الاثنين، 27 أبريل 2020

استقبال شهر رمضان.

استقبال شهر رمضان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد.

فإن شهر رمضان يستقبل بعدة أمور :

1- الاستبشار بقدومه، والفرح لوصوله :

والسر في ذلك : ( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ) [يونس: 58].

الفرح بمضاعفة الحسنات، الفرح بتكفير السيئات، الفرح بفتح أبواب بالجنة، الفرح بإغلاق أبواب النار.

فى البخاري عن أبي هُرَيْرَةَ - رَضِي اللَّهُ عَنْهُ - قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ، فُتِّحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ، وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ.

وفي مسلم عن أبي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : ((مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)).

وفي البخاري عن أبي هُرَيْرَةَ - رَضِي اللَّهُ عَنْهُ - قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((قَالَ اللَّهُ : كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ، فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ : إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا : إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ)).

2- يستقبل شهر رمضان بالعلم :

العلم بالآيات المنزلة في هذا الشهر، العلم بالأحاديث الواردة في فضله.

3- يستقبل بالعزم والتصميم على اغتنامه :

المحافظة على الصيام.

الحرص على القيام.

الحرص على تلاوة القرآن والذكر والدعاء.

الحرص على الصدقة.

الاجتهاد في تحقيق التقوى التي جعلها الله - سبحانه وتعالى - ثمرة للصيام؛ كما في قوله - سبحانه وتعالى -: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) [البقرة: 183].

العزم على اغتنامه في طاعة الله - سبحانه وتعالى - والعزم على الإقلاع عن الذنب في هذه الشهر الكريم، العزم على تحسين الحال.

ومن ذلك التخطيط - فهو يستقبل بالتخطيط للطاعة - التخطيط للقرآن، التخطيط للقيام، التخطيط للصدقة، التخطيط للعمرة، التخطيط لكل عمل صالح.

4- يستقبل بالدعاء بالتبليغ :

كما كان معلَّى بن الفضل يقول : كان السلف ….، وقال يحيى بن كثير : كان من دعائهم : اللهم سلمني لرمضان، وسلِّم لي رمضان، وتسلَّمه مني متقبلاً؛ (ابن رجب، اللطائف 156).

ومن دعائهم : اللهم قد أظلَّنا شهر رمضان وحضر، فسلِّمه لنا وسلِّمنا له، وارزقنا صيامه وقيامه، وارزقنا فيه الجد والاجتهاد، والقوة والنشاط، وأعذنا فيه من الفتن.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق