الخميس، 9 مايو 2019

الكتاب والسنة المصدر الوحيد للحكم على أقوال الناس وأفعالهم

بإسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :

الحمد لله الذي أرسل إلينا رسولا ليخرجنا من الظلمات إلى النور و يدعونا إلى الحق وإلى الصراط المستقيم .

فقد أرسل الله رسوله محمد صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله و لو كره الكافرون ، وأرسله ليحكم بين الناس فيما إختلفوا فيه وأمرنا بالتحاكم إليه ولا يقبل حكم غير حكمه ولا إتباع شريعة غير شريعته ولا عبادة على غير هديه

قال الله -عز وجل- فيما أنزله على رسوله: (إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَـابَ بِلْحَقّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلاَ تَكُنْ لّلْخَائِنِينَ خَصِيمًا) [النساء: 105]

وقال -عز وجل-: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَـالاً مُّبِينًا) [الأحزاب: 36].

قال سبحانه: (فَلاَ وَرَبّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِى أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلّمُواْ تَسْلِيمًا) [النساء: 65]،

ومن هذا يتبين لنا أن الحكم على أقوال البشر وأفعالهم يكون بكتاب الله وسنة رسوله وليس بأهواء البشر ولا تخرصاتهم ولا إجتهاداتهم ، فمن كان قوله مخالفا للكتاب والسنة فهو مخالف ولو زكاه أهل الأرض جميعا و لو مدحه أفضل الناس ، و من كان قوله موافقا للكتاب والسنة فهو على حق ولو ذمه كل الناس ولا يمكن أن يتخذ حكم الناس وأرائهم مرجعا لتزكية الأشخاص أو القدح فيهم ، لأنه لا يوجد شخص في الدنيا إلا و هناك من مدحه وهناك من ذمه سواء كان صالحا أو طالحا ، فالنبي صلى الله عليه وسلم أفضل الخلق ولم يمدحه كل الناس بل هناك من ذمه ، فهل يعقل أن أتخذ أقوال البشر مرجعا وأقول هناك من ذم النبي صلى الله عليه وسلم و أخضع هذا الكلام للترهات الفلسفية والقواعد الجدلية التي لا تعرف حقا من باطل .

وسنعطي مثالا ليتضح الأمر :

لو يأتي شخص ويقول إن الله ثالث تلاثة ، ستجد من يمدح هذا الشخص وستجد من يذمه ولكن أين هو الحق ؟ الحق في ما قاله الله تعالى

قال الله تعالى : لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ ۘ وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۚ وَإِن لَّمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) المائدة

فهذا الشخص كافر بنص من كتاب الله ولا ينفعه مدح الناس بل لو مدحه كل الناس فإن هذا لن ينفعه في شيء ، فالحق واحد وهو ما أنزله الله سبحانه .

الذي يقول إن الخالق هو نفسه المخلوق ، فهذا زنديق كافر لن ينفعه مدح الناس له ، لأن الحكم لله سبحانه وأقوال البشر تعرض على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وليس لأراء الناس .

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق