الأربعاء، 26 سبتمبر 2018

كلمة التوحيد لا إله إلا الله وشروطها

الشرط الأول : العلم بمعناه المراد منه نفياً وإثباتاً ..
الدليل قوله سبحانه وتعالى ( فأعلم أنه لا إله إلا الله )
وفي الحديث قال عليه الصلاة والسلام كما في حديث عثمان ( من متى وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة )أخرجه مسلم
الشرط الثاني : اليقين هناك علم لكن أعلى العلم أن يصل إلى درجة اليقين فاليقين هو كمال العلم فلا بد من اليقين المنافي للشك والريب والتردد والظن فكل ذلك ينافي اليقين ما الدليل على هذا الشرط :قال سبحانه (إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا ) يعني قالوا هذه الكلمة عن يقين وعن رسوخ (ثم لم يرتابوا وجاهدوا في أموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون)
وجاء في حديث الذي أخرجه مسلم حديث أبي هريرة قال عليه الصلاة والسلام ( أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يبقى الله فيهما عبد شاك فيهما ويحجب عن الجنة).
الشرط الثالث :الإخلاص المانع من الشك بأن تكون العبادة لله وحده لا شريك له أن نقول هذه الكلمة نريد بذلك وجه الله.. والدليل على هذا قول تعالى و(قل ان صلاتي ونسكي و محياي ومماتي لله رب العالمين)قول سبحانه (فأعبد لله مخلصاً له الدين)
وجاء في حديث إبن مالك أنه عليه الصلاة والسلام قال ( إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ) أخرجه البخاري ومسلم .
وشرط الإخلاص هو الفارق بين الموحد والمشرك.
الشرط الرابع: الصدق المنافي للنفاق.والصدق هو الفارق بين المؤمن والمنافق . فمن قالها بلسانه و أنكر مدلولها بقلبه فليس بموحد ولا مؤمن كما قال سبحانه عن المنافقين ( ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين )
وفي الصحيحين من حديث معاذ أن النبي عليه الصلاة والسلام قال (ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله صدقاً من قلبه إلا حرمه الله على النار)وقال سبحانه (ليجزي الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء)
وقال ابن عباس في قوله (من جاء بالصدق ) المراد بالصدق أي من جاء بلا إله إلا الله ..
الشرط الخامس : المحبة المنافية للبغض . فلا بد من محبة هذه الكلمة ولما تقتضيه ولما دلت عليه ونحب أهلها العاملين بها الملتزمين بشروطها ولو كان من أبعد الناس بلداً ولابد أن نحبهم ولابد أن نواليهم .. والدليل على هذا الشرط قال تعالى (ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله)
ما معنى هذه الآية : أخبر الله سبحانه وتعالى أن من أحب من دون الله شيئاً كما يحب الله فهو ممن اتخذ من دون الله أنداداً ..
وكما قال ابن القيم رحمه الله في مدراك السالكين (المحبة هي حقيقة العبودية وأعلى مراتب التعبد الحب والإله هو الذي يألهه العباد حباً وذلاً وخضوعاً )
يقول ابن رجب رحمه الله في كلمة الإخلاص لما تكلم عن حال السحرة سحرة فرعون لما آمنوا بموسى عليه السلام قال ( هذه حال السحرة لما سكنت المحبة قلوبهم سمحوا ببذل نفوسهم وقالوا لفرعون اقض ما أنت قاض ومتى تمكنت المحبة في القلب لن تنبعث الجوارح إلا إلى طاعة الرب سبحانه وتعالى )
وهذا هو معنى الحديث الإلهي الذي خرجه البخاري في صحيحه وفيه ( ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ) والمعنى كما يقول ابن رجب ( أن محبة الله إذا استغرق بها القلب واستولت عليه لم تنبعث الجوارح إلا إلى مرام الرب وصارت النفس مطمئنة بإرادة مولها عن مرادها وهواها )أ.هـ
الشرط السادس : الانقياد المانع للترك .
فلا بد من الانقياد لهذه الكلمة والقيام بحقوقها من الأعمال الواجبة ..
والانقياد هنا هو الاستسلام لله وحده .
ما الدليل على هذا الشرط .( ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى )
وقال سبحانه( وأنيبوا إلى ربكم واسلموا له )
فلا بد من الانقياد أن تنقاد لهذه الكلمة وأن تقوم بحقوقها فلو أن شخصا قال أنا أصدق وأقول بأن الله هو المعبود وحده لا شريك له .
لكنه لم يعمل عملا من أعمال الجوارح, ترك العمل بالكلية فهذا يمحق شرط الانقياد وعنده تولي وهذا التولي يخرجه عن الملة.
الشرط السابع : القبول المانع من الرد ..
فهناك من يعلم معناها , لكن يرد هذه الكلمة إما من باب التكبر أو التعصب أو الحسد.
ما الدليل على هذا الشرط ؟ قول الله سبحانه وتعالى (إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون) استكبار فهم يعلمون صدق النبي عليه الصلاة والسلام.
فقال سبحانه (لكنهم لا يكذبون ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون )
لكنه الأنفة انفه الجاهلية كما كان عند أبا جهل وغيره ..


نواقض لا إله إلا الله :

الأول : الشرك ..
تعريفها :
لقوله الرسول صلى الله عليه وسلم ( أي الشرك أعظم ؟ قال أن تجعل لله ندا وهو خلق )
وعرف ابن تيمية الشرك بقوله أن تعبد لله تعالى مخلوقاته في بعض ما يستحقه وحده .
تعريف الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله ( أن يصرف العبد نوعا من أنواع العبادة لغير الله )
الثاني : شرك الوسائط ناقض أيضاً والدليل على ذلك (ويعبدون من دون الله مالا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبؤن الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون ).
الثالث : من لم يكفر المشركين ولم يشك في كفرهم أو صحح مذهبهم فقد كفر إجماعاً .
الرابع : من اعتقد أن غير هدي النبي عليه الصلاة والسلام أكمل من هديه أو أن حكم غيره أحسن من حكمه كالذين يستبدلون حكم الطواغيت على حكم الله قال تعالى ( ومن أحسن من الله حكما لقوم يؤمنون)
الخامس : من أبغض شيئاً مما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ولو عمل به كفر والدليل قوله تعالى : ( ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم)
السادس: من استهزأ بدين الله أو ثواب الله أو عقاب الله فهذا كافر .
لقوله تعالى ( قل أبالله وآياته ورسله كنتم تستهزؤن لا تعتذروا قد كفرتم )
السابع : السحر.
الثامن: مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين ..
قال تعالى ( ومن يتولهم منكم فإنه منهم )
التاسع : من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم.
العاشر : الإعراض عن دين الله تعالى لا يتعلمه ولا يعمل به
قال تعالى ( ومن اعرض ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إن من المجرمين منتقمين).
هذا والله أعلم وصلي اللهم وسلم على رسول الله


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق