السبت، 1 فبراير 2020

الاستغفار سبب لحياة القلب

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

يا صفوة الطيبين
جعلكم ربي من المكرمين
ونظر إليكم نظرة رضا يوم الدين

.

الاستغفار سبب لحياة القلب



الاستغفار سبب من أسباب حياة القلب وهدايته ونوره

ذلك أنه سبب لرحمة الله

قال الله تعالى : ( لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) النمل/ 46.

وقال بعض السلف :

" ما ألهم الله سبحانه عبداً الاستغفار وهو يريد أن يعذبه " .

انتهى من " إحياء علوم الدين " (1/ 313) .

والاستغفار من ذكر الله ، والذكر تحيا به القلوب .

قال ابن القيم رحمه الله :

" الذِّكْرُ يُثْمِرُ حَيَاةَ الْقَلْبِ "

انتهى من "مدارج السالكين" (2/ 29) .

والاستغفار دواء القلوب من الذنب ، الذي هو أساس كل بلية

قال قَتَادَةَ:

" إِنَّ الْقُرْآنَ يَدُلُّكُمْ عَلَى دَائِكُمْ وَدَوَائِكُمْ ، أَمَّا دَاؤُكُمْ فَذُنُوبُكُمْ ، وَأَمَّا دَوَاؤُكُمْ فَالِاسْتِغْفَارُ " .

انتهى من "شعب الإيمان" (9/ 347) .

والاستغفار من أعظم أسباب جلاء القلب وصقله

وتنظيفه من الرين والوسخ

والغفلة والسهو .

قال ابن القيم رحمه الله :

" قلت لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى يوماً: سئل بعض أهل العلم أيهما أنفع للعبد التسبيح أو الاستغفار؟

فقال : إذا كان الثوب نقياً : فالبخور وماء الورد أنفع له

وإذا كان دنساً : فالصابون والماء الحار أنفع له

فقال لي رحمه الله تعالى : فكيف والثياب لا تزال دنسة ؟ " .

انتهى من "الوابل الصيب" (ص: 92).

والمراد بالبخور وماء الورد في هذا المثل : التسبيح ونحوه .

والمراد بالصابون : الاستغفار

لأنه يطهر من الذنب

كما ينظف الصابون البدن والثوب .

وروى مسلم (2702)

عَنِ الْأَغَرِّ الْمُزَنِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ( إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي ، وَإِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللهَ ، فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ ) .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

"والغين حجاب رقيق أرق من الغيم ، فأخبر صلى الله عليه وسلم أنه يستغفر الله استغفارا يزيل الغين عن القلب "

انتهى من "مجموع الفتاوى" (15/283) .

وروى أحمد (8792) ، والترمذي (3334)

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

( إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أَذْنَبَ كَانَتْ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فِي قَلْبِهِ ، فَإِنْ تَابَ وَنَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ صُقِلَ قَلْبُهُ ، وَإِنْ زَادَ زَادَتْ حَتَّى يَعْلُوَ قَلْبَهُ ، فَذَاكَ الرَّيْنُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْقُرْآنِ [ كَلا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ] )

. حسنه الألباني في " صحيح الترمذي "(2654) .

فالاستغفار يعيد إلى القلب حياته وبياضه الذي قد يكون فقد شيئا منه بسبب الذنوب .

والله تعالى أعلم .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق