السبت، 22 يوليو 2017

معادلات الاصلاح

السلام عليكم

مقال في الصميم..

معادلات الاصلاح
للشيخ الدكتور محمد حاج عيسى الجزائري حفظه الله
منقول

1- لا صلاح للأمة إلا بالقرآن والسنة....فالأمة مهما مرضت ومهما انحرفت فشفاؤها في القرأن والسنة الموصوفين بأنهما روح وغيث...ومع أن القرآن محفوظ موجود والأمة ركبت فيها القابلية له فإن الاصلاح لم يتم...وذلك لأنه ينقص في المعادلة القائمون على نقل معاني القرآن والسنة إلى عقول الناس -وهم العلماء-..لأن هذا الدين إنما يحفظ بحملته ومن يجدده في نفوس الناس ...وهؤلاء قد تراجع دورهم منذ قرون ...ومن هنا كان لابد من إضافة معادلة أخرى جبرا للواسطة المفقودة.

2- لا صلاح للأمة إلا بصلاح علمائها ..وفي هذا المقام نوسع دائرة العلماء إلى كل المتصدرين والمنتسبين إلى العلم..لنجمع الآفات المتعلقة بهم وهي كثيرة؛ ففضلا عن قلتهم وعدم كفايتهم ..هناك أخطاء ناجمة عن تدني مستواهم العلمي، وكذا سوء تكوينهم الذي يجعلهم من أهل الدنيا الذين تتجارى بهم الأهواء...وجميع هذه الافات مرتبط بمناهج التعليم التي ابتعدت عن القرآن والسنة وهدي السلف، فكانت سببا في الاعراض عن العلوم الشرعية أو بعضها، وأدت إلى تدني مستوى التحصيل بطبيعة مقرراته أو مدته، كما أنتجت بمضمونها الناقص أو المنحرف مثقفين يعلمون ولا يعملون ..يتغيرون ولا يعول عليهم في التغيير..وهنا ظهرت معادلة ثالثة..

3- لا صلاح للعلماء إلا بصلاح مناهج تكوينهم ..وذلك بأن تكون العلوم التي يتلقون مستمدة من القرآن والسنة ومرتبطة بهما ارتباطا مباشرا ..فتكون المادة العلمية قرآنية في شكلها ومضمونها وفي طريق تلقينها ...وهذا الاصلاح لا يكون بالقفز على أربعة عشر قرنا، ولكن بالقفز على عصور الانحطاط...مع الاعتضاد بأنظار المجددين الذين لم يخل منهم عصر من العصور.
ومنه يظهر أن الاصلاح مراتب ؛ فمنه المتعلق بمعالجة أمراض الأمة في عقائدها وتعاملاتها ..ومنه المتجه إلى نقد المسائل العلمية وتصحيح المفاهيم المغلوطة ومحاولة تقويمها...ومنه الخوض في اصلاح مناهج التعليم ومناهج التفكير ..وكيفية صناعة العقل المسلم وتكوين النخبة ...وهذا هو الاصلاح العميق ..
قال ابن باديس رحمه الله (3/ 217 آثار الشيخ بن باديس):
"لن يصلح المسلمون حتى يصلح علماؤهم فإنّما العلماء من الأمّة بمثابة القلب إذا صلح صلح الجسد كلّه وإذا فسد فسد الجسد كلّه، وصلاح المسلمين إنّما هو بفقههم الإسلام وعملهم به وإنّما يصل إليهم هذا على يد علمائهم، فإذا كان علماؤهم أهل جمود في العلم وابتداع في العمل فكذلك المسلمون يكونون. فإذا أردنا إصلاح المسلمين فلنصلح علماءهم.
ولن يصلح العلماء إلاّ إذا صلح تعليمهم. فالتعليم هو الذي يطبع المتعلم بالطابع الذي يكون عليه في مستقبل حياته وما يستقبل من علمه لنفسه وغيره فإذا أردنا أن نصلح العلماء فلنصلح التعليم ونعني بالتعليم التعليم الذي يكون به المسلم عالماً من علماء الإسلام يأخذ عنه الناس دينهم ويقتدون به فيه.
ولن يصلح هذا التعليم إلاّ إذا رجعنا به للتعليم النبوي في شكله وموضوعه في مادته وصورته فيما كان يعلم صلى الله عليه وسلم وفي صورة تعليمه". اهـ.

*****
والحمد لله ربّ العالمين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق