السبت، 20 يونيو 2020

انصح نفسك قبل ان تنصح غيرك !

انصح نفسك قبل ان تنصح غيرك !
الحمد لله الذى كرمّ الانسان و أمره بالصدق و النصيحة و الامانة ، و نهاه عن الكذب والغش و الخيانة ، أشهد أن لا إله إلا الله هو الحكيم العليم، والشديد البطش بالخائنين ،و أشهد أن محمداً رسول الله تبرأ من المنافقين و حذر منه المؤمنين
أما بعد ……………..
قال الله تعالى :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ *
كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ } الصف2 ، 3
المواعظ و الارشاد و النصح بهم تصح النفوس ، و تسلم القلوب من المخاطر ، وترجع بها النفس عن غيّها إلى رشادها ، وتعدل عن الطريق المعوج إلى الطريق المستقيم السوى ، فبالموعظة و التذكير تتهذب النفوس و تتنبه العقول من غفلتها ،و تستيقظ من رقدتها ، و تستنير البصائر بنور الطاعة بعد أن أظلمتها المعاصى و الذنوب .
فالاقوال من المواعظ و التذكير التى يمكن الانسان ان يقوله و يحث عليها غيره من أخوانه المؤمنين يمكن ان تكون ذات تأثير كبير عليهم و يكون هذا بشكل واضح
ولكن .........
هل هذة الاقوال نابعة من شخص ينصح و يرشد اخوانه من خلال علم و عمل ام يقول فقط و لا يفعل ما يقوله و ينصح به غيره.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ}
لذلك ففى الايات السابقة توعد الله بوعيد شديد لمن يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر و هو فى نفسه مقصر فهو تماماً كمن يكذب فى قوله أو يخلف فى وعده .
اي: لم تقولون الخيروتحثون عليه، وربما تمدحتم به وأنتم لا تفعلونه، وتنهون عن الشر وربما نزهتم أنفسكم عنه، وأنتم متلوثون به ومتصفون به.
فهل تليق بالمؤمنين هذه الحالة الذميمة؟ أم من أكبر المقت عند الله أن يقول العبد ما لا يفعل؟ ولهذا ينبغي للآمر بالخير أن يكون أول الناس إليه مبادرة، وللناهي عن الشر أن يكون أبعد الناس منه، قال تعالى:
{أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ}
وقال شعيب عليه الصلاة و السلام لقومه:
{ و ما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه }
فالان يجب أن
نتسأل
و
نتأمل
أحوالنا هل هى أقوال فقط؟؟؟؟؟
ام
أقوال وأفعال معاً ؟؟؟؟؟
فهذة
حقيقة الانسان بشكل عام
الانسان خلقه الله و ميزه بنعمة العقل و لكن دائماً الانسان ينسى بل فى بعض الاحوال يتناسى .
فالانسان عامةًً دائماً نجده ينسى عيوبه و يتناسى ما ينقصه من الصفات الكريمة ، بل و يطلب من غيره ان يكون كامل فى كل شئ رغم نقصه هو فى الكثير من الجوانب .
فهذة حقيقة الانسان عامة
فما بالنا بالمسلم المؤمن العالم بأمور
دينة الحنيف
فالننظر إلى
حال المسلم المؤمن
العارف بدينه
فنسأل
هل ألتزمت حق الالتزام؟؟؟
أألتزمت ايها الانسان المسلم بدينك حقاً؟؟ هل ألتزمت من الداخل و الخارج ، من المظهر و الجوهر ، و أصبحت موحداً لله عارفاً به عاملاً بالخير داعياً إليه ، و أصبحت من ذوى القلوب الحية و الايمان الصادق و الاخلاص الصحيح.
فإذا كان هذا ألتزامك فأبشر
و أن لم يكن ......
فكيف تنصح غيرك و ترشده
و تنسى نفسك؟؟؟
كثيراً ما ينصح المسلم الناس و يرشدهم إلى الحق و ما أسمى هذا الدور العظيم
و لكن ....
ما عليه فعله هو ان ينصح بما فيه و بما يفعله فالعمل يكون بحيث لا يكذب الفعل القول و لا يخالف الظاهر الباطن ، بل لا يأمر بالشئ ما لم يكن هو أول العاملين به و لا ينهى عن الشئ ما لم يكن هو أول التاركين له ، و هذا ليفيد بوعظة و أرشادة .
فأما أن كان يأمر بالخير و لا يفعله و ينهى عن الشر و هو واقع فيه ، فهو بحاله هذا عقبة فى سبيل الاصلاح ، و هيهات هيهات أن ينتفع به فإنه فاقد الرشد فى نفسه فكيف يرشد غيره.
فالعالـم الذى لا يعـمل بعـلمه مثـله كمثـل المـصـبـاح, يضىء للناس , ويحـرق نـفـسه, قال أبـو العتاهيـة :
وبـخـت غيـرك بالعـمى فآفدتـه *..* بـصرا ً وأنت محسـن لعماكا
وفتيـلة المصباح تـحرق نفسـها *..* وتضيءُ للأعشى وأنت كـذاكـا
فالمواعـظ تـريـاق الذنـوب,فلا ينبغى أن يسـقى التـريـاق إلا طبيـب حـاذقُ معـافى فأمـا لـديـغ الهـوى فهو إلى شـرب التـريـاق أحوج من أن يـسـقيـه لغيـره.
وغـير تقي يـأمر الناس بالتقى *..* طبيب يـداوى الناس وهو سقـيمـ
يـا أيها الرجل المقومـ غيـره *..* هلا لنفسك كان ذا التـقويـمـ
وقبل أن يدعو المسلم غيره إلى الخير ينبغي أن يتمسك هو به ، فلن يستطيع المريض أن يعالج مريضاً مثله .
فهل أنت منهم من أصحاب الدعوة الكاذبة ؟؟؟
فانتبه
فإذا لم تنتبه
فأحذر
ستقع فى ........
النفاق
هل تقوم بمثل هذا الفعل ؟؟؟؟
أتنصح غيرك بشئ لايوجد بك؟؟؟؟
اذاً احذر اذا كنت تعلم الحق و لم تفعله فهو من النفاق
فما ادراك من من يعرف الحق و لا يأتيه و ينصح به غيره ليقولون عنك ما كنت تحب ان تسمعه ملتزم حق الالتزام
و قد قيل
فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم" : إن أوَّل الناس يُقضى عليه يوم القيامة ... ورجلٌ تعلّم العلم وعلّمه ،وقرأ القرآن ، فأتي به فعرَّفه نعمه ، فعرفها ، قال : فما عملت فيها ؟ قال : تعلَّمتُ العلم وعلَّمته وقرأت فيك القرآن . قال : كذبت ولكنك تعلّمت العلم ليقال : إنك عالم وقرأت القرآن ليقال : هو قارئ فقد قيل ، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النَّار ... ".
رواه مسلم ( وكذلك الترمذى والنسائي)
فهيا
أنظر إلى نفسك
أتقول و لا تفعل
المسلم العالم العارف بتعاليم دينه إذا حث على التحلى بفضيله و هو عاطل منها ، أو أمر بالتخلى عن نقيصه و هو ملوث بها لا يقابل قوله الا بالرد ،و لا يعامل الا بالاعراض و الاهمال بل و سيكون موضع حيره للبسطاء و محل سخريه للعقلاء فيسخر منه الناس و يستهزؤا به و يتهموه فى دينه و علمه و ورعه و زاد حرصهم على ما نُهوا عنه ،
فيقولون :
(لو ما كان هذا الفعل من أطيب الاشياء ما كان ليستأثر به)
و كذلك المسلم الداعى إلى الله إذا خالف فعله قوله.
فأنقذ نفسك سريعاً وأخلص نيتك فى الدعوة إلى الله
فالمسلم العارف بدينه يكون النصح و الارشاد و الدعوة إلى الله عنده تكون لوجه الله تعالى و طلباً لمرضاته وحسن مثوبته ، و للتقرب إليه سبحانه بهذه الوسيلة العظيمة أقتداءً بإمام المرشدين النبى الامين محمد صلى الله عليه و سلم.
و المرشد الناصح يجب ان يكون من العارفين بأمور دينه ، و من العاملين بعلمه ، و لا يكون نصحه لغيره باللسان و القول دون الجنان و العمل


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق