الخميس، 6 فبراير 2020

حديث لو يؤاخذني الله

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

يا صفوة الطيبين
جعلكم ربي من المكرمين
ونظر إليكم نظرة رضا يوم الدين

.

لو يُؤاخذْني اللهُ وابنَ مريمَ بما جنَتْ هاتانِ - يعني الإبهامَ والتي تليها - لعذَّبَنا ، ثم لم يظلِمْنا شيئًا

الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب

الصفحة أو الرقم: 2475 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه ابن حبان (657) واللفظ له

وأبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (8/132)

رَحمةُ اللهِ عزَّ وجلَّ قد وسِعَت كُلَّ شَيءٍ

ولنْ يَدخُلَ أحَدٌ الجنَّةَ بعَمَلِه مهما بلَغَ مِن الاجتِهادِ في الطاعةِ

إلَّا أنْ يُدخِلَه اللهُ عزَّ وجلَّ الجنَّةَ برَحمتِه.

وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "لو يُؤاخِذُني اللهُ وابنَ مَريمَ"

أي: لو يُحاسِبُنا اللهُ عزَّ وجلَّ أنا وعيسَى ابنَ مَريمَ

"بما جَنَتْ هاتانِ -يعني: الإبهامَ والتي تَلِيها-" وهذا للتَّقليلِ بما قد يُحاسَبُ عليه

وإلَّا فإنَّ الحِسابَ يَشمَلُ جميعَ الجسَدِ

وفي ذلك إيماءٌ إلى مَزيدِ الاهتمامِ بالخوفِ مِن اللهِ

فإنَّه إذا كان هذا القدْرُ اليَسيرُ يَقْتضي ذلك

فكيف بما هو أكبَرُ؟!

"لَعذَّبَنا، ثم لم يَظلِمْنا شيئًا"

أي: لكان عذابُه لنا هو عينَ العدْلِ

وهذا مِن تَواضُعِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِرَبِّه

وأنَّ الأَولى عندَ الناسِ الخوفُ مِن عذابِ اللهِ

وهذا الكلامُ مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إنَّما هو للإخبارِ بأنَّ الإنسانَ مُفتقِرٌ إلى رَحمةِ اللهِ عزَّ وجلَّ

فلا يظُنُّ أحدٌ أنَّ عمَلَه هو الذي سيُدخِلُه الجنَّةَ

وفي صَحيحِ البُخاريِّ مِن حديثِ أبي هُريرةَ رضِيَ كاللهُ عنه

أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ

قال: "لنْ يُنجِّيَ أحَدًا منكم عمَلُه، قالوا: ولا أنتَ يا رَسولَ اللهِ؟

قال: ولا أنا، إلَّا أنْ يَتغمَّدَني اللهُ بَرحمةٍ"!

لكونه ليس بينهما نبي.

وليس معنى الحديثِ:

أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هو وعيسى ابنَ مَريمَ عليهما السَّلامُ أذْنَبا وعصَيَا اللهَ

فإنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هو وسائرَ الأنبياءِ صَلواتُ اللهِ وسلامُه عليهم مَعصومونَ مِن الذُّنوبِ

وما ورَدَ عنهم مِن شِدَّةِ الخَوفِ مِن اللهِ عزَّ وجلَّ فهو مَحمولٌ على أنَّه خَوفُ إعظامٍ

وتعبُّدٍ للهِ عزَّ وجلَّ

مع مُلازَمةِ الخُضوعِ والعُبوديَّةِ والاعترافِ بالتقصيرِ

شُكرًا للهِ على نِعَمِه

وأيضًا لِتَقتدِيَ بهم الأُمَمُ

وتَستَنَّ بهم؛ فلا يتَّكِلَ أحدٌ مِن الأُمَّةِ -وإنْ عَظُمَ- على فِعلِ الطاعاتِ

وخَصَّ عِيسي ابنَ مَريمَ عليهما السَّلامُ بالذِّكرِ هنا


الدرر السنيه


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق