الثلاثاء، 12 مارس 2019

الغش.تعريفه و مظاهره و مضاره


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً كثيراً...وبعد:

لقد ذم الله عز وجل الغش وأهله في القرآن الكريم وتوعدهم بالويل

ويفهم ذلك من قوله تعالى : ( ويل للمطففين – الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون – وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ) المطففين/1

فهذا وعيد شديد للذين يبخسون – ينقصون – المكيال والميزان ، فكيف بحال من يسرقها ويختلسها ويبخس الناس أشياءهم ؟! إنه أولى بالوعيد من مطففي المكيال والميزان .

وقد حذر نبي الله شعيب عليه السلام قومه من بخس الناس أشياءهم والتطفيف في المكيال والميزان كما حكى الله عز وجل ذلك عنه في القرآن .

وكذلك حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الغش وتوعد فاعله ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على صبرة طعام فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللاً ، فقال : ( ما هذا يا صاح بالطعام ؟ )

قال : أصابته السماء يا رسول الله ، قال : ( أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس ؟

من غش فليس مني ) وفي رواية ( من غشنا فليس منا ) وفي رواية ( ليس منا من غشنا ) رواه مسلم .

فكفى باللفظ النبوي : " ليس منا " زاجراً عن الغش ، ورادعاً من الولوغ في حياضة الدنسة ، وحاجزاً من الوقوع في مستنقعه الآسن .

إننا يا أخي في حاجة شديدة إلى عرض هذا الوعيد على القلوب لتحيا به الضمائر ، فتراقب الله عز وجل في أعمالها ، دون أن يكون عليها رقيب من البشر .

وصدق من قال :

ولا ترجع الأنفس عن غيها
ما لم يكن منها لها زاجر

ولا يكن مثلنا في معالجة هذه الظاهرة ، وغيرها من الظواهر المدمرة في المجتمع

كمريض بالزائدة الدودية يحتاج إلى مبضع الجراح ..

فتعمل له كمادات ساخنة عساها تخفف الألم ..

إن المريض سيموت قبل التفكير في استدعاء الطبيب .

وإليكم يا اخوة الاسلام

وقفات مع ظاهرة الغش بعد ما علمت ما رُتب عليه من الوعيد :


تعريف الغش :

قال المناوي :

الغش ما يخلط الرديء بالجيد .

وقال ابن حجر الهيثمي

: الغش المحرم أن يعلم ذو السلعة من نحو بائع أو مشتر فيها شيئاً لو اطلع مريد أخذها ما أخذ بذلك المقابل

وقال الكفوي :

الغش سواد القلب ، وعبوس الوجه ، ولذا يطلق الغش على الغل والحقد .


مظاهر الغش :

إن المتأمل في واقع كثير من الناس ليجد أنهم يمارسون صوراً من الغش في جميع شؤون حياتهم ومن ذلك :

أولاً : الغش في البيع والشراء :

وما أكثره في زماننا في أسواق المسلمين !! ويكون الغش فيهما بمحاولة إخفاء العيب ، ويكون في طرق أخرى كالغش في ذاتية البضاعة أو عناصرها أو كميتها ، أو وزنها أو صفاتها الجوهرية أو مصدرها .

وإليك طرقاً من مظاهر ذلك على التفصيل :

1-بعض البائعين للفاكهة يضع في نهاية القفص المعد لبيع الفاكهة أوراقاً كثيرة ، ثم يضع أفضل هذه الفاكهة أعلى القفص

وبذلك يكون قد خدع المشتري وغشه من جهة أن المشتري يظن أن القفص مليء عن آخره ، ومن جهة أنه يظن أن كل القفص بنفس درجة الجودة التي رآها في أعلاه .

2-ويعضهم يأتي بزيت الطعام ويخلطه ببعض العطور وعلى أن تكون كمية الزيت على الغالبة ويضعها في عبوات زجاجية ويخرج منها ريح العطر ويبيعه بثمن قليل .

3-وبعض التجار يشتري سلعة في ظرف خفيف جداً ثم يجعلها في ظرف ثقيل نحو خمسة أضعاف الأول ، ثم يبيع ذلك الظرف وما فيه ، ويوزن جملة الكل ، فيكون الثمن مقابلاً للظرف والمظروف .

4-وبعض التجار يخيط الثياب خياطة ضعيفة ثم يبيعها من غير أن يبين أن هذا مخيط ، بل ويحلف بالله أنه لجديد وما هو بجديد فتباً له !!

5-وبعضهم يلبس الثوب خاماً إلى أن تذهب قوته جميعها ثم يقصره حينئذٍ ويجعل فيه نشاً يوهم بأنه جديد ويبيعه على أنه جديد .

6-وبعض العطارين يقرب بعض السلع إلى الماء كالزعفران مثلاً فتكتسب منا مائية تزيد وزنه نحو الثلث .

7-وبعض التجار وأصحاب المحلات يسعى إلى إظلام محله إظلاماً كثيراً باستخدام الإضاءة الملونة أو القاتمة ، حتى يعيد الغليظ من السلع والملابس خصوصاً رقيقاً والقبيح حسناً ، زين لهم الشيطان سوء أعمالهم .

8-وبعض الصائغين يخلط الذهب نحاساً ونحوه ، ثم يبيعه على أنه كله ذهب .

9-وبعضهم يعمد إلى شراء ذهب مستعمل نظيف ، ثم يعرضه للبيع بسعر الجديد دون أن ينبه المشتري على أنه مستعمل .

10-يعمد بعض البائعين في مزاد السيارات إلى وضع زيت ثقيل في محرك السيارة حتى يظن المشتري أنها بحالة جيدة .

11-وبعضهم يعمد إلى عداد الكيلو في السيارة الذي يدل على أنها سارت كثيراً فينقصه بحيلة حتى يوهم المشتري بذلك أنها لم تسر إلا قليلاً .

12-وبعضهم إذا كان معه سيارة يريد بيعها ، ويعلم فيها خللاً خفياً ، قال لمن يريد شراءها : هذه السيارة أمامك جربها إن أردتها ، ولا يخبره بشيء عنها ... ولعمر الله إنه لغش وخداع .

13-ويعضهم يعمد إلى ذكر عيوب كثيرة في السيارة وهل ليست بصحيحة ، ويهدف من وراء ذلك إلى إخفاء العيوب الحقيقة في السيارة تحت هذه العيوب الوهمية المعلن عنها .

والأدهى من ذلك أنه لا يذكر العيوب إلا بعد البيع وتسليم العربون ، ولا يمّكن المشتري من فحص السيارة بل لا يسمح له بذلك .

14-وبعضهم إذا كان معه سيارة يريد بيعها صار يمدحها ويحلف بالله أنها جيدة ويختلق أعذراً لسبب بيعها ، والله عز وجل يعلم السر وأخفى .

15-وبعضهم يتفق مع صاحب له ليزيد في ثمن السلعة فيقع فيها غيره ، وهذا هو النجش الذي نهي عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم .

16-ومن الغش في البيع أن يقوم القصّاب – الجزار – بنفخ الذبيحة التي يراد بيعها ، ليبين للمشتري أن المنفوخ كله لحم .

17-ويعضهم يعمد في مزاد الأغنام إلى تغذيتها بالملح – وكذلك محلات بيع الدجاج – حتى يظن المشتري أنها سمينة وهي خلاف ذلك .

18-وبعض أصحاب بهيمة الأنعام يعمد إلى صر – أي شد وربط – ضرع ذات اللبن من بهيمة الأنعام قبل بيعها بأيام ليظهر أنها حليب ، وهي ليست كذلك فلا ينطلق لها ضَرع إلا بعد تَضَرّع !!

19- ...

20-...

وأدع لك المجال لتضيف ما خطر في ذهنك من صور الغش في البيع والشراء

وأعيذك بالله إن كنت بائعاً أو مشترياً من الغش والاتصاف بشيء مما سبق .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق