر من انطلاقه وحركيته في ظل واقع موبوء لا يشي بالخير ..

والصواب أن الفرد الثقة الصالح ينبغي أن يكون صالحا لنفسه ومُصلِحا لمن حوله، وثقته تقاس أساسا بمدى عطائه الفردي والجماعي، وحجم تأثيره الإيجابي في محيطه.


المطلوب من الثقة
و المطلوب من الثقة أن يكون نافعا لنفسه، نافعا لغيره أيضا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف:"أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهراً، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظاً ولو شاء أن يمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه رضى يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام. وإن سوء الخلق ليفسد العمل، كما يفسد الخل العسل". والحديث رواه الطبراني، وحسنه الألباني.

ففي هذا الحديث الجامع، يبين النبي صلى الله عليه وسلم أن أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس. والنفع لا يكون فقط ماديا، بل يشمل النفع بالنصيحة والنفع بالمشورة والتوجيه إلى الخير، فالدال على الخير كفاعله، وغير هذه الأبواب كثير.. فكل من ينفع الآخر فهو داخل ـ إن شاء الله تعالى ـ في الذين يحبهم الله تعالى: ''أحب الناس إلى الله أنفعهم''.
ولعل المثال الساطع الذي يوضح بجلاء المهام التي ينبغي أن يضطلع بها الثقة الصادق والصالح هو ما حواه جواب الرسول الكريم حين أتاه صحابي يسأله: "يا رسول الله علمني شيئا ينفعني الله به". فكان رد رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ بليغا يختزل المضمون العميق لما يجب أن يكون عليه المسلم الثقة الصالح من قوة ونفع للناس عوض التقوقع والتشكي من سوء أحوال البلاد والعباد..أجابه الرسول الكريم بالقول: "يا أبا برزة.. انظر ما يؤذي الناس فاعزله عن طريقهم". ولعل الأذى الذي يقصده المصطفى يعم أذى الطريق من أزبال وحجارة وشوك، ويتعداه إلى إماطة الأذى الأكبر من طريق المسلمين، والمتمثل في التحديات الخطيرة التي تقف أمام نمو المجتمع

جرأة الفاجر
والثقات العاجزون يمنحون ـ بسبب عجزهم وسلبيتهم ـ فرصا تلو أخرى للسفهاء الذين يستطيعون ـ بفضل دهائهم وذكائهم ـ أن يسيروا دواليب حياة الناس ويدبروا شؤونهم. وهؤلاء أيضا رغم جَلدهم وعناصر التفوق في شخصياتهم لا يفيدون المجتمع بقدر ما يسيئون إليه. وهو الصنف الثاني الذي تعوذ منه الفاروق عمر رضي الله عنه فهو الفاجر الذي يمتاز بالجَلَد والصبر وقوة الشكيمة ونبوغ الفكرة.

ويبرز مثال جلد الفاجر وجرأته على نشر الباطل والفساد في كثير من القائمين على وسائل الإعلام والصحافة وفي الانترنت ايضا وفي المنتدياتحيث ينبرون للدفاع عن أفعالهم رغم قبحها، وعن توجهاتهم رغم دناءتها، يدافعون عنها دفاعا شرسا، حتى أنه قد تنطلي الحيلة على البعض من شدة حرصهم على الذود عن حياض قيمهم الموغلة في الفساد، وهو فساد قديم قدم البشرية نفسها، إنما تتجدد الوجوه والأماكن والأزمنة، ويظل الصراع بين الحق والباطل هو جوهر شتى مناحي حياة الإنسان.

منقووووووول بتصرف
كن داعيا الى الله بقلمك


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق