الثلاثاء، 7 مايو 2019

هل يعقل أن يزكي مسلم الزنديق إبن عربي !!!!!

بإسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون

لقد مر التاريخ الإسلامي بأحداث كثيرة ومثيرة طيلة 14 قرن وشهد تحولات عقائدية وإجتماعية كبرى ، و كانت هناك إنحرافات عظيمة حاربها العلماء الربانيون وطمسوها ودفنوها ، ولكن بعد مدة من الزمن نشأ جيل لا يعرف دينه ولا تاريخه فسهل على المرجفين أن يبرزوا ما تم دفنه منذ زمن و ساعدهم على ذلك أنهم في زمن تطورت فيه وسائل الإتصال بشكل رهيب ، فصار الإعلام هو المرجع الأول والأخير للأمة ، فمن ملك الإعلام فإنه يستطيع أن يصنع أمة تسير على الثقافة التي يريدها وعلى العقيدة التي يرضاها .

إن أبرز الشخصيات الخطيرة التي يتم إظهارها هو الزنديق إبن عربي

إبن عربي من أكبر الزنادقة الذين مروا على التاريخ الإسلامي وإنه لمن العجب أن تجد من المسلمين من يثني عليه ويزكيه بل هذا من أعجب العجاب .

وهنا نريد أن ننبه القارئ حتى لا يلبس عليه أن هناك شخصان اسمهما إبن عربي ، هناك إبن العربي المالكي وهو عالم من علماء أهل السنة و الجماعة ، وهناك إبن عربي الصوفي الزنديق الذي يقول بوحدة الوجود ، تعالى الله عما يصف المجرمون علوا كبيرا

من هو ابن عربي ؟
هو محمد بن علي الحاتمي الظائي المرسي ولد بالأندلس سنة 560 هـ وتوفي سنة 638هـ ،بدأ حياته بطلب العلم في مدينة إشبيلة ، ثم سلك طريق التصوف ،فانقطع عن الدنيا ، واعتزل الناس ، ورحل للمشايخ التصوف ومن هنا بدأت مخالفته منهج النبي صلى الله عليه وسلم من عزلتة من الناس وترك الدنيا ، وله مؤلفات كثيرة ، وكان ممن دافع كثيرا عن عقيدة وحدة الوجود الكفرية التي لا ترى فرق بين الخالق والمخلوق بل كل موجود هو الخالق حتى الخنزير تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا .

عقيدة وحدة الوجود الكفرية :
يرى ابن عربي أن ( ما في الوجود إلا الله ) وأن جميع ما يدركون بالحواس هو مظهر لله تعالى ، وهذه عند حقيقة الحقائق التي تفرق بين العارف بالله والجاهل به .
يقول ابن عربي : ( العارف من يرى الحق في كل شيء ، بل في كل شيء ، بل يراه عين كل شيء )في كتابه الفتوحات المكية ( 2 / 332 )
ولا شك أن هذا كلام كفر ورده عن الدين فكثير من الآيات أتت في بيان أن الله خالق كل شيء وأن الموجودات كلها مخلوقة قال تعال : (( يأيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض )) ولاشك بكفر هذا الكلام حيث يكذب كلام الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم .

رب ابن عربي يعتريه النقص وصفات الذم :
يقول ابن عربي : ( ألا ترى الحق يظهر بصفات المحدثات ، وأخبر بذلك عن نفسه ، وبصفات النقص وبصفات الذم ) فصوص الحكم بشرح القشاني ص 84 .
فهو يدعي بأن الله تعالى عنده صفات نقص وذم تعالى الله عما يقول علواً كبيرا .
يقول الله تعالى : (( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها )) فهل يليق من له الأسماء الحسنى والصفات الأعلى أن يعتريه نقص أو ذم ؟! .

القول بسقوط التكاليف :
إيمان ابن عربي بوحدة الوجود يقوده إلى اعتقاد سقوط العبادة عنه ، لأنه وصل للرأي بأن العابد هو المعبود ، والشاكر هو المشكور ، يقول ابن عربي في كتابه الفتوحات المكية ( 6/236 ):
الرب حق والعبد حق ياليت شعري من المكلف
إن قلت عبد فذاك ميت أو قلت رب أنى يكلف

قوله بوحدة الأديان :
كون ابن عربي يعتقد أن العالم كله هو عين ذات الله تعالى ، وهذه العقيدة استلزمت إيمانه بوحدة الأديان لذلك تجده يقول : (( إن الحق في كل معبود وجها يعرفه من عرفه ، ويجهله من جهله ) (فصوص الحكم بشرح القاشاني ص 67.

وهذا الوجه هو أن يتجلى – بزعمهم – في صورة هذا المعبود ، فالصورة صورة مخلوق ، والحقيقة هو الله تعالى . فبهذا الاعتقاد الفاسد جعلوا كل معبود هو الله حتى البقر وكذلك يستلزم من قولهم صحة عبادة كفار قريش للأصنام تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا وقد قال الله تعالى : (( إن الدين عند الله الإسلام )) ولا أدري من هو الكافر ؟! ولماذا بعث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ؟!

وقال في بعض أشعاره :

وما الكلب والخنـزير إلا إلهنا *** وما الله إلا راهب في كنيسة



أي إنسان عاقل يقف شعره عندما يسمع هذا الكلام الخبيث الذي لم نسمع بكلام أخبث منه ، تعالى الله عما يقول الزنادقة علوا كبيرا

وأخيرا أريد أن أنبه على أمر مهم : إن هذا الزنديق يعتقد بعقيدة فاسدة شرعا وعقلا وهي عقيدة وحدة الوجود وستسمعون من الجهلة أو أهل الخبث المتعصبين من يحاول تبرئته من هذه العقيدة وذلك بنقل قوله الذي يقول فيه :

من قال بالحلول فدينه معلول، وما قال بالاتحاد إلا أهل الإلحاد

ويقول أيضا : الإتحاد محال لا يقول به إلا جهول عن عقله شردا

إن الفرق بين عقيدة الحلول والإتحاد ووحدة الوجود لا تخفى على من يفهم شيئا في العقيدة وما يضادها

فوحدة و الوجود شيء ، والإتحاد والحلول شيء آخر

وحد الوجود التي يعتقدها الزنديق إبن عربي معناها أن الوجود واحد أي لا يوجد خالق ومخلوق ، بل الخالق هو نفسه المخلوق وهو عينه المخلوق فكل ما في العالم هو الله ،وهذا واضح في الأبيات المذكورة تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا

يعني خلاصة هذه العقيدة : أنهم لا يثبثون خالق ومخلوق بل الوجود عندهم واحد فالخالق هو نفسه المخلوق ويرون أن إثبات خالق ومخلوق شرك

أما الحلولية فيثبثون خالقا ومخلوقا ويقولون أن الخالق حل في المخلوق تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا

أما أهل الإتحاد فيثبثون خالقا ومخلوقا ويقولون أن الخالق إتحد مع المخلوق فصار شيئا واحدا تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا

فيتضح لك أخي القارئ مما سبق أن إبن عربي ينكر الاتحاد والحلول لأنهما يثبثان خالق ومخلوق ، أما هو فيعتقد بوحدة الوجود التي تقول أن الخالق هو عينه المخلوق

هذا حتى لا يدلس المدلسون وينقلون نفي إبن عربي لعقيدة الإتحاد والحلول لتبرئته من القول بوحدة الوجود ، وكما قلنا وحدة الوجود شيء والإتحاد والحلول شيء آخر

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق