الثلاثاء، 28 يوليو 2020

دعوها فإنها منتنة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أيها الأفاضل كما ترون في العنوان، دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ ، هو أمر من النبي صلى الله عليه وسلم لفتيين أحدهما أنصاري والآخر مهاجري لما تلاحيا ونادى أحدهما: يا للمهاجرين، ونادى الآخر ياللأنصار فأمرهما بترك هذا الإنتماء الجاهلي إذ أن المسلم لا ينتمي إلا للإسلام ، فالإسلام هو الرابطة الوحيدة بين أبناء الأمة ، وللأسف الشديد ، شاع عند المسلمين إستبدالها برابطة جاهلية إقليمية تسمى الوطنية .

وكل دعوى للعصبية، أو سبب لتفرقة الأمة وتشرذمها، ونشر العداوة والبغضاء بين أبنائها فهي أمر مذموم، وإرث من إرث الجاهلية، ونزغة من نزغات الشيطان ، فالتعصب للوطن هو تفريق بين أبناء الأمة الإسلامية و تحزبهم إلى أقاليمهم الجغرافية وكل يفخر بوطنه ووطنيته ، هذا يصرخ أنا جزائري وافتخر والآخر أنا مغربي وأفتخر والآخر أنا تونسي وافتخر ، فتنازعوا أمرهم بينهم وصرنا إلى ما نحن فيه .

إنه لا فرق في الإسلام بين عربي ولا أعجمي ولا جزائري ولا مغربي ولا أبيض ولا أسود فكل هذه الروابط تزول وتضمحل تحت رابطة الإسلام ، فالمسلمون إخوة ولا يجمعهم إلا دينهم ، فكفانا إفتخارا بروابط جاهلية تفرق المسلمين وتقضي على وحدتهم فأنت لست جزائريا ولا مصريا ولا تونسيا أنت مسلم وفقط وأخوك المسلم مهما بعدت المسافة بينكما وعدوك الكافر عدو الله ولو كان جارك .

ولنرجع إلى أمر النبي صلى الله عليه وسلم : دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق