الأحد، 23 يوليو 2017

حقيقة سحر الرسول

بسم الله الرحمن الرحيم
حقيقة سحر الرسول
حلقة الرحمة المهداة 4 للدكتور محمد هداية

أود أن اشير إلى ان موضوع السحر متعلق بسلامة العقيدة يقولون أن السيدة عائشة روت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يخيل إليه أنه يأتي الأشياء ولا يأتيها وأن الملائكة جاءت للرسول وجلسوا عنده وقال أحدهم إن الرجل مطبوب أي مسحور، من الذي سحره؟ قالوا فلان، ماذا فعل؟ قالوا مشط وشعر وموجودة في بئر في مكان ما، إلخ…. هناك ناس قالوا هذا شيء طبيعي حتى نعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم بشر ويعلمنا كيف نقي أنفسنا من الأعمال والنفاثات في العقد والسحر.
والبعض قال لا، والله تعالى يقول
(وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ )
( المائدة)
فكيف يعصمه من الناس ويدع بعض الناس يسحرونه؟

فأين الحقيقة؟
هذه االقضية من أخطر قضايا العقيدة وأنا أحمد الله تعالى أن مثل هذه الأمور موجودة حتى نبدأ نتحرك في مسألة الأحاديث. الذي يجب أن نفهمه أن القرآن لا يستطيع مخلوق لله تبارك وتعالى أن يقول أن هذه الآية أنا أشك أنها لم تكن موجودة أو لفظها غير صحيح لأنه من عقيدتك أن المولى تبارك وتعالى أجرى التجربة الحيّة في مسألة التوراة والإنجيل وفي القرآن قال (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) الحجر) وقال عز من قال
(لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ (42) فصلت).
من بين يديه يعني حال إنزاله على رسول الله الآن، وكلمة خلفه يعني إلى يوم القيامة.
لا يأتيه الباطل ساعة نزوله ولا من بعد اكتماله.
و بالنسبة للأحاديث التجربة وضحت أن درجة الحديث عند أهل علم الحديث، عند أهل الجرح والتعديل نقول أن هذا الحديث صحيح أو حسن أو ضعيف إلى أن نقول ضعيف أو باطل أو موضوع. قضية مثل سِحْر الرسول ما الحكمة منها؟ ما الغرض منها؟ إذا قلت الحكمة منها أن يُظهر بشريته صلى الله عليه وسلم لقلت ان القرآن كان يجب أن يتضمن هذا الموضوع، أنا أناقش الأفكار التي يقولها الناس. الجماعة الذين يقولون كان يجب أن يُسحر لأنه بشر، فلماذا لم يتضمنها القرآن صراحة حتى يكون التأكيد على بشريته مسألة واضحة. عندما يقول القرآن ويؤكد عكس هذا المفهوم ماذا سيكون رأيك؟
القرآن يؤكد لك أن بشريته في الآية
(وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ)
يقول له (بلّغ) الآية تتكلم في إبلاغه الرسل أو المنهج أو
القرآن أو الكتاب ويقول له أنت ستبلِّغ
(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ)
وعندما يبلّغ يجب أن يأخذ قبلها ويتلقى ثم يبلغ. وعندما يفعل هذا يجب أن يكون سليماً ومدركاً ومستوعباً وواعياً. ثم لما يُعطي يعطي كل واحد على قدر فهمه يعني تحتاج لنوع من أنواع الوعي والإدراك وسلامة الفطرة. ثم طمأنه تعالى فقال أنت عليك البلاغ وأثناء هذا الأمر (وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) لأن الناس في هذه الآية إما تريد أن تتلقى منه لتؤمن أو تريد أن تسكته أو تقتله. الناس منقسمة على اثنين ناس يريدون أن يأخذوا منه مثل الصحابة وهؤلاء الذين آمنوا به وهؤلاء يريدون منه المزيد، والقسم الثاني لا يريدون سماع صوته، لا هم يريدونه أن يقول ولا يريدون لأحد أن يسمعه! هم ضد أن يتكلم فلهم هدف أن يسحروه أو يقتلوه. لو أنا صدّقت أنه صلى الله عليه وسلم سُحِر – نحن لم نستعرض القرآن بعد – ،
وكونه في البخاري لا يعني أنه قرآن. وهنا النقطة الفاصلة في أن القرآن لا يمكن أن نتكلم فيه لكن الحديث يمكن أن أتكلم فيه حتى لو كان في البخاري. والعيب في البخاري ولا في السيدة عائشة (لأن البعض يقولون هذا حديث آحاد) ولا في رواة الحديث ولكن العيب فيمن دس الكلام وقالت أن عائشة قالت وعائشة لم تقل وهذا الحديث الموضوع. الأحاديث الموضوعة يكون الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقل ويقولون (قال رسول الله). أولاً لم يقل في الحديث ملكان وإنما قال جاءني رجلان واحد جلس عند رأسه وواحد عند رجليه، في رواية مسلم أمر غريب يقول “فقال الذي عندي رأسي للذي عند ردلي أو الذي عند رجلي للذي عند رأسي! هل ما زال مسحوراً؟! وهل يتكلم وهو ما زال تائهاً؟! نحن نضطر إلى قول هذا الكلام ونحن نتكلم عن الرسول صلى الله عليه وسلم بكل تقديس واحترام لكننا نذكر إلى مراجعة الرواية في مسلم . المسحور بنص الحديث الذي يرونه في البخاري ومسلم أن السيدة عائشة قالت أن الرسول كان يعمل الشيء يعني يأتي النساء ويهيأ له أنه لم يأتيهن، أو لا يأتيهن ويهيأ له أنه أتاهنّ، هل هذا كلام؟! هل متصور أن الرسول صلى الله عليه وسلم الذي قال تعالى في حقه (وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) كيف يعمل الرسول الأمر ويتهيأ له أنه لم يعملها؟! لما يعطيه جبريل وحي يجده غير جاهز للتلقي؟! أويعطيه الوحي وهو سليم ثم يُهيّأ له صلى الله عليه وسلم أنه أخذ أو لم يأخذ.
كما ان الروايات تقول أن الذي سحره لبيد وهو يهودي،
وأنا أشم رائحة اليهود في الموضوع،
سُحر الرسول والسحر لم يعمل فلماذا لم يسحره ثانية؟! هل كان لديهم تعليمات بسحره مرة واحدة؟! كان يمكن أن يسحر مرة واثنين. نص الحديث يقول أنه سُحر فلماذا لم يفعلوها ثانية؟! لم لم يسحروا أبو بكر الصديق؟ لم لم يسحروا الصحابة من حوله؟ لم لم يسحروا زوجاته؟ هم كانوا يقولون عنه صلى الله عليه وسلم أنه مزواج فلماذا لم يفرقوا بينه وبين زوجه؟ لماذا لم يدمروا له البيت من الداخل؟، أو يفضوا الصحابة من حوله؟ أقول للناس لو قبلتم هذا الحديث فقد أهنتم الله، (وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) من المتصدي؟ المتصدي هو الله تبارك وتعالى فلما يقول له تعالى (وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) القضية
ليست في محمد صلى الله عليه وسلم
وإنما القضية في قدرة الله سبحانه وتعالى. ثم قضية أخرى إذا أصابوا مرة فلماذا لم يكرروها ثانية وثالثة ورابعة؟ لماذا لم يطلقه من نسائه؟! لماذا لم يفض الصحابة من حوله؟! هذا كلام يحتاج إلى وقفة. والحديث في مسلم غريب لأنه يتكلم وهو شاكك هو يتكلم على حد زعم الرواية أنه يقول للسيدة عائشة الرجل الذي على رأسي يقول للذي عند رجلي أو الذي عند رجلي يقول للذي عند رأسي!، كأنه ما زال مسحوراً إلى تلك الحظة!. ثم تبين الرواية أن الرسول صلى الله عليه وسلم جاءه من يقول له ماذا يفعل لفك السحر لكن ماذا يفعل الآخرون الذين يُسحرون؟!
هل نتّهم الرسول أنه قصّر في هذه المسألة؟ حاشاه.
و لو استعرضنا الآيات لتبين لنا أنه لم يُسحر. والمبدع في الآيات وعظمة هذا الكتاب أنه مليء بالإعجاز؟ هذا الموضوع جاء في سورتي الإسراء وفي الفرقان (بحسب ترتيب الكتاب). لو نظرت إلى الآيتين نجد أنها وردت بالفعل الماضي في الفرقان وبالفعل المضارع في الإسراء. لما نراجع ترتيب النزول نجد أن الفرقان 42 والإسراء 50 في ترتيب النزول. يعني الفرقان قبل الإسراء. نجد في الفرقان (وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا (8)) (وقال) وفي الإسراء (إذ يقول)، في الفرقان بالماضي وفي الإسراء بالمضارع، آية الإسراء رقم 47 (نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُورًا) فعل مضارع لو قلتم أنه سُحر فإذن كلام الظالمين صحيح. عندما تسمع ويكون القرآن قد وقع. لو سمعتها كرجل مؤمن (إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ) هل يكون كلامهم صح؟ لا طبعاً.
وعندما أقول لك أنه سُحر في الحديث؟
وأنا أكرر ثانية حتى لا يفهمنا الناس خطأ نحن لا ننكر السنة لكن في المقابل لا نقدس البخاري، نحن لا ننكر السنة لكن في المقابل لا نقدس صحيح مسلم.

إذا كان هناك حديث موضوع في البخاري فالعيب ليس في البخاري ولا في
السيدة عائشة وإنما العيب في الذي وضعه لهدف وحكمة.
، لأننا بعد 14 قرن هجري لا زلنا نخاف أن نتدخل بفهمنا المعاصر بلجنة علمية لتنقية السنة،
هذه دعوة لمراجعة أنفسنا حتى لو كان هناك ما يحتاج إلى مزيد من الجهد ليوفقنا الله تعالى.
انتبهوا للصياغة القرآنية (وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا) في الآيتين متشابهة لكن الفرق في الفعل مرة قال (قال) بالماضي ومرة قال (يقول) في الإسراء (نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُورًا (47)). في الفرقان قال (إن تتبعون) (إن) هنا بمعنى النفي ومعها (إلا) هذا يذكرنا بأسلوب القصر، النفي والاسثناء يعني القصر (وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا). إن قلت أنت بسحر الرسول من الحديث إذن هذه الآية خطأ، إذن أوقعت الآية، لكن الذي يقول هذا الكلام إنسان ظالم إذن لا يمكن أن يكون كلامه صح، الظلم هنا جاء نتيجة أنه افترى على الرسول صلى الله وسلم
أمراً لا يمكن أن تحصل.
قال تعالى

(انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا)
فضلوا فلا يستطيعون سبيلا في تحقيق ما يتهمون به النبي.
لا يستطيعون سبيلاً في أن يصلوا لك. لكن ننتبه إلى عظمة الأداء القرآني (وقال الظالمون) لما يقول في الإسراء
(إذ يقول) يعني هم مستمرون، يعني لم يطالوه لأنهم لو طالوه كان سُحر وانتهى الأمر. أقول أنا أرى أن فلان سيموت ولما أعود بعد سنتين وأقول لك فلان سيموت يعني أنه لم يمت لأنه لو مات لما قلت شيئاً، لكن لو جئت بعد فترة وكان الرجل مات فعلاً أقول لك أرأيت أنه مات. فلما أستخدم الفعل المضارع وأتكلم بنفس التوصيف إذن أنا لم أصل للذي أريده وهو سحر الرسول وما زلت أنا ظالماً والمظلوم لم يطالوه، هكذا نفهم المعنى لو كنا نريد أن نتدبر. (انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا) هم يكلّمون أتباع محمد وهذه تحتمل الكلام مع الذين سيتبعون فيما بعد أيضاً.
عندما يقولونها بهذه الطريقة تدل على أنهم حاولوا واما تتكرر بالفعل المضارع في الإسراء تدل على أنه لم يطالوه فهذا يدل على أن الآية (وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) تحققت. إذن هم حاولوا يسحروه لكن الله تعالى سبحانه وتعالى عصمه فالذي وضع الحديث يريد أن يوقع القرآن ويريد أن يفسد عقيدتك. أنت لما تسمع الحديث وتتبع هذا الرجل فأنت تتبع رجل مسحور فعلاً لأنهم يقولون أنه سُحر. لكن الذي بعدها أذكى من هذا التخلف (انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا) نتوقف عند كلمة (انظر) هذه الكلمة في أصل اللغة تستخدم للرؤية لكن في
عمق المعاني تستخدم للتدبر.
يعني تدبر. فيقول له تدبر يا محمد والكلام للأمة كيف ضربوا لك الأمثال، ما هو الضرب؟ الضرب أن يخبط جسم بجسم، المفروض أن تضرب الضعيف بالقوي.
لما ضرب الرجل الحجر بعصا انكسرت العصا فقال:
كضارباً الحجر بالعصى ضربت العصى أم ضربت الحجر
ضربت الحجر بعضا ضعيفة فانكسرت العصا فأنت تضرب مَنْ فيهم؟ الضرب يكون بشيء قوي لشيء ضعيف وضرب المثل كما أن (انظر) أُخذت بعمق المعنى في التدبر كذلك الضرب أُخذ من ضرب شيء بشيء إلى عرض أمثال. ما هي الأمثال؟ تخيل هذه الكلمة لتقي الرسول من أن يقول له أنهم قالوا عنه ساحر وكذاب وهذه الكلمة استبدلها المولى عز وجل بكل هذا. لأنهم قالوا عليه ساحر، كذاب، أشر، (وَقَالُواْ يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (6) الحجر) فبدل أن يقول له أليس هؤلاء الذين قالوا عنك كذا وكذا وكذا ليعلي الرسول أنه في آية واحدة يجمع له كل الذي يقال عملها أنها أمثال والأمثال لا تكون حقيقة إذن هو ليس شاعر ولا مجنون وكذاب ولا مسحور بل أنتم كذلك.
ما معنى ضلوا؟ لما قالوا ساحر وقالوا مسحور، لا يمكن أن تجمع بينهما لا يمكن أن تكون ساحراً ومسحوراً في آن واحد. نسأل سؤالاً: من أول من سجد لموسى؟ السحرة، الفت نظر المشاهدين إلى أن موسى لم يعمل سحراً وإنما المولى عز وجل قلب العصى فعلاً ثعبان.
لكن السحرة كانوا يسحروا أعين الناس فيبقى الحبل حبلاً لكن أنت الذي تراه ثعبان أما الساحر فيراه حبل فلما رأوا العصا تحولت إلى ثعبان فعلاً سجدوا. عندما تقولون ساحر ومسحور تكونوا قد أخطأتم في هذه النقطة لأنهم جاؤا بالشيء وعكسه.
و يعجبني المثل الذي يقول: تبيع الماء في حارة السقايين، معناه في اللغة (يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ (29) الفتح) لا يعجب الناس العاديين وإنما يعجب صاحب الحرفة، صاحب الصنعة في صنعته فلما يُعجب بالصنعة صانعها فالذي صنعها أشطر من صانعها لأن صانعها في الحقيقة المفروض أن لا تعجبه هو يصنع صنعة مثلها وهو يريد أن يروج لسلعته والمفروض أن يقول للذي صنعا ما هذا الذي عملته؟ لكن لما تعجبه تكون كمن “وشهد شاهد من أهله”. يعجب الزراع في الوقت الذي نهانا أن نقول على الفلاح زارع قال هذه مستعارة لعمل الآخرة، في الآخرة قل عليه زارع ولما الزارع يُعجَب تكون حاجة معمولة على غير سابقة مثال.
(وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ )
(تَبَارَكَ الَّذِي إِن شَاء جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِّن ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَل لَّكَ قُصُورًا ) هو يكلمه عن
جنات ويقول تبارك ويقول إن شاء؟ لماذا؟
لأنه لا يغير قضاءه. لا تقل لي ائتني بملك، حاضر فأنا إله، أنا الذي بين الأله وبين المعبود قضاء. ننتبه إلى التعبيرات القرآنية في مثل هذه المواقف، يقول تعالى (وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (19) يونس) هكذا القضاء (مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ (29) ق) عندما ينفذ لك المولى تعالى ما تريده تكون أنت تعبده على مارد أنت وليس على مراده هو سبحانه. العبودية يجب أن تمشي على مراد المعبود وليس العابد. هم طلبوا جنة وإلهك يمكن أن يعطيك جنات وليس جنة. ثم استخدم فعلاً غريباً جداً (تبارك)، تبارك فعل ليس له مضارع ولا أمر وإنما يأتي بصيغة واحدة، تبارك يعني تنزّه عن أنه لا يمكن أن يعمل، إياك كمؤمن أن تشك في قدرته سبحانه وتعالى. تبارك يعني تعالى وتقدس وتنزه عن المثل الذي يضربوه أن
ينزل معه ملك. ولو نزل معه ملك لقالوا نحن لا نفهم الملك، أو كان هذا سحراً لكن يجب أن تمشي المسألة على مراد الله لكن يبقى النص القرآني (قال الظالمون) (إذ يقول الظالمون). ما دام قالوا وما زالوا يقولون إذن محمد صلى الله عليه وسلم لم يُسحر. لأنه لو سُحر لدلت حالته عليه ولا يحتاجون إلى قول، هم قالوا وهو سُحر كان سيقولون انظر إلى حالته يتوه ويغيب وينسى أعطاك موعداُ ولم يأت، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يمشي على مراد الله، يبلغ الدعوة على مراد الله، لا يطوله بشر لا بالسم ولا بالسحر لأن الآية تقول (وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ)
و بعض الروايات تقول أن هناك محاولات لسمّه صلى الله عليه وسلم؟
و المحاولات قائمة، طالما قالوا مسحور يعني هم حاولوا أن يسحروه.

و الروايات تقول أن ربنا كان يوحي له أن ينتبه أن هذا الأكل مسموم أو أن رجلاً أتى عليه بالسيف فلماذا تخلى عنه عند السحر؟!
والجواب لأننا نحن نريد أن نروّج للسحر، فكيف تقتنع بسحرك؟ أن نقول أن الرسول سُحر. نحن عندنا لا نقول هو خايب او هي خايبة يقول هو مسحور. واحد يريد أن ينفضل عن زوجته فليطلقها، ثم يقول طلقتها وليس في يدي حاجة أنا مسحور!
و الكلام عن التفريق بين المرء وزوجه؟
هذا الكلام خاص في هذه الاية في هذا الموضع وإن شاء الله سنتكلم عنه بالتفصيل في حلقات السحر. يجب أن يصحو الناس، وأكررها ثانية إذا صدقت هذا الحديث تكون أوقعت القرآن، فينبغي علينا أن نرد الحديث بقلب قوي. وأكرر نحن لسنا قرآنيون ولا ننكر سُنة ، نحن منذ سنة 1976 نقول نحن نرفض المذاهب، أنا لا أعترف بكلمة شافعي ملكي حنبلي سلفي جهاد وهابي أنا أقول الإسلام دين واحد لا يصح للمسلم أن يتمذهب أو يتحزب. ومن أراد أن يدخلنا في هذه اللعبة سنحضره على الهواء وسنسأسله ولن يعرف أن يجيب. نحن ندعو إلى الله تبارك وتعالى لما تريدني أن أصدق أن الرسول صلى الله عليه وسلم سُحر لأن الحديث ذُكر في حديث البخاري تكون قد أوقعت القرآن من غير أن تشعر. هؤلاء لا يعلمون أين يأخذون الأمة!
ليفعلوا ما يشاؤون لكن ليبتعدوا عن هذه اللعبة.

و نخلُص من هذا الكلام أنه ليس هدفنا أن نهاجم أحداً أو طرفاً من الأطراف لكن إذا كان
من التدقيق العلمي ومن البحث والتدبر يظهر أننا نحتاج إلى مزيد من الجهد فلنعمله من دون كِبر
و أقول أن علماء كثيرون من المشهود لهم بالكفاءة في الفكر والتدبر اعترضوا على
الحديث وآخرهم في العصر الشيخ محمد الغزالي رحمة الله عليه وأظن الكل يشهد له بفكره
ووعه وتدبره وهذا الرجل قالوا عليه الكثير. وفي رأيي
الشيخ الغزالي رحمة الله عليه من أفضل من تفكر وتدبر في
العصر الحديث ورفض الموضوع بالكامل
.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق