الأربعاء، 5 فبراير 2020

قصة أصحاب الجنة قصة بعبره وعظة للأطفال من القرآن الكريم

قصة أصحاب الجنة قصة بعبره وعظة للأطفال من القرآن الكريم



من الجميل أن نحكي لأولادنا الصغار، القصص الدينية للأولين القصص التي فيها العظة والعبرة ، حتى يستفيدون منها في حياتهم وتعينهم على الحياة ، قصة أصحاب الجنة قصة بعبره وعظة من القرآن الكريم .

قصة أصحاب الجنة

في قديم الزمان ، وفي قرية صروان بالقرب من عدن باليمن عاش رجل صالح ، كان الله تعالى قد أعطاه حديقة جميلة ، فكان يعتني بها كثيرا وبزراعتها ، فكانت تؤتي ثمارا كثيرة .

وكان هذا الرجل يعطي الفقراء والمساكين منها ، فيخرجون من عنده وهم فرحون ، كما كان يدخر منها لأولاده ، وينفق بعض الأموال عليها حتى تؤتي أفضل الثمار .

ومرت الأيام والشيخ على هذه الحال ، ولكن أولاده كانوا يرفضون ما كان يفعله أبوهم ، فكانوا يتحدثون فيما بيهم ويقولون ، إن أبانا رجل غريب ، لماذا يعطي الفقراء كل هذا ، وفي يوم من الأيام كلموا أباهم قائلين ، يا أبانا إنك تعطي الفقراء كثيرا ، فغضب والدهم ، وقال لهم إن المال مال الله تعالى ، يحفظ ما أعطاني بما أخرجه للفقراء ، فالإنسان لا يعيش لنفسه في الدنيا بل لابد أن يعطف على الفقراء والمساكين ، وأن يخرج حق الله فيما رزقه ، ومرت الأيام ومات الرجل الصالح .

فبكى أهل القرية على الرجل كثيرا ، ومكثوا يتحدثون عن ذلك الرجل الذي كان يعبد الله تعالى ، ويعطى الفقراء والمساكين ، وكان يحب الخير للناس ويعيش مع الناس في بلدهم ، فينظر ما هم فيه من مشاكل ، ويحاول حلها ما استطاع إلى ذلك سبيلا ، وعاشت القرية أياما من الحزن والأسى على ذلك الرجل الصالح ، وكان موت الرجل الصالح حديث البلدة أياما عديدة ، يذكرون فيها أفعاله الحميدة الطيبة ، وورث أبناء الرجل الصالح ما تركه أبوهم من المال والأرض .

وكانوا هم القائمين على الزرع ، فجلسوا فيما بينهم ، فقال أحدهم : لقد كان أبوبنا رجلا غريبا جدا ، يعطي الفقراء كثيرا من الزرع ، فلن نعطيهم بعد اليوم شيئا من زرعنا ولا أموالنا .

قال اخر : بل نوفر ما كان يعطيه أبونا للفقراء فيكون لنا ، وتكثر أموالنا.

وقال ثالث : فيزيد ذلك من غنانا ، ثم إن الزرع ليس لهم فنحن الذين نتعب فيه ، فلماذا يأخذون هم من ثمرنا ؟

فاعترض أخ لهم قائلا : إن أباكم كان رجلا صالحا كريما ، ولو صنعتم ما كان يصنع فإن الله سيبارك لكم في زراعتكم ، ولكنهم رفضوا رأيه فسكت عن الكلام ، اقترب موعد الحصاد ، وكان الإخوة يخرجون الى الحديقة ، ويعملون فيها بجد واجتهاد ، حتى تخرج ثمرا كثيرا ، ولما حان موعد حصاد الزرع ، اجتمع الاخوة ، وقالوا : لابد ان نخرج في الصبح قبل استيقاظ الفقراء ، فنحصد زرعنا ولا نعطى احد منه شيئا .

واتفقوا على ذلك جميعا ، وان خالفهم اخوهم الراي ولكنه وافق بالنهاية وتنازل عن رأيه ، وأصبح معهم ، وفي المساء وبينما الأخوة يغطون في نوم عميق ، ولا يدرون ما يدبره الله تعالى لهم ، بسبب نياتهمالسيئه ، فقد عاقبهم الله تعالى عقابا أليما ، حيث نزلت نار من السماء فأحرقت كل الزرع ، ولم يعد في الأرض شيء .

وانقلبت الحديقة التي كانت مليئة بالثمار إلى أرض خراب ، ليس فيها شيء ، عقابا لهم على سوء نياتهم .

وفي الصباح خرج الاخوة عاقدين العزم على ما اتفقوا عليه من حرمان الفقراء ، فلما ذهبوا الى حديقتهم فلم يجدوا فيها شيئا لقد اصبحت ارضا سوداء حتى قالوا : ليست هذة حديقتنا ، بل ضللنا الطريق ، ولكنهم راجعوا انفسهم وتاكدوا انها هذه حديقتهم ، وان الله عاقبهم على سوء نياتهم من عدم اعطاء الفقراء ، وهنا قال اخوهم ، الم اقل لكم اشكروا الله ولا تضمروا السوء ، فاستغفروا الله على فعلهم ، بعد ان تعلموا درسا لن ينسوه ولن ينساه كل من قرأ قصتهم


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق