الأحد، 12 مايو 2019

لو كانت هذه دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لما عارضه أحد

بإسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :

قال الله تعالى : وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ

وقال الله تعالى : وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ

لقد كانت دعوة المرسلين من نوح عليه السلام إلى خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم إلى عبادة الله وحده وخلع الأنداد والكفر بما يعبد من دون الله و البراءة من الشرك وأهله .

فواجهوا ردود فعل قوية من أقوامهم ونتكلم بالخصوص على آخر الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم ، فعندما جاء إلى قومه قال لهم قولوا لا إله إلا الله تفلحوا فرد عليه قومه : أجعل الألهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب ، فخاصموه وحاربوه وأخرجوه من مكة التي كانت أحب البلاد إليه ، كل هذا من أجل ماذا ؟ من أجل أن لا يفردوا الله عز وجل بالعبادة ، فكان التوحيد أصل الأصول وهو ما يدخل به العبد في الإسلام ولا إسلام بدون توحيد ،فكل عمل يعمله الإنسان بدون توحيد يكون هباءا منثورا

قال الله تعالى : وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا (23) سورة الفرقان

وقد ظهر في زماننا هذا أقوام غلَوْا غلوًا شديدا في الأخلاق و جعلوها كأنها هي أصل الدين ولا ننكر أن الأخلاق من الدين ولكن أن تكون هي أصل الدين بحيث يعطى إسم الإسلام لمن يتحلى بحسن الخلق ويسحب إسم الإسلام ممن لا يتحلى بحسن الخلق حتى لو كان صاحب الخلق مشركا وسيء الخلق موحدا ،هذا غلو وإنحراف ما بعده إنحراف ، لأن الأخلاق لا تساوي شيء إن لم تكن مبنية على عقيدة صحيحة ، ولو دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى حسن الخلق لما عارضه أحد فقد كان العرب معروفين بأخلاقهم بكرمهم وصدقهم وشجاعتهم وغيرتهم ........ إلخ

فأصل الدين هو العقيدة ثم بعدها أركان الإسلام : الصلاة والزكاة والصوم والحج ، ثم نتكلم عن المعاملات و الأخلاق .

إنه لمن العار أن تجد شخصا لا يصلي أو لا يصلي الصلاة في وقتها فيكون مهملا لأعظم ركن بعد الشهادتين حسن الإسلام عند هؤلاء القوم لماذا ؟ لأنه حسن الأخلاق ! الله أكبر

بل أكبر من ذلك ، تجده يعبد القبور والأولياء ولديه أخلاق حسنة فيكون حسن الإسلام عند هؤلاء القوم

أو تجده يعبد الله بشر أنواع البدع أو يصف الله سبحانه بأشنع الأوصاف ولديه أخلاق حسنة فيكون حسن الإسلام عند هؤلاء ! سبحان الله وبحمده

والعجيب أن هؤولاء الذين يتغنون بالأخلاق تجدهم أجهل الناس بالأخلاق الإسلامية وبالتالي أبعد الناس عن الأخلاق الإسلامية ، و مثال ذلك : إن أبرز خلق يجب أن يتحلى به المسلم هو الصدق لدرجة أن الرسول صلى الله عليه وسلم جعل الكذب من علامات النفاق نسأل الله العافية

فلنكن صرحاء ، كم هي نسبة الصدق في مجتمعنا ؟ ومن ذا الذي حافظ على هذه الخصلة الفاصلة بين المؤمن الحق وبين المتلبس بالنفاق العملي ؟؟

نحن نرى بشكل واضح أن الكذب أصبح عادي جدا وأن الصدق لم يعد معروفا في مجتمعنا إلا في حالات ناذرة جدا .

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق